«الناتّو»... طعام ياباني بنكهة ومذاق خاص
ثقافة المطبخ الياباني- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
طعام مثير للاهتمام
الناتو هو طعام ياباني تقليدي يتم إعداده عن طريق طهي فول الصويا بالبخار وتخميره باستخدام بكتيريا الناتوكين (Nattokin). يتميز هذا الطعام بنكهته الفريدة ورائحته القوية، وعندما يُقلب، يتكون شبكة من الخيوط اللزجة. تلك السمات تمنحه جاذبية خاصة، حتى في اليابان، حيث يثير إما الحنين أو الاشمئزاز لدى الأشخاص.
الناتو هو طعام فريد يستحق التجربة، وقد يتطلب بعض الوقت للتعود على مذاقه الفريد. يختلف الأشخاص في آرائهم حيال حبات فول الصويا بسبب رائحتها القوية وقوامها الغروي والخيطي. بالنسبة للذين يقدرون فول الناتو، يُعتبر إضافة غنية بالمغذيات للنظام الغذائي.
يتم تقديم الناتو غالبًا مع الأرز والبصل الأخضر، ليُكوّن وجبة مشبعة وصحية. يلعب الناتو دورًا مهمًا في تنويع خيارات الطعام واستكشاف ثقافة المأكولات اليابانية. قد تحتاج فترة قصيرة للتكيف مع مذاقه مقارنةً بالأوميبوشي، ولكن الذواقة وعشاق هذه النكهة الفريدة يجدون فيه إضافة لذيذة ومفيدة لتجربتهم الغذائية.
اكتشاف بالصدفة!
هناك نظريات متنوعة حول أصل الناتو، حيث يُعتقد بأن فول الصويا المطهو على البخار كان يتم تخزينه في قش الأرز. وفي هذا السياق، يحتوي قش الأرز بشكل طبيعي على كميات كبيرة من بكتيريا الناتو، مما يؤدي إلى عملية التخمير.
قبل انتشار المبردات، كان تناول الناتو يكون رئيسيًا في شرق وشمال اليابان، بينما كان استهلاكه في غرب اليابان يكون محدودًا. كان للناتو الغني بالعناصر الغذائية دورًا هامًا في مناطق زراعة الأرز التي تتعرض للثلوج، حيث كان يُعتبر بديلاً عن الأسماك والخضروات في فصل الشتاء. كانت إعداده يتطلب مهارة حقيقية. وعلى العكس من ذلك، لم تكن بكتيريا الناتو مناسبة للمناخ الحار والرطب في الغرب، وكانت الأطعمة ذات النكهات القوية أقل انتشارًا في بادئ الأمر.
على الرغم من وجود بعض الاختلافات الإقليمية في شعبية الأطعمة، يُتناول الناتو الآن في جميع أنحاء اليابان ويُقدم حتى في وجبات الغداء المدرسية.
يتوفر الناتو للشراء في الأسواق المركزية ومتاجر الكومبيني في جميع أنحاء اليابان، وغالبًا ما يُعبأ في معلبات مصنوعة من البوليستيرين الأبيض، بالإضافة إلى أكواب ورقية. يمكن العثور على بعض المنتجات التقليدية المغلفة بالقش في مدينة ميتو بمحافظة إيباراكي، التي تُعتبر معقل الناتو.
تلك العبوات تسهل عملية حفظ ونقل الناتو، وتجعله متاحًا للشراء والاستهلاك بشكل مريح في مختلف المناطق.
الاستخدمات المختلفة لحبات فول الصويا
كان منتشرًا في القرن السابع عشر هرس حبات الناتو وخلطها مع حساء الميسو. وفي الوقت الحاضر، يُفضل لدى معظم الناس تناول الناتو فوق الأرز، مع الحرص على ترك حبات فول الصويا سليمة القوام. الناتو المجفف والمتبل أيضًا يعد طعامًا تقليديًا في بعض المناطق. ومؤخرًا، أصبحت المنتجات المجمدة المجففة تُعتبر وجبات خفيفة رائجة.
