«متحف كيوتو الدولي للمانغا»... قِبلة المهتمين بفن المانغا في اليابان
ثقافة سياحة وسفر مانغا وأنيمي- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
تمثل ”المانغا“ في اليابان أكثر من مجرد عنصر نموذجي من الثقافة الشعبية، حيث تثير اهتمام الناس من جميع الأعمار وأصبحت موضوعًا هامًا للبحوث الأكاديمية. بفضل شعبيتها العالمية المتزايدة، افتتح متحف كيوتو الدولي للمانغا في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006.
يُدير المتحف بشكل مشترك بين مدينة كيوتو وجامعة كيوتو سيكا، التي كانت رائدة في الدراسات الأكاديمية للمانغا منذ ما يقرب من 40 عامًا. وقد افتتحت الجامعة أول قسم مخصص للمانغا في العالم في نفس العام الذي تم فيه افتتاح المتحف. يُعتبر المتحف مركزًا رائدًا لاستكشاف تاريخ وتطور فن المانغا، حيث يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بمجموعاته الفنية والاطلاع على البحوث الأكاديمية الحديثة في هذا المجال.
الصغار والكبار مستغرقين في ”المانغا“
يضم المتحف حوالي 300 ألف كتاب من قصص المانغا والأنيمي، مما يجعله واحدًا من أكبر المجموعات في العالم. وعلى الرغم من أن نواة المجموعة تتألف من المانغا اليابانية الحديثة، إلا أن لديها أيضًا مجموعة واسعة من المصادر من جميع أنحاء العالم وكتب ”مانغا“ يابانية قديمة تعود إلى عصر ”ميجي“ (1868-1912).
وتتوفر حوالي خمسين ألف كتاب بالمتحف للاطلاع عليها بسهولة، حيث تُعد رفوف الكتب جزءًا هامًا في تجربة المتحف. فهناك ”جدار المانغا“، الذي يتكون من رزمًا من كتب المانغا من الأرض إلى السقف، يمتد لأكثر من مئتي متر في أرجاء المبنى، وتُرتب الكتب فيه حسب التاريخ واسم المؤلف، مما يتيح للزوار استكشاف ومطالعة مجموعة واسعة من الأعمال.
يعتبر المتحف ملاذًا مثاليًا لعشاق المانغا الذين يسعون للعثور على الإصدارات النادرة، حيث يتيح لهم الفرصة لمطاردة العناوين التي قد لا تتوفر بسهولة في الأسواق العامة. ويساعد الألواح التفاعلية التي تتأثر باللمس في المتحف القراء في تعقب وتصفح العناوين التي يبحثون عنها.
وفي أجواء من الهدوء والسكون، يمكن للزوار الاستمتاع بقراءة المانغا المفضلة لديهم في جميع أنحاء المتحف، مما يجعله مكانًا مثاليًا للاسترخاء والتمتع بالقصص المحبوبة.
كما أن غالبيو الزوار من العائلات مع الأطفال، حيث تقوم الأم بزيارة المتحف مع ابنتها التي تحب الصور للمشاركة في ورشة عمل، بالإضافة إلى فتاة عمرها عشر سنوات من محافظة ”شيغا“ تزور المتحف مع والدها، الذي يعتبرها فرصة لنقل حبه للمانغا إلى الجيل القادم. ويعرض المتحف العديد من الأعمال التي تُرضي البالغين والأطفال على حد سواء، مما يسهم في جمع الأجيال معًا.
ويُقدم المتحف أيضًا عروضًا وبرامجًا خاصة تروي القصص للأطفال، حيث يُعلن الموظفون بداية العرض بواسطة ”هيوشيغي“، المصفقة الخشبية الرنانة التي تُستخدم عادة للإشارة إلى بداية العروض المسرحية. يُشجع الأطفال بعد ذلك على الجلوس في مقاعدهم والاستمتاع بأداء ”كاميشيباي“ (المسرح الورقي) لرواية القصص بالصور، والذي يساعدهم على الاستمتاع بقصة الحكاية بشكل مرئي ومسلي. وقد كان هذا المشهد مألوفًا في جميع أنحاء البلاد، ولكن هذا الترفيه التقليدي اختفى من الشوارع اليابانية منذ ظهور التلفزيون في الخمسينات، ويبدو أن متحف المانغا هو المكان الوحيد في البلاد الذي يُقام فيه العروض على أساس يومي.
وهذا ليس كل شيء، بل يوفر المتحف أيضًا فرصة لرؤية عملية رسم المانغا بنفسك. في استوديو المانغا، يمكن للزوار مشاهدة المبدعين المحترفين وهم يعملون على أحدث أعمالهم، ويمكنك أيضًا زيارة مكتب المحرر في الاستوديو، حيث يمكن للفنانين المبتدئين استشارة المحترفين للحصول على النصائح والإرشادات.
ويقول الفنان المحترف ”كوجيما إيو“: ”يميل مبدعو المانغا إلى القيام بالكثير من العمل بمفردهم في شققهم. ومن الرائع أن يكون لديك الفرصة للرسم أمام الجمهور، إنه تغيير لطيف، ويسمح لك بالتفاعل مع الفنانين الشبان الطموحين الذين يسعون للدخول في هذه المهنة“.
