
هل تستطيع النساء العازبات الأكبر سنًا العيش بكرامة في اليابان؟
مجتمع- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
الوصول إلى القاع
كانت وادا شيزوكا، الناقدة الموسيقية المستقلة، في منتصف الخمسينيات من عمرها عندما بدأت تشكك بشدة في الأنظمة الاجتماعية والسياسية في اليابان. جاء ذلك في ذروة جائحة فيروس كورونا، التي تزامنت مع أسوأ أزمة اقتصادية في حياتها.
لكن، كما تتذكر، بدأت مشكلاتها المالية قبل ذلك بكثير، وتحديدًا عندما بلغت الأربعين من عمرها. تقول: ”قبل ذلك، كنت أتمكن من كسب قوت يومي من خلال عملي ككاتبة، لكن بعد بلوغي الأربعين، تراجع دخلي بشكل سريع. لم يعد أمامي خيار سوى اللجوء إلى وظائف بدوام جزئي لتغطية نفقاتي. عملت في متاجر التجزئة والمخابز والمطاعم وأكشاك بيع كرات الأرز. معظمها كانت وظائف في صناعة الأغذية“.
وفي كل وظيفة شغلتها، كانت تتقاضى الحد الأدنى للأجور. عندما بدأت العمل في متجر صغير عام 2008، وهي في الرابعة والأربعين من عمرها، كان الأجر لا يتجاوز 850 ينًا في الساعة (حوالي 6.40 دولار أمريكي). استمر هذا الوضع لمدة ثلاث سنوات. وعندما تركت العمل، أعلن المتجر عن الوظيفة الشاغرة براتب 900 ين في الساعة (حوالي 6.80 دولار أمريكي). تقول وادا: ”لقد أغضبني ذلك كثيرًا. لماذا لم يرفعوا أجر الساعة بينما كنت أعمل هناك؟“.
حتى مع عملها الصحفي بدوام جزئي، كانت وادا تكسب 1.5 مليون ين سنويًا فقط (حوالي 11400 دولار أمريكي)، وهو ما كان بالكاد يكفيها للعيش. وتضيف: ”كنت أشعر أن كل ما يحدث هو خطئي. كنت ألوم نفسي باستمرار على المسار الذي اخترته. كان معظم النساء يتزوجن وينجبن أطفالًا، لكن الزواج لم يكن مهمًا لي. ومع ذلك، كنت أشعر أنه كان ينبغي عليّ على الأقل أن أحصل على وظيفة دائمة. ندمت على ذلك حقًا“.
وعندما اجتاح الوباء العالم في عام 2020، فقدت وادا وظيفتها بدوام جزئي، التي كانت بالكاد تكفيها. وفي سن الخامسة والخمسين، وصلت إلى قاع حياتها.
الانخراط بالسياسة
كان للركود الناجم عن جائحة فيروس كورونا تأثيرًا غير متناسب على الفئات الضعيفة في المجتمع الياباني، والنساء على وجه الخصوص. وقد تكيفت الشركات مع الانخفاض في الطلب من خلال تسريح أو إنهاء خدمات عمالها غير الدائمين. وتأثرت النساء بنحو ضعف عدد الرجال.
نُشر كتاب حوارات وادا مع السياسي أوغاوا جونيا في عام 2021 في غلاف ورقي (بونكو) بواسطة دار نشر أساهي شيمبون في عام 2024.
وبدأت وادا تتساءل كيف ستتمكن من تدبير أمورها في سن الشيخوخة. هل هي وحدها المسؤولة عن هذا المستقبل غير المستقر الذي تواجهه؟ وخلال تلك الفترة المليئة بالقلق والشك الذاتي، شاهدت بالصدفة فيلمًا وثائقيًا يابانيًا بعنوان ”نازيى كيمي وا سووري دايجين ني ناراناي نو كا“ (لماذا لا يمكنك أن تكون رئيسًا للوزراء؟؛ صدر عام 2020)، الذي يتتبع المسيرة المهنية المتقلبة لـ ”أوغاوا جونيا“، عضو مجلس النواب (الذي يشغل الآن منصب الأمين العام للحزب الدستوري الديمقراطي) على مدى 17 عامًا. واستلهمت من جهود هذا السياسي للتوفيق بين مُثُله العليا وحقائق الخدمة العامة، وقررت أن تطرح همومها عليه مباشرة.
