
العفاريت الخمسة والجانب السري من اليابان: معلومات غريبة لكنها حقيقية!
ثقافة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
من يوكاي (الكائنات الخارقة) إلى يوري (الأشباح)، تزخر الحكايات الشعبية اليابانية، وفنون الكابوكي، وفن الأشباح المعروف باسم يوريه-غا، ومانغا وأفلام الرعب الحديثة بأعداد لا تُحصى من الأشباح والعفاريت والأرواح. بعضها وديع، بينما الآخر مرعب لدرجة يتجمد معها الدم في العروق. ورغم أن قصص الأشباح تعتبر وسيلة ترفيهية مفضلة في أشهر الصيف ذات الرطوبة العالية لقدرتها على بث القشعريرة، إلا أن هناك يوكاي أو روحًا لكل موسم ومناسبة.
إليك خمسة منها لمساعدتك على بدء ”يوكاي ووتش“ الخاصة بك:
- تانوكي (Tanuki): المخلوق الشبيه بالراكون الذي يمتلك القدرة على التحول إلى أي شيء، يُعتبر مخلوقًا مرحًا وخداعيًا، ويظهر غالبًا في الأشعار والقصص الكوميدية. وغالبًا ما يُصوَّر في التماثيل المنتشرة أمام المتاجر والمطاعم، ممسكًا بزجاجة ساكي، مما يجعله رمزًا للحظ الجيد.
- كابا (Kappa): الكائن المائي الذي يعيش في الأنهار والبرك، يُعرف بمزاحه الثقيل وقدرته على إخافة الناس، لكنه يُعتبر أيضًا حاميًا للأطفال إذا تم التعامل معه بلطف. يُقال إن الكابا يحب الخيار، ولهذا السبب تُقدَّم أحيانًا القرابين من الخيار إلى هذه الكائنات في بعض القرى اليابانية.
- تنجو (Tengu): المخلوق نصفه بشري ونصفه طائر، يُعتقد أنه يسكن الجبال والغابات، يتمتع بقدرات خارقة ويظهر غالبًا في الأساطير كحارس أو مقاتل. لطالما ارتبط التنجو بفنون القتال والأساطير التي تحكي عن رهبان محاربين تلقوا تدريبهم السري من هذه الكائنات.
- أوني (Oni): الشياطين ذات القرون وألوان البشرة المختلفة، تُصور ككائنات قوية ومرعبة، تظهر في العديد من القصص الشعبية اليابانية وتُعتبر تحديًا كبيرًا للأبطال. في بعض المهرجانات مثل سيتسوبون، تُقام طقوس طرد الأوني عبر رمي حبوب فول الصويا مع ترديد عبارة ”أوني وا سوتو، فوكو وا أوتشي“ (أخرجوا أيها الشياطين، وادخل يا حظ سعيد)”.
- روكوروكوبي (Rokurokubi): المرأة ذات الرقبة الطويلة التي يمكنها تمديدها إلى مسافات كبيرة، رغم مظهرها المخيف، ليست دائمًا شريرة، وقد تكون مجرد ضحية للظروف. في بعض القصص، تتحول النساء إلى روكوروكوبي نتيجة لعنة أو عقوبة، مما يجعلها مخلوقًا مأساويًا بقدر ما هو مرعب.
هذه الكائنات والأساطير جزء لا يتجزأ من الثقافة اليابانية، وتمثل توازنًا بين الخوف والتسلية. كما أن الكثير منها لا يزال يحتل مكانة خاصة في المهرجانات التقليدية، والفنون، وحتى الثقافة الشعبية الحديثة مثل الأنمي والمانغا. يمكن أن تكون تجربة استكشاف هذه الحكايات وسيلة ممتعة للتعرف على جوانب جديدة من التراث الياباني، خاصة في أشهر الصيف، عندما تُستخدم هذه القصص كوسيلة للتبريد من حرارة الطقس، تمامًا كما فعل اليابانيون لقرون طويلة.
