بالصور: هذا ما فعله زلزال 1995 المدمر باليابان

يصطف العديد من الأشخاص منتظرين دورهم لالتقاط الصور مع النصب التذكاري (Be Kobe) (بي كوبى) الذي تم تشييده بأحرف عملاقة في (متنزه ميريكن) بمدينة كوبى في عام 2017 للاحتفال بذكرى مرور 150 عامًا على افتتاح الميناء البحري. فالمدينة من بين أوائل المدن التي انفتحت على التجارة الخارجية في منتصف القرن التاسع عشر، وقد طورت كوبي مزيجًا من الثقافة الغربية والتقليدية، لتصبح أرضًا خصبة للإبداع العالمي.

ولقد تم ابتكار فكرة الرسالة ”Be Kobe“ تعبيرًا عن الفخر والاعتزاز بعد عقدين من الزمان على وقوع زلزال (هانشين-أواجي) المدمر. ويوم السابع عشر من يناير/ كانون الثاني 2020 يصادف مرور 25 عامًا على وقوع الكارثة.

يعد برج ميناء كوبى الأحمر (على اليسار) من معالم المدينة الرئيسية. أما متحف كوبى البحري (على اليمين)، فقد تم تشييده على هيئة سفينة شراعية تعبر الأمواج.

الزوار ينتظرون دورهم لالتقاط صورة مميزة مع النصب التذكاري (Be Kobe)

وبالقرب من نصب (Be Kobe) التذكاري، لاتزال الحديقة التذكارية للزلزال تحتفظ بحوالي 60 مترًا من أطلال ركام رصيف الميناء التالف. فعلى أحد الجوانب نجد النماذج ولقطات الفيديو والصور تقدم مزيدًا من الشواهد الدالة على حجم تأثير الكارثة على الميناء والجهود المبذولة للتعافي من جديد.

حديقة الزلزال التذكارية الواقعة إلى الشمال الشرقي من نصب (Be Kobe).

تم بناء واجهة متنزه (ميريكن) المائية في عام 1868. وخلال كارثة عام 1995، غمرت المياه الأرض، الأمر الذي تسبب في حدوث فيضانات.

بعض الصور توضح بالتفصيل حجم الكارثة والجهود المبذولة للتعافي.

الركام والحطام وهلع ما بعد الكارثة

وقع زلزال (هانشين-أواجي) المدمر في الساعة 5:46 من صباح يوم السابع عشر من يناير/ كانون الثاني من عام 1995، وكان أول زلزال كبير يضرب إحدى المناطق الحضرية في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية. وقد بلغ الزلزال في ذروته 7 درجات على مقياس شدة الزالزال، مما أسفر عن مقتل 4,751 شخصًا وإصابة حوالي 15,000. كما دمر كليًا أو جزئيًا أكثر من 120,000 مبنى، في حين أن 7,000 مبنى آخر قد تعرضت لأضرار بسبب الحرائق التي اندلعت فيها. وقد أثارت الصور التي التُقطت للطرق السريعة المحطمة والمكاتب المنهارة والمباني السكنية والنيران المنتشرة في أرجاء المدينة هلع الأمة.

جزء من حطام طريق (هانشين) السريع في مدينة كوبى عقب الزلزال المدمر  جيجي برس.

ولقد تعافت مدينة كوبى اليوم بشكل كبير لدرجة قد لا يدرك معها المرء أنها تعرضت لكارثة منذ 25 عامًا. ومع ذلك، فإن الآثار والمرافق والمباني التي تنتشر في أرجاء المدينة تستمر في دق الناقوس تذكيرًا بالأضرار التي خلفها الزلزال وأهمية الاستعداد لمثل هذه الكوارث. لذلك فإن زيارة هذه المواقع يعد بمثابة طريقة أخرى لتقدير مدينة كوبى وتاريخها.

ومبنى (شووسين ميتسوي) هو أحد هذه الأماكن. وهو بناء حجري على الطراز الغربي بُني في واحدة من المستوطنات الأجنبية القديمة في اليابان، وقد نجا من خطر محدق أثناء وقوع الكارثة. وبعيدًا عن الواجهة الأمامية الأنيقة، يروي لنا الجزء الخلفي من المبنى قصة أخرى. فالبناء الفولاذي السميك يوضح لنا كيف تمكن هذا الهيكل التاريخي من مواجهة قوة الزلزال العنيفة.

تم الانتهاء من أعمال البناء بمنبى (شووسين ميتسوي) في عام 1922.

