«هينا ماتسوري»... احتفال سنوي تقليدي بالفتاة اليابانية
مجتمع ثقافة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
مناسبة تقليدية تنبئ بقدوم الربيع
يوم الفتاة في اليابان، المعروف أيضًا بـ ”هينا ماتسوري“، هو حدث سنوي يحتفل به الأهالي، خاصة الأمهات وبناتهن، للتعبير عن فرحهم واحتفالهم بالفتيات في العائلة. يتزامن هذا الاحتفال مع موسم الربيع ويقام عادة في مارس/ آذار، ويُعتبر وقتًا لتجديد الأمل والتفاؤل.
تعتبر الأثواب الملونة التقليدية والمستوحاة من ملابس الفتيات في العصور القديمة جزءًا مهمًا من هذا الاحتفال. يُلبسن البنات هذه الأثواب ويُزين لوحات خاصة بهن في المنزل. الأثواب والديكورات تتضمن غالبًا صور دمى تمثل الأميرات والأمراء التقليديين، وتعكس قيم الجمال والنقاء والسعادة.
واحدة من العادات الرئيسية في ”هينا ماتسوري“ هي ترتيب دمى خاصة على مراحل متدرجة، تُعرف أحيانًا بـ ”هينا نينغيو“، وهي دمى تُمثل الأميرات والأمراء التقليديين. يُعتقد أن تلك الدمى تحمل بعض الحظ والحماية للبنات وتبعد عنهن الأشياء السيئة.
يشمل الاحتفال أيضًا تناول الأطعمة الخاصة، والتي تشمل الحلويات والوجبات الخفيفة الملونة والمزينة برموز مرتبطة بالحظ والسعادة.
”هينا - ماتسوري“ أو يوم الفتاة في اليابان يعكس العديد من العقائد والتقاليد القديمة التي ترتبط بالحظ والسعادة والازدهار. تاريخيًا، كانت هذه المناسبة مرتبطة بعادات تطهيرية وروحانية، وتهدف إلى دفع الأرواح الشريرة بعيدًا عن الفتيات وجلب الحظ والخير لهن.
في الأدب الكلاسيكي، كان للعب بالدمى دورًا مهمًا في حياة الفتيات، ويُعتبر تمثيلاً للأمن والراحة والطمأنينة. لذلك، فإن ”هينا أسوبي“ أو لعب الدمى كان جزءًا من تقاليد الفتيات في اليابان.
بالنسبة للخوخ، فهو رمز للربيع والتجديد والتجدد. وبما أن زهور الخوخ تزهر في بداية شهر مارس، فإن استخدامها في احتفالات ”هينا - ماتسوري“ يرمز إلى بداية موسم الربيع وتجدد الحياة. كما يعتقد الناس في شرق آسيا بقوة روحية للخوخ في طرد الأرواح الشريرة، ولذلك يتم استخدام زهور الخوخ في تزيين الاحتفالات للدفاع عن البيوت والعائلات من الأشرار.
بهذه الطريقة، يجمع احتفال ”هينا - ماتسوري“ بين العادات القديمة والمعتقدات الروحية والتقاليد الثقافية، ويُظهر الرابط العميق بين الإنسان والطبيعة والتأثير المتبادل بينهما في الحفاظ على السعادة والسلام في المجتمع.
أفخم وأجمل الأثاث المنزلي
دمى ”هينا“ تُعد جزءًا أساسيًا من احتفال ”هينا - ماتسوري“، وتشكل تراثًا ثقافيًا قيمًا في اليابان. هذه الدمى تعكس فن الحرف اليدوية الرفيعة وتقنيات التصنيع المتقنة. تصور هذه الدمى مجموعة متنوعة من الشخصيات الكلاسيكية، مثل الإمبراطور والإمبراطورة والمحكم والراهب، ويُعبِّر عنها بشكل جميل في ملابسها وتفاصيلها.
وتتميز دمى ”هينا“ بتفاصيل دقيقة تمثل الثقافة والفن الياباني التقليدي. تُحضَّر هذه الدمى بعناية كبيرة ويتم توريث تقنيات صناعتها عبر الأجيال. يُعتبر وضع دمى ”هينا“ في المنازل خلال فترة المهرجان هو تعبير عن تمنيات السعادة والحظ الجيد للفتيات في الأسرة. بعد انتهاء الاحتفالات، يتم تخزين هذه الدمى بعناية، وتُعَدّ استمرارية هذا التقليد جزءًا من المحافظة على التراث الثقافي في اليابان.
تكون دمى ”هينا“ جزءًا من مجموعة مرتبة بعناية تعرف باسم ”هينا كازاري“. هذه المجموعة تُرتَّب على درج مستوٍ مغطى ببساط من اللون الأحمر القرمزي، وتحمل مختلف الدمى التي تُعبِّر عن الطبقة الرفيعة في المجتمع الياباني. هذه الطقوس والترتيبات تعكس قيم الاحترام للتقاليد والثقافة.
