فصل هاكورو... قطرات ندى بيضاء

ثقافة

يتغير الطقس تدريجيا في فصل هاكورو ليصبح أقرب إلى الخريف. وعندما تبرد حرارة الرطوبة الموجودة في الهواء تتشكل قطرات الندى التي تبدو بيضاء اللون.

إن التفاوت في درجات الحرارة بين النهار والليل يتسبب في تشكل قطرات الندى، ومن هنا جاء مصطلح ”هاكورو (ندى أبيض)“ وهو اسم أحد الفصول الشمسية. وبالرغم من تواصل الحرارة المرتفعة في هذه الموسم، إلا أن علامات اقتراب الخريف تبدأ بالظهور.

إن الاسم الياباني التقليدي لشهر سبتمبر/أيلول هو ”ناغاتسوكي (الليال تصبح أطول)“ وعلى الرغم من أن الليل يزداد طوله تدريجيا ابتداء من الانقلاب الصيفي، إلا أنه يبدو فجأة أطول اعتبارا من شهر سبتمبر/أيلول.

تلقي هذه المقالة نظرة على الفعاليات والظواهر الطبيعية في الفترة الممتدة من 8 إلى 22 سبتمبر /أيلول تقريبا.

مهرجان الأقحوان (9 سبتمبر/أيلول)

كان مهرجان الأقحوان ”تشويو نو سيكّو“ يقام في الأصل في اليوم التاسع من الشهر القمري التاسع، ويُحتفل به حاليا في 9 سبتمبر/أيلول. وهو أحد مهرجانات سيكّو الخمسة السنوية الرئيسية في اليابان. تعتبر الأرقام الفردية في النظام الفلكي الصيني القائم على ”يين“ و ”يانغ“ والعناصر الخمسة، يانغ لذا فهي محظوظة، ومن بين هذه الأرقام يعتبر 9 الأكثر حظا فيها. يوافق هذا التاريخ القمري الأصلي منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول وفقا للتقويم الحديث، وهو الوقت الذي تكون فيه أزهار الأقحوان في أوج تفتحها. يُعتقد في الصين أن أزهار الأقحوان تبعد المصائب ولديها قوة روحية تمنح طول العمر. وبسبب ذلك اعتمد البلاط الإمبراطوري الياباني في فترة هييان (794-1185) في هذا المهرجان هذه الأزهار للزينة، وكانت تضاف بتلات منها إلى المشروبات الكحولية وتقرأ أشعار أثناء الصلاة من أجل الحماية من الكوارث. ومنذ فترة إيدو (1603-1868) بدأ أكل الأرز المطبوخ مع الكستناء في مهرجان تشويو نو سيكّو، وأصبح شرب ساكي الأقحوان شائعا بين الناس.

أرز بالكستناء (يسار) وساكي الأقحوان في مهرجان تشويو نو سيكّو (© بيكستا)
أرز بالكستناء (يسار) وساكي الأقحوان في مهرجان تشويو نو سيكّو (© بيكستا)

يوم احترام المسنين (ثالث يوم اثنين في سبتمبر/أيلول)

وهي عطلة قومية فريدة من نوعها في اليابان، فهي يوم مكرس لإظهار الاحترام لكبار السن والاحتفال بطول العمر. وقد نشأت هذه المناسبة من فعالية أقامتها جمعية احترام المسنين في نوماداني (حاليا جزء من تاكا) بمحافظة هيوغو، في 15 سبتمبر/أيلول عام 1947. واعتمد اليوم كعطلة قومية في عام 1966.

شقائق النعمان اليابانية

وهي زهرة تعود أصولها إلى الصين. حروف الكانجي المستخدمة لكتابة اسم الزهرة هي ” 秋明菊(شومييغيكو)“ وتعني ”أقحوان الخريف المشرقة“ ولكنها في الواقع تنتمي إلى الفصيلة الشقيقية أو الحوذانيات. يطلق عليها في اللغة الإنجليزية عادة اسم شقائق النعمان اليابانية بسبب التشابه بينهما في الشكل.

شقائق النعمان اليابانية (© بيكستا)
شقائق النعمان اليابانية (© بيكستا)

مهرجان تسوروغاؤكا هاتشيمانغو السنوي في كاماكورا (14-16 سبتمبر/أيلول)

يعود تاريخ معبد تسوروغاؤكا هاتشيمانغو إلى عام 1063 عندما بنى ميناموتو نو يورييوشي (988-1075) في يويغاهاما بكاماكورا فرعا لمعبد إيواشيميزو هاتشيمانغو في كيوتو. وقام ابنه ميناموتو نو يوريتومو – مؤسس شوغونية كاماكورا – بنقله لاحقا إلى موقعه الحالي. يصف أزوما كاغامي – وهو سجل تاريخي يعود لفترة كاماكورا (1185-1333) – أصل مهرجان رييتايساي السنوي الذي يقام في المعبد. ففي عام 1187 كانت تقام مراسم تُعرف باسم هوجوي حيث يطلق سراح حيوانات تم اصطيادها لتعود إلى منازلها بناء على المبادئ البوذية، وكانت تُمارس طقوس يابوسامي (الرماية من على ظهر الخيل). وبالتالي فإن للمهرجان تاريخا يزيد عن 800 عام. تقام فعالية يابوسامي حاليا في 16 سبتمبر/أيلول بمشاركة رماة يرتدون زي الساموراي ويطلقون سهامهم من على ظهور خيولهم أثناء الجري على أهداف في المعبد. ويقال إن هذه الطقوس كانت ذريعة لحشد القوات العسكرية.

