
تطور ”حكاية غينجي“
ثقافة تاريخ اليابان- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
الاستقرار والاضطراب
بعد مرور قرن على وفاة سوغي وبعد حوالي مرور ستة قرون من كتابة غينجي، حققت اليابان ”أمنا دائما“ لطالما تمناه الكثيرون. ويشبه المؤرخون فترة إيدو (1603-1868) في عصر شوغونية توكوغاوا بفترة السلام الروماني ”باكس رومانا“ في العصور القديمة.
سعى المجتمع في فترة إيدو لتحقيق الاستقرار من خلال استحداث أربع طبقات – الساموراي والمزارعين والحرفيين والتجار – وكان المواطنون العاديون قادرين على العيش بحياة مفعمة بالسلام والثقافة. وقد تسرب جو العاصمة ايدو إلى الروتين اليومي للناس.
كانت ذروة ”باكس توكوغاوا“ في عصر غينروكو (1688-1704). كان أحد أكبر المختصين برواية حكاية غينجي في ذلك الوقت هو كيتامورا كيغين (1624-1705) والذي كان أيضا معلما للشاعر باشو. تم نقل تعاليم سوغي إليه في مراسم خاصة.
كيتامورا كيغين (الصورة بإذن من كيغين بونكو)
قام كيغين بدمج التغييرات في منظور امتد من تيئيكا إلى سوغي، ما أدى إلى إيجاد تفسير ينظر إلى حكاية غينجي باعتبارها في آن معا نصا حول الإدارة السياسية حيث تظهر الثقة بين القادة والشعب، وكتابا للأخلاقيات يوضح كيفية العيش بشكل صحيح. وبموجب هذا التفسير أصبحت الرواية دليلا للناس الذين يرغبون في السلام، حيث يرشدهم إلى كيفية العيش بشكل أفضل في هذا العالم والوصول إلى الجنة من خلال الموت بطريقة مناسبة.
وبعد حوالي قرن من الزمان ظهرت قراءة جديدة ومؤثرة تناقض فكرة أن غينجي عالجت بشكل أساسي قضايا سياسية وأخلاقية. فقد افترض الباحث موتوؤري نوريناغا (1703-1801) أن الموضوع المركزي للرواية كان ’’مونو نو أواري‘‘ وتشير هذه العبارة التي تعني حرفيا شيئا من قبيل حساسيتنا تجاه الطبيعة الزائلة لواقعنا، إلى شكل من أشكال العاطفة البحتة في أن البشر يفقدون القدرة على التعبير عندما يكتسبون الثقافة على صورة معرفة وأخلاق.
على سبيل المثال، الشخصية الرئيسية في غينجي تحب فوجيتسوبو بشغف، ولكنها زوجة والده الإمبراطور، وعلاقتهما من المحرمات. ومع ذلك يرفض غينجي التخلي عنها وتصبح حاملا بطفله. ويحارب بكل قوته ضد الحواجز الأخلاقية والقانونية التي تقف في طريق حبه النقي.
صورة لموتوؤري نوريناغا رسمها لنفسه في سن 61 (الصورة بإذن من متحف موتوؤري نوريناغا)
أدت دراسة الأدب والثقافة اليابانية ”كوكوغاكو (التعلم الوطني)“ التي طورها نوريناغا إلى بروز العديد من الناشطين في الأيام الأخيرة من حكم الشوغونية في منتصف القرن التاسع عشر تقريبا. وكان ”الموالون للنظام الإمبراطوري“ يعتقدون أن الإمبراطور يجب أن يدير الدولة بنفسه بدلا من تفويض مهامه لقادة الساموراي. وكان هذا يعني أنهم أرادوا الإطاحة بحكم الشوغونية ونظامه الطبقي. لقد تغيرت الرسالة التي استقاها العصر من حكاية غينجي من رسالة حول السلام والوئام إلى فلسفة مونو نو أواري لنوريناغا. وبدلا من تحقيق الاستقرار، دعا الموالون للنظام الإمبراطوري لتبني القتال سبيلا للحب والمثل العليا بدلا من تثمين أهمية الاستقرار. كانت المساواة أحد شعارات عصر نهضة مييجي. يمكن للمرء القول إن فلسفة نوريناغا شجعت الموالين للنظام الإمبراطوري، وساعدت على فتح الباب أمام الدولة الحديثة.
