الاختباء خلف قناع الحياة الطبيعية الزائف في اليابان

مجتمع

سايتو ساتورو [نبذة عن الكاتب]

يناقش الطبيب النفسي سايتو ساتورو ظاهرة خلل عقلي تتسبب في عسر قراءة لدى الشخص والتعثر بالتعريف أو التعبير عن عواطفه نتيجة إجباره نفسه على الظهور أمام الآخرين بشكل طبيعي. ويلفت الطبيب الانتباه لذلك من خلال خبرته المهنية الشخصية وكذلك من سرد رواية ”كومبيني نينغين“ (أشخاص الكومبيني) للكاتبة موراتا ساياكا والتي حازت بموجبها على جائزة ”أكوتاغاوا“ لعام ۲٠١٦.

فقد البصيرة بالعواطف

يعد ”إدمان الفوتون“ بالأساس تراجعاً للسبات الأولي الموجود عند الأطفال الرضّع. وهذا ما يتوق إليه مدمني الهيروين أيضا. وقد يقع الأشخاص الذين يطلق عليهم اللفظ الشائع ”هيكيكوموري“ (مصطلح ياباني يعني حرفياً: الانسحاب، التقوقع أي الانسحاب الاجتماعي أو العزلة لدى المراهقين والبالغين)، إشارة إلى الأفراد الذي يبقون في بيوتهم منعزلين، تحت تأثير هذا النوع من التراجع، وتكون استعادتهم منه امراً ليس بالسهل.

وهناك نقطة هامة يجب الإشارة إليها هنا وهي أن الطفل الرضيع الذي يغط في النوم بينما يرضع من ثدي أمه سيحمر وجهه من الغضب والصراخ حين يصحو، شاعرا بعدم الأمان في غياب الثدي الذي كان موجود عند دخوله في النوم.

وخلال هذه المرحلة العمرية (١٢ إلى ١٨ شهر)، يعيش الأطفال الرضّع في عالم من العواطف الغضة مثل الغضب، الاكتئاب، القلق والحزن. وقد تفتقد حالة الـ ”هيكيكوموري“ عند البالغين مثل هذا النوع من الاستجابة وتتسبب في تمضيتهم وقتا طويلا في رفض الاعتراف بالعواطف المختلفة التي يشعرون بها، أي بوقوعهم بسرعة في حالة ما من عوارض الاليكسيثيميا.

الصفحة التالية: كسر تعويذة الحالة الطبيعية

كلمات مفتاحية

المجتمع الياباني هيكيكوموري الصحة النفسية

سايتو ساتوروSAITŌ Satoruعرض قائمة المقالات

تخرج من كلية الطب بجامعة كيئو عام ١٩٦٧. ودرس في باريس بمنحة من الحكومة الفرنسية وكان مديرا لقسم الطب النفسي بمركز كوريهاما للطب وعلاج الإدمان قبل أن يشغل منصب رئيس معهد وظائف الأسرة في سبتمبر/ أيلول ١٩٩٥. يعمل الأن كمدير لعيادة سايتو وكرئيس الجمعية اليابانية لدراسات السلوك الإدماني. وهو مؤلف عدة كتب منها إيزونشو تو كازوكو (الإدمان والأسرة)، أدالتو تشيلودورين تو كازوكو (الأطفال البالغين نفسيا والأسرة) إلخ. أخر كتبه ”دوكوأويا“ نو كودوموتاتشي إيه (إلى أطفال الآباء السامين).

مقالات أخرى في هذا الموضوع