يابوسامي (الرماية أثناء امتطاء الخيل) في معبد تسوروغاؤكا هاتشيمانغو (© كيودو).
يابوسامي (الرماية أثناء امتطاء الخيل) في معبد تسوروغاؤكا هاتشيمانغو (© كيودو).

طائر الذعرة

يمكن تقسيم الفصول الشمسية الأربع والعشرين إلى 72 ”كو (فصلا صغيرا)“. يُطلق على الفصل الصغير الذي يبدأ في 13 سبتمبر/أيلول تقريبا اسم ”سيكيريي ناكو (تغريد طائر الذعرة)“. وبالرغم من أن الاعتقاد السائد هو أن هذا الطائر يبدأ التغريد من الخريف، إلا أنه يغرد فعليا طوال العام. ويطلق عليه أيضا اسم ”طارق الحجارة“ بسبب الطريقة التي يقفز بها ويلوح بذيله للأعلى والأسفل كما لو كان يضرب الأرض. تقول الأسطورة إن الإله إيزاناغي والإلهة إيزانامي اللذين خلقا جزر اليابان، تعلما كيفية التكاثر عن طريق هز وركيهما تماما كما يفعل طائر الذعرة، وبالتالي فإن هذا الطائر هو رمز لديمومة نسل العائلة.

طائر ذعرة أسود الظهر (© بيكستا).
طائر ذعرة أسود الظهر (© بيكستا).

كونبو

من المعتقد أن اليابانيين بدأوا بأكل كونبو (أعشاب بحرية) منذ فترة جومون (حوالي 10000-300 قبل الميلاد)، وقد ورد ذكر هذه الأعشاب في وثائق من فترة نارا (710-794). وهي عنصر أساسي في توابل داشي المستخدمة لإضفاء نكهة ”أومامي“ في الطبخ الياباني. وقد اكتشف البروفيسور إيكيدا كيكوناي في جامعة طوكيو الإمبراطورية عام 1908 أن حمض الغلوتاميك هو العنصر الذي يمنح طعم أومامي في كونبو. تتوفر في اليابان أعشاب كونبو طبيعية ومستزرعة، حيث ينتج أكثر من 90% منها في هوكّايدو. تمتد فترة الحصاد من الصيف حتى الخريف، ثم تُجفف من أجل الشحن.

كونبو (يسار)، أعشاب كونبو مجففة كما تبدو عند عرضها للبيع (© بيكستا).
كونبو (يسار)، أعشاب كونبو مجففة كما تبدو عند عرضها للبيع (© بيكستا).

الباذنجان

هناك مثل ياباني يقول ”لا تطعمي ​​زوجة ابنك الباذنجان الخريفي“. يمكن فهم هذا المثل على أنه تحذير صحي من تعريضها للبرودة، ولكن هناك تفسير آخر يرى أن الحماة العدائية لا ترغب بإهدار مثل هذا الطعام اللذيذ على زوجة ابنها. يعد الباذنجان من الخضروات متعددة الاستخدامات، حيث يمكن شيه أو طهيه أو قليه أو صنع مخلل منه، وهو يستخدم في الكثير من الأطباق الإقليمية ويكون بأشكال متنوعة منها المستديرة والطويلة بالإضافة إلى ميزوناسو ”الباذنجان المائي“ والذي غالبا ما يؤكل نيئا.

باذنجان مشوي (© بيكستا).
باذنجان مشوي (© بيكستا).

الإجاص الياباني (ناشي)

يحظى الإجاص الياباني (ناشي) بتقدير كبير في الصين، حيث يعتبر ملك الفاكهة، وذلك بسبب وفرة عصارته وقوامه المقرمش وحلاوة مذاقه اللذيذ، ويُنظر إليه على أنه وسيلة لمنع الإجهاد الناتج عن حرارة الجو في الصيف.

إجاص ناشي (© بيكستا).
إجاص ناشي (© بيكستا).

(المقالة بإشراف إينوي شويي الباحث والمؤلف في التقويمات وهو أيضا كاهن شينتو ومحاضر زائر في جامعة توهوكو فوكوشي. الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: سنابل أرز تغطيها قطرات الندى في الصباح، © بيكستا)

ثقافة ثقافة شعبية الطقس التاريخ الياباني