«حفل الزواج»... تعرف على تقاليد الزواج في اليابان
مجتمع ثقافة هو وهي- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
حفلات الزفاف تزداد تنوعاً
تتميز اليابان بتقاليدها العريقة والغنية، وهذا يشمل أيضًا تقاليد الزواج التي تعكس التزامها بالثقافة والأسرة. التغييرات في طقوس ومراسم الزواج في اليابان تعكس التطور الاجتماعي والثقافي في البلاد.
الزفاف التقليدي الياباني (Shinto Wedding)
في الماضي، كانت مراسم الزواج التقليدية اليابانية تُجرى وفقًا للطقوس الشنتوية، وهي الديانة اليابانية الأصلية. تُعقد هذه الطقوس عادة في الضريح، حيث يرتدي العريس والعروس الأزياء التقليدية. العروس ترتدي ”الشيروموكو“، وهو كيمونو أبيض يرمز إلى النقاء والطهارة، بينما يرتدي العريس ”المونتسوكي“، وهو كيمونو أسود مزين بعائلته الشعار. الطقوس تتضمن عدة مراحل تشمل تبادل الأكواب الساكي في مراسم ”سان-سان-كودو“ الذي يعد رمزًا للتوحيد والولاء المتبادل بين العروسين.
الزفاف في العصر الحديث
في العصر الحديث، أصبحت حفلات الزفاف في اليابان تجمع بين العناصر التقليدية والعصرية. بعض الأزواج يختارون إجراء مراسم الزواج في كنائس، حتى لو لم يكونوا مسيحيين، لمجرد الطابع الرومانسي والأناقة التي توفرها هذه البيئة. تتضمن هذه الحفلات عادةً موسيقى كلاسيكية ومشي العروس في الممر وتبادل الوعود.
حفل الاستقبال
حفل الاستقبال في الزفاف الياباني يحظى بأهمية كبيرة ويُعد فرصة للعائلتين للتعبير عن شكرهما وتقديرهما للضيوف. يتميز بالخطابات المتعددة وتبادل الهدايا، وكذلك بتقديم وجبات فاخرة. في السنوات الأخيرة، أصبحت حفلات الاستقبال أكثر تنوعًا وشخصية، حيث يختار بعض الأزواج أماكن غير تقليدية مثل الفنادق الفخمة، المطاعم، أو حتى في الخارج.
التغييرات الثقافية والاجتماعية
هذه التغييرات تعكس الطبيعة المتغيرة للمجتمع الياباني، بما في ذلك تأثير الثقافة الغربية ورغبات الأفراد في إضفاء طابع شخصي على زفافهم. على الرغم من التغييرات، ما زالت العديد من العائلات تحتفظ ببعض العناصر التقليدية لتكريم تراثهم الثقافي.
التنوع المتزايد في أشكال حفلات الزفاف في اليابان يعكس التحولات الثقافية والاجتماعية التي تشهدها البلاد. إقبال كبير على إقامة الاحتفالات بالكنيسة يدل على تأثير الثقافة الغربية والرغبة في تجربة أنواع مختلفة من مراسم الزفاف، بغض النظر عن الديانة. هذه الظاهرة ليست فريدة من نوعها في اليابان فحسب، بل تُلاحظ أيضًا في دول آسيوية أخرى.
تحليل لتنوع أشكال حفلات الزفاف في اليابان
- الاحتفال بالكنيسة (64.3٪): هذه النسبة العالية تشير إلى شعبية الزفاف على الطراز الغربي، الذي قد يعكس ليس فقط التأثير الثقافي ولكن أيضًا الرغبة في تجربة مراسم زفاف تعتبر رومانسية وأنيقة. الكنائس في اليابان، خاصة تلك المصممة للزفاف، غالبًا ما تكون مزودة بكل التجهيزات لإقامة مراسم تحاكي الطراز الغربي بدقة.