في لقائها المباشر مع ”أوغاوا“، أخبرته وادا بأنها ترغب في العمل معه على كتاب يتناول شكوكها ومخاوفها الشخصية من منظور سياسي. وبفضل تصميمها وحماسها، وافق على سلسلة من الحوارات. ولم تتردد وادا في مواجهة ”أوغاوا“ بأسئلتها حول مجموعة واسعة من المواضيع، من الشيخوخة الديموغرافية وعدم المساواة في الدخل إلى الضرائب والضمان الاجتماعي. وعندما وجدت إجاباته غير مقنعة، كانت تتحداه أو تتعمق أكثر. وقد ظهرت هذه التبادلات غير المكتوبة بشكل كبير في كتابها، الذي نُشر في عام 2021 تحت عنوان: ”جيكيو وا إيتسومو سايت مينيم، كوريتِّه واتاشي نو سيي ديسكا؟ كوكّاي جِيئين ني كييت ميتا“ (هل هو خطئي أن أجري بالساعة دائمًا ما يكون الحد الأدنى للأجور؟ سألت أحد أعضاء البرلمان).
أزمة السكن بالنسبة للنساء الأكبر سنا
عند قراءة هذه الحوارات، يكتسب المرء نظرة جديدة إلى العوامل التي تتضافر لجعل الحياة صعبة وغير مستقرة بالنسبة للنساء غير المتزوجات في منتصف العمر وكبار السن في اليابان.
وأحد هذه العوامل هو عدم توافر المساكن بأسعار معقولة. على الرغم من أن الحكومة اليابانية تشجع امتلاك المساكن من خلال الإعفاءات الضريبية وغيرها من الوسائل، إلا أن ”وادا“ تعلمت بالطريقة الصعبة أن الحكومة لا تبدي اهتمامًا كبيرًا بضمان السكن كجزء من شبكة الأمان الاجتماعي.
”عندما بلغت الأربعين من عمري، اكتشفت أنني لم أعد أستطيع تحمل تكاليف الشقة التي كنت أستأجرها، لذا بدأت العمل بدوام جزئي في متجر صغير لزيادة دخلي. وبعد عامين، اضطررت إلى الانتقال على أي حال. ومنذ ذلك الحين أصبحت أتنقل من مكان إلى آخر بحثًا عن سكن يمكنني تحمل نفقاته. وكان وكيل العقارات يقيّمني بعبوس. ”عمل حر، أليس كذلك؟ أخشى أنه لا يوجد الكثير لشخص أعزب في مثل عمرك“. وبدأت أتساءل كم من الوقت سيمضي قبل أن يقبل أحد ويقبل بالتأجير لي. وهذا الأمر جعلني أفكر ربما عليّ أن أعجل بموتي. فهذا هو الوضع الذي تواجهه الكثير من النساء العازبات في منتصف العمر وكبار السن اليوم“.
ماذا عن شقق الإسكان العام؟
”إن الإسكان العام أرخص كثيراً، ولكن الغالبية العظمى من الشقق مخصصة للعائلات ــ على الرغم من أن عدد الأسر المكونة من فرد واحد يتزايد بسرعة. وهناك قائمة انتظار طويلة للغاية للشقق القليلة المتاحة للأفراد. ولن تقبل هيئة الإسكان في طوكيو حتى طلبي، لأن وحداتها المخصصة للأفراد محجوزة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً وما فوق“.
نظام التقاعد المزدوج في اليابان
الواقع أن العديد من النساء مثل ”وادا“ هن نتاج ”العصر الجليدي للتوظيف“ الذي أعقب انهيار فقاعة الأصول في اليابان في ثمانينيات القرن العشرين. فعندما جمدت الشركات أو قلصت بشكل جذري توظيفها للموظفين الدائمين في تسعينيات القرن العشرين وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، اضطر العديد من خريجي الكليات الجدد إلى قبول وظائف غير منتظمة (عقود محدودة المدة) أو العمل لحسابهم الخاص. وقد أثر هذا التجميد على الرجال والنساء على حد سواء، ولكن التأثير الطويل الأجل أصاب النساء بشكل غير متناسب.
