
رياضيون من ذوي الاحتياجات الخاصة
أوراتا ريي: لاعبة كرة الهدف للمكفوفين صخرة دفاع المنتخب الياباني!
ثقافة رياضة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
صوت يزيل الشعور بالقلق
عدد اللاعبين الذين يقفون على أرض ملعب كرة الهدف هو ستة. حيث ينقسمون إلى فريقين، وكل فريق مكون من ثلاثة لاعبين، ويقومون برمي الكرة وإدخالها في مرمى عرضه تسعة أمتار. وعند سماع هذا ربما نعتقد أنها رياضة بسيطة وسهلة. ولكن يجب على جميع اللاعبين أن يقوموا بتغطية أعينهم بشيء يُسمى "غطاء الأعين". ويعتمدون فقط على صوت الجرس الموجود في داخل الكرة الثقيلة. ويقومون بالتركيز على ذلك الصوت بقدر المستطاع من بين كافة الأصوات والإشارات التي يتردد صداها في الملعب، ويقومون بالدفاع عن مرماهم، ومهاجمة مرمى الفريق الخصم. وكان لدي انطباع بأنها رياضة يتم فيها بشكل متكرر نوعا ما تنبيه اللاعبين لبعضهم البعض، وقيام المدرب واللاعبين على مقاعد البدلاء بإعطاء التعليمات للاعبين. ويكون الملعب هادئا، ولكن عند تسجيل هدف، ينفجر الجمهور فجأة. وهناك متعة تتمثل بمشاركة كل الأشخاص في الملعب بما فيهم الجمهور الشعور بالتوتر الذي يسود الملعب.أوراتا ريي: إن أكثر ما نقوم بالتركيز عليه هو التواصل مع اللاعبين الآخرين. فمن الممكن أن تظهر نتائج عكسية إذا لم نقم بنقل المعلومات بعناية لأن الجميع مكفوفون. وعلى العكس من ذلك أحيانا تحدث مشاكل بسبب الكلام الكثير والمفصل. ومازلت أتذكر كم عانيت في البداية في كيفية التواصل مع اللاعبين الآخرين.
يتم التغلب على الشعور بالقلق الناتج عن عدم المقدرة على الإبصار من خلال كلمات اللاعبين الآخرين.أوراتا: قد يكون بين لاعب الجناح الذي يقوم برمي الكرة وبين اللاعبيْن الآخريْن اختلافا في التفكير حول في أي لاعب من لاعبي الفريق الخصم، وأي جزء من جسمه اصطدمت الكرة. ولأن الشيء الذي يفكر به كل لاعب من اللاعبين دائما غير صحيح مئة في المئة، يتم جمع آراء اللاعبين الثلاثة في داخل الملعب، وزيادة الدقة بشكل أكبر عند اتخاذ القرارات. والتواصل مع اللاعبين على مقاعد البدلاء مهم أيضا. حيث نقوم بسماع أصوات التصحيح من مقاعد البدلاء في كل نقطة من نقاط الملعب، ونقوم بإنزالها على ما نشعر به في داخل الملعب. وكلاعبة في خط الوسط ألعب دورا كبيرا من خلال القيام بدور صلة الوصل التي تقوم بالوصل بين جميع اللاعبين.
إن القيام بذلك خلال المباراة التي تتغير ظروفها بشكل مستمر هو عمل صعب. فكيف يتم تصحيح اللعب عند اختلاف آراء اللاعبين؟أوراتا: إن أكثر شيء مهم هو عدم تردد اللاعب الذي يقوم برمي الكرة. فالقيام برمي الكرة في ظل عدم القدرة على الإبصار هو عمل دقيق، وعند الشعور بالتردد حتى ولو قليلا، فسينتقل ذلك التردد إلى أصابع اللاعب الذي يقوم برمي الكرة، وستكون الكرة عالية، أو سيؤدي ذلك إلى وقوع خطأ. لذلك يجب على اللاعب الذي يقوم برمي الكرة أن يقوم بتحديد المسار الذي سيقوم برميها فيه، وبعد الانتهاء من رميها، يتم مشاركة المعلومات من خلال مناداة اللاعبين على بعضهم البعض. وفي داخل الملعب تتطاير وتختلط الأصوات التي تقول "الخطوة التالية هنا"، "لنفعل هكذا في الخطوة التالية" بشكل مستمر، ولكن على سبيل المثال لو كان هناك شخص ما لا يجيب، فسيحدث اختلاف في طريقة تفكير ومشاعر اللاعبين. لذلك يتم التشديد على الاستجابة بطريقة ما للإشارة إلى سماع وفهم اللاعبين الآخرين في داخل الملعب.