- الاحتفال المدني (16.8٪): يعكس اختيار الاحتفال المدني رغبة البعض في البساطة والتركيز على الجانب القانوني والإداري للزواج دون الحاجة إلى مراسم دينية أو تقليدية معقدة. يُظهر هذا التوجه أيضًا تغييرًا في القيم الاجتماعية والشخصية.
- الاحتفال على طريقة الشنتو (16.7٪): على الرغم من أن الزواج وفقًا للطقوس الشنتوية يعد جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي الياباني، إلا أن نسبته تقارب نسبة الاحتفال المدني، مما يشير إلى تنوع الاختيارات وربما تناقص الإقبال على الطقوس التقليدية لصالح خيارات أكثر حداثة أو عملية.
- الاحتفال على الطريقة البوذية والإجراءات الإدارية: هناك أيضًا من يختار الزواج وفقًا للطقوس البوذية، والذي يمكن أن يعكس الالتزام بتقاليد أخرى متجذرة في الثقافة اليابانية. وفي الوقت نفسه، يفضل البعض الاكتفاء بإجراءات الزواج الإدارية لأسباب تتعلق بالبساطة أو الراحة.
الزفاف التقليدي والغربي
حفل الزفاف على طريقة ديانة الشنتو يعكس جمال التقاليد اليابانية وعمقها الروحي. هذه المراسم لا تشتمل فقط على الطقوس الدينية ولكن أيضًا على الأزياء التقليدية التي تعبر عن الثقافة اليابانية الغنية وتقديرها للجمال والتفاصيل.
الطقوس الدينية
- تطهير الجسد والروح: الصلاة الخاصة التي يتلوها الكاهن هي لتطهير جسد وروح العروسين، وهي تمهيد لبداية حياتهما معًا في نقاء وصفاء.
- سان سان كودو: شرب الساكي بالتناوب من نفس الكأس هو رمز لتوحيد الأرواح والتزام العروسين بمشاركة كل ما في حياتهم، سواء الفرح أو الحزن.
الأزياء التقليدية
- الكيمونو الناصع البياض (شيروموكو): يرمز اللون الأبيض إلى النقاء والصفاء واستعداد العروس لتلوين حياتها الجديدة بألوان زوجها، ما يعكس استعدادها للدخول في حياة جديدة.
- غطاء الرأس: يُظهر الوقار والجدية، وكذلك يحمي العروس من الأرواح الشريرة.
- الكيمونو الملون (إرو أوتشيكاكي): يعبر عن الفرح والاحتفالية، وغالبًا ما يكون مزينًا بتصاميم تمثل السعادة والخير.
- كيمونو كروهيكي فوريسودي: يرمز إلى التقاليد العريقة لعائلات الساموراي، ما يعطي الزفاف طابعًا تاريخيًا ويشير إلى الشرف والقوة.
- مونتسوكي هاوري وهاكاما: يعكس الطابع الرسمي والأناقة للعريس، وتطريز علامة العائلة يؤكد على الانتماء والتقاليد.
الرمزية
كل جزء من مراسم الزفاف على طريقة الشنتو يحمل رمزية عميقة تعبر عن الاحترام للطبيعة، الأسلاف، والآلهة. من خلال تبادل العهود أمام الآلهة وارتداء الأزياء التقليدية، يُظهر العروسان احترامهما للتقاليد ورغبتهما في بناء حياة مشتركة على أسس متينة من الحب، الاحترام، والوئام.
في الحفلات التي تختار فيها العروس ارتداء فستان الزفاف بالأسلوب الغربي والعريس يرتدي بدلة توكسيدو، غالبًا ما تقام المراسم في كنيسة أو قاعات مخصصة للطقوس الدينية تابعة للفنادق. كما برزت موضة إقامة حفلات الزفاف في كنائس بالخارج، مما يعكس تنوع الخيارات. الاختيار بين الاحتفال على الطريقة اليابانية أو الغربية يعتمد غالبًا على تفضيلات العروسين لنوع الزي أو الميزانية المتاحة، وليس بالضرورة لأسباب دينية.
