خواطر مسلم في اليابان !
مجتمع لايف ستايل- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
أكثر شيء كان غريباً بالنسبة لي في بداية معيشتي في اليابان موضوع الأديان. فكثير من أصدقائي اليابانيين كانوا يقولون عن أنفسهم أنهم لا يؤمنون بأي دين، إلا أنهم كانوا يحتفلون بالهالوين والكريسماس كما كانوا يحتفلون أيضاً برأس السنة بالذهاب إلى المعابد لصلاة العام الجديد !
من المعروف عن اليابانيين أنهم يذهبون إلى المعابد البوذية للصلاة أو التضرع من أجل الولادة بسهولة، أو الدعاء بأن تكون الأسرة في صحة جيدة وغيره من الأدعية والصلوات. بينما يذهبون إلى المعابد الشنتوية والبوذية في آن واحد للدعاء بالنجاح في المراحل الدراسية والدعاء بالصحة وطول العمر. وعلى صعيد آخر تقام مراسم العرس والأكاليل في الكنائس، بينما تقام الجنائز في المعابد البوذية. ولكن عندما تسأل أحدهم عن ديانته فيجيبك بأنه لا يؤمن بدين معين.
كما أنه من الغريب على شخص مسلم مثلي ولد وتربى ونشأ كمسلم أن يرى شخصًا بلا دين. ولكن الأغرب من ذلك أن تجد شخصاً يقوم بشعائر واحتفالات دينية مختلفة ولكنه يقول عن نفسه أن لا يؤمن بدين معين! مما جعلني أشعر ببعض من الحقد والغيرة تجاه ذلك. والسبب هو عدم إدراج اليابانيين للإسلام في أي جانب من الجوانب الدينية والشعائر التي يقومون بها أو يستمتعون بها.
تهيؤات مسلم
من المؤسف عدم معرفة اليابانيين بالاحتفالات أو الأعياد الإسلامية مثل عيد الأضحى والفطر والمولد النبوي وكيف يكون الجو العام في هذه الفترة مما يجعل شخص مسلم مثلي أشعر بنوع من الوحدة عند مرور أي مناسبة دينية أثناء إقامتي في اليابان.
فعندما يأتي الشتاء ويمر بائع البطاطا الحلوة المشوية أمام البيوت وقت الغروب وأسمع ندائه يحدث لي نوع من اللبس وأشعر بأنني أسمع أذان المغرب هنا في اليابان! أعتقد أن كل مسلم في اليابان حدث له نفس الإحساس ولو لمرة واحدة على الأقل.
في بداية الأمر كنت أرفض أي دعوة من أصدقائي لحضور حفلات الكريسماس أو احتفالات رأس السنة بسبب أنني مسلم. لكن مع الوقت بدأت أغير فكري وحضرت تلك المناسبات واستمتعت بالجو الذي يغلف الشوارع والمدن في تلك الفترة. إلى أن جاء يوم قال لي صديق ياباني إن مشاركة اليابانيين في العديد من الاحتقالات الدينية المختلفة والاستمتاع بها هي عامل من العوامل التي تزيل الاحتكاك بين الأديان. عندها أدركت تماماً ما أراد توصيله لي. ففعلاً أنا مسلم هنا في اليابان أحيا حياتي كمسلم بفضل تسامح اليابان تجاه الأديان. لا شك أن هناك فهم خاطئ للإسلام هنا في اليابان على أنه دين صعب الفهم أو دين مخيف. ولكن بالرغم من ذلك فأنا ما زلت أتمتع بممارسة شعائر ديني بدون أي تعصب أو تفرقة أو أي مشكلة في اليابان بالمقارنة مع أي دولة غربية.
اليابانيون متسامحون ولكن ما الذي ينقصهم؟
لدي العديد من أصدقائي المسيحيين في مصر ممن أبادلهم كلمات المعايدة في كل عيد ويبادلوني كذلك في كل مناسبة. فما أجمل أن تحترم دين الآخر ويحترم الآخر دينك دون تعصب أو تشدد.
أعتقد أنه ما زال هناك فهم خاطئ أو غير صحيح للإسلام في اليابان كما ذكرت سابقاً. ما زال جزء من الإعلام يركز على الجانب السيئ المحزن لعالمنا من أخبار وصور للإرهاب والحروب الأهلية وغيرها من الأخبار الغير سارة لدرجة أني قابلت شخصا كان يعتقد أن المسلمين كلهم جماعات إرهابية. وحتى يزول هذا الفهم الخاطئ ويتعرف اليابانيون على ديننا يجب إقامة بعض المناسبات الإسلامية هنا ودعوة اليابانيين للمشاركة بها كخطوة أولية للتعارف والتألف فيما بين اليابانيين والإسلام.
بالطبع هناك بعض المساجد في اليابان تقوم بفتح أبوابها لكل الناس في الأعياد ورمضان. ولكن للأسف عددها قليل جدا. أما على المستوى الشخصي فكل فرد منا يمكنه أن يدعو أصدقائه اليابانيين لتناول الإفطار معه على سبيل المثال حتى يتمكنوا من رؤية مناسباتنا عن قرب. أعتقد أن الإيمان يقوي الإنسان وأرى أن الياباني بحاجة إلى الإيمان بدين ما. فكما يستمتع اليابانيون بمناسبات واحتفالات الأديان الأخرى أتمنى أن يستمتعوا أيضاً بحلاوة الإيمان.