خلافة العرش الإمبراطوري مهددة بالانهيار في اليابان.. هل النظام الإمبراطوري في اليابان في طريقه للانقراض؟
العائلة إمبراطورية- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
تزايد عدد المؤيدين لنسل الذكور في ناغاتاتشو فقط
تقول السيدة كانّو ”على الرغم من أن عامة الناس يؤيدون تولي إمبراطورة أو إمبراطور من نسل الإناث (إمبراطور لديه نسب إمبراطوري من جهة الأم) للعرش، إلا أن المجمع الحكومي في ناغاتاتشو هو المكان الوحيد الذي يتزايد فيه عدد المؤيدين لنسل الذكور“. وقد ظهرت كضيفة في فعالية النقاش العام التي أُقيمت تحت عنوان ”الأميرة أيكو ولية للعهد“ (استضافها فنان المانغا كوباياشي يوشينوري)، والتي أُقيمت في طوكيو في شهر يوليو/تموز من هذا العام، وكان لها تأثير كبير على الناس وعلى المجمع الحكومي في ناغاتاتشو (البرلمان والمقر الرسمي لرئيس الوزراء)، وأشارت إلى أن هناك فجوة كبيرة بين الرأيين. وتشرح السيدة كانّو السبب في ذلك على النحو التالي.
تقول السيدة كانّو ”هناك العديد من أعضاء مجلس النواب ليس لديهم دراية بقضايا العائلة الإمبراطورية، بالإضافة إلى وجود أعضاء ”محافظين غامضين، أو ليبراليين غامضين“ ليس لديهم اهتمام قوي بها“. و”المحافظون الغامضون“ هم من النوع الذي يعتقد أنه يجب عليه الاستماتة في الدفاع عن مبدأ ”الذكور من نسل الذكور“ لأنه محافظ، إلا أن منطقه لا يتسم بالدقة. و”الليبراليون الغامضون“ الذين يكثرون في أحزاب المعارضة هم من النوع الذي ليس لديه موقف واضح تجاه العائلة الإمبراطورية ويتَّبع رأي الأكثرية“.
وتضيف قائلة ”إن العائلة الإمبراطورية هي قضية أساسية للبلاد، ولكن بما أنه لا يوجد الكثير من أعضاء الأحزاب الحاكمة أو المعارضة الذين يشاركون في الاجتماعات أو مجموعات الدراسة المتعلقة بها، فإن هناك عددًا محدودًا من الأعضاء الذين يمكنهم إثارة النقاش في هذا الشأن في مجلس النواب. وعلى وجه الخصوص، فإن مشاركة الليبراليين أقل من مشاركة المحافظين، لذا فإن معسكر تلك المجموعة من المحافظين الذين يتبنون مبدأ ”الذكور من نسل الذكور“ هو أساس المناقشات حول العائلة الإمبراطورية في مجلس النواب. أما أعضاء الأجنحة الحزبية الغامضون من المحافظين وحتى الليبراليين ينجذبون بطريقة أو بأخرى إلى رأي المحافظين عندما يتعلق الأمر بموضوعات تتعلق بالعائلة الإمبراطورية التي لا يعرفون عنها شيئا. ولهذا السبب، فإن هناك ميل إلى وجود عدد أكبر من الأعضاء المؤيدين لنسل الذكور في مجلس النواب“.
نقاش مغلق أمام المواطنين
عند بدء النقاش حول قضية العائلة الإمبراطورية، تقول الحكومة والحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم ”من الضروري التعمق بالنقاش في بيئة هادئة“.
وحول هذه النقطة تتحدث السيدة كانّو قائلة ”هناك فرق بين النقاش الهادئ والنقاش المغلق أمام الشعب. وقد قامت الحكومة بتضييق نطاق عدد المشاركين، ولا يبدو أن لديها أي نية لإجراء نقاش منفتح أمام الشعب. بل على العكس من ذلك، فإنني أشعر بالقلق من أن الحكومة تحاول إجبار العائلة الإمبراطورية على الامتثال لرغباتها. وقد ظهر ذلك بوضوح في تقرير أعدته لجنة الخبراء الحكومية في عام 2021“.
