يوم الرياضة في اليابان
ثقافة لايف ستايل رياضة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
في شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، يخصص في المدارس الابتدائية اليابانية يوم خاص تقام فيه فعاليات الأنشطة الرياضية ويطلق عليه باليابانية (أوندوكاي)، ويعد حدثاً هاماً في اليابان خاصة بالنسبة للأهل فهي فرصة لمشاهدة أولادهم يتنافسون في مختلف المسابقات الرياضية.
كان هذا يوم الرياضة الخامس الذي أحضره، وكان حالي كحال باقي الآباء فقد حضّرت خصيصاً لهذه المناسبة كاميراتي الغالية الثمن التي تحوي على العديد من المميزات الخاصة والتي لا أعرف كيفية استخدامها. لقد اشتريت هذه الكاميرا قبل اليوم الرياضي الثاني لابنتي الكبرى. وذلك بعد أن تعلمت من إخفاقي في المرة السابقة حيث لم أحضر إلا الكاميرا العادية الصغيرة، ولم أستطع وقتها سوى التقاط نقطة سوداء مبهمة قد تكون ابنتي لو كبرتها عدة مرات بالميكروسكوب.
ومن الدروس الأخرى التي تعلمتها من المرة الأولى هي أن أحضر مبكراً لحجز المكان المناسب لالتقاط الصور. ففي هذا العام حضرت إلى المدرسة قبل نصف ساعة كاملة من فتح أبوابها، ومع ذلك فقد كنت متأخراً بعض الشيء حيث كان هناك العديد من الآباء المتحمسين مثلي متمركزين في أماكنهم لعدة ساعات منذ الصباح الباكر كما لو أنهم ينتظرون الإصدار الجديد من آيباد.
وبعد فتح الأبواب، هرع العديد من الآباء نحو الأماكن المشمسة تاركين لي المكان الظليل المريح تحت الشجرة. وشرعت في وضع المفرش البلاستيكي للجلوس عليه واضعاً الحجارة على الأطراف لمنعه من الطيران. وما إن نظرت حولي حتى وجدت أن بقية العائلات كانت مجهزه بأحدث معدات التخييم بما في ذلك الطاولة البلاستيكية والكراسي القابلة للطي وغيرها من عدة التخييم المثيرة للإعجاب.
وبعد مرور بعض الوقت، قدمت زوجتي ومعها وجبة الغداء وجدول الألعاب المقام في ذلك اليوم. حتى أنها قامت بوضع علامات على المسابقات التي ستشارك فيها ابنتانا والمكان الأنسب لالتقاط الصور على الخارطة الملحقة بالجدول. كنت واثقاً بأنني سأتمكن من التقاط صور جميلة اتباهى بها أمام والدي ووالدي زوجتي، وذلك بالاستفادة من المعلومات الثمينة التي قدمتها لي زوجتي ومن طولي الفارع وعدسة كاميراتي الممتازة المزودة بزوم بارع.
بدأ حفل الافتتاح قبل التاسعة بقليل وكالعادة تم ترديد الشعار الرسمي وظهرت الشخصية الكرتونية الشهيرة التي تمثل المدرسة.
عادة ينقسم طلاب المدرسة إلى فريقين الأحمر والأبيض، ويوجد لكل منهما فريق تشجيع لا يكل ولا يمل. حيث يتمركز هؤلاء الأطفال المشجعون في منتصف الساحة ويقرعون الطبول ليحمسوا اللاعبين. كما يقوم رئيس فريق التشجيع بالتهليل والصراخ بكل ما أعطي من قوة. إن الشعارات التي يرددها الطلاب هي نفسها في جميع أنحاء اليابان. إذا ترجمنا هذه التهليلات إلى العربية فهي على النحو التالي:
هيا أيها الفريق الأحمر!! توهج كالنار!! ابذل قصارى جهدك حتى النهاية!! تألق وتوهج!!
ويتم تكرار هذه الصرخات التشجيعية مرات عديدة على مر الست ساعات وأنني أستغرب من أين تأتيهم هذه القوة ليكملوا بالصراخ لهذه الدرجة.
كانت مسابقة حمل الكرة على العصي المخصصة لطلاب الصف الثاني أول المسابقات التي تشارك فيها ابنتي الصغرى. إن هذا النوع من المسابقات ممتع للأطفال وللمشاهدين الكبار وأعتقد أن الكرة الكبيرة كانت لمسة ذكية من قبل المدرسة.
والمسابقة الأظرف هي مسابقة رمي الكرة في السلة حيث يتقافز طلاب الصف الأول لوضع الكرات في السلة على وقع موسيقى سريعة، ويتم الإعلان عن الفريق الفائز بعد إحصاء عدد الكرات.
ويتخلل هذه المسابقات عروض فنية يقدمها الطلاب من مختلف المراحل الدراسية، وقامت طفلتي التي هي في الصف الثاني بتقديم رقصة تقليدية من منطقة أوكيناوا كما قدمت ابنتي الثانية (في الصف الخامس) رقصة تقليدية خاصة بمنطقة هوكايدو.
ويتم إنهاء العرض برقصة يقوم بها طلاب الصف السادس حيث يقدمون فيها عروض بهلوانية مثيرة للإعجاب. ويجدر الذكر هنا إن هذه العروض الراقصة هي أمور تقليدية تقام في جميع أنحاء اليابان.
وعادة ما تنتهي المسابقات بسباق التتابع الذي يركض فيه كل من طلاب الصف الخامس والسادس. وطبعا هنا يأتي دور كاميرتي غالية الثمن و المزودة بأحدث التقنيات، جهزت نفسي وغيرت إعدادات الكاميرا للتصوير الرياضي، فكانت النتيجة أنني التقطت العديد من الصور التي يمكن دمجها للحصول على فيديو للسباق.
ولقد سمعت أن بعض المدارس تجعل الآباء يشاركون في السباقات ولكني أحمد الله أن هذه المدرسة لا تجبرني على استخدام عضلاتي النائمة في هذا الصباح. فقد كنت منهكاً فقط لمجرد حملي للكاميرا والتحديق في عدستها طوال اليوم.
وفي النهاية اقيم حفل الختام وتم اعلان النتيجة النهائية للمسابقات ومنح كأس البطولة للفريق الفائز وكأس المركز الثاني للفريق الآخر تقديراً لجهودهم. وكانت ابنتيّ سعيدتين بفوز فريقهن الأحمر بعد تمكنهم من قلب النتيجة لصالحهم في المراحل الأخيرة للمسابقة.
وبعد نهار يوم طويل عدت إلى البيت لأحاول ترتيب ما يقارب من الـ ٣٠٠ صورة التي التقطها. ورغم رتابة الحدث فإنه من المؤكد أنني سأعود العام القادم لمشاهدة الحدث من جديد ومن المؤكد أنني سأحضر مفرشاً بلاستيكياً أفضل وقد أحضر معي كرسياً قابلا للطي كالذي رأيته مع العائلات اليابانية الأخرى.
(المقالة الأصلية باللغة الإنكليزية)