إدراك الظروف من خلال كافة الأصوات خلال المباراة
ما هو الجزء الذي تقومين بتمرينه بشكل مركز أثناء التدريب؟أوراتا: أقوم بتقوية القوة الجسدية والعضلية أيضا، ولكن العمل الأكثر أهمية هو القيام بصقل الأحاسيس. فنحن لا نستطيع مشاهدة الملعب بشكل فعلي، ولكن على الرغم من ذلك فإننا نشعر به. لا نستطيع مشاهدته ولكن نشعر به. مثلا المسافة بين طرفي ملعب الفريق الخصم، وأين يقف لاعبو الفريق الخصم. ومن أجل "الشعور" بذلك بشكل دقيق، يتم رمي الكرة في أماكن مختلفة، والقيام بالتدريب على "التقاط الأصوات". وبشكل مفصل، يتم إعطاء رقم لكل متر من عرض المرمى البالغ تسعة أمتار، ويتم تخمين في أي رقم من هذه الأرقام تكون الكرة موجودة من خلال صوت حركة الأقدام، ومكان انطلاق الكرة عند رميها. وبالإضافة إلى ذلك، يتم التمرن في التدريبات المعتادة على إدراك مسار الكرة من صوتها، وبأي جزء من الجسم سيتم استقبالها.
حيث يقوم الأشخاص القادرون على الإبصار بشكل فعلي بتحقيق التوازن في نطاق ما يمكن مشاهدته بأعينهم، أما في حالة الأشخاص غير القادرين على الإبصار فمن الضروري أن يقوموا بتثبيت حركة أجسامهم بشكل مستمر. ومن أجل تحقيق أداء مستقر، يتم وضع معايير ثابتة. لذلك، فإن معرفة حركة الجسم هو عمل مهم للغاية.
فيما يتعلق بـ ”التقاط الأصوات“، ما هي كمية الأصوات التي تقومين بالتقاطها خلال المباراة بشكل مفصل؟أوراتا: إن أصوات أقدام وأنفاس لاعبي الفريق الخصم هي مواد للحكم على مدى شعور لاعبي الفريق الخصم بالتعب. وبالنسبة للهجوم يتم على العكس من ذلك استخدام أصوات مزيفة أحيانا لإرباك لاعبي الفريق الخصم. وأيضا، هناك لاعبون يضعون واق لحماية السيقان والمفاصل، وهو عامل مهم أيضا عند تقييم الصوت الصادر عن اصطدام الكرة باللاعب. فخلال المباراة من الممكن سماع أصوات مختلفة في الحقيقة. وحتى تمكنت من إدراك تلك الأصوات استغرقت سنة تقريبا منذ أن بدأت ممارسة هذه الرياضة (تقول هذا وهي تضحك).
المنافسة تشحذ الجزء الحسي
لقد شاركت أول مرة في الألعاب البارالمبية في بطولة بكين في عام 2008، وكانت هذه المشاركة بعد ثلاث سنوات فقط من بدء ممارسة هذه الرياضة. فبماذا شعرت في أول ألعاب بارالمبية تشاركين فيها؟أوراتا: لقد تعرضت للصدمة في البداية. حيث كنت أفكر بما يجب فعله إذا ارتكبت خطأ في مثل هذا المسرح الكبير، وقوة أصوات تشجيع الجمهور، لذلك لم أدرك ما يحدث حولي في النهاية. وأصبحت حركتي ثقيلة، ولم أتمكن من القيام بما كنت أستطيع القيام به أثناء التدريب المعتاد. ولم أستطع الانتباه للأصوات التي أنتبه لها عادة، حيث كان لدي شعور قوي بأنني دخلت في عالمي الخاص، ولم أتمكن من التقاط الإشارات المحيطة بي. فلو كنت مركزة، فيمكنني التقاط الأصوات التي أريد التقاطها فقط، ولكن إذا لم أتمكن من القيام بذلك، فسيتم إفساد الأمر برمته، وسأقوم بالانتباه إلى أصوات مختلفة.
من غير المتوقع أن يتم تحسين القوة البدنية للاعب بعد تجاوز سن الأربعين بشكل عام، ولكن لأن رياضة كرة الهدف هي رياضة تقوم بصقل الأحاسيس، فهل مازال بإمكانك الشعور بالنمو.أوراتا: أشعر بذلك. فعلى سبيل المثال أعتقد أن السعي وراء تحقيق المركز الأول ليس له علاقة بالعمر حتى لو كنت أبصر أو غير قادرة على الإبصار. فحتى في المباريات التي حصلت على الميدالية الذهبية فيها، لا أعرف أحيانا من أين صدرت تلك الكرة عند رميها، وهناك أشياء لا أعرفها حتى النهاية، لذلك من المستحيل تماما الوصول إلى درجة الكمال. وذلك يتيح لي فرصة اكتساب الخبرات، لذلك أعتقد أن تحسين الخبرات والقدرات الحسية في رياضة كرة الهدف هو أمر يحتل وزنا ثقيلا للغاية.