وذكر التقرير أنه ينبغي الحفاظ على نظام توارث الذكور من نسل الذكور الحالي للعرش الإمبراطوري، مع افتراض أن النسل سيستمر حتى الأمير هيساهيتو الابن الأكبر لعائلة أكشينونوميا. ولأول مرة، تم أيضًا اقتراح حصول الذكور من نسل الذكور في ”العائلات الإمبراطورية السابقة“، التي ابتعدت عن العائلة الإمبراطورية بعد الحرب العالمية الثانية، على صفة أمير إمبراطوري. وتم استبعاد احتمال أن تصبح ”الأميرة أيكو“ إمبراطورة.
وحتى في ظل إدارة الحزب الديمقراطي الليبرالي ذاتها، فإن تقرير لجنة الخبراء التابعة لحكومة رئيس الوزراء السابق كويزومي جونئيتشيرو الصادر في عام 2005 كان يحتوي على مضمون معاكس تمامًا. حيث جاء في ذلك التقرير ”إنه من الصعب للغاية الحفاظ على خلافة مستقرة في نسل الذكور، ومن الضروري تمهيد الطريق لتولي إمبراطورة أو إمبراطور من نسل الإناث للعرش“. وذكر التقرير أن ترتيب خلافة العرش الإمبراطوري هو ”إعطاء الأولوية للأحفاد المباشرين للإمبراطور، دون التمييز بين الذكور والإناث، وحسب الترتيب العمري“. وكان يُعتقد أن لقب ”ولية العهد الأميرة أيكو“ سيصبح أمرا حقيقيا، ولكن الأمير هيساهيتو وُلد بعد فترة وجيزة، وتم تأجيل تقديم مشروع قانون مراجعة قانون العائلة الإمبراطورية إلى مجلس النواب.
وتقول السيدة كانّو ”لقد ضم اجتماع الخبراء التابع لمجلس وزراء حكومة كويزومي قاضي المحكمة العليا السابق سونوبي إتسوؤ، الذي ألف العديد من الكتب عن العائلة الإمبراطورية، والسيدة أوغاتا ساداكو (أول مفوضة سامية يابانية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)، وتم التوصل إلى تلك النتائج بعد عقد 17 اجتماعًا. وعلى مدى أكثر من 15 عامًا منذ ذلك الحين، انخفض عدد أفراد العائلة الإمبراطورية أكثر. وفي هذا الوضع العصيب الذي أصبح فيه الأمير هيساهيتو هو الشخص الوحيد المؤهل لوراثة العرش في الجيل القادم، لماذا اتخذت لجنة الخبراء مثل هذا القرار في هذه المرة يا ترى؟“.
تشرح السيد كانّو ذلك قائلة ”يشير التقرير إلى أنه ”في المستقبل، يجب أن تأخذ النقاشات المتعلقة بخلافة العرش الإمبراطوري بعد الأمير هيساهيتو في الاعتبار الظروف المتعلقة بعمره وزواجه وغيرها من الأمور الأخرى“. وسيكون الأمر بمثابة وضع العربة أمام الحصان إذا تم تجاهل مسألة من سيصبح الإمبراطور في المستقبل، والتي تُعتبر الأكثر أهمية في العائلة الإمبراطورية، والتوصل إلى نتيجة مختلفة. وأعتقد أنه كان تقريرًا يهدف إلى استرضاء المؤيدين لنسل الذكور في مقترح العائلات الإمبراطورية السابقة“.
تحركات لحظر ”الاقتراب من عائلة أكشينونوميا“
وفي فعالية النقاش العام المذكورة أعلاه والتي أُقيمت تحت عنوان ”الأميرة أيكو ولية للعهد“، أدلى متحدث آخر بتصريح بهذا المعنى قائلًا ”منذ أن أُقيمت مراسم تعيين الأمير أكشينونوميا وريثًا للعرش في عام 2020، وصدر تقرير لجنة الخبراء في العام التالي، اعتقد الكثير من الناس أن الأمير أكشينونوميا سيكون الإمبراطور التالي. ويبدو أن هناك تحركات لحظر الحديث حول مسألة خلافة العرش، من خلال حث الناس على الامتناع عن الاقتراب من عائلة أكشينونوميا كالقيام باقتراح تولي إمبراطورة أو إمبراطور من نسل الإناث للعرش“.
