المؤثرات الخاصة اليابانية التي قدمت غودزيلا للعالم

ماذا يعني أن تكون غودزيلا ؟

ثقافة

ماذا يحرك غودزيلا؟ إذا كان هناك أحد ما يمكنه الإجابة على هذا السؤال فهو ”ناكاجيما هارو“. الممثل السابق الذي ارتدى بدلة الوحش ولعب دور غودزيلا في ١٢ فيلما. وقد أجرينا مؤخرا مقابلة مع ”ناكاجيما“ لنتعرف عن كيفية تمكنه من جلب الوحش حيا على الشاشة الكبيرة.

مناسب جدا للدور

لعل الهواة المتعصبون لأفلام غودزيلا يعرفون الوحش من الداخل إلى الخارج بكل معنى الكلمة. وهذا يعني أن المشجعين الجادين والذين هم على دراية بـ ”ناكاجيما هارو“، الممثل الذي ارتدى بدلة ”غودزيلا“، يَكنُوّن له أيضاً أعظم درجات الاحترام. فقد تم قبل ستين عاماً، من أجل فيلم غودزيلا الأصلي، اختيار ناكاجيما لارتداء البدلة المطاطية الثقيلة للوحش والتي ابتكرها مدير المؤثرات الخاصة، ”تسوبورايا إيجي“ (١٩٠١-١٩٧٠). وكان الأداء الرائع له في هذا الدور بالضبط وربما كان هذا ما ساعد على جلب الوحش حياً على الشاشة، وكذلك الولادة السريعة لطائفة هواة غودزيلا في جميع أنحاء العالم.

ناكاجيما في كثير من الأحيان يتم دعوته للمشاركة في الأحداث الخارجية لمحبي ”توكوساتسو“، والذي يعني حرفياً ”التصوير الخاص“، من خلال اتباع أسلوب مبتكر في فيلم غودزيلا عام ١٩٥٤، وكان قد سافر إلى الولايات المتحدة أكثر من ١٠ مرات. هذه الصورة التي التقطت في حفل يونيو/حزيران ٢٠١٤ في ولاية فلوريدا، تظهر ”ناكاجيما“ (يمين) جنبا إلى جنب مع الممثل ”تاكارادا أكيرا“ من فيلم غودزيلا الأصلي وهاو أمريكي. (الصورة مقدمة من ”ناكاجيما هارو“.)

ولد ”ناكاجيما“ عام ١٩٢٩ وظهر على الشاشة لأول مرة عام ١٩٥٣ في فيلم ”تيهييو نو واشي“ (نسورالمحيط الهادئ)، من إنتاج استوديو ”توهو“ الذي تعاقد عليه كممثل. في الفيلم، يؤدي عملاً مثيراً حيث يلعب دور طيار مقاتل تحترق طائرته. وبعد نجاحه في هذا الدور الجرئ، عُرض على الممثل الشاب البارع المشاركة بسيناريو لفيلم آخر كان يعرف مبدئيا باسم (مشروع G). وكان الفيلم محاط بسرية تامة. وكذلك لم يكن بمقدور ناكاجيما معرفة أي تفاصيل عن المشروع من رئيس قسم التمثيل الذي سلمه النص أو من المخرج ”هوندا إيتشيرو“ الذي اختير للفيلم،. وقال المخرج لـ ”ناكاجيما“ بان بإمكانه توجيه أسئلته إلى ”تسوبورايا“.

”مشروع G“ السري للغاية

وبهذا تحول ”مشروع G“ غودزيلا السري عام ١٩٥٤ ليصبح فيلماً أسطورياً، حيث جلب لمخرج التأثيرات الخاصة ”تسوبورايا“ لقب ”إله توكوساتسو“. ويذكر ”ناكاجيما“ أنه عندما التقى ”تسوبورايا“ لمعرفة المزيد عن المشروع السري، عرض المخرج صورتين من بين اثني عشر صورة، من لوحة القصة للفيلم ليعطيه فكرة أساسية ثم قال: ”لقد خرجنا بفكرة الشخصية، ولكن لست متأكدا حقاً من كيفية تنفيذها. أنا أعرف فقط أنه حالما ترتدي البدلة وتتجول بها، يمكننا تسوية ما تبقى من خطة العمل في وقت لاحق“.

الثنائي المبدع وراء غودزيلا هما ”هوندا إيتشيرو“، الذي أخرج الفيلم ”تيهييو نو واشي“ (نسور المحيط الهادئ) و”ناكاجيما“ على الشاشة، وساحر المؤثرات الخاصة ”تسوبورايا إيجي“، الذي كان أول عمل له

وقد دعا ”تسوبورايا“ ”ناكاجيما“ لمشاهدة فيلم "كينغ كونغ" لإعطائه فكرة أفضل عن ماهية الوحش في الفيلم القادم، وذلك على الرغم من أن غودزيلا الذي يصل طوله إلى ٥٠ متراً كان أطول بكثير من كينغ كونغ، الذي لم يكن سوى خمس طوله. كما أعطى ”تسوبورايا“ التعليمات لـ”ناكاجيما“ بقوله: ”أنت الممثل، لذلك ركز على إخراج أفضل ما لديك“، وكذلك” اترك الإخراج التمثيلي لي وكن مستعداً لتعليماتي. البدلة ثقيلة جداً بالمناسبة. هل ستكون على ما يرام؟“. وقد أجاب ”ناكاجيما“ متحمساً ”نعم“، ففخره واعتزازه كمحترف لم يسمح له بالإجابة خلاف ذلك. واتبع المخرج هذا أيضاً بحث الممثل على ”التمسك بالبدلة بغض النظر عن مدى صعوبة المهمة“- منتزعاً تأكيداً آخراً من ”ناكاجيما“ المتحمس.

الصفحة التالية: التحرك في بدلة وزنها ١٠٠ كيلوغرام

كلمات مفتاحية

الأفلام توكوساتسو تسوبورايا إيجي

مقالات أخرى في هذا الموضوع