التعليقات الجنسية الساخرة التي هزت اليابان

سياسة مجتمع

ماميا جون [نبذة عن الكاتب]

نقطة مشتركة مع ”مشكلة نساء المتعة“: عدم احترام حقوق الإنسان

لعل تلك الحادثة تعكس خطأ نموذجياً يرتكبه اليابانيون بشكل متكرر لا سيما بالنسية لمن تتجاوز أعمارهم سناً معيناً بغض النظر عن كونهم رجالاً أم نساءً. وأبرز الأمثلة في هذه الأيام النقاش حول ”قضية نساء المتعة “ ابانّ الحرب العالمية الثانية الذي يثير جدلاً دولياً. حيث تدور المجادلة التاريخية حول ”قضية نساء المتعة“ بين اليابان وكوريا الجنوبية، وتتجادل الدولتان حول حقيقة الأمر مما يعني هل كانت مؤسسات الدعارة والمسماة مَجازاً ”مرافق الراحة في شرقي أسيا“ التي أسستها اليابان خلال الحرب العالمية الثانية جزءً من نظام بإدارةٍ من الجيش الياباني أم كان اغتصاباً في ميادين المعركة؟ وإذا ما أردت الاطلاع على هذه القضية فهناك كثير من الكتب المتعلقة بها تشرح تفاصليها، ولكن جوهر المشكلة ليس صحة الحقيقة نفسها. وفي عام ٢٠٠٧، وخلال فترة حكومة آبي الأولى، قال آبي بشأن تلك القضية إنه كان هناك إجبار في إطار المفهوم الواسع (الإجبار على أساس العقد مع مؤسسات الدعارة) ولكنه لم يكن هناك إجباراً في إطار المفهوم الضيق (الإجبار من قبل الجيش)، الأمر الذي أثار جدلاً في البداية. حيث كانت كوريا الجنوبية تصر على أن ”الإجبار من قبل الجيش الياباني“، ومن جهة أخرى ادعى آبي أن الإجبار جرى في إطار نظام الدعارة تحت إدارة الجيش الياباني الذي كان يكتسب صفة شرعية في فترة ما قبل الحرب مما أثار انتقادات في المجتمع الدولي خاصة في أمريكا. وأمّا فيما يتعلق بحقيقة الأمر فإنني أعتقد أن كلامَ آبي صحيح ولكن تم تفسير رأيه على أنه ليس هناك مشكلة في ”الإجبار في المفهوم الواسع“، وهذا أعطى لكل من سمع هذا الكلام انطباعاً أنه حاول تجنب قضية نساء المتعة بتحويلها من قضية حقوق الانسان إلى قضية جنسية وقبول ”نظام الدعارة تحت سيطرة الجيش الياباني“ على أساس هذا المنطق. هذا وما زال الكثير من اليابانيين لا يدركون بَعد مدى خطورة القضية. ولكن نظام الدعارة تحت إدارة الجيش الياباني، يعني نظام الدعارة المقننة، هو بالنسبة للمرأة أسوأ نظم الاتجار بالبشر، وتُرجم كلام رئيس الوزراء على عدم وجود مشكلة في النظام الذي كانت تعتمده اليابان في الماضي. وقد يكون نظام الدعارة تحت إدارة الجيش هو الاتجار الرسمي بالبشر ويرمز إلى انتهاك حقوق النساء. سيما وأن النساء لعبت دوراً اجتماعياً كذلك في أي ثقافة في العالم في الماضي، ولكن هذا بنية التفرقة التي يجب علينا إنكارها على الإطلاق في العصر الحديث. في هذا السياق، فقد اُعتبر كلام رئيس الوزراء آبي أنه يقبل أو يعترف بهذا النظام، وقد أصبح وصمة عار على جبين اليابان على الرغم من قيام اليابان  بحظر نظام إدارة الدعارة قبل أي دولة في آسيا منذ عام ١٩٥٨.

الصفحة التالية: ماهية قضية الجنس

كلمات مفتاحية

الجنس نساء المتعة حقوق الإنسان

ماميا جونMAMIYA Junعرض قائمة المقالات

ولد في أوساكا عام ١٩٥٩. خريج كلية الآداب جامعة واسيدا. عمل رئيساً لتحرير مجلة "أعمال النقد والمالية" التي تصدر من شركة تويو للمعلومات الاقتصادية. ثم عمل رئيساً لتحرير مجلة "تشوأو كوورون" التي تصدر من دار تشووأو كوورون للنشر. ثم كعضو بلَجنَة تحرير nippon.com تولى بعدئذ منصبه كمحرر ورئيس قسم التحرير بـ nippon.com حتى مارس/آذار ٢٠١٦.

مقالات أخرى في هذا الموضوع