وأضاف قائلًا ”في ظل مثل هذه الأجواء، بدأ السياسيون في ناغاتاتشو يعتقدون أن التطرق لهذه المسألة فكرة سيئة، واستغل المؤيدون لنسل الذكور ذلك“.
وتُعد هذه التحركات أيضًا عاملًا في تعطيل النقاشات حول مراجعة قانون العائلة الإمبراطورية في مجلس النواب الذي يُعد بمثابة ”منصة التعبير عن الآراء“. وتقول السيدة كانّو ”يعود ذلك إلى أن احترام السياسيين الغامض للعائلة الإمبراطورية يُستخدم ضدهم. ومن الطبيعي أن يُجري السياسيون نقاشات في مجلس النواب، ومن الضروري أن يكون لدى السياسيين اهتمامًا ومعرفة دقيقة أكثر بمسألة خلافة العرش الإمبراطوري“.
وتضيف قائلة ”إن قضية العائلة الإمبراطورية لم تكن نقطة نقاش في الانتخابات. ومع ذلك، فإذا قلت إنك تؤيد الحفاظ على نسل الذكور، فيمكنك الحصول على الدعم من الطبقة المركزية للمحافظين. ولكن حتى لو قلت إنك تقبل بفكرة أن يكون هناك إمبراطور من نسل الإناث، فلن تحصل على أي شيء من ناحية الأصوات. وكيفية تغيير هذا الوضع بسرعة هو أيضًا قضية أخرى“.
”من الممكن قبول الإمبراطورة، ولكن المشكلة في الإمبراطور من نسل الإناث“
لقد بدأت الأصوات التي تدعم أن تصبح الأميرة أيكو إمبراطورة تُسمع من بعض المؤيدين لنسل الذكور. والأميرة أيكو هي ابنة جلالة الإمبراطور الحالي، وهذا يعني أنها ”أنثى من نسل الذكور“، وعلى مر التاريخ كان هناك ثماني إمبراطورات أعمارهن تقل عن عشرين عامًا. ولكن بما أن ابن الأميرة أيكو سيكون من ”نسل أنثى“ فإنهم لا يوافقون على إمبراطور من نسل الإناث.
ونتيجة لذلك، ظهر بعض أعضاء الأحزاب الحاكمة والمعارضة في ناغاتاتشو الذين يقولون ”من الممكن قبول أن تصبح إحدى الأميرات إمبراطورة، ولكن المشكلة في الإمبراطور من نسل الإناث“. وهذا يعني أنهم يوافقون على أن تصبح إحدى الأميرات إمبراطورة، ولكنهم لا يؤيدون أن يكون هناك إمبراطور من نسل الإناث.
إن مطالبات كل حزب فيما يتعلق بخلافة العرش الإمبراطوري ليست موحدة داخل نفس الحزب. ففي الحزب الديمقراطي الليبرالي، وفي المؤتمر الصحفي الخاص بالانتخابات العامة لرئاسة الحزب لعام 2021، عارض اثنان من المرشحين الأربعة، هما رئيس الوزراء كيشيدا والسيدة تاكائتشي سانائي، فكرة وجود إمبراطور من نسل الإناث، بينما قبلت السيدة نودا سيئيكو بـ ”إدراجها في الخيارات“، وتجنب السيد كونو تارو التصريح حول ذلك. وحتى داخل أحزاب المعارضة، بما في ذلك الحزب الديمقراطي الدستوري، هناك أعضاء يعارضون وجود إمبراطور من نسل الإناث.
