العفاريت الخمسة: معلومات غريبة عن اليابان !

ثقافة

من يوكاي (الكائنات الخارقة) إلى يوري (الأشباح)، تزخر الحكايات الشعبية اليابانية، وفنون الكابوكي، وفن الأشباح المعروف باسم يوريه-غا، ومانغا وأفلام الرعب الحديثة بأعداد لا تُحصى من الأشباح والعفاريت والأرواح. بعضها وديع، بينما الآخر مرعب لدرجة يتجمد معها الدم في العروق. ورغم أن قصص الأشباح تعتبر وسيلة ترفيهية مفضلة في أشهر الصيف ذات الرطوبة العالية لقدرتها على بث القشعريرة، إلا أن هناك يوكاي أو روح لكل موسم ومناسبة. إليك خمسة منها لمساعدتك على بدء ”يوكاي ووتش“ الخاصة بك: تانوكي، المخلوق الشبيه بالراكون الذي يمتلك القدرة على التحول إلى أي شيء، يُعتبر مخلوقًا مرحًا وخداعيًا، ويظهر غالبًا في الأشعار والقصص الكوميدية. كابا، الكائن المائي الذي يعيش في الأنهار والبرك، يُعرف بمزاحه الثقيل وقدرته على إخافة الناس، لكنه يُعتبر أيضًا حاميًا للأطفال إذا تم التعامل معه بلطف. تنجو، المخلوق نصفه بشري ونصفه طائر، يُعتقد أنه يسكن الجبال والغابات، يتمتع بقدرات خارقة ويظهر غالبًا في الأساطير كحارس أو مقاتل. أوني، الشياطين ذات القرون وألوان البشرة المختلفة، تُصور ككائنات قوية ومرعبة، تظهر في العديد من القصص الشعبية اليابانية وتُعتبر تحديًا كبيرًا للأبطال. روكوروكوبي، المرأة ذات الرقبة الطويلة التي يمكنها تمديدها إلى مسافات كبيرة، رغم مظهرها المخيف، ليست دائمًا شريرة، وقد تكون مجرد ضحية للظروف. هذه الكائنات والأساطير جزء لا يتجزأ من الثقافة اليابانية، وتمثل توازنًا بين الخوف والتسلية. يمكن أن تكون تجربة استكشاف هذه الحكايات طريقة ممتعة للتعرف على جوانب جديدة من التراث الياباني، خاصة في أشهر الصيف عندما تُستخدم هذه القصص كوسيلة للتبريد من حرارة الطقس.

نوبّيبّو Nuppeppō

نوبّيبّو، ساواكي سوشين 1707ـ1772)

شبح هلامي يشبه الفقاعة، يمكن رؤيته يمشي في الشوارع بعد حلول الظلام. عند التدقيق الدقيق، يظهر أن هناك غموضًا في الخطوط العريضة التي تدل على وجهه داخل طيات جسده المترهل. يُعرف أيضًا باسم nuppefuhofu أو nutsuhetsuhō، وربما يكون التباس في الاسم ناتجًا عن طبيعة اللسان الياباني. يُقال إن نوبّيبّو ظهر مرة واحدة للشوغون توكوغاوا إئياسو (1543-1616)، الذي أبلغ عن رائحة تشبه تعفن اللحوم عند رؤيته. تدور الحكايات حول أن تناول لحم نوبّيبّو يمنح الحياة الأبدية، لكن من الصعب اصطيادهم نظرًا لسرعتهم الفائقة على الرغم من أطرافهم القصيرة.

كابّا Kappa

كابّا، توكيؤكا يوشيتوشي (1839ـ1892)

كابا هي الروح التي تعيش في المياه وتظهر في حكايات من جميع أنحاء اليابان. يمكن أن يتراوح سلوكهم بين الإيذاء البسيط إلى الأعمال المرعبة مثل شرب الدم البشري، والتهام الرضع، وسحب الناس والماشية إلى الأنهار لإغراقهم. لكن لا داعي للخوف! إذا قابلت كابا أثناء نزهتك على طول أحد الممرات المائية العديدة في اليابان، هناك عدة طرق للهرب. يمكنك مثلاً الانحناء، فعلى الرغم من جانبهم الشيطاني في بعض الأحيان، فإن الكابا تشتهر بأنها مهذبة وبالتأكيد سترد عليك التحية، وحينها سترى كيف تسكب المياه من الطبق الموجود على رؤوسهم، مما يجعلهم عاجزين. ويوجد طريقة أخرى وهي تقديم القرابين من الطعام، خاصة الخيار (وهنا جاءت التسمية اليابانية للفلفل kappamaki). أو يمكنك ببساطة محاكاة الأطفال الشقيين في الصورة.

أكانامي Akaname

أكانامي، توريّاما سيكيئن (1712ـ1788)

أكانامي، حرفياً ”لاعق الأقذار“، هو مخلوق يشبه العفريت يتربص بك في الحمام، حيث يستخدم لسانه الطويل لالتقاط الأشياء ولعق الحطام المتراكم في الظلام. اسمه يأتي من ”أكا“ الذي يعني باليابانية الأحمر، ويُوصف هذا الشبح غالبًا بأنه أحمر من رأسه حتى أخمص قدميه. بينما يعتقد البعض أن أكانامي يرمز إلى خوف من الذهاب إلى المرحاض ليلاً، يرى آخرون أن استخدامه في حكايات تعليمية يبرز أهمية نظافة الحمامات.

أؤو نيوبو Aonyōbō

أؤو نيوبو، توريّاما سيكيئن (1712ـ1788)

 رغم أن معظمنا قد لا يتجسسون حول المباني القديمة المهجورة في المناطق النائية، إلا أنه إذا قمت بذلك، فقد تجد هذا الشبح الأنثى يجلس بظهره إلى الباب أثناء البحث عن مأوى في ليلة عاصفة. ترتدي ثيابًا فاقعة، تقضي الـ aonyōbō حياتها متشبثة بالمرآة، وتضع ماكياجها بشكل محموم مرارًا وتكرارًا، كما لو كانت تنتظر ضيفًا أو حبيبًا لم يأتِ أبدًا. إذا اقتربت منها بما فيه الكفاية لترى وجهها، ستكتشف كائنًا مروعًا يملك هوة ضخمة مليئة بالأسنان السوداء. تُعتبر هذه الكائنات مثيرة للشفقة، وتمت تسميتها على وفق الوضع المتدني للعوانس في المحاكم اليابانية خلال العصور الوسطى، وقد أُصيبت بالجنون بعد قرون من الجهود العقيمة لتبدو في أبهى صورها.

كامايتاتشي Kamaitachi

كامايتاتشي (١٨٥٣) ريوكانساي

كامايتاتشي (Kamaitachi) هو شبح صغير شبيه بالثدييات يركب على الريح، ويُعتقد أنه يقوم بالتشريح في لحم البشر باستخدام أطرافه الحادة. عادةً ما يكون غير مرئي، ولكن يظهر أحيانًا في شكل شياطين يتحركون مع الدوامات الترابية أو العواصف القاسية التي تجتاح المناطق الشمالية المتجمدة من اليابان. إذا استمعت بشدة إلى الرياح، قد تسمع صراخها الوحشي أثناء المعركة. إذا وجدت فجأة قطعًا في جسمك تبدو وكأنها تنزف منذ فترة ولكنك لا تعرف كيف حدث الجرح، فربما تكون قد تلاقيت مع كامايتاتشي.

(المقالة الأصلية باللغة الإنكليزية بتاريخ 11 فبراير/ شباط 2015)

اليابان