بالصور: تعرف على الإمبراطور والعائلة الإمبراطورية اليابانية
ثقافة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
أباطرة أسطوريون ينحدرون من نسل إلهة الشمس
شهد تاريخ الإمبراطورية اليابانية تحولات كبيرة، خاصة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ودخول الدستور الجديد عام 1947 الذي جعل الإمبراطور رمزًا للدولة ووحدة الشعب بدون أي سلطة سياسية فعلية. الدور الحالي للإمبراطور يتمحور حول المهام الرمزية والاحتفالية دون تدخل في صنع القرارات السياسية. يؤدي الإمبراطور مهاماً رمزية مهمة، مثل تعيين رئيس الوزراء ورئيس المحكمة العليا وإعلان اجتماع البرلمان والتصديق على القوانين.
كما يحضر الإمبراطور فعاليات تسليم الجوائز وغرس الأشجار، وغيرها من المناسبات، ويترأس الكثير من الأنشطة، بما في ذلك التقاء أفراد من الشعب وتجمعات طقوس احتساء الشاي والولائم الاحتفالية وتجمعات قراءة الشعر. كما درجت العادة على أن يزور الإمبراطور نصبا تذكارية تتعلق بالحرب والصلاة لبعث السكينة في أرواح ضحايا الصراعات. ويمكن أن يصل إجمالي عدد هذه الفعاليات إلى أكثر من 100 سنويا.
يُعتبر الإمبراطور والإمبراطورة نموذجًا للتواصل والتواصل الثقافي مع الشعب الياباني، ويقومان بزيارات داخلية وخارجية للتواصل مع المؤسسات الثقافية والصناعية والمراكز الاجتماعية. كما يلتقيان بالسكان المتضررين من الكوارث ويزوران المناطق المتضررة لبث الأمل والدعم.
يبدو أن هذه الأنشطة والفعاليات تعكس دور الإمبراطور كرمز للوحدة والتلاحم في البلاد، فهو يمثل وحدة الشعب ويُشارك في الأنشطة الرسمية والثقافية لتعزيز الروابط الاجتماعية بين أبناء الشعب الياباني.
يزرع الإمبراطور في شهر مايو/أيار الأرز في حقل بالقصر الإمبراطوري. بدأ هذا التقليد في عام 1927 بعد وقت قصير من اعتلاء الإمبراطور شووا العرش. وينخرط الإمبراطور بهذا التقليد في كل مرحلة من مراحل زراعة الأرز، حيث ينثر البذور ويغرس الشتلات ويحصد المحاصيل. كما أنه يقدم بعضا من الأرز كنذور للآلهة في طقوس نيناميساي في نوفمبر/تشرين الثاني.
درجت العادة أيضا منذ عام 1872 على أن تربي الإمبراطورات اليابانيات ديدان القز. حيث تعكف الإمبراطورات على العناية بديدان القز وحصاد شرانقها في دورة تبدأ من الربيع وتكتمل أوائل الصيف. إن ديدان القز الحالية هي الأنواع الأكثر ارتباطا بالديدان التي كانت تربى في العصور القديمة، ويستخدم حريرها في إعادة إنتاج منسوجات كلاسيكية في بيت كنوز شوسوئن بمعبد تودايجي في نارا.
ومن الواجبات المهمة الأخرى تعزيز الثقافة التقليدية مثل شعر واكا، وأداء طقوس البلاط مثل شيهوهاي وهي مراسم بمناسبة السنة الجديدة يستدير فيها الإمبراطور باتجاه كل من المعابد الرئيسية في البلاد للانحناء تبجيلا. وبين المهام الرسمية الأخرى أن يجري الإمبراطور أبحاثا أكاديمية.
اعتلى الإمبراطور ناروهيتو العرش في 1 مايو/أيار عام 2019، ليصبح رسميا الإمبراطور الياباني رقم 126 للبلاد، لكن هذا وفق تسلسل تقليدي للأنساب يستند إلى أساطير مدونة في السجلات القديمة مثل ”نيهون شوكي“ التي تعود إلى القرن الثامن. ليس هناك دليل تاريخي على وجود الكثير من الأباطرة حتى القرن السادس، وهناك عدد أقل بكثير في الفترة الممتدة إلى عام 660 قبل الميلاد، حيث يقال إن الإمبراطور الأول الأسطوري جينمو هو من تولى العرش. وتقول الأسطورة التقليدية إن جينمو ينحدر من نسل إلهة الشمس أماتيراسو التي أورثته 3 كنوز مقدسة: سيف ومرآة وجوهرة. ودأب أباطرة اليابان على العناية بتلك الكنوز الإمبراطورية منذ ذلك الحين، وتولوا أدوارا كهنوتيا في قيادة طقوس شينتوية.