ترجمات للقراء الجدد
تواصلت الجهود منذ عام 1868 لإيجاد أهمية جديدة في غينجي. ركزت الشاعرة يوسانو أكيكو (1878–1942) على معاناة النساء اللواتي أحبهن بطل الرواية. كانت هذه رؤية جديدة مقارنة بالنقاد الذكور الذين ذكرتهم حتى الآن، والذين تطابقت آراؤهم حول غينجي وجعلوا من موقفه نقطة البداية لهم.
يوسانو أكيكو (الصورة بإذن من مكتب البرلمان القومية)
عندما كتبت رواية حكاية غينجي في القرن الحادي عشر كان من الطبيعي أن يكون لدى الرجال زوجات متعددة. وعلى الرغم من أن يوسانو عاشت في وقت كان الزواج فيه من امرأة واحدة فقط، إلا أن معاناة الحب كانت هي نفسها، وعرفت بنفسها معنى أن تكون في مثلث الحب.
وبصرف النظر عن نوع القانون، ماذا يكون الزواج إذا لم يستطع إسعاد المرأة؟ ألم يكن الحب كافيا كأساس لمثل هذه العلاقة؟ كانت تلك أسئلة جالت في خاطر موراساكي شيكيبو قبل 900 عام. في قراءة غينجي ككتاب عن المعاناة التي تتخلل حياة النساء، كانت يوسانو تعود إلى وجهة نظر موراساكي بدلا من الرجوع إلى السلام أو فلسفة مونو نو أواري.
ساعدت يوسانو أيضا في توسيع شريحة قراء غينجي من خلال ترجمتها إلى اليابانية الحديثة، ما سمح لهم بتلقيها بنفس سهولة أي رواية أخرى. أنتج الكثير من الكتاب الآخرين إصداراتهم المعاصرة الكلاسيكية في القرنين العشرين والحادي والعشرين، بما في ذلك تانيزاكي جونئيتشيرو وإينتشي فوميكو وتانابي سيئيكو وهاشيموتو أوسامو وسيتوؤتشي جاكوتشو وكاكوتا ميتسويو.
أنتج آرثر ويلي أيضا في أوائل القرن العشرين نسخة إنجليزية رائعة، والتي بدت وكأنها تنقل التوق للنهضة في المجتمع الأوروبي بين الحربين العالميتين. رأى ويلي في غينجي كلا من أناقة حضارة ناضجة ونقدا لها حيث كانت مشبعة بالشعور بالأزمة. كانت نوعا من توليفة حديثة لتفسيري تيئيكا وسوغي.
أصبحت رواية حكاية غينجي بفضل ترجمة ويلي جزءا من الأدب العالمي. فالفرصة أمام الناس في جميع أنحاء العالم متاحة الآن للعثور على معانيهم ودليلهم الخاص للعيش في قصتها.
مشهد من الفصل الذي يحمل عنوان ’’كاغيرو (ذبابة مايو)‘‘ من ألبوم لصور حكاية غينجي مرسومة على شكل مروحة يدوية (الصورة بإذن من المعهد القومي للأدب الياباني)
المقالة الأصلية منشورة في الأصل باللغة اليابانية في 13 أغسطس/آب عام 2019. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: مشهد من الفصل ”هاشيهيمي (عذراء الجسر)“ من ألبوم لصور غينجي مرسومة على شكل مروحة يدوية. (الصورة بإذن من المعهد القومي للأدب الياباني)