نوبّيبّو: الشبح الهلامي ذو الرائحة النتنة
نوبّيبّو، ساواكي سوشين (1707ـ 1772)
في زوايا الشوارع المظلمة بعد حلول الليل، قد يظهر شبح هلامي يشبه الفقاعة، يمشي ببطء كأنه كائن من عالم آخر. عند التدقيق في مظهره، تتجلى معالم وجهه الغامضة داخل طيات جسده المترهل، وكأنها مشوهة أو غير مكتملة. يُعرف هذا الكائن باسم نوبّيبّو (Nuppeppō)، وأحيانًا يُطلق عليه نوتسوهِتسُهُو (Nutsuhetsuhō)، ويُعتقد أن التباس اسمه يعود إلى طبيعة اللغة اليابانية وتغير نطق الكلمات على مر الزمن.
من بين أكثر الحكايات إثارةً حول نوبّيبّو تلك التي تقول إنه ظهر ذات مرة للشوغون توكوغاوا إئياسو (1543-1616)، حيث أبلغ عن رائحة كريهة تشبه تعفن اللحوم عند رؤيته لهذا الكائن الغريب. وتعد هذه الرائحة إحدى السمات المميزة له، مما يجعل وجوده مرعبًا ليس فقط بسبب مظهره، بل أيضًا بسبب الأثر الحسي الذي يتركه في الأجواء المحيطة.
رغم طبيعته الهلامية وأطرافه القصيرة، يُقال إن نوبّيبّو يتمتع بسرعة فائقة، مما يجعل اصطياده شبه مستحيل. ومع ذلك، تدور الأساطير حول أن تناول لحمه يمنح الحياة الأبدية، وهو أمر قد يدفع المغامرين لمحاولة تعقبه، رغم المخاطر التي تحيط بمواجهته. فهل هو شبح هائم بلا هدف، أم كائن يحمل سرًا دفينًا عن الخلود؟ يظل نوبّيبّو أحد أكثر اليوكاي غموضًا في الفولكلور الياباني، يثير الفضول والخوف على حد سواء.
كابّا: الروح المائية بين الأسطورة والخرافة
كابّا، توكيؤكا يوشيتوشي (1839ـ 1892)
تُعد كابا واحدة من أشهر الأرواح المائية في الفولكلور الياباني، حيث تسكن الأنهار والبرك والجداول، وتظهر في الحكايات من مختلف أنحاء اليابان. وعلى الرغم من مظهرها الطفولي الذي يشبه السلحفاة مع وجه يشبه الضفدع وصحن مائي على رأسها، إلا أن سلوكها قد يتراوح بين المزاح الثقيل والأعمال المرعبة. فهناك قصص تحكي عن كائنات الكابا وهي تسحب البشر والماشية إلى أعماق المياه لإغراقهم، أو حتى تتغذى على الدماء والرضّع، مما جعلها مصدر خوف في المجتمعات القديمة.
لكن لا تقلق! فالكابا ليست دائمًا شريرة، وهناك طرق معروفة للتعامل معها أو حتى النجاة منها إن صادفتها أثناء نزهتك بجوار الممرات المائية العديدة في اليابان. إحداها هي الانحناء لها احترامًا، إذ تُعرف الكابا بأنها شديدة الأدب، وستشعر بالإلزام للرد بالمثل. وبما أن الماء الموجود في طبق رأسها هو مصدر قوتها، فإن مجرد انحنائها سيتسبب في سكب هذا الماء، مما يجعلها عاجزة.
طريقة أخرى لتجنب أذاها هي تقديم الطعام لها، خاصة الخيار، حيث يُقال إنه طعامها المفضل. ومن هنا جاءت تسمية كابّاماكّي (kappamaki)، نوع من لفائف السوشي المحشوة بالخيار. أما إن كنت جريئًا، فيمكنك محاولة إغاظتها بنفس الطريقة التي يفعلها الأطفال المشاكسون في الحكايات الشعبية، لكن احذر أن تثير غضبها كثيرًا!