هيكل فولاذي في الجزء الخلفي من المبنى زودته بقوة تحمل مقاومة للزلازل.

وعلى الرصيف بجوار (الطريق الوطني 2) لا تزال الدعامات وفواصل الربط التي كانت مستخدمة في بناء جسر الطريق السريع (هاماتا) والتي تعرضت للتلف قابعة لتشهد على فاجعة الحدث. ولقد قام مكتب (هيوغو) الوطني للطرق السريعة بوضعها على جنبات الطريق كتذكير ملموس بضرورة بناء طرق آمنة ومقاومة للكوارث.

جانب من الأجزاء التي تضررت من الطريق تدل على مدى قوة زلزال عام 1995.

ويمكن زيارة عدد من النصب التذكارية والآثار في المتنزه الشرقي بجانب (فلاور رود) أو (طريق الزهور) في منطقة وسط حي (سانوميا) النابض بالحياة، والذي يقع إلى الجنوب من بلدية مدينة كوبى، والتي تعتبر في حد ذاتها واحدة من من المباني التي كانت شاهدة على الكارثة.

ولقد أدى الاهتزاز الشديد إلى انهيار الطابق السادس للمبنى الثاني المكون من ثمانية طوابق. وفي أعقاب الزلزال، تطرقت وسائل الإعلام مرارًا وتكرارًا إلى الكيفية التي كان يمكن أن تكون بها الأمور أسوأ إذا وقعت الكارثة خلال ساعات العمل. وبعد إزالة الطوابق الثلاثة العليا، عاد المبنى للخدمة من جديد. ولا يزال يُستخدم حتى يومنا هذا. وقد لا يكون الماريين بجواره على دراية بتاريخ المبنى الاستثنائي.

  المبنى الثاني لبلدية مدينة كوبى وقد تحطم دوره السادس. جيجي برس.

المبنى الثاني حاليًا، يتم استخدامه بعد أن أصبح مكون من خمس طوابق.

وفي شمال المتنزه، يقع تمثال (مارينا المذهّب) المشهور بساعاته المثبتة في اليد اليسرى للتمثال. إلا أن عقارب الساعة متوقفة عند 5:46 منذ سقوط التمثال وقت وقوع الزلزال. وبدلاً من إخبار أهل المدينة بالوقت، فإنه أصبح يذكرهم بالكارثة التي حلت على مدينتهم.

هوى تمثال مارينا على الأرض عندما انهارت قاعدته بفعل الزلزال.

 الممرات المتصدعة ومشاتل الزهور التالفة من بين الشواهد التي لاتزال باقية إلى يومنا هذا في المتنزه. وهناك نصب تذكاري يلفت الأنظار تخليدًا لذكرى الضحايا وأعمال إعادة الإعمار، وهو الذي تم بنائُه من تبرعات المواطنين. ولقد تم تشييد مساحة تحت الأرض مخصصة للتأمل، حيث يعبر الضوء من خلال السقف الزجاجي الذي يعلوه الماء فيقع الضوء على أسماء الضحايا المحفورة في الجدران على الألواح المعلقة.

لاتزال الآثار التي خلفها الزلزال شاهدة على هذا الممر.

النصب التذكاري الذي شُيد من تبرعات المواطنين.

المساحة الموجودة تحت الأرض مضاءة بضوء خافت للتأمل.

وبالقرب من النصب التذكاري، ”شعلة الأمل“ التي تحيي ذكرى الكارثة. ويقال إنها تحتوي على نيران مأخوذة من عشر مدن و عشر بلدات تضررت من الزلزال، وكذلك جميع محافظات اليابان الـ 47. وتقيم المجموعات المدنية والمتطوعون حفلًا كل عام عند موقع الشعلة في يوم السابع عشر من يناير/ كانون الثاني تخليدًا لذكرى وقوع الكارثة.

يقوم المتطوعون بتنظيف نصب الشعلة التذكاري في اليوم السابع عشر من كل شهر.

دروس مهمة

ولراغبي معرفة المزيد عن الكارثة وعمليات إعادة الإعمار، ينصح بزيارة (المتحف التذكاري لزلزال هانشين-أواجي المدمر)، والذي تم افتتاحه في أبريل/ نيسان 2002، وبه يمكن محاكاة شعور التعرض لخطر الزلازل من خلال مختلف الأنشطة وما الذي يجب فعله عند وقوع الكارثة.

يحتوي المبنى الغربي بصورة رئيسية على معارض مخصصة لزلزال هانشين-أواجي المدمر.

