فصل ”ريتّو“ ... بداية الشتاء
ثقافة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
يبدأ الفصل الشمسي المعروف باسم ”ريتّو (بداية الشتاء)“ في 8 نوفمبر/تشرين الثاني تقريبا وفق التقويم الحديث. حيث يكون الجو في ساعات الصباح والليل أكثر برودة، ويصبح غروب الشمس أبكر من المعتاد بشكل ملحوظ.
يُشار إلى الرياح الشمالية الموسمية العاتية في اللغة اليابانية بـ”كوغاراشي (رياح مدمرة للأشجار)“. وتحدد وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أولى الرياح الشمالية التي تهب من منتصف أكتوبر/تشرين الأول وحتى نوفمبر/تشرين الثاني وتصل سرعتها إلى 8 أمتار في الثانية (3.6 كيلومتر في الساعة)، بأنها ”كوغاراشي إيتشيغو“ الرسمية أي ”أول كوغاراشي في فصل الشتاء“.
تشهد المناطق الجبلية في شمالي اليابان أول تساقط للثلوج في هذه الفترة. ومع تشكل القمم الثلجية على رؤوس الجبال، يبدأ الناس في الاستعداد لفصل الشتاء بشكل جدي. تتخلل الأيام الباردة في الفترة من نوفمبر/تشرين الثاني وحتى أوائل ديسمبر/كانون الأول في بعض الأحيان أياما دافئة تُعرف باللغة اليابانية باسم كوهارو بييوري، على غرار الصيف الهندي باللغة الإنجليزية.
تتناول هذه المقالة الفعاليات والظواهر الطبيعية في الفترة من 8 إلى 21 نوفمبر/تشرين الثاني تقريبا.
”شيتشي غو سان“
يحظى تقليد ”شيتشي غو سان“ (يعني باللغة اليابانية ”سبعة، خمسة، ثلاثة“) بأهمية حيث تقوم العائلات (غالبا ما ترتدي ملابس أنيقة) بإحضار أطفالها الذين تبلغ أعمارهم 3 أو 5 أو 7 سنوات إلى معبد لشكر الآلهة وللصلاة من أجل يكبروا وهم بصحة جيدة. كان تقليد ”شيتشي غو سان“ يقام في 15 نوفمبر/تشرين الأول، ولكنه أصبح في الآونة الأخيرة يستمر طوال الشهر. عادة ما يُحتفل بالفتيات اللواتي في سن الثالثة والسابعة، والصبيان في سن الخامسة، على الرغم من أن العادات تختلف حسب المنطقة. تُعطى العائلات التي ترتاد المعبد في هذه المناسبة أعواد حلوى حمراء وبيضاء اسمها ”تشيتوسي أمي (حلوى الألف عام)“ للصلاة من أجل عمر مديد مفعم بالصحة.
توري نو إيتشي
”توري نو إيتشي(سوق الديك)“ هو احتفال في شهر نوفمبر/تشرين الثاني في المعابد المرتبطة بالطيور في كل يوم من أيام الديك، وفقا لتقويم الأبراج الصينية القديم. يشار إلى الأيام بالديك الأول، والديك الثاني، والديك الثالث (في السنوات التي يكون فيها ثلاثة في نوفمبر/تشرين الثاني).
تبيع المعابد مِلمّة مزينة بالألوان تعرف باسم ”كومادي“، وهي زخارف يعتقد اليابانيون أنها تبعث على الحظ وتزيد ازدهار الأعمال. يوجد أحد أكثر أسواق الديك حيوية في معبد أوتوري في حي تايتو بطوكيو، حيث يمكن للزوار المساومة على سعر كومادي الخاصة بهم. ينادي الباعة بأعلى أصواتهم ويطلقون سلسلة من التصفيقات الثلاثية عندما يتفق الطرفان على السعر. تُزين كومادي بالعديد من الحلي التي ترمز إلى الحظ السعيد، بما في ذلك مجسمات لآلهة الحظ السبعة ومطارق ونسخة عن ”كوبان“ وهي عملات ذهبية بيضاوية الشكل كانت تستخدم في فترة إيدو (1603-1868).
إطلاق نبيذ بوجوليه نوفو (منتصف ليل ثالث خميس من نوفمبر/تشرين الثاني)
يتم طرح ”بوجوليه نوفو“ وهو نبيذ أحمر مخمر حديثا من إنتاج منطقة بوجوليه بفرنسا، في هذا الوقت المحدد. وبسبب فارق التوقيت بين الدولتين، يُطرح عادة للبيع في اليابان قبل 7 ساعات من طرحه في فرنسا. اشتهر نبيذ بوجوليه نوفو في اليابان منذ بداية بيعه في فترة اقتصاد الفقاعة في أواخر الثمانينات. أعقب ذلك ازدهار كبير في إنتاج النبيذ الأحمر في أواخر التسعينات، ما أدى إلى زيادة شعبية هذا النوع من النبيذ هنا.