الدمية ”دايري ساما“ و”هينا ساما“ تُظهِران الزوجين الإمبراطوريين أو النبلاء، وهي تُصاغ بعناية لتعكس الزي والتفاصيل التقليدية بشكل دقيق. تكملهما مجموعة من الدمى الأخرى التي تمثل الخدم وعازفي الموسيقى. يُعتَبَر وجود هذه الدمى في المنزل خلال فترة ”هينا - ماتسوري“ هو رمز لتمني السعادة والحظ الجيد للفتيات في الأسرة.
تعتبر دمى ”هينا كازاري“ جزءًا مهمًا من التراث الثقافي والفني في اليابان، وتمتلك قيمة كبيرة بالنسبة للعائلات التي تمتلكها. إن الاحتفاظ بتلك الدمى وتوريثها من جيل إلى جيل يعكس القيم الثقافية والتقاليد العائلية في اليابان. وعندما تُحمل تلك الدمى إلى بيت الزوجية للفتاة، يتم نقل القيم والتقاليد والأمل في السعادة والنجاح إلى منزلها الجديد.
بالإضافة إلى قيمتها الثقافية والتراثية، تُعتبر دمى ”هينا كازاري“ أيضًا قطعًا فنية جميلة وفخمة تضفي جمالًا وأناقة على المنزل. تصميمها الرفيع والتفاصيل الدقيقة تجعلها قطعًا فنية لها قيمة فنية وجمالية كبيرة.
بالنسبة للمرأة اليابانية وللعائلات التي تمتلك دمى ”هينا كازاري“، تُعد هذه الدمى ليست فقط تحفًا فنية بل تمثل أيضًا تواصلًا مع التقاليد والثقافة والتراث اليابانيين.
ولكن في السنوات الأخيرة، ظهرت دمى من السهل تخزينها وحفظها ولا تحتاج إلى جهد وعناء في تزيينها، فهي موضوعة كلها من البداية في صندوق زجاجي أو طاقم دميتا ”أو دايري ساما“ و”أو هينا ساما“ فقط.
يوم المرأة
إن احتفال ”هينا ماتسوري“ يتضمن العديد من الفعاليات والتقاليد الجميلة التي تجسد الروح التقليدية والاحتفاء بالفتيات في المجتمع الياباني. تزيين الدمى وتجميع الأطفال وتناول الطعام التقليدي يمنحون الاحتفال طابعًا مميزًا.
استخدام الألوان الخمسة المختلفة في موتشي يُظهر اهتمامًا خاصًا بالتفاصيل والتقاليد، ويمكن أن يرتبط بالأوقات السعيدة والمواسم المختلفة. تزيين زهور الخوخ يضفي لمسة جمالية وربيعية على الاحتفال، مع اعتبار الخوخ رمزًا للربيع والتجدد في الثقافة اليابانية.
إضافةً إلى ذلك، فإن عملية تعويم دمى ”هينا“ في النهر كطريقة للتطهير تمثل تقليدًا جميلًا. يعتبر هذا الفعل بمثابة رمز للتخلص من السوء والشر، وهو تعبير عن الرغبة في بداية جديدة وحياة نقية.
إن ”هينا ماتسوري“ هو احتفال رائع يجمع بين التقاليد والفن والفرح، ويعكس القيم العائلية والاجتماعية في الثقافة اليابانية.
يوم 3 مارس/ آذار يمثل فعليًا يومًا مزدوجًا في اليابان، حيث يُحتفل بـ ”هينا ماتسوري“ الذي يسلط الضوء على البنات وأهميتهن في المجتمع، وفي نفس الوقت يُحتفل أيضًا بـ ”يوم المرأة“ الذي يسلط الضوء على دور المرأة بشكل عام.
في ”هينا ماتسوري“، يُظهر الاحتفال بالبنات من خلال تزيين الدمى وتناول الطعام التقليدي. بينما في ”يوم المرأة“، يُكرم دور المرأة في المجتمع بشكل عام، ويتم تسليط الضوء على مكانتها وإسهاماتها في مختلف الميادين.
هذا التحول نحو التركيز على دور المرأة يعكس التغيرات الاجتماعية والثقافية التي شهدتها اليابان على مر الزمن، مع التحول نحو التسامح والاحترام المتبادل بين الجنسين.
(النص الأصلي باللغة الإنكليزية، دميتا ”أو دايري ساما“ و”أو هينا ساما“: Takashi .M
درج كبير لدمى الهينا بمدينة كاتسوأورا : Hideya HAMANO)