وتقول وادا: ”تمكن العديد من الرجال الذين بدأوا العمل كموظفين غير منتظمين في ذلك الوقت من الانتقال في نهاية المطاف إلى وضع الموظف الدائم. ولكن بمجرد أن تبدأ المرأة في سلك هذا المسار، فمن المرجح أن تظل عالقة هناك مدى الحياة“. وتجدر الإشارة إلى أن التمييز بين العمل الدائم وغير الدائم له آثار اقتصادية خطيرة في اليابان، وخاصة بعد سن التقاعد.
وكما توضح وادا: ”تتألف منظومة المعاشات التقاعدية في اليابان من مستويين؛ أولاً، هناك نظام التأمين على معاشات الموظفين للموظفين الدائمين في الشركات والحكومة، ثم هناك نظام المعاشات التقاعدية الوطني لجميع الفئات الأخرى. وكعامل مستقل أو موظف غير منتظم، حتى لو كنت تدفع مساهمتك الشهرية في المعاش التقاعدي الوطني (16,980 ين / حوالي 127 دولار أمريكي في عام 2024) بانتظام لمدة أربعين عامًا، فإن استحقاقاتك بعد التقاعد لا تزال تبلغ حوالي 65,000 ين / حوالي 490 دولار أمريكي شهريًا فقط. وبافتراض أن تكلفة استئجار شقة من غرفة واحدة في طوكيو تبلغ حوالي 70,000 ين / حوالي 525 دولار أمريكي، فإنك تجد نفسك في مأزق يتفاقم باستمرار. لذا يتعين على الحكومة إنشاء المزيد من المساكن العامة حتى يتمكن كبار السن العازبون من ذوي الدخل المحدود من العيش في استقرار“.
التساؤلات حول ”حد الدخل“
منذ الانتخابات العامة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دارت مناقشات كثيرة حول رفع الحد الأدنى السنوي للدخل المفروض عليه ضريبة وأقساط التأمين الاجتماعي لتشجيع مشاركة أكبر من جانب النساء في قوة العمل. في ظل النظام الحالي، تخضع زوجة الموظف الدائم في الشركات أو الحكومة لمعاش التقاعد الوطني باعتبارها ”شخصاً مؤمناً عليه من الفئة الثالثة“ بشرط ألا يتجاوز دخلها السنوي 1.3 مليون ين (حوالي 9,750 دولار أمريكي). وهذا يعني أنها تستطيع الحصول على معاش تقاعدي عندما تبلغ سن التقاعد دون دفع أي شيء للنظام. ولكن بمجرد أن يتجاوز دخلها السنوي الحد الأدنى البالغ 1,3 مليون ين، تصبح مطالبة بدفع مساهمات التأمينات، مما قد يؤدي إلى انخفاض دخلها الفعلي بعد خصم الضرائب. ولتجنب ذلك، تعمد العديد من النساء إلى الحد من ساعات عملهن، ويقصرن أنفسهن على وظائف بدوام جزئي منخفضة الأجر.
وترى وادا أن المناقشات لم تصل إلى النتيجة المرجوة.
وتقول: ”أتفهم ذلك. فالناس يكافحون، لذلك يفضلون التركيز على دخلهم الفعلي بعد خصم الضرائب في الوقت الحاضر بدلاً من الفوائد التي سيحصلون عليها بعد عشرين أو ثلاثين عامًا. لكن فكّروا في الأمر. إن النظام بأكمله الذي يعفي الأشخاص من ’الفئة الثالثة‘ من دفع مساهمات المعاشات التقاعدية مصمم للحفاظ على تقسيم العمل على أساس الجنس، مما يجبر النساء على الاكتفاء بوظائف بدوام جزئي منخفضة الأجر تكمل دخل أزواجهن. والنساء غير المُعالات لا يستفدن من النظام، ويملن إلى الاستياء من ربات البيوت اللاتي يستفدن منه. لذا، فإن النظام يخلق أيضًا انقسامات بين النساء“. وترى وادا أن الضرائب ومساهمات التأمين الاجتماعي يجب أن تكون موجهة نحو مستوى دخل كل فرد، بغض النظر عن جنسه.