هناك أشياء ننتبه لها للمرة الأولى بعد أن نصبح غير قادرين على الإبصار
ما هو شعورك حول الطريق الذي سرت فيه، أو حول نمو فريق كرة الهدف الياباني، من خلال مراجعة ممارستك لهذه الرياضة الممتدة لعشرات السنين؟أوراتا: في الحقيقة لقد تغير عالمي الخاص بعد أن التقيت برياضة كرة الهدف. حيث كان لدي أفكار متشائمة بشكل كبير، وكنت أعتقد أن عدم مقدرتي على الإبصار هو عقدة النقص لدي، وأنني لا أستطيع فعل تلك الأشياء، وغير قادرة على فعل نفس الأشياء التي يفعلها الأشخاص المحيطون بي لأنني غير قادرة على الإبصار. ولكن، هناك أشياء لا يمكن أن تكون عدم القدرة على الإبصار عذرا لعدم القيام بها، وكرة الهدف إحدى تلك الأشياء بالطبع (تقول ذلك وهي تضحك). فلا أستطيع أن أقول "أنا آسفة لم أستطع مشاهدة الكرة!" حتى لو ارتكبت خطأ. لذلك، لا بد من القيام بمواجهة نفسي. ولأنني غير قادرة على الإبصار فإنني قادرة على الانتباه للأصوات. لذلك هناك أشياء أستطيع الشعور بها. وهذا ليس شيئا سلبيا، بل نقطة من نقاط قوتي. وفي الحقيقة، لقد تغيرت شخصيتي تماما (تقول ذلك وهي تضحك).
هل تغيرت شخصيتك حقا؟أوراتا: أعتقد أنني أصبحت قادرة على الشعور بإمكانياتي. فنحن لا نستطيع مثلا التعلم من المشاهدة، أو القيام بدراسة الفريق الخصم من خلال الفيديوهات، لذلك فإننا نستغرق وقتا أطول لتعلم شيء ما. فنحن نقوم بتجربة كل شيء بأنفسنا، ونقوم بتصحيحه إذا قيل لنا أن ذلك خطأ، ونقوم بتكرار تلك التعديلات الدقيقة. وهكذا أصبحت أعتقد بأنني أستطيع التركيز على المسابقات بهذا الشكل في الوقت الحالي، وأنني أسير مع تاريخ رياضة كرة الهدف، أو أنني أستطيع القيام بشيء ما لأنني حصلت على شيء تراكم مع مرور الوقت. واللاعبون الشباب في الوقت الحالي يحصلون على أشياء أكثر تراكمت مع مرور الوقت، لذلك أعتقد أن هذه الرياضة ستتطور أكثر في المستقبل، وأن سرعة تطورها ستزداد أكثر فأكثر.
من أجل أن يصبح منتخب اليابان لكرة الهدف أقوى في المستقبل، فإن زيادة عدد اللاعبين هو أمر مهم أيضا. وبعد سم اعي لحديث السيدة أوراتا اليوم أعتقد أن هناك محاسن لقيام الأشخاص الذين فقدوا القدرة على الإبصار أو أصبحوا غير قادرين على الإبصار بشكل جيد لسبب ما خلقي أو مرضي بممارسة كرة الهدف تتمثل بتحسين القدرة على الإحساس. لذلك أعتقد أن هناك احتمال أن تنتشر هذه الرياضة أكثر.أوراتا: أعتقد كذلك. وبعبارة أخرى أعتقد أن هناك قيمة لقيام عامة الناس بممارسة رياضة كرة الهدف وليس المكفوفين فقط. وبالفعل سمعت أن هناك بعض المدارس قامت بإدخال هذه الرياضة في دروس التربية الرياضية في المدارس العادية، فالجيد في هذه الرياضة هو أنه من أجل التواصل مع الآخرين، تدرك أنه من المهم بالنسبة لك أن تشعر بمشاعرهم. فعلى سبيل المثال، إذا كنا نقوم بتغطية أعيننا بغطاء الأعين، فإن هناك الكثير من الأشياء التي يتم الانتباه لها في هذه الرياضة، فلا يكفي أن نقوم بالإجابة على السؤال الذي يقول "هكذا أليس كذلك؟" بهز الرأس، ومن الخطير القيام بتسليم الكرة من دون جعلها ترتد من الأرض عند تمريرها. أفليس هذا أمر مهم للغاية في الحياة اليومية؟ لذلك أتمنى أن تنتشر هذه الرياضة بين عامة الناس، بالإضافة إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يقومون بممارستها أكثر.
إذن من الممكن الانتباه لكثير من الأشياء التي لا يمكن الانتباه لها عندما نكون قادرين على الإبصار. ومن بين الأشياء التي يقوم بها لاعبو رياضة كرة الهدف في داخل الملعب عادة هناك أشياء كثيرة مهمة في حياة الإنسان العادية، بغض النظر عن وجود الإعاقة من عدمه.أوراتا: لو كنا قادرين على الإبصار فلن نقوم بتلك الأشياء لأننا نشعر بأنها غير ضرورية. ولكن، إذا أصبحنا غير قادرين على الإبصار، أعتقد أننا ننتبه لوجود أشياء نشعر بها للمرة الأولى.
التصوير= شينتسوبو كينشو
المقابلة والنص= زوشيغايا سينئيتشي
تم ترجمة ملخص المقابلة ونشرها بالتعاون GO Journal