مكانة جبل فوجي في قلوب اليابانيين

ثقافة

استقبل موقع Nippon.com عام ٢٠١٢ بهذا المقال عن جبل فوجي الذي يعاد نشره هنا والمأخوذ أصلاً من مجلة صدى اليابان، حيث يُعتقد أن رؤية جبل فوجي في أول منام من العام الجديد هو من أكثر الأشياء تيمناً وبَركة. يستعرض تاكاشينا شوجي في هذه المقال جبل فوجي من النواحي الفنية والتاريخية والثقافية.

هوكوساي. ’’الموجة العظيمة قبالة كاناغاوا‘‘، من ’’المناظر الستة والثلاثين لجبل فوجي‘‘.

بعد أن شاهد الكاتب إيدموند دي غونكورت المولع بالفن الياباني بعض المطبوعات المتعلقة بجبل فوجي ’’فوجي ياما‘‘ لكاتسزشيكا هوكوساي وأصدقائه، كتب في مجلته ـ٩٦): ’’لم ندرك بالقدر الكافي حجم الدين الذي يدين به فنانونا المختصين بالمناظر الطبيعية، وخاصة مونيه، لهذه الصور. لقد كان هذا الدين كبيرا بالتأكيد، فقد أُغرم رسامو المدرسة الانطباعية بمطبوعات أوكييو-إيه اليابانية، وليس هنالك أكثر شهرة من هذا النوع من الفن أو أكثر تأثيراً من سلسلة هوكوساي المسماة بـ’’فوغاكو سانجوروكّيه‘‘ أو ’’المناظر الستة والثلاثين لجبل فوجي‘‘. وحتى أنه بعد بضع سنوات تم اختيار المطبوعة الشهيرة ’’كاناغاوا أوكي نامي أورا‘‘ أو ’’الموجة العظيمة قبالة كاناغاوا‘‘ لتزيين غلاف أحد أعمال الموسيقار الفرنسي كلودي ديبوسي الشهيرة المسماة بـ’’لا مير‘‘. أيّ البحر حققت ’’المناظر الستة والثلاثين‘‘ لهوكوساي نجاحا باهراً وفورياً بين مختلف صفوف اليابانيين في ذلك الوقت، وذلك بجعل أكثر المعالم اليابانية شهرة كمجموعة متنوعة من أبرع التركيبات، فقد كان ينظر من خلالها في بعض الأحيان إلى مسافة بعيدة تتجاوز منظر مدينة إيدو أو عبر جوف الموجة إلى أزمنة أخرى بعيدة تهيمن على سطح الصورة بشكل كامل. ولكن ليس لهذا الإنجاز المبدع حدود، فقد أنتج هوكوساي ١٠ مطبوعات إضافية ليصبح المجموع الكلي ٤٦ منظراً. وبالإضافة إلى ذلك، ترك هوكوساي لنا ’’فوغاكو هياكّيه‘‘ أو ’’مائة منظر لجبل فوجي‘‘ والتي تضّمُ ثلاثة مجلدات من المطبوعات المُجَمَعَّة على شكل كتاب. ويظهر جبل فوجي في عدد آخر من أعمال هوكوساي، تشمل ايضا عملين اثنين من تلك المطبوعات بالحبر وهما: ’’شيوهيغاري-زو‘‘ أو ’’جامع المحار‘‘، حيث تظهر فيها صورة مذهلة لقمة جبل فوجي مكسوةً بالثلوج وهي مرتفعة في خلفية مشهد أناس يروحون عن أنفسهم بالحفر بحثا عن المحار مع تراجع أمواج المد، و’’فوجي-كوشي نو ريو‘‘ أو ’’التنين الطائر فوق جبل فوجي‘‘، وهو عمل يرجع تاريخه بين عام التسعين والسنة الأخيرة من حياة هوكوساي الطويلة (١٧٦٠- ١٨٤٩). ويبدو واضحا أن هذه العبقرية الدؤوبة في الفن الياباني بقيت مسحورة بجبل فوجي خلال حياته المهنية المثمرة.

هوكوساي. ’’جامع المحار‘‘.(متحف أوساكا البلدي للفنون).

هوكوساي. ’’التنين الطائر فوق جبل فوجي‘‘.

 

الصفحة التالية: جبل فوجي يخلده الفن

كلمات مفتاحية

ثقافة جبل فوجي كاتسوشيكا هوكوساي الفن أوكييو-إيه

مقالات أخرى في هذا الموضوع