وتقول السيدة كانّو حول ذلك ”هناك العديد من الأعضاء الليبراليين الذين يقولون ”بالنظر إلى التقاليد اليابانية، فإن وجود إمبراطور من نسل الإناث هو تجاوز للحدود، أما الإمبراطورة فهي المكان الذي يمكن فيه تحقيق التوازن“. ومع ذلك، فإن الإمبراطورة والإمبراطور من نسل الإناث مرتبطان ببعضهما البعض بنفس النسل، ولا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض. فإذا تم قبول وجود إمبراطورة، أفلن يكون من الغريب ألّا يستطيع الطفل الذي ستنجبه الأميرة أيكو التي ستصبح إمبراطورة الإمبراطور التالي؟ أعتقد أن الإمبراطورة التي هي ابنة الإمبراطور، أو الإمبراطور من نسل الإناث، سيحظى بدعم وتفهم الشعب أكثر من الاقتراح الذي يدعو إلى التمسك بنسل الذكور ويدعم أن يقوم ذكر من نسل الذكور من عائلات إمبراطورية سابقة بتولي العرش، والذي يعتبر شيئًا غير مألوف بالنسبة للشعب“.
وعلاوة على ذلك، تدعو السيدة كانّو ”أن يكون عدد أكبر من أعضاء مجلس النواب من النساء أقرب إلى فكرة العائلة الإمبراطورية من نسل النساء“. وتقول ”تتعرض ولية العهد لضغوط من أجل إنجاب طفل ذكر، كما أن الأميرات الأخريات في العائلة الإمبراطورية غير قادرات على أن يقررن بأنفسهن ما إذا كن سيبقين في العائلة الإمبراطورية بعد الزواج أم لا، في ظل عدم معرفة مصير مراجعة قانون العائلة الإمبراطورية. ويجب على أعضاء مجلس النواب من النساء أن يدركن حقيقة أن الأميرات في العائلة الإمبراطورية يعانين، وأن يرفعن أصواتهن من أجل ”الإسراع في مناقشة التعديلات“.
عدم السماح بخلق مكان لمناقشة القضايا المتعلقة بالعائلة الإمبراطورية
لقد صرح رئيس الوزراء كيشيدا (رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي) في المؤتمر العام للحزب في شهر فبراير/شباط من هذا العام قائلًا ”إن فكرة الخلافة المستقرة للعرش الإمبراطوري هي مسألة لا يمكن تأجيلها، وسنستمر بمناقشتها في مجلس النواب“. ولكن لم يكن هناك تحركات ملموسة.
وفي النهاية تقول السيدة كانّو ”لا يوجد تقريبًا مكان في مجلس النواب لمناقشة القضايا المتعلقة بالعائلة الإمبراطورية. وعلى الأقل في هذه الحالة، بمجرد أن تبدأ المناقشة، سينتصر من هو أكثر إقناعًا. ويعرف الذين يوجدون في ناغاتاتشو ذلك، لذا فهم لا يسمحون بخلق مكان لمناقشة القضايا المتعلقة بالإمبراطور. وحتى أنني أعتقد أنهم يحاولون شراء الوقت وانتظار الأميرة أيكو كي تخطو نحو الخطوة التالية في حياتها“.
وتضيف قائلة ”قد يكون أفراد العائلة الإمبراطورية مستعدين لعيش حياتهم بما يتماشى مع مشاعر الشعب، ولكن سيكون من العار أن يؤثر منطق ناغاتاتشو، البعيد كل البعد عن مشاعر الشعب، على حياتهم. وكنتيجة لتجاهل النظرية المؤسساتية، سيكون من المؤسف أن تبتعد الأميرة أيكو عن العائلة الإمبراطورية بعد زواجها من مواطن عادي. وأنا قلقة بشأن مستقبل هذا النقاش“.
(النص الأصلي، باللغة اليابانية، صورة العنوان الرئيسي، الإمبراطور والإمبراطورة والأميرة أيكو يتجولون في داخل القصر الإمبراطوري، 21/8/2023، مدينة ناسو في محافظة توتشيغي، ©جيجي برس)