حياة المسلمين في اليابان

بين الثقافة اليابانية وروحانية رمضان.. أم يابانية مسلمة تبتكر طريقتها الخاصة لغرس قيم الصيام في أطفالها!

ثقافة

رمضان، ذلك الشهر الذي يضيء القلوب بنور الإيمان، يأتي كموعد متجدد مع الروحانية والتأمل. لكن كيف يبدو رمضان في اليابان، حيث لا يصدح الأذان في الأفق ولا تزين الشوارع بأجوائه كما في البلدان الإسلامية؟ هنا تبدأ قصة عائشة أسوكا، يابانية اعتنقت الإسلام عام 2012، وجعلت من رمضان فرصة لاكتشاف ذاتها وتعريف أسرتها بمعاني الإيمان وسط ثقافة مختلفة. رحلتها ليست مجرد تجربة صيام، بل حكاية حب وأمل، حيث نجحت في نقل أجواء رمضان إلى أطفالها رغم التحديات. في هذا المقال، نغوص في تفاصيل رمضان من قلب اليابان، من خلال امرأة اختارت أن تعيش روحانيته بطريقتها الخاصة.

في أحد أحياء اليابان الهادئة، تعيش عائشة أسوكا، امرأة يابانية وجدت في الإسلام طريقًا للحياة منذ عام 2012. لم يكن اعتناقها للإسلام مجرد قرار لحظي، بل خلاصة رحلة طويلة من التساؤلات، الحيرة، وحتى الضياع. لكنها اليوم، بعد سنوات من البحث، تنعم بالسكينة التي لطالما افتقدتها، وتعيش أجواء رمضان كأم مسلمة، في بلد نادرًا ما يُسمع فيه صوت الأذان.

طفولة بلا يقين وإيمان بالفطرة

نشأت عائشة في منزل لم يكن للدين حضور قوي فيه؛ فوالدها لم يكن يؤمن بأي عقيدة، بينما كانت والدتها مسيحية. ورغم مشاركتها والدتها في بعض الطقوس، لم تشعر يومًا بانتماء حقيقي. ومع ذلك، كان هناك صوت داخلي يخبرها أن هناك إلهًا، حتى وإن لم تكن تعرف الطريق إليه بعد.

لم يكن الإسلام حاضرًا في حياتها حتى التقت بشاب سنغالي مسلم. كان الحب هو الدافع الأول، لكن الزواج به جعلها تفكر في الدين لأول مرة. أخبرها أنه يستطيع الزواج من أهل الكتاب، لكنه لا يستطيع الزواج ممن لا دين لها. وبمحض العقل، وليس القلب، قررت أن تتبنى ديانة والدتها لتتمكن من الارتباط به.

لكن هذا القرار لم يُطفئ شعلة التساؤلات داخلها. شعرت أن هناك بابًا آخر لم تطرقه بعد، وأن الفضول يدفعها نحو الإسلام، رغم معارضة والدتها الشديدة لأي نقاش حوله.

الضياع في متاهات الحياة

قبل زواجها بعامين، غاصت عائشة في حياة مليئة بالصخب. جربت السهر، المرح، والإنفاق بلا حساب، لكنها كانت تعود إلى المنزل كل ليلة وهي تشعر بفراغ لا يمتلئ.

تحكي عن تلك المرحلة قائلة: ”ظننت أن الحرية التامة بلا قيود ستجلب لي الراحة والسعادة، لكن في داخلي كان هناك شيء ناقص. كنت أبحث عن معنى أعمق، عن شيء يمنحني الراحة الحقيقية. ولكن العيش بلا قواعد يشبه السير في طريق بلا إشارات أو علامات، مما يجعل الحياة غير مستقرة تمامًا“.

بعد الزواج، شعرت أن عليها فهم الإسلام بصدق. بدأت تحضر المحاضرات في مسجد طوكيو، وتلتقي بنساء مسلمات من ثقافات مختلفة. في البداية، شعرت بالرهبة، وكأن الطريق طويل ومعقد، لكنها واصلت، خطوة بعد خطوة، حتى بدأ النور يتسلل إلى قلبها.

وجاءت اللحظة التي غيرت كل شيء.

ذات يوم، سمعت عن وفاة شابة كانت قد التقتها مرة واحدة فقط. رحلت فجأة إثر سكتة قلبية. كانت مليئة بالحياة، لكنها اختفت بلا مقدمات. عندها، داهمها سؤال وجودي بقوة:”ماذا لو كنتُ أنا؟ هل أنا مستعدة لمواجهة المصير ذاته؟“.

زاد هذا التساؤل من قلقها، خاصة أن الطقوس الجنائزية في اليابان تقوم على حرق جثمان المتوفى. اجتاحها الخوف حين أدركت ما عرفته عن الجنة والنار في الإسلام، وراودها هاجس مقلق: ماذا لو ماتت قبل أن تعلن إسلامها؟ هل سيُحرق جسدها كما جرت العادة في اليابان؟.

