اكتشف أطعمة الطوارئ في اليابان: كيف يستعد اليابانيون للكوارث؟

جلب صيف 2024 إشارات قوية بمخاطر الكوارث في اليابان، حيث شهدنا أمطارًا غزيرة ناجمة عن الأعاصير وزلزالًا بقوة 7.1 درجة قبالة سواحل محافظة ميازاكي في 8 أغسطس، مما أثار تحذيرًا حكوميًا بشأن احتمال حدوث نشاط على طول حوض نانكاي.

تشجع السلطات في اليابان السكان على تجهيز صناديق الطوارئ التي تحتوي على إمدادات من الماء والطعام، بالإضافة إلى مستلزمات مثل البطاريات، والمصابيح اليدوية، ومنتجات النظافة. تقدم العديد من البلديات قوائم مرجعية لتخزين هذه الإمدادات بعدة لغات. على سبيل المثال، تدير حكومة العاصمة طوكيو موقع ”طوكيو بيشيكو نابي“، الذي يقدم توصيات بشأن أنواع وكميات العناصر التي يجب تخزينها بناءً على حجم وتركيب الأسر. هذه الخدمة متاحة باللغتين اليابانية والإنكليزية، وتحتوي على خرائط للمخاطر ومعلومات أخرى حول الاستعداد للكوارث.

إن اتخاذ تدابير وقائية مثل هذه يُعتبر أمرًا حيويًا، خاصة في ظل التغيرات المناخية والزيادة المحتملة في تواتر وشدة الكوارث الطبيعية. تُظهر هذه الجهود أهمية الوعي المجتمعي والاستعداد الشخصي لمواجهة الأزمات، مما يساعد على تقليل المخاطر وتأمين سلامة الأفراد والعائلات.

طوكيو بيشيكو نابي

https://www.bichiku.metro.tokyo.lg.jp/en/tool←
الموقع باللغة الإنكليزية

يدخل المستخدمون عدد أفراد الأسرة وأعمارهم للحصول على توصية بشأن العناصر التي يجب تخزينها وكميتها. (بإذن من حكومة العاصمة طوكيو)

حيث ينصح الأشخاص بالتحقق من مواقع الاستعداد للكوارث في المناطق التي يعيشون أو يعملون فيها، حيث قد تختلف المعلومات والتوصيات بناءً على عوامل مثل الجغرافيا والمناخ. ومع ذلك، يجب أن تتضمن أي مجموعة طوارئ، كحد أدنى، ما يكفي من الماء والأطعمة غير القابلة للتلف لتستمر لعدة أيام في حال انقطاع خدمات المرافق.

تتنوع خيارات الأطعمة الطارئة في اليابان بشكل مذهل، بدءًا من الأرز المجفف بالتجميد وصولاً إلى الأطباق الجاهزة

للأكل في أكياس. قررنا القيام بتجربة مثيرة لتذوق بعض هذه المنتجات كجزء من تجديد مخزون Nippon.comفي موقع

من مستلزمات الطوارئ في مكتبنا في طوكيو. هل ستفاجئنا النكهات؟ دعونا نكتشف معًا!

مجموعة من الأطعمة الطارئة المتاحة في اليابان.(© Nippon.com)

تتميز الأطعمة الطارئة المخزنة في درجة حرارة الغرفة بعمر افتراضي يتراوح عادةً بين ثلاث إلى خمس سنوات. ولكن من بين الخيارات التي تذوقناها، برز الأرز المختلط المجفف بالتجميد من شركة ناغاتانيين كالنجم الساطع، حيث يمتلك فترة صلاحية مذهلة تصل إلى ثماني سنوات! هل يمكنك تخيل المذاق الذي سيبقى طازجًا حتى ذلك الحين؟

كلما كانت فترة الصلاحية أطول، كان ذلك أفضل، كما هو الحال مع هذه العبوة من الأرز المختلط من ناغاتانيين، التي صممت لتبقى صالحة حتى يوليو/ تموز 2032. (© Nippn.com)

تعتبر عبوات الأرز المجفف بالتجميد وجبات طوارئ مغذية يمكن إعدادها بسهولة باستخدام الماء الساخن أو البارد. بالنسبة للأرز الأبيض العادي من شركة ساتاكي الذي جربناه، كانت التعليمات توصي بنقع الأرز في الماء الساخن لمدة 15 دقيقة، أو لمدة ساعة عند استخدام الماء البارد. بينما تتطلب أصناف أخرى وقتًا أقل للإعداد، مثل الأرز المختلط من ناغاتانيين، الذي يصبح جاهزًا للأكل في ثلاث دقائق فقط عند استخدام الماء الساخن، وخمس دقائق عند استخدام الماء البارد.

يستغرق تحضير الأرز المختلط من ناغاتانيين بضع دقائق فقط.(© Nippon.com)

خيار آخر سريع وسهل يعتمد على الأرز والذي جربناه هو موتشي مع مسحوق فول الصويا المحلى (كيناك). تستغرق كعكات الأرز المجفف بالتجميد دقيقة واحدة فقط لإعادة تكوينها في الماء، بينما يكون مسحوق فول الصويا جاهزًا للاستخدام مباشرة.

