من التاريخ إلى الحداثة: أقدم الجوامع اليابانية وأضخم التحف المعمارية الحديثة
مجتمع ثقافة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
توجد في اليابان العديد من الجوامع التي تخدم الجالية المسلمة، ومن أبرزها ”جامع كوبي“، الذي يُعد أقدم جامع في اليابان وله تاريخ عريق. ورغم أنه ليس فخمًا من حيث البناء والزخرفة، إلا أن له مكانة خاصة بسبب تاريخه الطويل. تُعد أعداد الزوار في غير أوقات الصلاة، خاصة صلاة الجمعة، قليلة، مما يعكس الوجود المحدود للجالية المسلمة في المنطقة.
بُني جامع كوبي عام 1935، ولديه تاريخ يمتد لأكثر من 80 عامًا في اليابان، التي كانت تتمتع بعلاقة سطحية وغير عميقة بالمسلمين في ذلك الوقت. يُعتبر الجامع أحد معالم مدينة كوبي، ليس فقط بسبب قدمه، ولكن أيضًا لأنه من المباني القليلة التي صمدت في تاريخ المدينة العاصف. فقد نجا بأعجوبة من الحرق خلال غارة جوية على كوبي أثناء الحرب العالمية الثانية عام 1945، كما صمد بقوة أمام زلزال هانشين أواجي العظيم عام 1995. هذه الأحداث التاريخية تعزز من مكانة الجامع كرمز للصمود والقوة، وتجعله جزءًا لا يتجزأ من تراث مدينة كوبي.
جامع كوبي وسط الأحياء السكنية
الاسم الرسمي لجامع كوبي هو ”جامع كوبي للمسلمين“، ويقع في محافظة هيوغو، بمدينة كوبي، في حي تشوأو، ضمن منطقة سكنية تحيط بها المنازل والشقق. يتميز الجامع بطرازه الهندي الخارجي، وهو نتيجة تبرعات من مجموعة من التجار الهنود والتتار الذين كانوا يقيمون في المدينة في ذلك الوقت.
ورغم أن جامع كوبي يُعد الأقدم في اليابان، إلا أنه لم يكن أول محاولة لبناء جامع في البلاد. ففي عام 1909، كانت هناك خطة لبناء جامع في طوكيو، لكن المحاولة فشلت بسبب عدم توفير الأرض المطلوبة للمشروع. بعد ذلك، وقع الاختيار على مدينة كوبي لبناء الجامع، خاصة مع زيادة عدد المسلمين الذين انتقلوا للعيش فيها خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918).
تولى البناء المقاول تاكيناكا، بينما قام المهندس المعماري التشيكي يان جوزيف سواقا بتصميم الجامع، الذي يتكون من ثلاثة طوابق فوق الأرض وطابق واحد تحت الأرض. يعتبر جامع كوبي اليوم رمزًا هامًا للجالية المسلمة في اليابان، ويعكس تاريخًا طويلًا من التعايش الثقافي والديني في المدينة.
مرور 80 عاماً على إنشاء جامع كوبي
تم الانتهاء من بناء جامع كوبي في نهاية شهر يوليو/تموز عام 1935، وأقيمت فيه أول صلاة جمعة في 2 أغسطس/آب من نفس العام. ويحتفل الجامع هذا العام بمرور ثمانين عامًا على تأسيسه. خلال الحرب العالمية الثانية، في عام 1943، اتخذته القوات البحرية اليابانية كملجأ لها.
نجا جامع كوبي بأعجوبة من الغارات الجوية التي استهدفت المدينة أثناء الحرب العالمية الثانية في مارس/آذار 1945، أي بعد اكتماله بعشرة أعوام. كما استخدم الجامع كملجأ ومأوى للسكان بعد أن ضرب زلزال هانشين أواجي العظيم مدينة كوبي في 17 يناير/كانون الثاني 1995، حيث نجا للمرة الثانية من الدمار وصمد أمام الزلزال والحرائق التي أعقبته في عدة مناطق من المدينة.