كان ذلك الحدث نقطة تحول حقيقية في حياتها. لم يعد الإسلام مجرد معرفة سطحية، بل أصبح يقينًا، وملاذًا، وراحة لم تختبرها من قبل.

تصف تلك اللحظة قائلة:”شعرتُ وكأنني عُدتُ إلى المنزل بعد سنوات من الضياع. وجدتُ السكينة التي كنتُ أبحث عنها طيلة حياتي“.

عائشة، وهي تحدثنا عن شعورها بالراحة النفسية بعد يقينها بالإسلام، تحمل طفلتها حفصة ذات 8 أشهر. (© نومورا كازويُكي)
عائشة، وهي تحدثنا عن شعورها بالراحة النفسية بعد يقينها بالإسلام، تحمل طفلتها حفصة. (© نومورا كازويُكي)

أمومة وتربية على الإيمان

عائشة اليوم أم لأربعة أطفال: ثلاث بنات وولد، تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات، و6 سنوات، و3 سنوات، بالإضافة إلى طفلة لم تكمل عامها الأول. ومنذ أن أصبح لديها أطفال، أدركت أن دورها لا يقتصر على تربيتهم فحسب، بل يشمل مساعدتهم في بناء هويتهم الإسلامية وسط مجتمع ياباني مختلف عن ثقافتها الجديدة.

كانت تؤمن أن غرس حب الدين في قلوبهم يجب أن يبدأ منذ الصغر، لا بالتلقين، بل من خلال الحب والتجربة. منذ أن بلغ أطفالها عامهم الثاني، حرصت على تزيين المنزل في رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى، وابتكار أنشطة تجعلهم ينتظرون هذه المناسبات بشغف. كما سعت إلى إدماجهم في بيئة إسلامية، سواء من خلال لقاءات تجمعهم بأطفال مسلمين في اليابان، أو عبر حضور محاضرات أونلاين مصممة لتناسب أعمارهم.

تشرح لهم أركان الإسلام الخمسة من خلال صور يمكنهم تلوينها، مما يجعل التعلم ممتعًا ومليئًا بالتفاعل، حيث يجمع بين الفائدة واللعب في آنٍ واحد. (© نومورا كازويُكي)
تشرح لهم أركان الإسلام الخمسة من خلال صور يمكنهم تلوينها، مما يجعل التعلم ممتعًا ومليئًا بالتفاعل، حيث يجمع بين الفائدة واللعب في آنٍ واحد. (© نومورا كازويُكي)

ابتكرت عائشة ”كتاب رمضان“، حيث يمكن للأطفال تسجيل يومياتهم الرمضانية، مما يساعدهم على توثيق تجربتهم والتفاعل مع أجواء الشهر الكريم بطريقة ممتعة ومفيدة. (© نومورا كازويُكي)
ابتكرت عائشة ”كتاب رمضان“، حيث يمكن للأطفال تسجيل يومياتهم الرمضانية، مما يساعدهم على توثيق تجربتهم والتفاعل مع أجواء الشهر الكريم بطريقة ممتعة ومفيدة. (© نومورا كازويُكي)

هذه الصفحة يسجّل فيه أطفالها عدد ساعات الصيام التي أتمّوها كل يوم في رمضان، وذلك كوسيلة لتدريبهم على الصيام. (© نومورا كازويُكي)
هذه الصفحة يسجّل فيه أطفالها عدد ساعات الصيام التي أتمّوها كل يوم في رمضان، وذلك كوسيلة لتدريبهم على الصيام. (© نومورا كازويُكي)

لتشجيع أطفالها على الصيام، خصصت هذه الصفحة لهم ليرسموا ويكتبوا قائمة وجبة الإفطار التي يرغبون في تناولها، مما يزيد من حماسهم ويجعلهم يترقبون وقت الإفطار بشوق. (© نومورا كازويُكي)
لتشجيع أطفالها على الصيام، خصصت هذه الصفحة لهم ليرسموا ويكتبوا قائمة وجبة الإفطار التي يرغبون في تناولها، مما يزيد من حماسهم ويجعلهم يترقبون وقت الإفطار بشوق. (© نومورا كازويُكي)

تقوم عائشة ببيع هذا الكتيب عبر الإنترنت مقابل 500 ين، وتتصدق بالمبلغ لإحدى الجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء.

كانت تدرك أن أطفالها، الذين ولدوا في اليابان، بحاجة إلى أن يشعروا بأنهم جزء من مجتمعهم الياباني، لكن دون أن يفقدوا هويتهم الإسلامية. لهذا، كانت دائمًا تردد لهم: ”الاختلاف ليس شيئًا مخيفًا، بل هو ميزة. علينا احترام الآخرين في معتقداتهم، والتمسك بهويتنا الإسلامية بفخر“.