وترى أن عدم كفاية المعاش التقاعدي الوطني يشكل قضية أكثر خطورة. وتقول: ”بدلاً من المساومة على حد الدخل، ينبغي لنا أن نتحدث بجدية عن زيادة المعاش التقاعدي الوطني. وهناك حاجة مُلحة إلى الجلوس معاً وإعادة هيكلة نظام الضمان الاجتماعي بعناية، ولكن ساستنا لا يريدون فتح هذا الملف المعقد. وهذه هي المشكلة الأكبر“.
صحوة متأخرة
لم تدرك ”وادا“ التمييز بين الجنسين في اليابان إلا في وقت متأخر؛ حيث لم تبدأ في التعبير عن غضبها ضد هذا التمييز إلا في الخمسينيات من عمرها. وتعترف قائلة: ”عندما كنت شابة، كنت أتقبل التمييز ضد المرأة دون وعي، بل وحتى ساهمت في ترسيخه بطريقة ما“.
وفي عام 1985، وهو العام الذي أقرت فيه اليابان قانون تكافؤ فرص العمل، حصلت ”وادا“ على وظيفة كمساعدة للناقدة الموسيقية ”يوكاوا ريكو“. وباعتبارها نموذجاً يُحتذى به للنساء اللاتي يحاولن التوفيق بين العمل والأسرة، انهالت عليها طلبات إجراء المقابلات والتقارير الإعلامية. وعندما رأت ”يوكاوا“ مدى اعتمادها على المربيات ومدبرات المنازل وجليسات الأطفال، شعرت ”وادا“ بالانزعاج من هالة ”المرأة الخارقة“ التي تحيط برئيستها.
”لقد فكرت، ما الفائدة من العمل إذا كان يعني إهمال الأسرة؟ الآن أدركت مدى صعوبة الأمر بالنسبة لـ ”يوكاوا“ في ذلك الوقت، عندما لم تكن تستطيع الاعتماد على زوجها للحصول على أي مساعدة على الإطلاق.“
وفي سن السابعة والعشرين، عملت ”وادا“ كناقدة موسيقية مستقلة. وفي البداية، كانت سعيدة لمجرد كسب لقمة العيش من خلال الكتابة عن الموضوع الذي تحبه. لكن التحيز الجنسي في صناعة الموسيقى أثر عليها بشكل متزايد مع مرور الوقت.
”لقد لعبت نساء مثل ”يوكاوا“ و”هوشيكا روميكو“، أول صحفية يابانية تجري مقابلات مع فرقة البيتلز، دوراً هائلاً في الترويج لموسيقى الروك والبوب الغربية في اليابان، ولم يتم منحهن التقدير الكافي على مساهمتهن. حيث يتم تجاهل الكاتبات بشكل عام باعتبارهن سطحيين يتطرقن للنزوات العابرة“. وهناك سبب وجيه للاعتقاد بأن النساء يحصلن على أجر أقل لكل كلمة لنفس النوع من الكتابة، ويميل عملهن إلى الجفاف مع تقدمهن في السن. وبعد عقود من سن قانون تكافؤ فرص العمل، لا يزال هدف الأجر المتساوي للعمل المتساوي حلماً بعيد المنال.
السعي لتحقيق التكافؤ السياسي
لم تعد ”وادا“ تتطلع إلى الساسة الذكور لمعالجة هذه التفاوتات. وتقول: ”لقد أدركت أن مجرد كونك امرأة يعني أنك في وضع غير مؤات. ومن المُحتم أن يرى المتميزون العالم بشكل مختلف عن المحرومين“.