يخصص الطابق الأول من الجامع للرجال، بينما يخصص الطابق الثاني للنساء. يجذب الجامع المصلين من كافة أنحاء منطقة كانساي، وليس فقط من مدينة كوبي، خاصة خلال صلاة الجمعة، حيث يُقال إن أكثر من 200 مصلٍ يجتمعون فيه.
يُرحب جامع كوبي بالزوار من جميع الأديان، ويتيح لهم القيام بجولات داخل المبنى. ومع ذلك، في حالة الزيارات الجماعية، يجب الاتصال بالقائمين على شؤون الجامع مسبقًا. يُتوقع من الزوار الالتزام بالآداب العامة المتعارف عليها داخل الأماكن المقدسة، بما في ذلك ارتداء ملابس مناسبة للزيارة
تحفة معمارية فاخرة
يعتبر جامع الشيخ زايد الكبير أعجوبة معمارية تدهش الزوار بمعايير الحجم، والطراز المعماري، والمهابة. وهو أحد أبرز المعالم الدينية والوطنية في إمارة أبوظبي، ويمثل أحد أهم الإنجازات المعمارية لدولة الإمارات العربية المتحدة. تأسس الجامع بمبادرة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث وضع حجر الأساس في أواخر التسعينات، واستمر العمل فيه لمدة عشر سنوات، بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 2.167 مليار درهم إماراتي. تم الانتهاء من بناء الجامع في عام 2007، بعد ثلاث سنوات من وفاة الشيخ زايد.
يمتاز جامع الشيخ زايد الكبير بمجموعة من الخصائص المعمارية الفريدة، مما يجعله واحدة من أروع التحف المعمارية في العالم. يمتد الجامع على مساحة إجمالية تبلغ 22,412 مترًا مربعًا، أي ما يعادل حجم خمسة ملاعب كرة قدم. يحتوي على أكثر من 1000 عمود و82 قبة، منها القبة الرئيسية التي تعد الأكبر في العالم بارتفاع 85 مترًا وقطر 32.8 مترًا. يمكن للمسجد استيعاب نحو 40 ألف مصلٍ، وتتسع قاعة الصلاة الرئيسية لنحو 7000 مصلٍ.
الجامع مزود بسبع ثريات مطلية بالذهب عيار 24 قيراط، بتكلفة بلغت حوالي 30 مليون درهم. أكبر هذه الثريات يبلغ قطرها 10 أمتار وارتفاعها 15 مترًا، وتزن 12 طنًا، وهي الأضخم في العالم، حيث صُنعت من ملايين قطع الكريستال من نوع سواروفسكي.
ومن أبرز ما يميز الجامع السجادة الفارسية الخضراء الضخمة التي تغطي فناءه، وهي الأكبر في العالم. حُيكت هذه السجادة يدويًا من قبل 1200 حرفي إيراني، واحتاجت إلى نحو عامين من العمل المتواصل لتكتمل.
هذا الصرح المعماري الرائع سجل ثلاثة أرقام قياسية في موسوعة غينيس للأرقام القياسية: أكبر سجادة في العالم، وأكبر ثريا في العالم، وأكبر قبة من نوعها في العالم، مما يجعله معلمًا سياحيًا وثقافيًا بارزًا في الإمارات.
ويتميز الجامع بالفخامة من الداخل وأحيطت الأروقة الخارجية للمسجد ببحيرات مائية تعكس واجهات المسجد، مما يضيف إليه تميزاً من الناحية التصميمية، وأرضياتها مكسوة بالرخام الأبيض مع استعمال رخام أخضر في الممرات التي تؤدي إلى الصحن، كما روعي بأن تكون أعمدة الأروقة الخارجية من الرخام الأبيض المطعم بالأحجار شبه الكريمة، وقام بتثبيتها عمال مهرة استقدموا خصيصا من الهند، بالإضافة إلى تاج الأعمدة، والمصمم بشكل رأس نخلة من الألمنيوم المذهب.
(النص الأصلي باللغة اليابانية في تاريخ ١٦ يونيو/خزيران ٢٠١٥)