كيف يتمكن الأطفال اليابانيون من الذهاب إلى مدارسهم بمفردهم؟

مجتمع

جايمس سنغلتون [نبذة عن الكاتب]

الذهاب من وإلى المدرسة

بينما يعتبر ذهاب التلاميذ اليابانيين عادة من وإلى المدرسة الابتدائية بدون صحبة أحد الأبوين أو ولي أمرهم حقيقة واقعة، إلا أنه لا يطلق العنان لهم أو يتركوا على سجيتهم. بدلا من ذلك، فإن سياسات المدارس، المنظمات مثل الرابطات التي تضم الآباء والأساتذة، سلطات تطبيق القانون المحلي، حملات التثقيف العامة، والمتطوعون في الحي، تتضافر جميعها معا لإحاطة التلاميذ بشبكة أمان معقدة.

في البداية تطلب المدارس من التلاميذ اتباع طرق معينة تدعى ”تسوغاكورو“. الطرق الضيقة منتشرة في اليابان ولذلك يقوم مسؤولو المدينة وإدارات المدارس بتحديد مسارات تتجنب أكثر الطرق خطرا ويتبعون على نطاق كبير طرقا كبرى مجهزة بأرصفة أو حواجز حماية تفصل المشاة عن أماكن سير المركبات. وتضع البلديات إشارات لمعرفة ”تسوغاكورو“ وممرات مطلية وعلامات أخرى. كما يعتمد أفراد آخرون من المجتمع ”الحي“ على هذه الطرق في التنقل ما يشكل إجراء سلامة إضافي من خلال ضمان أن التلاميذ يبقون في أماكن مرئية بشكل كبير.

عمود كهربائي عليه علامة تشير إلى أن الطريق هو مسار لمدرسة.

يتوجب على الأبوين أو أولياء الأمور رسم خريطة مفصلة عن التسوغاكورو التي سيسلكها طفلهم وتقديمها إلى المدرسة قبل أن يبدأ العام الدراسي. كما يتم تنظيم التلاميذ في مجموعات ”هان“ ضمن الحي، مع تبني الكثير من المدارس لأسلوب ”شودان توغيكو“ حيث يذهب التلاميذ من وإلى المدرسة في مجموعات. وعلى الطرقات يمتلك أفراد رابطة الآباء والأساتذة، خاصة بالنسبة للمدارس الحكومية، عادة جدول مناوبات للآباء لحماية التلاميذ أثناء عبور الشوارع، كما يتم تخصيص متطوعين محليين لمراقبة الطرق، وهؤلاء عادة من أفراد المجتمع الكبار في السن ويلبسون سترات عاكسة للضوء تميز الدور الذي يقومون به.

تقبل المدارس الخاصة تلاميذ من مناطق بعيدة أكثر من المدارس العامة التي لديها مناطق محددة بشكل جيد، لذلك فالكثير من التلاميذ يعتمدون على وسائل النقل العامة للوصول إلى مدارسهم. ويجب على التلاميذ الذين يركبون للوصول إلى المدرسة الإلتزام بمسارات محددة سلفا. حيث تعين المدارس بشكل عام المحطات ومواقف الحافلات التي يمكن استخدامها، حتى أن في بعض الأحيان يتم تشغيل حافلات شاتيل خاصة بين هذه المحطات والمدرسة، وتحديد مواعيد الركوب. تسمح هذه الخطوات للمسؤولين بإدارة تحركات التلاميذ والاستجابة للحوادث بسرعة وفعالية. ويتم تجميع الأطفال عادة وتقسيمهم إلى مجموعات ”هان“ وفقا للخطوط التي يستقلونها، وتحافظ المدارس إلى حد كبير على سياسة عدم إرسال الطفل إلى المنزل ما لم يكن مصحوبا بتلميذ واحد آخر على الأقل.

كما تسخر العديد من المدارس أيضا خدمات البريد الإلكتروني لإرسال المعلومات إلى الآباء وأولياء الأمور في حالة وقوع كارثة ما مثل الزلازل، وتقدم تقرير بخصوص مشاكل السلامة في المناطق حول طرق المدرسة.

طفلة تستخدم علما خاصا لعبور الطريق.

الصفحة التالية: اتباع القواعد

جايمس سنغلتونJames SINGLETONعرض قائمة المقالات

مترجم ومحرر في Nippon.com. تخرج من جامعة أوريغون في عام ١٩٩٦ حيث تخصص فيها بالدراسات الآسيوية. وفي نفس السنة التي تخرج فيها جاء إلى اليابان وعاش فيها، حيث بدأ بدراسة اللغة اليابانية وسافر إلى عدة مناطق في اليابان على متن القطار ومشيا على الأقدام وذلك لكي يستكشف التاريخ المحلي والثقافات واللهجات اليابانية. عمل كمدرس في الروضة. وفي عام ٢٠٠٨ كان يعمل كمترجم لشركة مشهورة للأغذية والمشروبات. يعمل في Nippon.com منذ عام ٢٠١٤.

مقالات أخرى في هذا الموضوع