تعرف على حلوى موتشي اليابانية التقليدية
ثقافة المطبخ الياباني- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
دائماً ما كانت موتشي أو كعكة الأرز غذاءً هاما في اليابان منذ العصور القديمة، وتُصنع عن طريق هرس الأرز الدبق المطهو بالبخار حتى يتحول إلى عجينة ثم تشكيله على هيئة أجزاء مختلفة أحجامها. تُستخدم موتشي في تشكيلة واسعة من الأطباق، بل وتُستخدم أيضاً كتقدمة في العديد من الاحتفالات الدينية.
طعام ذو شأن عظيم
لقد نشأت سلالة الأرز المستخدمة لصنع موتشي في جنوب شرق آسيا، ويعتقد بأنها وصلت إلى اليابان في نفس الوقت الذي بدأت فيه زراعة الأرز في الأرخبيل منذ حوالي 2000 عام. الأرز الذي يشتهر بحبته القصيرة، ويُطلق عليه باللغة اليابانية mochigome، يؤكل أحياناً على هيئته الحبيبية مطهواً بالبخار، ولكن هرسه وتناوله على هيئة كعكة الأرز هي الطريقة الأكثر شيوعاً. وفقا للمعتقدات التقليدية، فإن موتشي مشبعة بقدر هائل من الطاقة الروحية. منذ فترة هييآن المبكرة (794 - 1185)، شاع استخدامها كتقدمة شعائرية في التقاليد الشنتوية والبوذية على حد سواء. لعدة قرون كان صنع كعكة الأرز في المناسبات الخاصة مثل المهرجانات الموسمية، وسيلة مهمة للتقريب بين المجتمعات المحلية. في عادة تُعرف باسم موتشي تسوكي، يتم طحن موتشيجومي الطازج المطهو بالبخار باليد باستخدام هاون خشبي ومطرقة، ويتم توزيع كعكة الأرز الناتجة على المشاركين.
ولحلوى الموتشي دور هام في احتفالات رأس السنة الجديدة بشكل خاص، حيث تقوم المنازل اليابانية تقليدياً بعرض زوج مكوّم من كعك الأرز المستدير المعروف باسم كاغامي موتشي، للترحيب بآلهة العام الجديد. ويعد الطعام المطاطي أيضًا عنصراً أساسيًا في أطباق العطلات مثل زوني، وهو حساء دسم يؤكل في صباح اليوم الأول من العام الجديد.
الاحتفال بالحياة
ويمكن أن نجد موتشي في مجموعة كبيرة من الحلويات اليابانية، ومن بينها العديد من الحلويات المزينة التي يتم تقديمها خلال حفل الشاي. خلال مهرجان هينامتسوري (مهرجان الدمى) في 3 مارس/ آذار، يستمتع الجميع بحلوى هيشي موتشي بألوانها الحمراء والبيضاء والخضراء وساكورا موتشي المخضبة باللون الوردي، وكذلك كاشيوا موتشي وهو كعك الأرز المحشو بمعجون الفول الأحمر والملفوف في ورق السنديان، وهو علاج له شعبية يتم تقديمه في مهرجان تانغو نو سكّو (ويُعرف أيضًا باسم يوم الأطفال) في 5 مايو/ آذار.
كما أن كعكة الأرز تُضفي أجواءً احتفالية على العديد من الأحداث الحياتية المهمة. يتم تقديم كوهاكو موتشي الحمراء والبيضاء في مناسبات مثل مراسم دخول المدرسة وحفلات الزفاف، وكذلك عند الإنتهاء من بناء إطار المنزل الحديث.
طعام واحد واستخدامات متعددة
وفي حين كان موتشي فيما مضى طعاماً موسمياً يتم صُنعه فقط حين تجتمع العائلات الكبيرة أو أعضاء المجتمعات المحلية في الإجازات، إلا أنه أصبح الآن أحد السلع الغذائية العادية المتوفرة في السوبر ماركت. وعادة ما يتم استخدام كعكة الأرز المستطيلة التي تُعبأ كل واحدة منها على حدة والمعروفة باسم كيري موتشي لأغراض الطهي. حيث تتم إضافة هذا الطعام متعدد الاستخدامات في الأطباق التي تٌحضّر في إناء ساخن مثل نبيمونو وأودن، كما يمكن أيضاً الاستمتاع به مشوياً ومغموراً في صلصة الصويا أو معجون الفول الحلو، كما أن الموتشي المغطى بطبقة من طحين فول الصويا المحلى (أبيكاوا موتشي) أو الملفوف في نوري، وهي مجموعة الطحالب البحرية الصالحة للأكل (إيصوبي ماكي)، يعد أحد أشهر الوجبات الخفيفة، ويضيف بعض الناس لمسة غربية للمذاق عن طريق شوائها بالزبدة أو بالجبن.
يستخدم العديد من الطهاة شرائح موتشي لإضفاء قوام مطاطي على أطباق مثل أوكونومياكي، وهو أحد أنواع بان كيك اللذيذ، بالإضافة إلى المأكولات غير اليابانية مثل البيتزا وأطباق الغراتان وفطيرة اللحم غيوزا.
إن الحلوى التي تعتمد في صناعتها على موتشي مثل دايفوكو تُعتبر من الوجبات الخفيفة والشهيرة وتقدم بأنواع مختلفة من الحشو، بما في ذلك معجون الفاصوليا الناعم والخشن أو يمكن حتى حشوها بفراولة كاملة. كما أن حلوى كعكة الأرز مثل ناما ياتسوهاشي التي تشتهر بها كيوتو وأصناف أخرى ذات طابع محلي مثل ماتشا أو يوزو تعد من الهدايا التذكارية الشهيرة.
ولكن ليس كل ما يتعلق بموتشي يعد احتفالياً، فالطبيعة اللزجة لهذا النوع من الطعام تزيد من احتمالات تعرض الأطفال وكبار السن للاختناق من جرّاء تناوله، ودائماً ما تتسم فترة بداية العام الجديد بانتتشار أخبار عن العدد الكبير لسيارات الإسعاف التي تم إرسالها لإنقاذ أشخاص تناولوا قضمة كبيرة من الحلوى يصعب عليهم مضغها. ولذلك يُنصح بتقطيع الموتشي إلى قطع صغيرة يسهل مضغها عند تناولها في البيت مع الأطفال أو كبار السن.
(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، صورة العنوان: أرز موتشي جومي المطهو بالبخار يتم هرسه بمطرقة خشبية وهاون. الصور بواسطة بكيستا).