يستمتع الإمبراطور ناروهيتو بالعزف على الكمان وتسلق الجبال، وكان قد التحق بجامعة أكسفورد عندما كان طالبا. أجرى أبحاثا تتعلق بالنقل المائي ونشر كتاب ”التايمز وأنا: مذكرات عامين في أكسفورد“. أما الإمبراطورة ماساكو فهي دبلوماسية سابقة وخريجة جامعة هارفارد، كما درست في جامعة أكسفورد. ابنتهما الأميرة آيكو من أشد المعجبين برياضة السومو، واشتهر عنها في طفولتها قدرتها ليس على تذكر الأسماء الكاملة للمصارعين فحسب، وإنما من أين جاؤوا أيضا. تعزف الأميرة آيكو على آلة التشيلو وتحب ممارسة كرة السلة ورياضات أخرى.
الحياة في العائلة الإمبراطورية
لا يحمل أفراد العائلة الإمبراطورية اسم عائلة مشترك، بل يستخدمون أسماءهم الأولى الشخصية فقط. كان الإمبراطور شووا معروفا في حياته باسم هيروهيتو. ولا يأخذ الإمبراطور اسم العصر الذي تولى فيه العرش إلا عند وفاته. اسما الزوجين الإمبراطوريين الحاليين ناروهيتو وماساكو. يُطلق على والدي ناروهيتو حاليا الإمبراطور الأب أكيهيتو والإمبراطورة الأم ميتشيكو. كان أكيهيتو أول إمبراطور يتنازل عن العرش منذ عام 1868، في إجراء تطلب إصدار تشريع خاص يُعمل به مرة واحدة بعد نقاش واسع النطاق. عندما يتزوج الرجال في العائلة الإمبراطورية الذين ليسوا في خط الخلافة المباشر، يُمنحون ألقابا جديدة للإشارة إلى أنهم يؤسسون أسرا جديدة. فعلى سبيل المثال، مُنح فوميهيتو الابن الثاني لأكيهيتو، لقب الأمير أكيشينو قبل أن يصبح وليا للعهد عند اعتلاء أخيه العرش.
لا يستطيع أفراد العائلة الإمبراطورية اختيار وظائفهم بحرية. ولا يجوز أن يعملوا موظفين إلا في منظمات غير ربحية تعمل من أجل الصالح العام، ويلزم لذلك الحصول على إذن من الإمبراطور. ولا يمكنهم التصويت أو الترشح لتولي المناصب، ويجب عليهم إعطاء الأولوية لواجباتهم الرسمية. كما أن الأصول الإمبراطورية مملوكة للدولة.
درجت العادة أن يقيم الأباطرة من فترة هييان (794-1185) إلى فترة إيدو (1603-1868) في كيوتو، لكنهم يعيشون الآن في طوكيو.
لا يحق للإمبراطور وأفراد عائلته الآخرين تبني أطفال. ويجب على الرجال في العائلة الإمبراطورية الذين يرغبون في الزواج الحصول أولا على موافقة مجلس البلاط الإمبراطوري. بينما تتمتع الإناث بحرية اختيار شركائهن، لكنهن يفقدن صفتهن الإمبراطورية عند الزواج من رجال من خارج العائلة.
خلافة الذكور
تخضع المسائل المتعلقة بالعائلة الإمبراطورية – بما في ذلك خلافة العرش والوصاية عليه – لقانون البلاط الإمبراطوري. وينص الدستور الياباني على أن ”العرش الإمبراطوري يجب أن يكون بشكل متسلسل داخل الأسرة الإمبراطورية“.
وتاريخيا كانت هناك حالات اعتلى فيها أبناء محظيات العرش. كما كانت هناك إمبراطورات حاكمات. ولكن وفقا لقانون البلاط الإمبراطوري الحالي، لا يجوز أن يعتلي العرش إلا ”المواليد الذكور من نسل الذكور المنحدرين من السلالة الإمبراطورية“. وفي ضوء تقلص حجم العائلة الإمبراطورية وعدم وجود وريث ذكر في الجيل الشاب، شهدت البلاد نقاشا عاما حول إن كان سيسمح للأميرة آيكو باعتلاء العرش. ولكن ولادة الأمير هيساهيتو، ابن شقيق الإمبراطور ناروهيتو، في عام 2006 وضعت نهاية لتلك النقاشات. ورغم الدعم الشعبي الكبير الذي تحظى به الأميرة آيكو لخلافة والدها، إلا أنه لا يوجد أي تحرك في البرلمان الياباني لتغيير الوضع الراهن.
(المقالة الأصلية باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: الإمبراطور ناروهيتو (الثالث من اليسار) وأعضاء آخرون من العائلة الإمبراطورية يلوحون بأيديهم من شرفة القصر الإمبراطوري في طوكيو أمام حشد من الناس بمناسبة العام الجديد في 2 يناير/كانون الثاني عام 2020، جميع الصور بإذن من وكالة البلاط الإمبراطوري)