إحساس متزايد بعدم الأمان.. ما الذي تغير في اليابان خلال السنوات العشر الماضية؟

مجتمع

تُعرف اليابان بكونها واحدة من أكثر الوجهات أمانًا في العالم، ما يجعلها مقصدًا مفضلاً للمسافرين من مختلف البلدان. ومع ذلك، يشعر الكثير من اليابانيين بأن الأمان لم يعد كما كان عليه قبل عقد من الزمن، إذ تتزايد المخاوف بشأن قضايا جديدة تهدد الشعور بالطمأنينة في المجتمع. فما الذي تغير؟ وهل لا تزال اليابان تحافظ على سمعتها كبلد آمن رغم هذه المخاوف؟

كشف استطلاع أجرته وكالة الشرطة الوطنية في اليابان في أكتوبر 2024 أن 56.4% فقط من المستجيبين شعروا أن ”تتمتع بمستوى عالٍ من الأمان العام“ وهي أدنى نسبة يتم تسجيلها منذ بدء الاستطلاع. ويعكس هذا الانخفاض تزايد القلق بين السكان بشأن قضايا السلامة العامة، مثل ارتفاع معدلات الاحتيال عبر الإنترنت، وجرائم الاحتيال المالي التي تستهدف كبار السن، وازدياد حوادث العنف العشوائي في الأماكن العامة. كما أشارت بعض التقارير إلى تزايد الشعور بعدم الأمان في المناطق الحضرية بسبب الحوادث الأخيرة التي تصدرت عناوين الأخبار، مما أدى إلى تراجع الثقة في فعالية التدابير الأمنية الحالية.

هل تعتقد أن اليابان تتمتع بمستوى عالٍ من الأمان العام؟

عندما سُئل المستجيبون عن شعورهم تجاه التغيرات في الأمن العام خلال السنوات العشر الماضية، أجاب 76.6% منهم أنه ”تدهور“، بما في ذلك من رأوا أنه ”تدهور إلى حد ما“، وهو ارتفاع بمقدار 4.7 نقاط مئوية مقارنة بالعام السابق. وتشير هذه الأرقام إلى تزايد المخاوف بين السكان بشأن السلامة العامة، مدفوعة بعدد من العوامل التي تؤثر على الإحساس بالأمان في الحياة اليومية.

وعند سؤالهم عن الجرائم التي يعتقدون أنها السبب الرئيسي لهذا الانخفاض في الأمان، احتلت عمليات الاحتيال، بما في ذلك احتيال ”أوري أوري ساغي“ (احتيال أنا، أنا) والتصيد الاحتيالي المرتبة الأولى بنسبة 69.0%، بينما أشار 58.3% إلى تسريب المعلومات الشخصية من خلال الوصول غير المصرح به باعتباره مصدر قلق رئيسي. وتعكس هذه النتائج انتشار الجرائم الإلكترونية والاحتيال المالي، خاصة بين الفئات الضعيفة مثل كبار السن، الذين غالبًا ما يكونون أهدافًا رئيسية لهذه الحيل.

أما عن العوامل التي عززت الشعور بتدهور الأمن العام، فقد أشار 73.7% من المستجيبين إلى أنهم يرون المزيد من الجرائم تُبلغ عنها في التلفزيون والصحف، بينما قال 58.3% إنهم لاحظوا ازدياد التقارير عن الجرائم في الأخبار عبر الإنترنت. وهذا يشير إلى أن التغطية الإعلامية المكثفة قد تساهم في تصاعد القلق بشأن الأمان، حتى لو لم تكن معدلات الجريمة الفعلية مرتفعة بالضرورة. بالإضافة إلى ذلك، أفاد 14.2% من المشاركين بأنهم أو أحد معارفهم تعرضوا أو كادوا أن يتعرضوا لجريمة، مما يعكس تجارب شخصية مباشرة زادت من إحساسهم بعدم الأمان.

هل تحسن الأمان في اليابان خلال العقد الماضي؟

وتلقى الاستطلاع الوطني عبر الإنترنت ردودًا من 5000 شخص تبلغ أعمارهم 15 عامًا أو أكثر.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان من © بيكستا)

    كلمات مفتاحية

    اليابان مجتمع الأمان

    مقالات أخرى في هذا الموضوع