عالم الأدوات المكتبية اليابانية
اقتصاد مجتمع ثقافة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
المنتجات اليابانية المستمرة في التطور
القرطاسية والأدوات المكتبية اليابانية لها شعبيتها في كل أنحاء العالم، فهناك القلم الجاف الذي يُمحى بالاحتكاك، والدباسة بدون دبابيس، ممحاة لتغطية وحماية المعلومات الشخصية وغيرها من أدوات القرطاسية التي ينبغي تسميتها بسلع الأفكار. لقد ساعد الطابع الشعبي لليابانيين والمعروف من الماضي بالدقة والجد والاجتهاد على صنع الأدوات المكتبية اليابانية بجودة وخصائص عالية وتصميمات متنوعة ولكن كذلك بأسعار في متناول الجميع.
القلم الجاف القابل للمحي ”فريكشن“ والذي طورته شركة بايلوت هو مُمثل للمنتجات اليابانية التي تستخدم الآن في العالم. أطلق لأول مرة عام ٢٠٠٦ في أسواق فرنسا وذلك قبل أن يصدر في اليابان حيث يستخدم القلم الجاف في المدارس. قد حصل على شعبية كبيرة هناك كمنتج قلب المفهوم المتعارف عليه للقلم الجاف اذي ”لا يمكن مسح ما كتب به“. وتجاوز مجموع ما تم بيعه في العالم حتى أبريل/ نيسان عام ٢٠١٤ المليار قلم. يستخدم في القلم حبر يمكن محوه بالحرارة (أعلى من ٦٠ درجة) قد استغرق تطويره أكثر من ٣٠ عاما، فبمجرد حك الجزء الذي يراد مسحه بالمطاط المخصص في آخر القلم، نستطيع أن نمحو الحبر عن طريق الحرارة الناتجة من الاحتكاك بكل نظافة وحتى مع تكرار المسح لأكثر من مرة.
عملاق الصغير في عالم الأعمال
إن جاذبية الأدوات المكتبية تكمن ليس فقط في سهولة الاستخدام ولكن أيضا في الخصائص المتعددة والتنوع الكبير الذي يستجيب لرغبات المستخدم.
فمثلا الدباسة التي لا تحتاج إلى دبابيس ”هاريناكس“، تثقب تفريغا صغيرا في أطراف الأوراق مع الإبقاء على حز وعن طريق طوي هذا الحز للأوراق يتم ربط الأوراق معا. تتميز بكونها مفيدة وعملية حيث أنها آمنة وصديقة للبيئة لعدم استخدام الدبابيس فيها، بالإضافة إلى أنه يمكن التخلص من هذه الأوراق مباشرة كما هي في فرّامة الأوراق دون الحاجة لفك الدبابيس. وفي عام ٢٠١٤، بدأ إصدار تصميم جديد من الدباسة بدون دبابيس ”هاريناكس برس“ وهي لها أسنان معدنية تقوم بربط الأوراق من خلال الضغط القوي على الأوراق معا دون الحاجة لثقب الأوراق. ولذلك ينصح باستخدامها لمن لا يفضل ثقب الأوراق.
الممحاة كثيرة الزوايا ”كادوكيشي“، الواحدة منها بـ١٥٠ ين اجتاحت الأسواق بسرعة لقدرتها على محو الأحرف الدقيقة بكفاءة. فبينما الممحاة العادية يكون بها ٨ زوايا فقط، هذه الممحاة لها ٢٨ زاوية وحافة، وبمقارنتها بالممحاة العادية فهي تمتاز بسهولة الاستخدام حيث يمكن باستخدام الزوايا محو بقدرة ثلاث أضعاف أي أجزاء صغيرة بشكل دقيق. وقد وصلت مبيعاتها للمليون بعد مرور عام من بداية إصدارها في الأسواق والذي كان في شهر مايو /أيار عام ٢٠٠٣، كما اختيرت ضمن مجموعة تصاميم متحف نيويورك للفنون الحديثة MOMA. وفي ديسمبر/ كانون الأول عام ٢٠١٤ وصلت محصلة مبيعاتها إلى حوالي ١٤ مليون قطعة.
أما الممحاة ”كيشي بون“ (طابع يهدف إلى إخفاء الكلمات كوسيلة لحماية المعلومات الشخصية وما إلى ذلك) فلها شعبية كبيرة في أمريكا، ويمكن من خلالها بكفاءة محو المعلومات الشخصية التي لا ترغب في إطلاع طرف ثالث عليها.
