حافظت على تاريخها... تعرف على «الكيمونو» و«اليوكاتا» أزياء اليابان الشعبية

زيّ شعبي تحوّل إلى زيّ احتفالات وأناقة

 الكيمونو هو الزي التقليدي الياباني الذي يُعتبر رمزًا للأناقة والتقاليد الثقافية في اليابان. يتميز الكيمونو بتصميمه الفريد والألوان الزاهية، وهو يُرتبط بشكل كبير باللحظات السعيدة والمناسبات الخاصة في الحياة اليابانية.يتم ارتداء الكيمونو في المناسبات الخاصة والتقليدية مثل حفلات الزفاف، والاحتفالات الدينية، والفعاليات التقليدية. يظل الكيمونو يحتفظ بسحره وأناقته، ويُعتبر خيارًا فريدًا للمظهر الفاخر.

على الجانب الآخر، فإن استخدام الكيمونو في الحياة اليومية قد تراجع بشكل كبير. يُعتبر الكيمونو غير عملي للاستخدام اليومي بسبب تعقيداته وصعوبة ارتدائه وتحريكه. لذلك، يفضل الناس في الحياة اليومية ارتداء الملابس الغربية العصرية والعملية.

مع ذلك، هناك زخم حديث نحو إعادة اكتشاف وتحديث الكيمونو، حيث يقوم بعض المصممين بتصميم كيمونو بأسلوب عصري ومبتكر يناسب الحياة اليومية. يهدف هؤلاء المصممون إلى جعل الكيمونو أكثر قابلية للاستخدام في العصر الحديث وجذب شريحة أوسع من الشباب.

تاريخياً، كان الكيمونو هو الزي اليومي لليابانيين، لكن مع تطور الحياة اليومية وتغيرات الموضة، أصبح الكيمونو يرتدي بشكل أكثر تقييدًا وتحفظًا. ومع ذلك، ما زال الكيمونو يحتفظ بمكانته الخاصة كرمز للتراث الثقافي والأناقة اليابانية.

في الوقت الحالي، يتم ارتداء الكيمونو في المناسبات الخاصة والتظاهرات التقليدية، ويُشاهد أحيانًا في المهرجانات والفعاليات الثقافية، مما يجعله يمثل لازالة جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية اليابانية.

يتم ارتداء الكيمونو في العديد من المناسبات والفعاليات التقليدية في اليابان. فهو ليس فقط زيًّا للحفلات الزفاف، بل يُستخدم أيضًا كزي مسرحي في الفنون التقليدية مثل الكابوكي والنو، ويُلبسه رواة القصص الكوميدية وفتيات الغيشا. بالإضافة إلى ذلك، يُرتدي الكيمونو في الأنشطة الثقافية مثل فن تحضير الشاي الياباني والرقص الياباني الكلاسيكي. ولا يُقتصر استخدام الكيمونو على المناسبات الفنية والثقافية فقط، بل يُعتبر أيضًا زيًّا مهنيًّا للرهبان والكهنة في بعض الأحيان. على الرغم من أن ارتداء الكيمونو في الحياة اليومية قد تراجع بعض الشيء، إلا أنه ما زال رمزًا للتراث الثقافي والأناقة في اليابان.

تقديم الشاي بارتداء الكيمونو أثناء حفل الشاي.

تشير كلمة ”كيمونو“ في الأصل إلى الملابس بشكل عام، ولكن مع مرور الوقت أصبحت تُرتبط بشكل أساسي بالملابس اليابانية التقليدية التي تتميز بتصميمها وأسلوبها الفريد. الكيمونو يأتي في تشكيلة واسعة من الأنماط والألوان، ويعبر عن التنوع الثقافي والتاريخي لليابان.

يمثل الكيمونو اليوم تراثًا ثقافيًا ورمزًا للأناقة، ورغم تطور الموضة وتغييرات الحياة اليومية، إلا أنه ما زال يحتفظ بمكانته في المناسبات الخاصة والتظاهرات التقليدية. يتم حياكة وصناعة الكيمونو بمواد مختلفة، بما في ذلك الألياف الصناعية السهلة العناية، يعكس استجابته لاحتياجات المجتمع الحديث ورغبته في الابتكار.

 تتسم عملية صنع الكيمونو بالتفرد والتركيز على الحرفية والفن. يتم استخدام لفات طويلة من القماش لإعداد الكيمونو، حيث يتم قطع القماش إلى مستطيلات صغيرة تستخدم للحياكة. يمكن أن يُعيد الكيمونو استخدامه وتعديله ليلائم مقاسات مختلفة، مما يجعله قطعة ملابس قابلة للتكيف وإعادة الاستخدام.

