الطريق إلى اليابان

تبادل الهدايا...طريقة للتعبير عن التقدير والاحترام تجاه الآخرين

مجتمع ثقافة

”هدايا منتصف العام“ تنقل مشاعر الامتنان تجاه من تتلقى عونه وعنايته. ففي الصيف تسمى ”أوتشووغين“ وفي الشتاء تسمى ”أوسيئبو“. عادة التهادي في اليابان هي بمثابة بزيوت التشحيم للعلاقات الإنسانية وأصبح تعدد أنواعها الآن ثقافة.

”المأكولات“ أكثر الهدايا شعبية

وتعد البيرة من أكثر المنتجات شعبية كهدية. كما أن المشروبات مثل القهوة، والفواكه والحلويات والأطعمة مثل الأسماك والمحار الطازجة، وكوبونات التسوق (بدلا من النقود) من الأشياء المفضلة. والسبب في ذلك هو أن المستلم لا ينزعج من هذه الأشياء ولا تعكر صفوه حتى لو وجدت بكثرة. بالإضافة إلى ذلك فهي لا تتبقى لتشكل عبء بعد ذلك إذا أكلها المستلم. ويترواح متوسط ثمن الهدية الواحدة من ٣٠٠٠ ين إلى ٥٠٠٠ ين، في كثير من الأحيان يتم تحديد المبلغ حسب عمق العلاقة وحسب سن المرسل والمرسل إليه. وفي الثلاث السنوات الأخيرة تتزايد مبيعات الأغذية الصحية.

ومن ضمن الهدايا المميزة في اليابان هناك ”الشمّام“ الفاخر المعد خصيصا للتهادى. طبقا لكلام صاحب محل الفواكه الشهير ”سينبيكيّا“ والذي تم تأسيسه منذ ١٨٠ عاما أن الشمام يتم زراعته بحيث تكون ثمرة واحدة في كل شجرة ويترواح سعر ثمرة الشمّام الواحدة التي تفوح منها رائحة زكية من ١٠٠٠٠ ين إلى ٢٠٠٠٠ ين وعلى الرغم من ذلك، تحتل مبيعاته ٢٠٪ من اجمالي مبيعات العام حتى الآن. فقد كان في البداية، الشمام فاكهة نادرة تهدى بها للعائلة الإمبراطورية، ولكن الآن، يهدي بها كفاكهة فخمة في زيارة المرضى والـ ”أوتشووغين“ والـ ”أوسيئبو“.

ثقافة ”الهدية التذكارية“ وثقافة ”رد الهدايا“

بجانب الهدايا المنتظمة مثل العيدية ”أوتوشيداما“ التي تهدى في بداية العام الجديد، والـ”أوتشووغين“ والـ”أوسيئبو“، عيد الميلاد المجيد وعيد الحب، هناك هدايا المناسبات مثل الولادة واحتفال الأطفال ”سيتشي غو سان“ (بأعمار ٣ و٥ و٧ سنوات)، دخول المدارس أو الجامعات والتخرج، الاحتفال ببلوغ سن الرشد، الزفاف، النجاح في امتحانات القبول، بناء بيت جديد أو الانتقال لمنزل جديد، كذلك في حالات زيارة المرضى والمنكوبين، والجنازات. قد تكون ما تقدمها النقدية أو الزهور والهدايا ويتوقف مضمون ذلك على مدى العلاقة مع الطرف الآخر.

عيدية رأس السنة الجديدة والتي توضع في مظروف خاص بها

واعتاد اليابانيون إحضار ”هدية تذكارية“ من المكان الذي يسافرون إليه. فعندما يذهب الشخص إلى سفر أو رحلة عمل، يحضر هدية للأصدقاء والزملاء كتذكار. كما يأخذ الشخص معه حلوى إلى ما شابهه عندما يزور الأصدقاء أو الأقارب.

من ناحية أخرى، هناك أيضا عادة رد الهدية من الطرف الذي هودي أولا، فهناك هدية تسمى ”هيكيديمونو“ وهي عبارة عن هدية يهديها العروس والعريس لكل من حضر زفافهما تعبيرا عن امتنانهما لهم، كذلك كل من كان مريضا وامتثل للشفاء يرد بهدية ”كايكي إواي“ على كل من عاوده في المستشفى، كذلك رد هدية الولادة ”أوتشي إواي“، والرد بهدية لكل من ساهم بمبلغ في الجنازة ”كودين غائشي“. ويفضل أن إرسال رد الهدايا هذه على وجه السرعة. ويعتبر الهوايت داي (١٤ مارس/آذار) والذي ابتدع في اليابان فقط مثالا حيا على ثقافة رد الهدية حيث يرد الشخص بهدية لكل من أعطاه هدية في عيد الحب (١٤ فبراير/شباط).

الصفحة التالية: قواعد الهدية

كلمات مفتاحية

الهدايا

مقالات أخرى في هذا الموضوع