
الزبون ليس ”إلهاً“ دائماً في اليابان !
مجتمع ثقافة لايف ستايل- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
شيء أكبر من مقولة ”الزبون دائماً على حق“
وفي يوم من الأيام شاهدت برنامجاً للاستشارات القانونية في التلفاز يستضيف أربعة محامين ويسألهم عن رأيهم القانوني في حالة يعرضها. وتناول البرنامج في هذه الحلقة حالة صاحب مطعم ”رامين“ حيث وضع قاعدة للأكل في مطعمه وهي أن يتناول الزبون في البداية رشفة من حساء الرامين ثم بعد ذلك يتناول النودلز نفسها. ولكن قام أحد الزبائن بتناول النودلز أولاً فقام صاحب المطعم بطرده منه فغضب ذلك الزبون وقام برفع دعوى على المطعم. إلا ان شخصين اثنين من محاميّ البرنامج أيَّدَا موقف صاحب المطعم قانونياً وكان البرنامج مثيراً للاهتمام من الناحية القانونية ولكن اهتمامي انصبّ على السبب أو بالأحرى تمسك صاحب المطعم بتناول رشفة من الحساء في البداية حتى لو استاء من ذلك الزبائن.
ألم يكن الزبون إلهاً من قبل!؟ لكن وبعد التفكير توصلت إلى ما يلي: ”ان صاحب المطعم في نفس الوقت الذي يكون فيه تاجراً فهو صانع ومبتكر أيضاً فالتاجر ربما يتلخص همه في أن يرضي الزبائن وأن يحقق المكاسب المالية فقط، ولكن بالنسبة لصاحب مطعم الرامين الذي سبق ذكره فقد كان من الواضح أنه يرغب في عرض ما قام به من عمل ويفتخر به كمبتكر أو مخترع وبالتالي فحتى يستمتع الزبائن بألذ طعم أعده الصانع فقذ رأى أنه ينبغي أن يبدأ بتناول رشفة من الحساء أولاً وهنا يظهر مدى تمسك وفخر الصانع بعمله.
وهنا التعاون من الزبائن كان عنصراً هاماً لتحقيق تلك الفكرة وهي تناول الحساء أولاً. ففكرة أن ”الزبون إله“ تنطبق على من يتقدم بالتعاون من الزبائن ومن لا يتعاون من الزبائن فيرفض دخوله من البداية“. وبطريقة التفكير هذه كان تصرف صانع السوشي طبيعيا فكل من صانع السوشي وصانع الرامن هم صناع محترفون ولكل صانع جزء يتمسك به ويحافظ عليه ولا يرضى بالتنازل عنه مهما كان!
ولربما تراود المرء تساؤلات هامة مثل كم يا تُرى عدد اولئك الذين يحافظون على تلك الجزئية والتفاصيل ذات الحساسية من ثقافة الصناع في اليابان في هذه الأيام. أعتقد ان كل تجارة لا تأخذ كبرياء الصانع بعين الاعتبار وتسعى إلى إرضاء الزبائن فقط تكون تجارة لا عمق لها.
(المقالة الأصلية باللغة الصينية، الترجمة من اللغة اليابانية)