هذا التراث الثقافي يعكس الروح التقليدية والاهتمام بالتفاصيل في الصناعة اليابانية. يمكن أن يكون الكيمونو موروثًا عبر الأجيال، حيث يتم توريثه من الآباء إلى الأبناء. هذا النهج يسهم في المحافظة على الفن والتقاليد اليابانية، مع إضافة لمسة شخصية وفريدة لكل قطعة.

أقمشة الكيمونو بألوان مختلفة.

أسعار الكيمونو

تتفاوت تكلفة الكيمونو يمكن أن تتفاوت بشكل كبير بناءً على عدة عوامل، مثل المواد المستخدمة في صناعته، والتصميم، والتطريز، والتقنيات الحرفية المستخدمة. يمكن العثور على الكيمونو بأسعار تبدأ من 30,000 ين وتصل إلى ملايين الين.

بالنسبة للمتزوجات اللاتي يرتدين ملابس رسمية تُعرف باسم ”Tomesode“، تتطلب هذه الملابس عدة إكسسوارات ضرورية، بدءًا من الملابس الداخلية للكيمونو وحتى المروحة المنطوية. كما أن الأوبي (الحزام الخاص بالكيمونو) يتم اختياره بعناية ويتناسب مع الكيمونو، وهناك عدة طرق لربطه تختلف في الشكل وتعبيرها عن الأناقة والذوق. تلعب هذه الإكسسوارات دورًا هامًا في تحديد درجة الفخامة والرقي للملابس التقليدية اليابانية.

اليمين: اللفافة ”أوبي جيمي“ والنسيج العريض ”أوبي أغي“ المستخدمين في الأوبي (الحزام الخاص بالكيمونو)، اليسار: الأمشاط، ودبابيس زينة الشعر، والخُفّ التقليدي ”زووري“، وحقيبة اليد.

 تغيرت طريقة تعلم ارتداء الكيمونو حيث كان في الماضي يتم توريث هذه المهارة من الآباء إلى الأبناء، ولكن الآن يمكن تعلم طرق ارتداء الكيمونو من خلال حضور دورات تعليمية خاصة بها. هذا يساعد في الحفاظ على فن ارتداء الكيمونو ونقله إلى الأجيال الجديدة.

أيضاً، يعكس الاهتمام المتزايد بمحلات الإيجار للكيمونو الحديثة تغيرات في اتجاه الأزياء والأذواق، حيث يمكن للناس الآن اختيار الألوان والتصاميم والأنماط التي تتناسب مع موضة الوقت. كما أن الإيجار يوفر فرصة لارتداء الكيمونو في المناسبات الخاصة دون الحاجة إلى شراءه.

 اليوكاتا

سيدات يرتدن اليوكاتا.

يعتبر اليوكاتا جزءًا مميزًا من الثقافة اليابانية، وخاصة في فصل الصيف. تمثل ارتداء اليوكاتا في المناسبات الاحتفالية وأثناء العروض التقليدية مثل الألعاب النارية ورقص البون تجربة يابانية أصيلة ومليئة بالروح التقليدية.

في الأصل، كان اليوكاتا يستخدم كملابس رسمية في حمامات البخار للطبقة الأرستقراطية، ولكن مع مرور الوقت، أصبح يرتبط بفصل الصيف والأنشطة الخارجية. يمثل اليوكاتا اليوم إحدى الطرق الرائعة للتعبير عن الثقافة اليابانية التقليدية والاستمتاع بالأناقة البسيطة والراحة في الفصول الدافئة.

اليوكاتا مع المروحة اللامنطوية، من مشاهد الصيف الساحرة.

يتمتع اليوكاتا بشعبية كبيرة في اليابان خلال فصل الصيف، ويعتبر جزءًا مهمًا من تجارب الثقافة اليابانية التقليدية خلال المناسبات الاحتفالية والفعاليات الثقافية المختلفة.

في مثل هذه الأحداث، يُمكن ملاحظة أشخاص يرتدون اليوكاتا بألوان متنوعة ومتناغمة، مما يضفي جوًا مميزًا وجماليًا على المناسبة. وبفضل سعره المناسب وسهولة الاعتناء به، فإن اليوكاتا يعتبر خيارًا مفضلًا لدى العديد من الأشخاص لقضاء أوقات ممتعة خلال فصل الصيف والمشاركة في الفعاليات المختلفة.

تعد محلات الثياب اليابانية مكانًا رائعًا لشراء اليوكاتا، حيث يمكن العثور عليه بأسعار معقولة، مما يسهل على الناس اقتناء هذا الزي التقليدي والاستمتاع بارتدائه في المناسبات المختلفة.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، صورة العنوان : كيمونو بكمّ طويل من طراز ”فوريسوديه)

الصور مقدمة من:

طقوس الشاي اليابانية: غريغ فوستر
محلات للكيمونو الأنتيك وإعادة تدوريه: fishy+
سيدات يرتدن اليوكاتا: Carol Lin