هاكوساي (الملفوف الصيني)
تتزايد في هذه الفترة الرغبة لدى اليابانيين في تناول قِدر ”نابه“ الساخن. يعد هاكوساي (الملفوف الصيني) من الخضروات الآسيوية المشهورة، وتعود أصوله إلى الصين. من المعتقد أنه وصل إلى اليابان عن طريق الجنود العائدين من الحرب الصينية اليابانية الأولى (1894-1895) والحرب الروسية اليابانية (1904-1905). وبسبب مذاقه المعتدل يؤكل هذا الملفوف بشكل أساسي مسلوقا، حيث يقدم في وجبات شابو شابو ويوسينابي وغيرها من القدور الساخنة أو على شكل مخلل، بالإضافة إلى العديد من الأطباق الأخرى.
فطر إنوكيتاكي
تستخدم أسماء الكثير من أصناف الفطور ككلمات ”كيغو (كلمات موسمية)“ للتعبير عن فصل الخريف، لكن إنوكيتاكي يمكن أن يشير إلى الخريف أو الشتاء. يكون موسم الأصناف البرية في أواخر الخريف أو أوائل الشتاء. ويكون لون أصناف إنوكيتاكي المتوفرة تجاريا أبيض، بسبب زراعتها بعيدا عن ضوء الشمس، على عكس الأنواع البرية التي تكون قبعاتها بنية اللون كبيرة الحجم مع سيقان قصيرة. كما ظهرت على أرفف المتاجر في السنوات الأخيرة سلالات مهجنة ذات قبعات بنية.
فوغو (الأسماك المنتفخة)
تشتهر أسماك فوغو (الأسماك المنتفخة) الشهية بكونها سامة إذا لم تحضّر بشكل صحيح. يبدأ موسم أسماك فوغو في نوفمبر/تشرين الثاني عندما تقترب من الشاطئ لوضع البيض. وقد عثر علماء الآثار على عظام للأسماك المنتفخة في آنية فخارية تعود للعصر الحجري، ما يؤكد أن اليابانيين أكلوا هذه الأسماك قبل 20 ألف عام على الأقل. وفي الوقت الذي حاول فيه تويوتومي هيدييوشي غزو شبه الجزيرة الكورية في المرة الأولى (1592-1593) والثانية (1597-1598)، مات الكثير من الجنود بسبب التسمم بعد تناولهم أسماك فوغو في منطقة شيمونوسيكي، حاليا بمحافظة ياماغوتشي، ما دفع هيدييوشي إلى حظر تناولها في جميع أنحاء اليابان. ولاحقا بعد عدة قرون، عندما زار إيتو هيروبومي أول رئيس وزراء لليابان محافظة ياماغوتشي، كانت أسماك فوغو هي النوع الوحيد من الأسماك التي يمكن تقديمها له بسبب البحار الهائجة، ولذلك تم رفع الحظر فقط في تلك المحافظة.
وحاليا يتعين الحصول على ترخيص رسمي حكومي لطهي أسماك فوغو. ويتعين على مقدمي هذه الوجبات أن يكون لديهم حاويات قابلة للقفل يرمى فيها الكبد والمبيض والأعضاء السامة الأخرى، حيث يتعين التخلص منها وفقا للوائح المحافظة. تُعرف وجبة أسماك فوغو النيئة باسم ”تيسّا (بندقية ساشيمي)“ أما قدر فوغو الساخن فاسمه ”تيتّشيري أو فوغو نابي (قدر بندقية ساخن)“ بسبب المخاطر المحتملة في هذه الأطباق. أما في منطقة شيمونوسيكي، فقد تغير اسم السمكة إلى ”فوكو (حظا سعيدا)“.
طعم اللحم معتدل، ولكنه لذيذ. يمكن أن تؤكل فوغو نيئة، وكذلك الجلد (كاواساشي). تُقدم هذه الأسماك أيضا على شكل قدر ساخن أو مقلية بزيت غزير، كما أن شيراكو أو مبايض ذكور هذه الأسماك تحظى بشعبية كبيرة. يمكن قلي الزعانف (هيري) لتصبح مقرمشة وإضافتها إلى الساكي الساخن للشرب (هيريزاكي)، ما يمنحها نكهة حادة ومدخنة.
(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية بإشراف إينوي شويي الباحث والمؤلف في التقويمات وهو أيضا كاهن شينتو ومحاضر زائر في جامعة توهوكو فوكوشي. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: أزهار كاميليا ساسانكوا، © بيكستا)