هدية الزواج
يفضل بعض الشباب إقامة حفلات زفاف بسيطة وغير مكلفة، والتي تعرف بـ”جيميكون“ أو حفل زواج متواضع، حيث يُدعى إليها الأقارب والأصدقاء المقربين فقط لتناول الطعام في مطعم، ويُجرى خلالها مراسم الزواج المدني مع حفل استقبال. هذه الطريقة تعكس رغبة بعض الأزواج في الاحتفال بزواجهم بشكل حميمي وبسيط دون الحاجة إلى إنفاق مبالغ كبيرة.
في الآونة الأخيرة، أصبح من المعتاد دعوة مجموعات مختلفة من الضيوف إلى أجزاء متعددة من الاحتفال بالزفاف، والتي تشمل حفل الزفاف نفسه، حفل الاستقبال، والجزء الثاني من الاحتفال. تقليدياً، يُدعى الأقارب والأصدقاء المقربون بشكل حصري إلى حفل الزفاف، بينما يتم توسيع دائرة الضيوف في حفل الاستقبال لتشمل الشركاء وزملاء العمل. الجزء الثاني من الاحتفال، والذي يُعقد في مكان أكثر غير رسمية، يتميز بتنظيمه من قبل أصدقاء العروسين ويعتمد على نظام الدفع للشخص الواحد، مما يجعله أكثر استرخاء وغير رسمي.
يُعتبر من الآداب الأساسية في حفلات الزفاف اليابانية أن يتجنب الضيوف ارتداء الملابس البيضاء للحفاظ على تميز العروس، التي ترتدي بدورها فستان الزفاف الأبيض. حتى في حال إقامة حفل زفاف غير رسمي أو حفل استقبال يُقام عادة في مطعم، يُتوقع من الضيوف الالتزام بقواعد اللباس الرسمية؛ حيث يرتدي الرجال بدلات، وتختار النساء ارتداء فستان أو كيمونو. ينطبق هذا الأمر أيضًا على الجزء الثاني من الاحتفال، مما يعني أنه من الأفضل للرجال الاستمرار في ارتداء البدلات وللنساء ارتداء ملابس رسمية.
من العادات المتبعة في الزفاف الياباني تقديم الضيوف للهدايا النقدية، والتي يتم وضعها في مظاريف خاصة مزخرفة بأناقة. هذه الهدايا النقدية عادة ما تُستخدم للمساعدة في تغطية تكاليف الزفاف. وبحسب علاقة الضيف بالعروسين، يُتوقع من الأشخاص ذوي المكانة الأعلى أو القرابة الأقرب أن يقدموا مبالغ أكبر مقارنةً بغيرهم.
تتباين قيمة الهدية النقدية التي يقدمها الضيوف في حفلات الزفاف اليابانية بحسب المنطقة والعلاقة مع العروسين، ولكن بشكل عام، وفقًا لمجلة معلومات الزفاف، يُتوقع أن يقدم الأصدقاء مبلغًا يتراوح بين 24,000 و30,000 ين ياباني، بينما يقدم الأقارب مبالغ تتراوح بين 47,000 و65,000 ين ياباني. يُعد استخدام الأوراق النقدية الجديدة لهذه الهدايا تقليدًا مهمًا، مما يعكس الاحترام والتقدير للعروسين.
هذا التقليد يشبه إلى حد ما عادة تقديم الهدايا النقدية في الزفاف في الدول العربية، حيث يُعتبر من الأعراف المتبعة أن يساهم الأهل والأصدقاء بتقديم هدايا نقدية للعروسين بهدف مساعدتهم على تغطية جزء من تكاليف الزفاف. هذه الممارسة تعكس روح التعاون والدعم المجتمعي للعروسين في بداية حياتهما الزوجية.
(النص الأصلي باللغة الإنكليزية)