رمضان في اليابان

كل عام، تحرص عائشة على جعل رمضان تجربة لا تُنسى لأطفالها. تفكر في كيفية جعله زمنًا مميزًا يمتلئ بالدفء والروحانية، وليس مجرد واجب ديني. تصمم لهم جداول خاصة بأنشطتهم الرمضانية، وتبتكر تحديات صغيرة لتشجيعهم على الصيام، رغم أنهم غير ملزمين به بعد. لكنها تسعى لتعريفهم بهذه العبادة بطريقة محفزة تجعلهم يرغبون في خوض التجربة من تلقاء أنفسهم.

تقول عائشة: ”ابتكرتُ لهم صندوق ”رمضان كريم“، يحتوي على مربعات بعدد أيام شهر رمضان، وفي كل مربع مكتوب التاريخ وبداخله قطعة حلوى. لتحفيزهم على الاستيقاظ للسحور، أخبرهم أن من يستيقظ يمكنه فتح المربع وأخذ ما بداخله. وحينها، تتشجع ابنتاي الكبرى والصغرى للاستيقاظ، رغم أنهن غير ملزمات بالصيام بعد. لكن من تلقاء أنفسهن، يرغبن في خوض التجربة للحصول على المكافأة“.

ورغم أن الصيام ليس واجبًا عليهن بعد، ترى عائشة أن هذه التجربة فرصة لغرس مفاهيم النية والالتزام وتعريفهن بطقوس رمضان، حتى لو كان التدريب على الصيام لساعات قليلة إن رغبوا.

صندوق رمضان كريم. ( © نومورا كازويُكي)
صندوق رمضان كريم. ( © نومورا كازويُكي)

ولترسيخ روح الطاعة وعمل الخير في رمضان، ابتكرت عائشة نشاطًا بسيطًا لكنه مؤثر، فتقول: ”أطلب من أطفالي يوميًا أن يكتبوا عملًا جيدًا قاموا به على ورقة، ثم نضعها في برطمان. وعند عيد الفطر، نقرأ هذه الأوراق معًا، ليدركوا حجم الخير الذي أنجزوه ويشعروا بالفخر“.

قرأت لنا جارا، الطفلة الثانية ذات الست أعوام، عن إنجازها في يوم من أيام رمضان، حيث قالت: ”لقد أديت الصيام، وصليت مع والدتي وأخي منصور صلاة العشاء“.

جارا، طفلة ذات 6 سنوات، على (اليسار)، تقرأ عن إنجازها في يوم من أيام رمضان. (© نومورا كازويُكي)
جارا، طفلة ذات 6 سنوات، على (اليسار)، تقرأ عن إنجازها في يوم من أيام رمضان. (© نومورا كازويُكي)

هذا العام، أضافت لمستها الخاصة، فاختارت لهم قمصانًا مكتوبًا عليها ”رمضان كريم“، لتعزز لديهم الشعور بخصوصية هذا الشهر والفرحة بقدومه، من خلال أشياء مميزة لا يحصلون عليها طوال العام.

الأطفال الأربعة يرتدون قمصانًا مكتوبًا عليها ”رمضان كريم.(© نومورا كازويُكي)
الأطفال الأربعة يرتدون قمصانًا مكتوبًا عليها ”رمضان كريم.(© نومورا كازويُكي)

يوم رمضان

تقول عائشة ”استيقظ الساعة الثالثة والنصف بعد منتصف الليل، وأحضّر السحور على قدر الإمكان بأشياء خفيفة مثل التمر والزبادي وأي شيء لا يسبب العطش. ثم أقرأ القرآن وأصلي الفجر، وبعد ذلك أعدّ وجبة الإفطار لأطفالي. بعدها أحضر الأطفال للمدرسة والحضانة وأوصلهم، ثم أبدأ عملي أونلاين من الساعة 10 صباحًا حتى 3 عصرًا. وعندما يعود أطفالي من الحضانة نبدأ الأنشطة والصلاة وقراءة القرآن. وعند الإفطار، نحضر وجبة خفيفة من الفواكه والخبز والتمر، ثم نأكلها لنتمكن من صلاة العشاء والتراويح وبعدها الوجبة الأساسية. كنت أصلي التراويح في المسجد قبل ولادة أطفالي، أما الآن فقد أصبح من الصعب التنقل بهم، لذا أصليها في البيت ونقضي وقتًا طيبًا من الذكر مع أطفالي. فمنذ الصغر أشجعهم على قراءه الأذكار لكي يشعروا دائمًا أن الله قريب منهم ومعهم في كل وقت. وفي معظم جدران المنزل، يمكنك أن ترى دعاءً مثل دعاء دخول والخروج من المنزل، دعاء الاستحمام، ودعاء الوضوء وغيرها، لكي يتذكروا الله في كل وقت“.