ورغم سمعتها المخيفة، ارتبطت بعض القصص بكون الكابا مفيدة أحيانًا، إذ يُقال إنها قد تساعد المزارعين وتمنح الحماية للأطفال إذا تم التعامل معها بلطف. وهكذا، تبقى الكابا واحدة من أكثر كائنات اليوكاي غموضًا، إذ تجمع بين السحر والخطر في آنٍ واحد.
أكانامي: شبح الحمّام وحارس النظافة المخيف
أكانامي، توريّاما سيكيئن (1712ـ 1788)
يُعد أكانامي من بين أكثر كائنات اليوكاي غرابة في الفولكلور الياباني، إذ يتربص في الحمامات الرطبة والمتسخة، مستخدمًا لسانه الطويل ليلعق الأوساخ والحطام المتراكم في الزوايا المظلمة. يحمل اسمه دلالة مباشرة على وظيفته؛ فكلمة ”أكا“ (垢) تعني الأوساخ أو الطبقة المتراكمة على الجلد، بينما ”نامي“ (舐め) تعني اللعق، مما يجعل اسمه يترجم حرفيًا إلى ”لاعق الأقذار“.
يُوصف أكانامي غالبًا بأنه كائن قصير القامة، نحيف الجسم، ذو بشرة حمراء شبيهة بلون الصدأ، مما يعكس طبيعة الأماكن التي يسكنها. ورغم مظهره المخيف ولسانه الطويل الذي يستخدمه لمسح الأوساخ، إلا أنه ليس كائنًا عدائيًا، بل يمكن اعتباره بمثابة ”حارس النظافة المخيف“ الذي يحذر الناس من إهمال نظافة حماماتهم.
بين الأسطورة والتربية الأخلاقية
يُعتقد أن قصص أكانامي نشأت في اليابان القديمة، حيث كانت الحمامات التقليدية مصنوعة من الخشب، ما جعلها عرضة لتراكم العفن والأوساخ، وبالتالي أصبحت مرتعًا للرطوبة والبكتيريا. لذا، كان يُستخدم في القصص الشعبية كتحذير للأطفال من إهمال النظافة، ولتعزيز العادات الصحية.
وبينما يرى البعض أن أكانامي يمثل الخوف الطفولي من دخول الحمامات ليلاً، يعتقد آخرون أنه تجسيد رمزي للتحذير من الإهمال، حيث تحوّل مفهوم النظافة إلى أسطورة مخيفة تُروى عبر الأجيال.
في النهاية، سواء كان أسطورة ترهيبية أو مجرد وسيلة تعليمية، يظل أكانامي واحدًا من أكثر اليوكاي إثارة للفضول، حيث يعكس ارتباط الفولكلور الياباني بالحياة اليومية والاهتمام بالنظافة حتى في أكثر التفاصيل المنزلية بساطة!
أونيوبو: شبح المرأة المتشبثة بالجمال الزائل
أؤو نيوبو، توريّاما سيكيئن (1712ـ 1788)
في زوايا القصور المهجورة والمباني القديمة، حيث تهمس الرياح عبر الألواح الخشبية المتصدعة، قد تصادف أونيوبو (Aonyōbō) - شبحًا أنثويًا غامضًا يختبئ في الظل، متشبثًا بالمرآة كأنها نافذتها الوحيدة للعالم.
وصفها ومظهرها المخيف
تُعرف أونيوبو بأنها امرأة ترتدي الكيمونو الفاخر ذي الألوان الزاهية، مما يوحي بأنها كانت ذات يوم نبيلة أو سيدة قصر. لكنها لم تعد تعكس صورة الجمال والرقي التي كانت عليها في الماضي. تجلس دائمًا بظهرها إلى الباب، وكأنها تنتظر شخصًا ما، بينما تكرر وضع مساحيق التجميل بجنون، محاولةً طمس آثار الزمن الذي حوّلها إلى كائن مخيف.
أما وجهها، الذي يبقى مخفيًا حتى تقترب بما يكفي، فهو كابوس حيّ: فمٌ مفتوح إلى هوةٍ سحيقة، يمتلئ بأسنان سوداء متآكلة، وعينان جوفاء تنطق بالوحدة واليأس.