أما ”جاكلين برندت“، أستاذة متخصصة في المانغا في جامعة ”كيوتو سيكا“، فتقول إن المتحف أصبح مكانًا يلتقي فيه الباحثون والهواة على حد سواء. وتضيف: ”إن متحف المانغا يعقد اجتماعات دراسية وندوات مفتوحة للجمهور العام. بالنسبة لي كدارس أكاديمي للمانغا، فإن القدرة على البقاء على اتصال مع القراء العاديين بهذه الطريقة لا تقدر بثمن. وفي هذا المعنى، فإن المتحف يقدم خدمة هامة كونه ملتقى للناس للمشاركة من خارج حدود المجتمع الأكاديمي. فطلابي يشاركون دائمًا في دورات كهذه ويكتبون مقالات حول النتائج التي توصلوا إليها كجزء من وظائف دراسية“.
وبالإضافة إلى المعارض الدائمة وورش العمل والندوات، تجلب المعارض الخاصة والنقاشات ذات الصلة المزيد من الطاقة والحيوية إلى تجربة المتحف بأكملها.
هواة المانغا من خارج اليابان
ولعل أحد الأشياء التي تجعل من المتحف ذو قيمة خاصة هي الطريقة التي يمكن بها جمع الثقافة الشعبية اليابانية مع المعالم التاريخية التقليدية في مدينة ”كيوتو“. فغالبية السياح من الخارج هم من الزوار الدائمين، وذلك نظرًا لتواجد مواقع التراث الوطني مثل قلعة ”نيجو“ وقصر ”كيوتو“ الإمبراطوري على مقربة من المتحف.
وجدير بالذكر أن متحف ”كيوتو“ الدولي للمانغا: فَتَحَ أبوابه في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006. وبحلول نهاية مارس/آذار 2012، كان قد زار المتحف ما مجموعه 1.4 مليون شخص. حيث تعمل الزيارة بالنسبة لكثير من هؤلاء الزوار، الزيارة على التذكير بالمتعة الخاصة التي تحيط بـ”المانغا“ وكذلك كونها أيضا مفاجأة مثيرة للكثيرين عندما يعرفون أن المانغا هي الآن موضوع دراسة أكاديمية جادة.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر متحف ”كيوتو“ الدولي للمانغا مكانًا حيويًا للثقافة الشبابية والفنية في اليابان وخارجها. يقدم المتحف فرصة للاستمتاع بالمعارض الدائمة والمؤقتة التي تستعرض تاريخ المانغا، وتسلط الضوء على أبرز الفنانين والأعمال البارزة في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، يُقام في المتحف ورش عمل وندوات وفعاليات متنوعة تهدف إلى تعزيز فهم الزوار لفن المانغا وتعزيز مهاراتهم في الرسم والكتابة.
يعتبر المتحف أيضًا مركزًا للبحث الأكاديمي في مجال المانغا، حيث يُنظم المؤتمرات والندوات العلمية ويشارك في الأبحاث التي تسهم في فهم أعمق لتأثير المانغا على الثقافة اليابانية والعالمية. وبفضل جهوده في تعزيز فن المانغا وتوثيق تاريخه، يُعتبر المتحف مكانًا هامًا لعشاق الفن والثقافة في جميع أنحاء العالم.
يُعتبر متحف كيوتو الدولي للمانغا وجهة مميزة لعشاق الثقافة اليابانية والمانغا على حد سواء. يقدم المتحف تجربة تعليمية وترفيهية فريدة، حيث يمكن للزوار استكشاف تاريخ المانغا، والتعرف على عملية إنتاجها، والتفاعل مع الفنانين المحترفين.
بالإضافة إلى مجموعته الضخمة من الكتب والمانغا التي تمتد عبر العصور، يُقام في المتحف معارض مؤقتة تعرض أعمالًا فنية مميزة لفناني المانغا المشهورين، مما يضيف تجربة فريدة لزيارة المتحف في كل مرة.
كما يُنظم المتحف أيضًا فعاليات وورش عمل تفاعلية حيث يمكن للزوار تجربة رسم المانغا بأنفسهم بإشراف فنانين محترفين. وتُعد هذه الفعاليات فرصة ممتازة لاكتشاف المهارات الفنية والتعبير الإبداعي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوار الاستمتاع بالمتجر المتخصص داخل المتحف الذي يقدم مجموعة واسعة من المنتجات ذات الصلة بالمانغا، بما في ذلك الكتب والأدوات الفنية والهدايا التذكارية، مما يجعل الزيارة تجربة شاملة لعشاق الثقافة اليابانية.
Kyoto International Manga Museum
Karasumadōri-Oike, Nakagyō-ku, Kyoto (Formerly Tatsuike Elementary School)
TEL:075-254-7414
ساعات العمل: 10:00 حتي 18:00 (آخر دخول: 17:30 مساء)
مغلق: الأربعاء (أو في اليوم التالي في حالة وجود عطلة وطنية)، عطلة رأس السنة الجديدة، خلال أعمال الصيانة.
رسوم الدخول : 800 ين للكبار، 300 ين لطلاب المدارس الإعدادية وطلاب المدارس الثانوية، 100 ين لطلاب المدارس الابتدائية، مجانا لأي شخص أصغر سنا (ولكن يجب أن يرافقه شخص بالغ).
(المقالة الأصلية باللغة اليابانية بقلم ”ياتا يوميكو“. الترجمة من اللغة الإنكليزية. الصورمن ”ماكوتو إيتو“. مع شكر وتقدير إلى متحف ”كيوتو“ الدولي للمانغا“.)