دعاء الدخول والخروج من المنزل وغيرها من الأدعية (© نومورا كازويُكي)
دعاء الدخول والخروج من المنزل وغيرها من الأدعية (© نومورا كازويُكي)

حسين زوج عائشة، يحضر مع أطفاله وجبة الإفطار الخفيفة قبل أذان المغرب.(© نومورا كازويُكي)
حسين زوج عائشة، يحضر مع أطفاله وجبة الإفطار الخفيفة قبل أذان المغرب.(© نومورا كازويُكي)

وجبة الإفطار الخفيفة التي تم إعدادها من قبل الزوج والأطفال. (© نومورا كازويُكي)
وجبة الإفطار الخفيفة التي تم إعدادها من قبل الزوج والأطفال. (© نومورا كازويُكي)

الطفل منصور، البالغ من العمر 3 أعوام، يسبح بعد الانتهاء من الصلاة مع والده. (© نومورا كازويُكي)
الطفل منصور، البالغ من العمر 3 أعوام، يسبح بعد الانتهاء من الصلاة مع والده. (© نومورا كازويُكي)

المدارس اليابانية وفهم الإسلام: التحديات والنجاحات

تقول عائشة: ”في رحلة تعليمية مليئة بالتحديات، كان عليّ أن أواجه عقبة جديدة في مدارس اليابان تتعلق بتعاليم الإسلام، خاصة تلك التي تحرم تناول الخنزير. كان لدي رغبة في أن توفر الحضانةلابنتي وجبة لا تحتوي على الخنزير، على الرغم من أنها كانت المسلمة الوحيدة بين زملائها. وعلى الرغم من ذلك، استجابوا بكل تقدير، وأعدوا لها وجبة تتناسب مع تعاليم دينها. كل شهر، أستلم منهم قائمة الطعام، وأختار منها الوجبات التي تتماشى مع احتياجاتها، وكانوا دائمًا مستعدين للاستجابة“

وتضيف عائشة أن التحدي الأكبر كان في مواعيد الصلاة، وتقول: ”علمت ابنتي الكبرى الصلاة منذ الصف الثاني الابتدائي. وفي وقت الطعام، يصادف وقت صلاة الظهر، فطلبت من المدرسة أن توفر لابنتي مكانًا خاصًا للصلاة. وفوجئت باستجابتهم السريعة، حيث خصصوا لها غرفة الحاسب الآلي لتصلي فيها“.

تقول عائشة: ”لكن الصعوبة تكمن في أن وقت الطعام كان يتزامن مع باقي الأنشطة المدرسية، فبعد انتهاء الطعام، يبدأ وقت التنظيف والتحضير لبقية اليوم، ليبقى لها فقط 15 دقيقة للعب مع أصدقائها. كان الاختبار الصعب: هل ستفضل اللعب أم ستذهب للصلاة؟ تركتها تختار بحرية، وكانت المفاجأة أنها، على الرغم من ساعات اللعب التي تنتظرها، اختارت الصلاة، مما يعكس أن إيمانها في قلبها كان أكبر من كل شيء“.

أما التحديات في المدارس الابتدائية والحضانات فكانت أكبر، ففي بعض المدارس لا يتم الفصل بين الأولاد والبنات أثناء تغيير الملابس. تقول عائشة: ”لكنني منذ أن كانوا صغارًا، علمتهم أهمية الخصوصية، وطلبت من المعلمة أن توفر مكانًا مخصصًا لطفلتي لتغيير ملابسها بعيدًا عن زملائها من الأولاد أو المعلمين الرجال. استجابت المعلمة بكل احترام، وفعلت ذلك دون تردد“.

المدارس الحكومية في اليابان، تحترم جميع الأديان والمعتقدات، كانت دائمًا على استعداد للاستجابة والتفاهم مع طلباتنا. وبفضل ذلك، نجد أن الإسلام يعيش في قلب أبنائنا، يعكسونه في سلوكهم وتصرفاتهم بكل فخر.

في نظر عائشة، الدين ليس مجرد أحكام يجب اتباعها، بل رحلة اكتشاف يعيشها الإنسان بروحه وعقله. واليوم، وهي تتأمل رحلتها، تبتسم مطمئنة، فقد وجدت أخيرًا النور الذي أنار دربها بعد سنوات من البحث.

(تم إجراء المقابلة من قِبَل مروة عدلي وأوغوتاني ميكا من قسم التحرير في Nippon.com بتاريخ 16 مارس/آذار 2025 صورة العنوان الرئيسي: عائشة أسوكا وزوجها حسين وأطفالهما الأربعة في المنزل. © نومورا كازويُكي)

    كلمات مفتاحية

    اليابان الإسلام رمضان

    مقالات أخرى في هذا الموضوع