استراتيجية آبي للنمو

السر وراء نجاح استراتيجية النمو الاقتصادي في اليابان؟

اقتصاد مجتمع

هل ستتمكن استراتيجية النمو الاقتصادي المعروفة بـ’’أبينوميكس‘‘ التغلب على الانكماش الذي عانت منه اليابان لفترة طويلة لإعادة الاقتصاد إلى مسار النمو؟ فالمفتاح الرئيسي للنجاح يكمن في إجراء إصلاحات تنظيمية. يبحث الاقتصادي ياشيرو ناوهيرو في أجندة الإصلاحات لثلاث مجالات: الزراعة، التنمية في المدن، والرعاية الطبية والتمريضية.

التنمية في المدن: الترويج للسكن في المناطق المركزية

عدد المناطق المركزية الباهظة الثمن في طوكيو المستخدمة من أجل السكن قليل نوعا ما مقارنة مع مدن مثل لندن وباريس. ولذلك فهناك فرق كبير بين عدد الناس خلال النهار الذين هم من الموظفين وبين عدد الناس من السكان خلال الليل. وهذا يجبر الناس على التنقل بشكل كبير مما يخلق ازدحاماً يشكل عبئا على المجتمع. يمكن أن يزداد عدد السكان في وسط طوكيو بصورة كبيرة إذا تم تبني قواعد تشترط استخدام المباني المتوسطة الحجم المؤلفة من خمسة إلى ستة طوابق بشكل أساسي بغرض السكن في المناطق السكنية بوسط طوكيو.

ولا يزال عدد الأسر ذات الدخل المزدوج آخذ بالارتفاع وهي لا ترغب بالتنقل مسافات طويلة على خلاف العائلات التي لها معيل واحد. كما يتواصل ارتفاع عدد الأسر التي تضم مسنين بحاجة إلى رعاية طبية وتمريضية. فعلى سبيل المثال، توفر شقة في المناطق المدنية الكثير جدا من الراحة أكثر من بيت العائلة الذي يحتوي على حديقة ويقع في الضواحي. وإذا قام ملاك البيوت في الأحياء المركزية بإعادة بنائها فستكون المنازل ذات الارتفاع المتوسط قادرة على إسكان ثلاثة أجيال من أفراد العائلة تحت سقف واحد كما يمكنهم استغلال عقاراتهم بشكل أكثر فعالية عن طريق إضافة وحدات للآجار.

وإذا تغيرت القواعد الحالية المتعلقة ببناء المناطق السكنية مثل أن تتم زيادة معدل عدد الطوابق بشكل جوهري وأن يتم تعديل البنود المتعلقة بـ’’الحق في أشعة الشمس‘‘ التي تحد من ارتفاع المباني، فإن استثمارات القطاع الخاص في بناء البيوت يمكن أن تتحفز بدون أن تنفق الحكومة أموالا. كما أن الانتعاش في الاستثمار السكني قد يقود إلى نمو في الأنماط ذات الصلة على الطلب المحلي. ويمكن أن يتيح استخدام المناطق المدنية المحدودة بصورة أكثر فعالية إقامة مزيد من المنتزهات وغيرها من المساحات المفتوحة والتي تعني حياة أكثر راحة للكثير من الناس. وعلاوة على ذلك، من شأن المنازل ذات الارتفاع المتوسط المبنية حديثا أن تخفف من الكوارث الناجمة عن الزلازل بالإضافة لجعل المدينة أكثر جاذبية.

من الضروري تعديل القانون الحالي الذي يضبط حقوق الملكية المشتركة بين المالكين، حيث يشترط القانون الحالي الحصول على موافقة أربعة أخماس المالكين على الأقل لإعادة بناء العقارات المشتركة وهو يشكل عقبة رئيسية أمام إعادة بناء العقارات الضخمة في الوقت الذي يتزداد فيه عدد المباني التي وصلت إلى نهاية عمرها الافتراضي. يجب تعزيز هذا الشكل من الاستثمار السكني عن طريق تخفيف الشرط الحالي بالحصول على موافقة أربعة أخماس المالكين، والذي من الواضح أنه يقوم بالتركيز المفرط على أولئك الذين يريدون أن تبقى الأشياء كما هي، إلى الحصول على موافقة ثلثي المالكين لإعادة تطوير المناطق السكنية.

وبالعودة إلى الأيام التي شهدت ازديادا في عدد السكان وارتفاعا في أسعار الأراضي، كان امتلاك منزل له حديقة في مناطق الضواحي جزءا من أسلوب الحياة النموذجية. ولكن في الوقت الحالي فإن عدد السكان آخذ في الانكماش كما يزداد عدد المسنين وهناك اتجاه متزايد نحو العيش في مجموعات بشكل أكثر قربا عن طريق العيش في مناطق مركزية في المدن مع بنية تحتية متطورة بشكل جيد. نحن بحاجة إلى تعزيز سياسة ’’المدينة المكتنزة‘‘ ليس فقط في المدن النائية وإنما أيضا في مناطق العاصمة الرئيسية والتي يتزايد فيها أعمار الشعب بشكل متسارع.

الصفحة التالية: الرعاية الطبية والتمريضية: الانفتاح على القطاع الخاص

كلمات مفتاحية

الضمان الاجتماعي شينزو آبي العنف الجسدي والمعنوي الكوارث المفاعلات النووية الحرب آبينوميكس

مقالات أخرى في هذا الموضوع