غوكون...حفلات للباحثين عن شريك حياة
مجتمع ثقافة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
توطيد الألفة بين الجنسين من خلال الحفلات
كلمة ”غوكون“ هي اختصار لكلمة ”غوودوو كومبا“ والتي تعني حفلة أنس جماعية. فقد كانت في الأصل تعني حفلة شرب مشتركة لمجموعتين أو أكثر، ولكن الآن غالبا ما تعني حفلة شرب جماعية بين مجموعتين من الجنسين بهدف التعارف أو البحث عن شريك حياة أو حبيب.
بدأ طلاب الجامعة استخدام كلمة ”كومبا“ بينهم ككلمة سرية بدلاً من كلمة ”حفلة التعارف“ (يرجع أصل كلمة "كومبا“ لكلمة ”Kompanie“ في الألمانية أو كلمة ”Company“ في الإنكليزية أو كلمة ”Compagnie“ في الفرنسية) ولكن تغير استعمالها في السبعينات وأصبحت تشير إلى فلات الشرب الجماعية بين الجنسين والتي تم اختصارها لاحقاً لتصبح ”غوكون“.
والغرض من هذه الحفلات البحث عن شريك حياة أو حبيب. وتكمن شعبية هذه الحفلات في أنها تختلف عن لقاءات ”الزواج المدبر“ أو ما يعرف بـ”زواج الصالونات“ بأنها ليست بغرض الزواج، وبأنها حفلات غير مُتكلَفة يتعرف فيها الجنسان على بعضهما عن طريق الأصدقاء والمعارف بشكل بسيط وغير متكلف وبعيداً عن تعقيدات الأهل.
نفس العدد من الجنسين شرط لإقامة الحفل
يجب عند إقامة هذا النوع من الحفلات تعيين رئيس لكل مجموعة من الجنسين، حيث يقوم هذا الشخص بدوره بتجميع أصدقائه في الدراسة أو زملائه في النادي الرياضي أو في العمل. ولا بد أن يكون عدد الرجال نفس عدد النساء ثم يجلسون وجهاً لوجه أو بالتبادل. وبعد النخب يبدأ كل فرد بتعريف نفسه ثم يبدلون مقاعدهم للتعرف على الجميع. وإذا أعجب أحد المشاركين بطرف آخر في الحفل يمكنهم تبادل عنوان البريد الإليكتروني ورقم الهاتف أو اللاين، ويتواصلان فيما بعد على حدة لتوطيد العلاقة بينهما.
حفلات كبيرة للتعارف تضم ٣٠٠٠ شخص
ليس هناك قواعد محددة في مثل هذه الحفلات ولكن بصفة عامة تكون ٣ رجال و٣ نساء أو ٤ رجال و٤ نساء. ويتولى رئيس مجموعة الرجال تدابير اختيار المطعم أو الحانة وتحديد قيمة الاشتراك لكل فرد. كما أن التمتع بالحديث مع الجنس الآخر أثناء تناول طعام لذيذ وبعض الشراب أيضاً من أساسيات هذه الحفلات.
ويختلف مضمون الحفلات حسب فصل السنة، ففي الربيع تنظم حفلات التعارف تحت أشجار الساكورا المتفتحة للاستمتاع بمشاهدتها. وفي الصيف حيث يصبح الجو ملائماً تقام مع حفلات الشواء التي تنظم في الطبيعة الخلابة مثلما يتضح في الصورة. ويعد هذا النوع من الحفلات بمثابة فرصة هامة للتعارف على الجنس الآخر حيث تعاني اليابان من العنوسة وتأخر سن الزواج بالنسبة للشباب وهو ما يؤثر بطبيعة الحال على الانخفاض الحاد لنسبة المواليد الذي تعاني منه اليابان.
هناك أيضاً أنواع مختلفة من هذه الحفلات منها حفلات تعارف تسمى ”ماتشيكون“ التي تقام في المدينة أو البلدة بأجمعها على نطاق كبير. والهدف منها تفعيل اقتصاد المدينة أو البلدة ويتم استخدام الكثير من المطاعم والحانات كأماكن للحفلات في تلك البلدة أو المدينة.
وعادة ما يكون هناك سن معين للاشتراك في هذه الحفلات ويتم التقدم بالاشتراك مسبقا ويستطيع المشترك أن يتجول عدة مطاعم ويتكلم ويتعارف على أكثر من شخص أو مجموعة في وقت محدد. ويصل عدد المشتركين بتلك الحفلات إلى ١٠٠ شخص على الأقل كما يصل إلى ٣٠٠٠ شخص في بعض الأحيان.
إلى جانب ذلك هناك حفلات تعارف أيضا تجمع ما بين ذوي نفس الهواية مثل مشاهدة الأفلام أو الطبخ أو الأنيمي أو ركوب الأمواج وغيره من الهوايات تسمى ”شومي كون“ وتعني ”حفلات تعارف لنفس الهواية“.
كما هناك أيضا حفلات تعارف أو فرض تعارف تسمى ”أسا غوكون“ أو ”أسا كاتسو“ وفيها يتم التجمع في الساعة الخامسة من الصباح في مقهى فندق من الفنادق ثم تناول قهوة الصباح والاستمتاع بلعب البولينغ ثم الذهاب إلى العمل. كما يوجد أيضا ”لانش غوكون“ ويعني التعارف مع تناول الغداء وفيها يتناول الطرفان الغداء بدون شراب. وهنا يختلف المعنى الحرفي لحفلات الـ”غوكون“ أيْ حفلات شرب جماعية ولكن يشتهر هذا النوع من حفلات التعارف بين موظفين الشركات حيث لا يوجد لديهم فرص للتعارف على الجنس الآخر نظرا لطول ساعات العمل الإضافي في الشركات اليابانية. فياله من ممتع أن تتناول كأس من الشامبانيا مع غداء لذيذ في ظهر أيام السبت وتتعرف على الجنس الآخر.
حفلات الـ”غوكون“ هي فرصة ذهبية للتعارف أو للتقاء شريك أو شريكة من الجنس الآخر ولتوسيع عالم الهوايات لدى الفرد بغض النظر عن هدفها سواء الأكل أو الشرب أو البحث عن شريك فهي لا شك فرصة للتعرف على ما هو جديد.
صورة العنوان : حفلات الـ”غوكون“ بعدسة تامورا شوو