القلاع اليابانية... تاريخ عريق مفعم بالأحداث

ثقافة 12/09/2017

بني الكثير من القلاع اليابانية في فترة الدول المتحاربة (١٥٦٨-١٤٦٧)، في ظل تنافس قادة الأقاليم على السلطة. وعلى الرغم من تعرض عدد كبير من تلك القلاع للتدمير في القرون التي تلت تلك الفترة، تبقى عدد منها في حالة جيدة يمكن زيارتها حالياً، بما في ذلك عددا من القلاع التي تم ترميمها وإعادة إحيائها من جديد.

English
日本語
简体字
繁體字
Français
Español
العربية
Русский

تمتلك اليابان العديد من القلاع وبقايا القلاع، لكن تحتفظ ١٢ واحدة منها فقط بمبانيها الحصينة المركزية التي ترجع إلى عصر إيدو (١٨٦٨-١٦٠٣) أو ما قبله. (*١) وقد بنى موحدي اليابان العظام أودا نوبوناغا (٨٢-١٥٣٤) وتويومي هيديوشي (٩٨-١٥٣٧) مباني حصينة رائعة في القلاع التي شيدوها في استعراض لقوتهم الضخمة. وليس لكل القلاع مباني حصينة مركزية، ولكن تلك المنشآت ذات الشكل البرجي في العديد من القلاع أصبحت رمز للحصن بالكامل.

المبنى المركزي الحصين (تنشوكاكو) بقلعة هيكوني. (cmeg.jp©)

لقد شيدت التحصينات الدفاعية الأساسية على أراضي مرتفعة، منذ حوالي القرن السابع. ولكن لم يبدأ عصر بناء القلاع الأساسي باليابان قبل فترة الدول المتحاربة (١٥٦٨-١٤٦٧). وقد شيدت المباني الحصينة المركزية المسجلة من ضمن التراث القومي كتلك التي في قلاع هيميجي، هيكوني، وماتسوموتو خلال تلك الفترة. وعاش القائد صاحب القلعة بأسفل عند سفح التل عادة، ليقوم بالانتقال إلى الحصن الرئيسي عند اقتراب الأعداء.

وقد تنوع تخطيط وتصميم القلاع، لكن كان من المتبع دائماً وجود مجمع رئيسي محاط بمجمعات ثانية وثالثة. وكان المبنى الحصين المركزي يقع بالمجمع الرئيسي، وشيد القائد صاحب القلعة الأسوار والأبراج في نقاط استراتيجية في جدار حجري شديد الميل يحيط بكل المكان. وكان خندق خارجي يضيف حلقة أخرى من الحماية للقلعة. وكان يتجمع التجار حول المنطقة لتكوين مدينة محيطة بالقلعة، ولكن لم يكن يوجد أسوار حول تلك التجمعات، كما يوجد في أغلب القلاع الأوروبية. وبنى بعض الدايميو من الإقطاع حدائق حول قلاعهم، كما في القلعة الشهيرة كينروكوئين في كانازاوا وكوراكوئين في أوكاياما.

بعد معركة سيكيغاهارا عام ١٦٠٠، عندما فرض توكوغاوا إياسو (١٦١٦-١٥٤٣) سيطرته على كل أنحاء اليابان دخلت البلاد في فترة من السلام النسبي. وشيدت القلاع على أراض مستوية، لتصبح مراكز سياسية واقتصادية أكثر من كونها قواعد عسكرية، مع الخدم والتجار والحرفيين الذين يعيشون في مدن القلعة. وفي عام ١٦١٥ أسس نظام إقطاع توكوغاوا قرار بإمكانية تملك كل الدايميو قلعة واحدة فقط وهدم باقي القلاع. وتم السماح بتعديلات محدودة ومنع تشييد أي قلاع جديدة. وبعد إصلاحات عصر ميجي في عام ١٨٦٨، ألغت الحكومة الجديدة نظام الإقطاع واستبدلته بالمحافظات في عام ١٨٧١. وأصدرت قرارها بعد سنتين بإزالة القلاع وهدم العديد مما تبقى منها.

وتعد قلعة هيميجي في محافظة هيوغو واحدة من أشهر قلاع اليابان وسجلت كأول مواقع التراث العالمي باليابان في ديسمبر/ كانون الأول عام ١٩٩٣. و تعرف بـ "قلعة طائر مالك الحزين الأبيض" نظراً لمظهرها ناصع البياض وتكوينها الرشيق. وقد شيدت في الأصل عام ١٣٣٣، ثم تم ترميمها بشكل كبير بعد ذلك. وألحق بالقلعة ممرات تشكل متاهة بين مبانيها المختلفة بالإضافة إلى الخندق الدفاعي لتعيق تقدم المعتدين والمهاجمين.

أنواع القلاع اليابانية

تبدل دور القلاع اليابانية وتطور عبر القرون من ياماجيرو أو "قلاع الجبل"، مرورا بـ هيراياماجيرو أو القلاع المبنية على التلال المحاطة بسهول وصولاً إلى هيراجيرو "قلاع الأراضي المنبسطة". وتتمثل نوعية قلاع الـ ياماجيرو في قلعة تاكاتوري في محافظة نارا وقلعة تاكيدا في محافظة هيوغو، وكلاهما لم يتبقى منه إلا أطلال، وقلعة بيتشوو ماتسوياما في محافظة أوكاياما.

ولا يوجد خط واضح يفصل بين الأنماط المختلفة، ولكن يمكن اعتبار قلعة أزوتشي كواحدة من أوائل الـ هيراياماجيرو. وقد تم تدمير تلك القلعة في عام١٥٨٢، بعد مرور ثلاث سنوات فقط من بنائها. وهناك أمثلة أخرى بارز من هذا النوع هي قلعة هيميجي، قلعة هيكوني في محافظة شيغا، وقلعة كوماموتو في محافظة كوماموتو.

تتضمن الأمثلة على قلاع الـ هيراجيرو، قلعة أوساكا في محافظة أوساكا، قلعة ناغويا في محافظة أيتشي، وقلعة ماتسوموتو في محافظة ناغانو. ومن بين تلك القلاع، تبرز قلعة ماتسوموتو بشكل مؤثر خاص. فمن الخارج، يبدو مبناها المركزي الحصين –شيد بين ٩٤-١٥٩٣ بالتقريب- مكونا من خمس طوابق، ولكن في الحقيقة يوجد دور إضافي مخفي بالداخل.

كما يطلق كذلك على القلاع القريبة من الماء ميزوجيرو أو "القلاع المائية". وتستخدم تلك القلاع البحر، البحيرة أو النهر المحيط كخندق، أو للتنقل. بعض الأمثلة الشهيرة لقلاع الميزوجيرو تتضمن قلاع كل من تاكاماتسو في محافظة كاغاوا، إيماباري في محافظة إيهيمي، وناكاتسو في محافظة أويتا.