عام محوري: اليابان في عام ١٩٩٥

الحكم بالإدانة على آخر قادة جماعة أوم شينريكيو المتطرفة

مجتمع

كان تاكاهاشي كاتسويا العضو الأخير من جماعة أوم شينريكيو الدموية الذي يواجه العدالة. وقد جاء الحكم بالإدانة ضده في أبريل/ نيسان ليصبح نقطة تحول في الإجراءات القانونية التي تلت الهجوم بغاز السارين على مترو الأنفاق في طوكيو في عام ١٩٩٥. وهذا بالتالي هو الوقت المناسب للتفكير من جديد حول كيف حولت جماعة أوم شينريكيو الشباب المستقيم إلى مجرمين.

اليوغا، المخدرات، والحرمان من النوم

وظف قادة أوم اليوغا على نطاق واسع باعتبارها أداة لغرس الانضباط في أعضاء الجماعة. وقد ذكر بعض الأعضاء عن معانتهم من ظواهر خارقة خلال مشاركتهم في نظام اليوغا: تصور إنهم يرون نورا ساطعا، على سبيل المثال، أو أن هناك طاقة تتدفق خلال أجسامهم.

وأفاد ممارسو اليوغا ”التقليدية“ بتجارب مماثلة، مثل قيام الرهبان البوذيين بالتأمل. وقد مثل العلماء لتلك التجارب في إشارة إلى التحقق بموضوعية من الظواهر النفسية. ولكن جماعة أوم قرنت خبراتها في عالم اليوغا مع ظواهر دنيوية أخرى موجهة توجيهها من خلال زعيم الجماعة أساهارا. لقد رحبوا بالتجارب كدليل على التقدم على طول الطريق الروحي الذي يقودوه زعيمهم .

إن عملية التجهيز الروحي التي يخضع لها أعضاء أوم غرست في أذهانهم شعور الاعتماد على أساهارا. ونتج عن هذا الاعتماد استعداد للمشاركة حتى في الجرائم البشعة. النجاح في عملية التجهيز الروحي وغسيل الدماغ تلك مع أثار اليوغا جعلت لدى زعماء أوم الرغبة في طرق لتلقين المزيد من المنضمين بسرعة أكبر. تحولت أوم عند ذلك إلى الميثامفيتامين وLSD (مركب شبه قوي من المهلوسات القوية المؤثرة على العقل) وإنتاج مخزونات من المخدرات غير المشروعة في الجماعة، ومنحها للأعضاء في الاحتفالات.

لقد زرع منهج أوم الرعب من اللعنة الأبدية في أعضائه، حيث زادت عاقبة تجاهل عقيدة الجماعة. وكشف عدد من الأعضاء السابقين أنهم كانوا غير قادرين على استبعاد هذا الرعب. حتى بعد محاولة قطع العلاقات، فقد دفعتهم إلى العودة لها من جديد. أداة أخرى كانت تستخدم من قبل الجماعة لقولبة نفسيات الأعضاء وهي الحرمان من النوم. حيث أجرى أعضاء أوم الذين عاشوا بمنشآت الجماعة كل أنواع المهام والأعمال في حين كان يحصلوا على الحد الأدنى من النوم. لا يتلقون أي أخبار عن العالم الخارجي، والمصدر الوحيد للمعلومات هو ما كانت تكشف عنه الجماعة فقط.

مثالية الشباب المحكوم عليهم بالإعدام

لقد وظفت أوم الشباب من خلال جذب اهتمامهم بمثالية في اكتشاف أنفسهم، مساعدة الآخرين، وتحسين العالم. كان الشباب ضحية تلك الخدع والحيل من أجل الانضمام للجماعة في البداية، لكنهم أصبحوا في نهاية المطاف متواطئين معهم في الحاق الضرر بالآخرين. إن عملية الاستيعاب والاندماج الشريرة هي أمر شائع في الطوائف في كل مكان. شاهد على سبيل المثال تنظيم داعش.

وهناك الكثير من أعضاء أوم السابقين أفاقوا من غفوتهم في أثناء خضوعهم للاستجواب والاستماع في المحكمة من أفراد أسرة ضحاياهم. المتهمون فقدوا السيطرة على عقولهم، وقاموا بإعادة الاتصال مع ذواتهم السابقة، وسيطر عليهم شعور بالأسف الحقيقي والندم على أفعالهم. لكنهم لم يلقوا أي تساهل أو رفق في الحكم الصادر بحقهم، حيث رفضت المحاكم قبول حجة السيطرة على العقل باعتباره ظرفا يستدعي تخفيف العقوبة.

النظام القانوني في اليابان سوف يقدم القرار النهائي عاجلا أو آجلا في قضية تاكاهاشي، والتي ستفتح الطريق لإعدام المدان من جماعة أوم. ومع ذلك، وفكر في وفاة وشيكة يعمق الكآبة التي أشعر بها للحياة التي فقدت في الماضي.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، تم نشره بتاريخ ١ يوليو/ تموز ٢٠١٥، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: أساهارا شوكو يعود إلى مقر إدارة العاصمة طوكيو بعد استجوابه من قبل المدعين العاميين في ٦ يونيو/ حزيران ١٩٩٥.)

كلمات مفتاحية

طوكيو قتل مترو الأنفاق أوم شينريكيو

مقالات أخرى في هذا الموضوع