ومن الأدوات المكتبية لطيفة المنظر، توجد الشرائط اللاصقة المرسومة والتي لها شعبية كبيرة. في الأصل كانت شرائط لاصقة يمكن نزعها تستخدم عند الدهان وغير ذلك من أعمال البناء لحماية الأجزاء التي لا يراد أن تتسخ. ثم ازداد عدد المستخدمين وظهرت العديد من الألوان والرسومات كأدوات مكتبية. وتستخدم في تصميم البطاقات التذكارية والمذكرات لتبدو أكثر خصوصية ويزين بها الصناديق كصناديق الهدايا إلى آخره من التجهيزات الأنيقة، وتتزايد الطلبات عليها من الخارج وتعرف بـ ”الشرائط اللاصقة من الورق الياباني“.
كذلك توجد الأشرطة المطاطية على شكل حيوانات لشركة H Concept والتي تقدم المتعة والمرح عند استخدامها.
التحول من أدوات وسلع مكتبية إلى أدوات شخصية أنيقة
ومن الجانب الآخر تتنوع متاجر بيع الأدوات المكتبية التي تدعم الجهات المصنعة.
فهناك مكتبة إيتويا بمنطقة جينزا، والتي قد استقبلت في ٢٠١٥ عامها ١١١ منذ نشأتها، وتبتدع فكرة ”اللقاء مع الأدوات المكتبية“ لتضع خطا فاصلا بينها وبين الشراء من خلال الإنترنت. ومن متاجر الشركات العريقة، مكتبة كيووكيودو التي يرجع تاريخها لأكثر من ٣٥٠ عام، وفرعها الرئيسي في منطقة جينزا يزدحم بالراغبين في شراء الأدوات المكتبية التقليدية مثل أقلام على وظيفة فرش الكتابة والخط، والبضائع الصغيرة الجذابة من الورق الياباني وغيرها. كما انتشرت محلات مثل متاجر ١٠٠ ين، ”موجيروشي ريوهِن MUJI“ ومتاجر الأدوية الممتلئة بالأدوات المكتبية المتنوعة بسعر في متناول اليد ليصبح نطاق الاختيارات في اتساع مستمر.
في عام ٢٠١٢ ظهر ”مقهي الأدوات المكتبية“ في شارع أوموتيه ساندو بمنطقة هاراجوكو. وهو ليس فقط للشراء ولكن يمكن أن تجرّب الأقلام القلم الجاف أو أقلام الخشب الملونة وغيرها من الأدوات المكتبية للكتابة أو الرسم كما تشاء أثناء تناول الطعام. وإذا أصبحت عضوا في المقهى، فإنه يمكنك بواسطة المفتاح الخاص استخدام الأدوات المكتبية المختلفة الموجودة في أدراج ٥٠ مقعد بحرية. فحتى أغسطس/ آب ٢٠١٥ قد تجاوز عدد أعضاء المقهى ٦٧٦٠ عضوا.
وبسبب انخفاض عدد السكان وحالة الركود الاقتصادي قد انخفض بشكل حاد توزيع الأدوات المكتبية في الشركات، والأدوات المكتبية التي كانت سلعا تُصرف كأحد لوازم العمل في المكاتب حتى الآن قد نالت تقبُّل بين العامة على أنها سلع شخصية لا بد أن يشتريها كل فرد بنفسه. وطالما أن الشخص سيشتريها بنفسه، فالأدوات المحببة له هي الأكثر استحسانا والأدوات ذات الكفاءة الجيدة هي الأسهل في الاستخدام. رغم التقدم نحو تكنولوجيا المعلومات، يتزايد الأشخاص الذين يستمتعون برفاه قليلا من خلال صرف المزيد ولو قليل لاختيار ”أدواتي المكتبية الخاصة“ المقتنعة التي تكون مميزة وسهلة الاستخدام بالنسبة لأنفسهم.
صورة العنوان: تشكيلة أقلام ”فريكشن“، في الطابق الثاني من مكتبة إيتويا، حي جينزا.
▼مقالات ذات صلة
تصاميم يابانية مميزة للاستمتاع بأبسط التفاصيل | حكمة الماضي في الوقت الحاضر |