منتجات يابانية

اوبوسيدو: تقليد من حلويات الكستناء والثقافة المحلية

اقتصاد ثقافة

تقع بلدة "اوبوسي "المعروفة بحلوياتها وثمار الكستناء في محافظة ناغانو. وتتباهى البلدة بثقافة فريدة من نوعها تتمثل في أيقونات يعود تاريخها إلى فترة إيدو مثل الفنان كاتسوشيكا هوكوساي والعديد من الشركات التي تديرها عائلات محلية حتى يومنا هذا. وفي السنوات الأخيرة، أخذت هذه الشركات تعمل معاً لاستعادة الأجواء التاريخية في البلدة وضمان أن يبقى ماضيها الغني على صلة بالمستقبل.

اوبوسي: ازدهار ثقافي في عصر إيدو

اوبوسي هي واحدة من أصغر المدن في محافظة ناغانو حيث يبلغ عدد سكان المدينة ١٢٠٠٠ نسمة فقط وتقع البلدة في منطقة سهول ماتسوكاوا أحد روافد نهر تشيكوما.

المناظر الطبيعية الخلابة في اوبوسي: بساتين الكستناء تمتد غربا من محطة اوبوسي نحو نهر تشيكوما.

بدأت الثقافة الفريدة للبلدة بالتقدم والازدهار خلال النصف الثاني من عصر إيدو (١٦٠٣-١٨٦٨) وذلك عندما بدأ المزارعون والتجار، الذين ازدادوا ثراء من التجارة التي أنشئت حديثا على ضفاف نهر تشيكوما، في استخدام ثرواتهم لاستضافة مشاهير الفنانين والكتاب من ذلك العصر، وكان أبرزهم فنان ”الأكييو“ ذائع الصيت كاتسوشيكا هوكوساي وشاعر ”الهايكو“ كوباياشي إيسا.

غير أن حظوظ المنطقة تغيرت في عصر ميجي (١٨٦٨-١٩١٢) مع إنشاء السكك الحديدية على طول الضفة المقابلة لنهر تشيكوما عام ١٨٨٨. فقد بدأ الناس والمنتجات بالتنقل بشكل متزايد عن طريق السكك الحديدية وليس من خلال بلدة اوبوسي، وهو الأمر الذي أدى إلى تقلص النفوذ الاقتصادي للتجار والمزارعين المحليين. مما دفع العديد إلى العمل في أنشطة كزراعة الحرير والاعتناء ببساتين التفاح العنب لكسب أقواتهم.

اوبوسي كما تبدو من بعيد. بساتين الكستناء والتفاح والكرز الممتدة من الغرب من محطة اوبوسي والقمم المغطاة بالثلوج من جبال ايزونا وتوغاكوشي وكروهيمي الشاهقة (من اليسار إلى اليمين ).

أطعمية محلية: كستناء اوبوسي وراكوغان

ولعل أكثر الأشياء التي تشتهر بها اوبوسي ثمار الكستناء. لكنه يبقى من غير المعلوم متى تم جلب الأشجار إلى المنطقة الاّن إحدى القصص تقول أن الشتلات الأولى زرعت عام ١٣٦٧من قبل اوغينو جورين، وهو رجل ثري من عائلة من الطبقة الحاكمة انتقلت إلى اوبوسي من تانبا في كيوتو. كما انّ حموضة التربة في اوبوسي جعلها بيئة مثالية لتشجير الكستناء مما أدى لشهرة هذه الثمار في المنطقة. لقد كانت ثمار الكستناء جيدة جدا في الواقع حتى أن الدايميو من مقاطعة ماتسوشيرو المجاورة (الذين سيطروا في السابق على منطقة اوبوسي) كانوا يرسلون هدايا من منتجات الكستناء إلى فرسان الساموراي المتواجدين آنذاك في العاصمة ”إيدو“ في فصل الخريف من كل عام.

تعرض الكستناء في نتوءات لتحية الزوار في محطة اوبوسي خلال فصل الشتاء.

بدأ تاريخ حلويات الكستناء في اوبوسي عام ١٨٠٨ وكان ذلك عندما خرج مؤسس أقدم محل في البلدة، - حلويات ساكوراي كانسيدو- ، بفكرة استخدام طحين الكستناء لصناعة الراكوغان، وهو نوع من الحلو الجاف غالبا ما يُتَمّتعُ بتناوله في حفلات الشاي التقليدية . وعلى مر السنين استمرت محلات البلدة بتطوير أنواع جديدة من حلويات الكستناء. ففي عام ١٨١٩ بدأوا بِبَيع كستناء يوكان، وهي حلوى مصنوعة من معجون الكستناء المحضر على البخار، ثم تبع ذلك في عام ١٨٩٢ كستناء كانوكو، وهي زبدة كستناء تحتوي على المكسرات المحلاة .

مدخل مصنع ماسويتشي إيتشيمورا للساكي. يقدم البار في المصنع الساكي المحلي ويعتبر المحل وجهة شعبية للزوار المتوجهين لرؤية قرود الثلج الشهيرة (جيغوكوداني).

الصفحة التالية: من اوبوسي إلى متاجر طوكيو

كلمات مفتاحية

الطعام الياباني التراث الثقافي

مقالات أخرى في هذا الموضوع