عالم الزِنْ

ستيف جوبز وإعادة اكتشاف فلسفة الزِنْ

ثقافة

يتم إعادة النظر إلى ”الزِنْ“. فليس هو الشغف الثقافي حول الأشياء الغامضة بالشرق، بل هو ما بدأ أن يلتفت البشر إلى فاعلياته العملية. فسنأخذ في عرض ”حاضر“ اليقظة، والتأمل، والزِنْ في صورة تسلسلية، حصًرا على ستيف جوبز.

”اليقظة“ الخالية من أي طابع ديني

يعتبر ”حس الزِنْ عند جوبز“ مصدر إلهام لشركات تكنولوجيا المعلومات (IT) التي تعشق الأشياء الجديدة والذكية في الأصل، وبدأت في إدراج الزِنْ في برامج موظفيها جُملةً. واكتشفت النخبة الفكرية الغارقة في بحار المعلومات الشاسعة أن التقنيات المتحكمة في المعلومات والأنفس موجودة في أحد أنواع التأمل، والزِنْ، ألا وهي اليقظة. فتمتد هذه النزعة إلى شركات غوغل، إنتل، IBM، موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وكذلك تمتد حتى وزارتي الزراعة والدفاع الأمريكيتين.

تنتشر التصاعدات الجديدة للزِنْ التي اكتسبت الصورة الأنيقة على يد جوبز في أوروبا والولايات المتحدة تحت مسمّى ”اليقظة“ الذي قام بمحو الطابع الديني. فتتصاعد موجات أصولية الزِنْ هذه التي لا تمحي الصور الباقية لحادث جماعة أوم شينريكيو الدموية، رغم تأخرها في اليابان.

”الأخوان سوزوكي“ اللذان قدّما تعريف الزِنْ في الولايات المتحدة

لماذا اهتم جوبز بالزن في الأصل؟ وماذا كان الزن يمثل بالنسبة له؟

دايسيتسو سوزوكي الذي أرسى قواعد الزِنْ على مستوى العالم باعتبارها ZEN

ترجع أصول الزِنْ إلى جنوب الهند، ومؤسسها هو الكاهن بودهيدهارما الذي انتقل إلى الصين فيما بعد. يُطلق عيلها ”زِنْ“ اختصارًا لمدرستيّ طائفة الزِنْ ”مدرسة سوتو ومدرسة رينزاي“ إحدى طائفات الماهايانا (أحد المذهبين الرئيسيين للبوذية)، وتعتبر زازِنْ هي صور الممارسات الأساسية للزِنْ. فقد تدهورت في عصر أسرة مينغ في الصين، ولكن أحضرها المُعلِّم دوغين (١٢٠٠-١٢٥٣) إلى اليابان في عصر كاماكورا بعدما ذهب إلى الصين للدراسة، وتم تطويرها تحت رعاية الشوغون في عصر موروماتشي. وأخذت ”الزِنْ اليابانية“ تنتشر على مستوى العالم منذ عصر ميجي.

ويُقال إن من أحضرها إلى الولايات المتحدة هما ”الأخوان سوزوكي“. سوزوكي دايسيتسو (١٨٧٠-١٩٦٦)، وسوزوكي شونريوو (١٩٠٥ -١٩٧١). اتجه دايسيتسو إلى الأنشطة الكتابية وإلقاء الندوات حصريًا باللغة الإنكليزية، بينما اتجه شونريوو إلى تطبيع الزازِنْ مع الأمريكيين. فكان كتاب مدخل إلى الزِنْ ”روح الزِنْ روح المبتدئين“ (دار سانغا للنشر) والذي حاز على إعجاب جوبز من تأليف شونريوو.

انهمك جوبز الذي تربى ربيبًا بعد ولادته مباشرةً في حركة العصر الجديد منذ الصغر، وعندما ترك الجامعة في التاسعة عشر من عمره، قام برحلة إلى الهند حيث يمكننا القول بأنه كان هناك طقوس عبور هيبّي آنذاك، وقضى بها شهرًا. وكان الكتاب المقدس الكلاسيكي لحركة العصر الجديد ”احضر حالًا - كتاب يفتح أبواب الروح“ (لمؤلفه رام داس) الذي وضع جوبز حجر الأساس بعد قراءته له من تأليف شونريو.

الصفحة التالية: دراسة ٣٠ عامًا مع كاهن زِنْ غير تقليدي

كلمات مفتاحية

البوذية الدين أبل الزن

مقالات أخرى في هذا الموضوع