الجذور التاريخية والمغزى الرمزي
يُقال إن أونيوبو تجسيد للأسى الذي كانت تعانيه بعض النساء في العصور الوسطى اليابانية، خاصةً الفتيات اللاتي عملن في القصور الإمبراطورية كمساعدات أو وصيفات، ولكن لم يحظين أبداً بمكانة مرموقة أو زواج ينقلهن إلى حياة الاستقرار. بمرور السنين، ومع استمرارهن في انتظار فرصة لم تأتِ، أصابهن الجنون، وظلّ هوسهن بالجمال والشباب يطاردهن حتى بعد الموت.
ما الذي يمكن أن تمثله اليوم؟
تظل أونيوبو أسطورة تعكس القلق البشري من الزوال، والهوس بالمظاهر، والخوف من الإهمال والتجاهل. ففي عالم اليوم، حيث الجمال يُقاس بالمقاييس الاجتماعية المتغيرة، يمكن أن تُرى أونيوبو كتحذير رمزي من الانشغال المفرط بالمظهر الخارجي على حساب الجوهر الحقيقي للحياة.
ورغم مظهرها المرعب، إلا أن قصتها تثير التعاطف، فهي ليست مجرد شبح مخيف، بل ظلٌ لإنسانة كانت تحلم بأن تكون محبوبة ومقبولة في عالم لم يمنحها ذلك.
كامايتاتشي: شبح الرياح القاتل
كامايتاتشي (Kamaitachi) هو أحد الكائنات الخفية التي تتردد في الأساطير اليابانية، وهو شبح صغير، غالبًا ما يرتبط بالعواصف الترابية والرياح العاتية في المناطق الشمالية المتجمدة من اليابان. يتميز هذا الكائن بقدرته على التحرك مع الرياح، حيث يظهر ككائن سريع، يشبه الثدييات ذات الأطراف الحادة.
الوصف والسلوك
يتجسد كامايتاتشي ككائن صغير الحجم، ولكنه ذو قوة كبيرة في التسلل والسرعة. يُعتقد أنه يتنقل عبر الرياح، ويستخدم أطرافه الحادة مثل الشفرات لقطع لحم البشر بشكل مفاجئ وسريع. ومن المثير للدهشة أن هذا الشبح غالبًا ما يكون غير مرئي؛ يظهر فقط من خلال آثار الدوامات الترابية والعواصف التي تجتاح المناطق الجبلية أو الثلجية في اليابان.
وتقول الأساطير إن كامايتاتشي يظهر في اللحظات التي تعصف فيها الرياح العاتية بأعالي الجبال أو السهول المفتوحة. ومن خلال الهدير العنيف للريح، يمكن سماع صراخ كامايتاتشي الذي يُعتقد أنه صوته أثناء مهاجمته. ومع الرياح القوية التي تزداد صخبًا، يظهر الكائن سريعًا في الظل، جاعلاً الضحية تشعر بجروحٍ غامضة.
كيف تكتشف وجوده؟
إذا وجد الشخص نفسه مصابًا بقطع غريب في جسده، جرح يبدو وكأنه ينزف منذ فترة، ولكن لا يستطيع تذكر كيفية حدوثه، فإن الأسطورة تقول إن هذا قد يكون نتيجة لهجوم كامايتاتشي. في الواقع، تظهر هذه الجروح في الغالب بشكل مفاجئ بعد تعرض الضحية للرياح القوية، دون أن تدرك كيف تم إصابتها.
الرمزية والرسالة
يعتبر كامايتاتشي رمزًا للظروف الطبيعية القاسية في اليابان، حيث ترتبط العواصف القوية والرياح العاتية أحيانًا بتجربة البشر مع الطبيعة والبيئة المحيطية. وبقدر ما يثير الرعب، يعبّر كامايتاتشي عن مواجهة البشر لظروف خارجة عن إرادتهم، ويعكس الخوف من المجهول الذي يمكن أن يهاجمك فجأة دون سابق إنذار، تمامًا كما تفعل الرياح العاتية في أعماق الجبال.
(المقالة الأصلية باللغة الإنكليزية بتاريخ 11 فبراير/ شباط 2015)