الطبول اليابانية... إيقاعات القوة وتناغم الروح والجسد
مجتمع ثقافة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
دقات طبول ليس لها مثيل في العالم
”وادايكو“...أحد أشكال الثقافة التقليدية اليابانية.
تعود جاذبية ”وادايكو“ أو الطبول اليابانية بشكل اساسي لتلك الدقات القوية ذات السحر التي تهتز لها القلوب والأجساد. ولكن ليست فقط القوة هي التي تتحكم بها فهي إحدى الآلات التي تعتمد على الإيقاع بشكل رئيسي بالإضافة إلى استخدام كل أجزاء الجسد وكأنه يغني معها لينتج في النهاية تعبيرات إيقاعية عميقة.
كما أن تقنيات الأداء فريدة من نوعها وكأن من يقوم بالقرع على الطبول يرقص أثناء العرض. فأصوات قرع الطبول الساحقة التي تجعلك تحبس أنفاسك لا إرادياً من فرط الإثارة و كيفية استخدام الجسد بالكامل بشكل ديناميكي تجتذب اهتماماً كبيراً حول العالم. وتحصل العروض الجماعية بمجموعة كبيرة العازفين الذين يقومون بالعزف معا في تناغم على تقدير كبير بأنه عرضا خرافياً رائعاً على أعلى مستوى.
تعود جذور هذه الطبول إلى الرحالة الذين جاءوا بها من القارة الأسيوية إلى اليابان. وتم اكتشاف أقدم الطبول في اليابان ضمن آثار عصر جوومون (٣٠٠-١٠ آلاف سنة قبل الميلاد).
واستخدمت الطبول اليابانية قديماً كإشارات رسائلية بين الجماعات وبعضها، وكأداة لطرد وإبعاد الحشرات الضارة للزراعة، كذلك كانت تستخدم في الحروب لتحفيز الجنود وإثارة روحهم القتالية. ومن ناحية أخرى، كانت أيضا تستخدم في الاحتفالات والمهرجانات، ورقصات الأبون في الصيف، وفي صلوات الاستسقاء إلى آخره، فكانت الطبول جزءا هاما في حياة الناس اليومية.
بعد ذلك بدأت تستخدم الطبول في الفنون المسرحية التقليدية اليابانية مثل عروض مسرح الكابوكي وغيرها لتبدأ فرص عزف الطبول فوق خشبة المسرح في التزايد. ولكن تطور العروض الجماعية لعزف الطبول ”كومي دايكو“ على المسارح كما نراها الآن في بداية القرن العشرين.
هناك عدة أنواع من الطبول اليابانية ”وادايكو“ (باللغة العربية). ولكن ”ناغادو دايكو“ هي الأكثر تقليدية. ولأنها كثيرا ما تستخدم في المراسم الدينية في المعابد الشنتوية أو البوذية يطلق عليها أيضا ”ميّا دايكو“ أي ”طبول المعابد“. وطبول ”ناغادو دايكو“ تصنع في العادة من الأشجار الصلبة كأشجار المنشارية الجميلة والتي يجوف قلبها لتصبح على شكل أسطواني ليشد عليها بعد ذلك جلد البقر ويثبت بمسامير معدنية. ومن الطبول التقليدية الأخرى توجد ”شيمي دايكو“ وهي ذات صوت رفيع تستخدم بشكل كبير في مسارح النّو والناغاؤتا. هناك أيضا ”أوو دايكو“ التي تقوم بدور إيقاع البيس، وطبول ”أوكيدو دايكو“ والتي أحيانا تعلق بحامل. ويعتبر الجلد من أهم أجزاء الطبول حيث يحدد نوعية الصوت فعن طريق السمك وكذلك طريقة معالجة الجلد يأتي الاختلاف في الأصوات والنغمات.
الفرق المحترفة في أداء عروض ”وادايكو“
تتم عروض الطبول اليابانية وادايكو على المسرح. حاليا أصبح هناك العديد من الأقاليم أو المحافظات والمدارس وكذلك الشركات التي يكون لديها فريق خاص للطبول. وقد ظهر عدد كبير من فرق المحترفين والتي جذبت الأنظار إليها ليس فقط داخل اليابان وإنما في الخارج أيضا.
من الفرق الرائدة نجد فريق أونديكوزا، وفريق كودو وهما فرقتان محترفتان لهما نشاطات على المستوى الدولي ذات شهرة عالية. كانت نقطة البداية لفريق ”كودو“ في جزيرة سادو بمحافظة نيغاتا عام ١٩٧١ وأول ظهور رسمي له على المسرح كان في مهرجان بلين للفنون عام ١٩٨١. وبعد ذلك قدموا سلسلة عروض حول العالم أكثر من ٥٥٠٠ مرة في ٤٧ دولة مختلفة. وبالنسبة لكيفية اختيار أعضاء الفريق فتتم عملية الاختيار بعد سنتين من الإقامة المشتركة والتدريبات الشاقة كمتدرب في سكن خاص في جزيرة سادو والذي كان مبنى مدرسة مغلقة وتم إعادة ترميمه. بالإضافة إلى سنة أخرى من التدريب الميداني حتى يتم قبول العضو رسمياً في الفريق. عدد الأعضاء الرسميين الحاليين والذين يؤدون العروض الفعلية على المسارح ٢٩ عضو ٢٣ من الذكور و٦ من الفتيات (حتى أبريل/نيسان ٢٠١٥).
فضلاً عن روعة العزف والإيقاع هناك أيضا روعة أداء أعضاء فريق كودو وهم يخترقون الحواجز بأجسامهم الرائعة ذات العضلات والتقسيمات الناتجة من ممارسة التدريبات المكثفة لقرع الطبول حيث يتم ألتقاط الصور لهم والتي تجمع ولها أيضا سوقها الخاص الذي تباع فيه.