تظهر هذه التطورات كيف تغيرت عادات تناول الناتو مع مرور الوقت، حيث يُستهلك اليوم بطرق متنوعة ويُقدم في مختلف الأشكال، سواء كطعام تقليدي أو في صورة وجبات خفيفة مجمدة.
لقد شهدت العقود القليلة الماضية تغيرًا في تفضيلات الأذواق بخصوص حبات فول الصويا، حيث انتقل الاهتمام من الحبات الكبيرة إلى الحبات الصغيرة التي يمكن خلطها بسهولة مع الأرز. ومع ذلك، هناك آراء تفضل الحبات الكبيرة نظرًا لاحتمالية أن تكون حاملة لعدد أكبر من بكتيريا الناتو، والتي تُعتبر جزءًا هامًا من هذا الطعام.
عادةً ما يتم تناول الناتو مع صوص الصويا وخردل كاراشي، ولكن بعض الأشخاص يضيفون صوص البونزو الحمضي أو السكر لتحسين النكهة. كما يُعتبر الناتو مزيجًا جيدًا مع البصل الأخضر، أو البامية، أو الأوميبوشي (البرقوق المخلل). يُعتاد عادةً تقليب الناتو حوالي 20 مرة، ولكن هناك توجيهات تشير إلى أنه يمكن زيادة عدد المرات إلى أكثر من 400، خاصةً عند تناوله مع صلصة الصويا.
ومن الأطعمة اليابانية الشهيرة التي يدخل في مكوناتها الناتّو (ناتّوماكي) المدلفن بورق النوري (طحالب بحرية صالحة للأكل)، وهو أحد أنواع السوشي التقليدية، والتي تكون فيها حبات فول الصويا اللزجة مضافة مع خيارات عدة كالأرز المقلي، أو المعكرونة، أو الصوبا (شعيرية مصنوعة من دقيق الحنطة السوداء)، أو البيتزا، أو العجة. كما يمكن وضع الناتّو مع المايونيز والجُبن والبيض على الخبز المحمص وتناوله كوجبة خفيفة لذيذة.
قيمة غذائية عالية وفوائد جمة
يمتاز الناتّو بإحتوائه على عناصر غذائية عالية القيمة وله العديد من الفوائد الصحية، الأمر الذي جعله يكتسب لقب
”لحم الحقول“ خلال سنوات طويلة عندما كان بمثابة أحد المصادر الحيوية القليلة للبروتين في المجتمعات الزراعية. حيث يحتوي على الريبوفلافين أو فيتامين بي 2 المفيد للبشرة، بالإضافة إلى الألياف الغذائية الوفيرة التي تساعد على عملية الهضم، وفيتامينK الذي يحافظ على صحة العظام. وكغيره من الأطعمة المخمرة، فيسود الاعتقاد بأنه مفيد لصحة القناة الهضمية.
وعلى الرغم من ذلك فهناك بعض الأماكن التي لا يعد الناتّو فيها موضع ترحاب على الإطلاق. حيث يمكن أن تشكل باكتيريا الناتّو تهديداّ على البيئة التي توجد بها بكتيريا أخرى ووتقوم بوظائف مختلفة، مثل الأماكن التي يتم فيها صنع المنتجات المخمرة كصوص الصويا والميسو والزبادي. ومن المعروف أن العديد من مصانع الجعة في اليابان تمنع عمالها من الاستمتاع بتناول حبات فول الصويا المتخمرة على طعام الإفطار خشية تعرض المشروبات التي يصنعونها للتلوث ببكتريا الناتّو، حيث يمكن أن تعلق بأيديهم أو وجوههم.
في حين أن بعض الأشخاص يتناولون مكملات غذائية تحتوي على باكتيريا الناتّو أو إنزيمات مستخلصة منها، ويمكن القول إن الناتّو لا يزال الملك المتوج على عرش الغذاء زهيد الثمن طيب المذاق، ومن غير المرجح أن يختفي من المطبخ الياباني.
(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، صورة العنوان من بيكستا)