رحلة إلى عالم الحمامات العامة في اليابان

سينتو: تاريخ الحمامات العامة في اليابان

ثقافة لايف ستايل سياحة وسفر

كانت الحمامات العامة في اليابان تتمتع بشعبية كبيرة لعقود من الزمان، وذلك لأسباب اجتماعية كتلك التي تتعلق بالنظافة، ولكن متى ظهرت فكرتها لأول مرة وكيف تطورت على مر السنين؟ نتعرف في هذا المقال على تاريخ الحمامات العامة في اليابان.

الاختلاط وتأثيره على الأخلاق العامة

شهدت حمامات السينتو طفرة كبيرة خلال عصر إيدو (۱٦۰٣-۱٨٦٨) باعتبارها مرافق تستخدم بشكل يومي من قبل العامة.

واستنادا لأحد الوثائق التاريخية، فقد تم بناء أول حمام عام في إيدو (الاسم السابق لطوكيو) في عام ۱٥٩۱ من قبل رجل يدعى إيسيه يوئتشي. وكان يقع بالقرب من أحد الجسور بجانب ما يعرف حاليا بمقر بنك اليابان بوسط طوكيو. وأدى نجاح فكرة الحمامات العامة إلى إنشاء مرافق مماثلة. وبعد عقد من الزمن، كانت هناك العديد من الحمامات العامة في كافة أرجاء المدينة.

وتشير السجلات التاريخية إلى أنه بحلول عام ۱٨۱۰ كان هناك ٥۲٣ حمام سينتو في المدينة، مما يدل على مدى حب سكان مدينة إيدو للحمامات العامة.

يمكن تقسيم الحمامات العامة في عصر إيدو إلى تلك التي كانت تسمح بالاختلاط ونظيرتها التي كان يتم فيها الفصل بين الرجال والنساء. حيث كان يتسم اقليم كانساي في غرب اليابان بالكثير من الحمامات المختلطة. بينما كان الوضع في إيدو أقل عددا، ولكن الحمامات المختلطة كانت تتمتع بشعبية أيضا. وبالنسبة لمالكيها، فإن وجود الرجال والنساء معا يقلل من التكاليف حيث أن الحاجة تكون إلى حمام واحد فقط مشترك. وكانت بعض الحمامات تقوم بدعاية مبتكره كتلك التي كان يطلق عليها يونا (湯女) حيث تقوم فيها الفتيات بدعك وتدليك الزبائن من الرجال. إلا أن الأمر قوبل بالرفض من الشوغون لتأثيره على الأخلاق العامة، وأصدروا حظرا يمنع الاستحمام المختلط والحد من تزايد يونا. ومع ذلك، تم تجاهل أحكامه إلى حد كبير في إيدو.

في البداية، كان هناك نوعان من حمامات السينتو حيث كانت حمامات فورويا (風呂屋) تقوم على فكرة حمامات البخار، في حين كانت حمامات يويا (湯屋) ترتكز على فكرة أحواض الاستحمام المشتركة الكبيرة والتي مع مرور الوقت أصبحت تمثل الشكل الاعتيادي للحمامات على الرغم من حالة الخلط بينهما. وهي تعرف الآن بصفة عامة باسم حمامات فورويا.

الصفحة التالية: في الهواء الطلق

كلمات مفتاحية

السياحة حمام سينتو

مقالات أخرى في هذا الموضوع