واليوم، لا تمثل النساء سوى 19% من المشرعين في البرلمان الوطني. وتعتقد ”وادا“ أنه من الأهمية بمكان تعزيز هذه النسبة لضمان الحد الأدنى من الأمن الاقتصادي للنساء غير المتزوجات في سن الشيخوخة من خلال تدابير مثل إصلاح نظام الضمان الاجتماعي، وزيادة الحد الأدنى للأجور (1055 ين في الساعة في المتوسط حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2024)، والسياسات الرامية إلى مساعدة النساء الأكبر سنًا في الحصول على فرص عمل وإسكان. ولكن من أين نبدأ؟
لقد قررت ”وادا“ أن تبحث في مجلس مدينة أويسو في محافظة كاناغاوا، وهو أول مجلس محلي في اليابان يحقق التكافؤ بين الجنسين. وقد علمتها المقابلات التي أجرتها مع مجموعة واسعة من النساء في المجلس ــ الذي لا يزال يفتخر بالتكافؤ بين الأعضاء الذكور والإناث ــ أهمية استخدام الحركات المحلية الموجهة نحو حقوق المواطنين والمستهلكين لبناء شعور بالمجتمع والغرض المشترك. والدروس التي تعلمتها هي موضوع كتابها الثاني: ”50-داي دي هتوأشي أوكرتى فيمِينزُم أو شِتّا واتاشي غا شتوري دي آنشن شته كوراشتى إِيكو تامِى ني كانغايتا مجكنا سيجي نو كوتو“ (أفكار حول القضايا السياسية المؤثرة في حياتي من أجل مستقبل آمن، تساؤلات من شخص تعرف على الحركة النسوية متأخرًا بعض الشيء)، والذي نُشر في عام 2023.
الاتحاد ودرء الانقسامات
تكتب ”وادا“ حاليًا سلسلة من المقالات تتناول فيها حياة النساء العازبات في منتصف العمر وكبار السن لإحدى المجلات الكبرى الشهرية.
وهي تعرفنا على امرأة أرهقتها محاولاتها للتوفيق بين العمل ورعاية والدتها المُسنة إلى الحد الذي اضطرها إلى التقاعد. ومن بين الشخصيات الأخرى التي تتناولها امرأة تحمل شهادة مهنية معتمدة تعاني من عدم الاستقرار بسبب عملها غير المنتظم في إحدى الوظائف الحكومية. ثم هناك صحافية موسيقية تبلغ من العمر 68 عامًا، وهي زميلة ”وادا“ الأكبر سنًا، والتي تعمل في نوبات ليلية لكسب قوت يومها. كل واحدة منهن تبذل قصارى جهدها وتحاول التعامل بأفضل طريقة ممكنة مع الظروف التي فرضتها عليها الحياة.
ورغم تحسن أحوال وادا منذ صدور كتبها، إلا أنها لا تشعر بأن وضعها قد تغير بشكل جذري. وتقول: ”ما زلت أشعر بالقلق الشديد بشأن المستقبل. وربما أعود إلى العمل بدوام جزئي. وما زلت أتصفح الإعلانات المبوبة المجانية في محطات القطارات والمتاجر الصغيرة لألقي نظرة على إعلانات الوظائف الشاغرة“.
وفي الوقت نفسه، اكتسبت إحساسًا نحو غاية جديدة.
حيث تدرك وادا أن السياسة هي عالم الرجال إلى حد كبير، وأن الطريق إلى التكافؤ لن يكون سهلاً. وفي الوقت الحالي، تركز على استخدام مهاراتها ككاتبة لاصطفاف النساء معًا. تقول: ”أكتب مقالاتي بقصد التواصل، والعثور على نساء أخريات يتردد صدى المحتوى معهن، وتكوين علاقات جديدة. من السهل جدًا تحريض النساء ضد بعضهن البعض، كما نرى في قضية ’الأشخاص المؤمن عليهم من الفئة الثالثة‘. وأرى أننا لن نتغلب أبدًا على التمييز أو ننتخب المزيد من النساء لشغل مناصب مهمة ما لم نتمكن من الاتحاد ورفع أصواتنا متحدين. وأريد أن أبدأ بالمساعدة في علاج مثل هذه الانقسامات“.
(النص الأصلي بقلم كيمي إيتاكورا من فريق عمل Nippon.com، ونُشر باللغة اليابانية في 20 يناير/ كانون الأول 2025، الترجمة من اللغة الإنكليزية)