موتشي كيناكوا من طوكيو كولوني.(© Nippon.com)

تعتبر عبوات الوجبات الجاهزة خيارًا أسرع، حيث تحتاج الوجبات المطبوخة مسبقًا فقط إلى الفتح ويمكن تناولها مباشرة من العبوة أو تقديمها في طبق. قمنا بتجربة طبق سمك البوري مع الفجل (بوري دايكون) وطبق كفتة اللحم اليابانية مع الخضار من شركة سوجيتا إيس، بالإضافة إلى شريحة اللحم المطبوخة على طريقة سالزبوري من شركة نيبون هام.

كما تقدم شركة أونيشي فودز مجموعة رائعة من الخيارات الحلال، مما يجعل تجربة الأطعمة الطارئة متنوعة وملائمة للجميع. من بين هذه الخيارات، تجدون طبق البرياني الشهي، وهو عبارة عن أرز مختلط بنكهة جنوب آسيوية، بالإضافة إلى أرز ناسي جورينغ المقلي الإندونيسي. مع هذه الأطباق اللذيذة، لا يتعين عليك التنازل عن النكهة حتى في أوقات الطوارئ. تابعونا لاستكشاف المزيد من الخيارات المثيرة في عالم الأطعمة الطارئة!

تظهر عبوة البرياني من أونيشي فودز علامة الحلال بشكل بارز.(© Nippon.com)

عند تقديمها على الأطباق، تبدو الأطعمة الطارئة طازجة وشهية.(© Nippon.com)

أشار محرر مصري المولد يعمل في Nippon.comعن الفروق إلى الأطعمة الطارئة في اليابان، حيث يحتفظ الناس

في مصر بتمور مجففة وفواكه أخرى كاحتياطات في حالات الكوارث. بعد تجربته للبرياني وناسي جورينغ، أثنى على نكهتهما الحارة قليلاً. بينما أعربت محررة أخرى، أيضًا من مصر، عن شعورها بالراحة كمسلمة لوجود خيارات حلال متاحة. وقد أشادت أيضًا بطعم وملمس الأرز الأبيض المجفف بالتجميد، قائلة إنه ”لا يختلف عن الأرز المطبوخ في الطنجرة“.

محرر في قسم اللغة العربية يتذوق البرياني.(© Nippon.com)

لقد أبدى جميع أفراد طاقمنا، سواء من اليابانيين أو المولودين في الخارج، إعجابهم بنكهة وملمس الأطباق بالإضافة إلى تنوع الخيارات المتاحة. وقد فاجأ العديد منهم جودة الأرز المجفف بالتجميد بشكل خاص. وقد أوصت الشركات المصنعة التي جربناها باستخدام الماء الساخن لتحقيق أفضل النتائج، وتقديم وجبة دافئة ومريحة. وللمقارنة، قمنا بتحضير أرز ناغاتانيين المختلط باستخدام ماء الصنبور العادي، ووجدنا أن جودته تعادل جودة الأطباق المصنوعة بالماء الساخن.

حظي طبق الأرز بالدجاج من أونيشي فودز بإشادة واسعة كونه مناسبًا لكل من الأطفال والبالغين. وشارك محرر أمريكي كيف أن المواد الغذائية المعلبة مثل الحساء تعتبر من الأساسيات في حالات الطوارئ في الولايات المتحدة، وعبر عن تقديره للنكهة الطازجة للأطباق المختلفة من الأرز.

أعضاء فريق موقعنا يجربوا أطباق مختلفة من الأطعمة الطارئة. (© Nippon.com)

من بين الأطباق الجاهزة، حقق طبق سمك البوري والفجل نجاحًا كبيرًا، حيث جعل نكهة الزنجبيل منه مناسبًا حتى للوجبات العادية بعيدًا عن الطوارئ. كما نالت كرات اللحم والخضار استحسان الجميع، خاصةً لصلابة المكونات. وأعرب محرر أوكراني المولد عن تفضيله لشريحة اللحم المطبوخة على طريقة سالزبوري، واصفًا قوامها الغني ونكهتها بأنها تشبه نكهة رغيف اللحم.

اتفق الجميع على أن موتشي الكيناكوا كان الخيار الوحيد الحلو في القائمة.

حققت الشركات اليابانية تقدمًا ملحوظًا في تغيير الصورة المملة للأطعمة الطارئة من خلال تطوير نسخ عالية الجودة من الأطباق التقليدية وغيرها. وقد أبدى معظم أفراد الطاقم اهتمامًا ضئيلًا سابقًا بما هو متاح في السوق، ولكن بعد تجربة الأطباق، أعرب الكثيرون عن رغبتهم في استكشاف عالم الأطعمة الطارئة. من الواضح أن هذه التجربة قد غيرت نظرتهم وجعلتهم متحمسين لاكتشاف المزيد!

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإتكليزية. صورة العنوان © بيكستا)