ويمكن للزوار التعرف على مدى قوة زلزال عام 1995 عبر الشاشة الكبيرة ومن خلال النماذج المصورة بالحجم الطبيعي، ومعرفة كيف مر المواطنون بهذه التجربة وماذا فعل المتطوعون في أعقاب الكارثة، كل ذلك من خلال معارض الصور والتجهيزات والنماذج. وهناك مقارنات مع زلزال شرق اليابان الكبير الذي ضرب في عام 2011، وتقديرات للأضرار التي قد تحدث بسبب وقوع زلزال افتراضي في منطقة (حوض نانكاي). وهناك أيضًا فرصة لاكتساب معرفة عملية حول كيفية التعامل في حالات وقوع الزلازل المدمرة وكيفية التخفيف من آثار حدتها.

نماذج بالحجم الطبيعي تصور وضع شوارع المدينة فور وقوع الكارثة.

يتم عرض العديد من الصور والنماذج في الطابق الثالث.

الطابق الثاني يعرض السلع المستخدمة تأهبًا لمواجهة الكوارث ويوفر معلومات حول الكوارث التي وقعت في جميع أنحاء العالم.

نموذج محاكاة يوضح للزائرين التعرف على مدى صعوبة المشي ضد ضغط الماء.

المعرض يبين مدى الضرر المتوقع حدوثه عند وقوع زلزال ما في منطقة حوض نانكاي أو أسفل منطقة طوكيو مباشرةً.

وقد جمعت مؤسسة الحد من الكوارث وإعادة التأهيل البشري، بمقرها في المتحف، أكثر من 190,000 من السجلات الأولية للزلزال بما في ذلك الصور الفوتوغرافية، والمتعلقات العينية، وشهادات أولئك الذين عانوا من مرارة التجربة. ومن بين المعروضات صور للمنازل المنهارة، نادي للغولف محطم إلى نصفين، ألعاب الأطفال المجسمة المرسلة من الخارج وكتابات خطية لسكان المناطق الذين يعيشون في مراكز الإيواء. وبجانب هذه الأشياء توجد تعليقات الأشخاص الذين تبرعوا بها للمتحف. هؤلاء الذين شعروا بالخوف والحزن والغضب وأمل البقاء على قيد الحياة.

وقد أدت الأعداد المتزايدة للأشخاص الذين قدموا يد العون والمساعدة لمتضرري زلزال عام 1995 إلى تسمية ذلك العام بـ ”السنة الأولى للتطوع“. حيث طبقت العديد من المجموعات التطوعية والمنظمات غير الربحية تجربتهم في مدينة كوبى على الكوارث اللاحقة مثل تلك التي حدثت في عام 2011. وتشجع الآثار والنصب التذكارية المخصصة لذكرى زلزال (هانشين-أواجي) المدمر والموجودة بأنحاء متفرقة من المدينة الزوار على التفكير بمزيدٍ من الجدية في الكوارث وكيفية التأهب لها.

مؤسسة الحد من الكوارث وإعادة التأهيل البشري تعمل على جمع وعرض المواد المتعلقة بالأنشطة التطوعية والداعمة.

المتحف التذكاري لزلزال هانشين-أواجي المدمر

• العنوان: 2-5-1 شارع واكينوهاما كايغان حي تشوو، مدينة كوبى، محافظة هيوغو.
• ساعات العمل: من 9:30 صباحًا إلى 5:30 مساءً (من الثلاثاء إلى الخميس وأيام الآحاد) ، ومن الساعة 9:30 صباحًا إلى 7:00 مساءً (يومي الجمعة والسبت)؛ وتنتهي مواعيد استقبال الزوار قبل ساعة واحدة من ميعاد الإغلاق. ويغلق المتحف أبوابه أيام الاثنين (والثلاثاء يكون عطلة بديلة إذا صادف يوم الاثنين يوم عطلة وطنية).
• رسوم الدخول: البالغين: 600 ين، طلاب الجامعات: 450 ين، والدخول مجانًا لطلاب المدارس الثانوية ومن هم أصغر سنًا.
• إمكانية الوصول: 10 دقائق سيرًا على الأقدام من محطة إيوايا ومحطة كاسوغانوميتشي على خط قطار هانشين. أو 12 دقيقة سيرًا على الأقدام من محطة نادا على خط قطار جى آر

(النص الأصلي نُشر باللغة اليابانية في الرابع من يناير/ كانون الثاني 2020، والترجمة من اللغة الإنكليزية. المادة النصية والمقالية والصور من إعداد فريق عمل Nippon.com)