وراء كل كانجي حكاية: طريقة فعالة لاستذكار حروف الكانجي!
ثقافة التعليم الياباني اللغة اليابانية- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
مقاطع ذات معنى
بعد التمكن من الهيراغانا والكاتاكانا (الحروف المستخدمة في اللغة اليابانية للتعبير عن المقاطع الصوتية)، يبدأ دارسي اللغة اليابانية في دراسة مقاطع الكانجي. وقد تمثل هذه الفترة مرحلة شاقة على دارسيها، حيث يتطلب الأمر استيعاب آلاف وآلاف من الكانجي، إلا أن السر يكمن في البدء بالأبسط منها، وأن نعي جيداً منذ البداية أن حتى أكثر مقاطع الكانجي تعقيداً وصعوبة غالبًا ما تتألف من تلك الكتابات التصويرية البسيطة.
بعض مقاطع الكانجي تكون مثل الصور أو أشكال توضيحية تعبر عن الأشياء بشكل مباشر. كما في مقطعي (田) والذي يعني ”حقل“ أو ”حقل الأرز“، و (木)، ويعني ”شجرة“. إلا أن معظمها يتكون من جزأين أو أكثر. ويدرس طلاب الصف الأول الابتدائي في اليابان الكانجي (田) و (力) الذي يعبر عن ”القوة“ معتمدين على إحدى النظريات التي تقول أن المقطع الذي يعبر عن القوة (力) مستوحى من شخص يستعرض عضلات ساعده الأيمن، وأن دمج المقطعين معاً يؤدي إلى تكوين كانجي آخر تتم دراسته كذلك في الصف الأول الابتدائي، وهو (男)، أو ”رجل“، الذي يستخدم عادة قوته في فلاحة الأرض
وعليه نجد أن الكانجي (男) يشير فيه أجزاؤه المكونة إلى المعنى العام. مثال آخر يوضح هذه النقطة نجده في مقطع (明) بمعنى ”مشرق“، حيث يتكون من مقطعي الكانجي (日) (الشمس) و (月) (القمر)، وهما جسمين سماويين مشرقين. لذلك معرفة ما تدل عليه أجزاء الكانجي يمكن أن تساعد في استذكاره وحفظه. ولكن عليك أن تدرك أولاً الاختلافات الشكلية. وفي المقطع (休) بمعنى ”راحة“ فنجد أن الجزء الأول من الكانجي (亻) هي طريقة أخرى لكتابة الكانجي (人) بمعنى ”شخص“، والمقطع (休) ككل يعبر عن (الراحة) أو (أخذ قسط من الراحة)، حيث يشير إلى شخص يستريح متكأ على شجرة
إطلاق العنان للخيال
يستخدم الأطفال اليابانيون هذه الطريقة لتعلم وحفظ المزيد من مقاطع الكانجي، على الرغم من أن نسج هذه القصص غالباً لم يكن الغرض منه في الأساس بقصد التعلم أو الاستذكار. فقد تم ابتكار معظم مقاطع الكانجي منذ آلاف السنين في الصين، وقد تكون أصولها مبهمة أو معقدة أو موضع خلاف. إلا أنه لا يمكن إنكار أن طريقة تقسيم مقطع الكانجي على هذا النحو القصصي لمعرفة معناه سواء كانت قطعاً مؤكدة، أو حقيقية محتملة، أو اختُرعت برمتها، تظل طريقة فعَّالة للغاية للناطقين باللغة اليابانية والطلاب الأجانب على حد سواء.
وفيما يلي بعض من مقاطع الكانجي المستخدمة في الصف الثالث من المرحلة الابتدائية، حيث يدرس خلالها الطلاب اليابانيون 440 مقطعاً. فنجد مثلاً الجمع بين الكانجي (言) ويعني (كلمة) مع الكانجي (舌) ويعني (لسان) يؤدي إلى تكوين المقطع (話) بمعنى (يتحدث أو حديث). وقياساً على ذلك، يؤدي الجمع بين (言) و (売) بمعنى (يبيع) إلى تكوين الكانجي (読) (يقرأ)، حيث يمكننا استنباط ما يوحيه الكانجي من خلال مكتبة تبيع الكلمات ليتم قراءتها من قبل الناس. ولو نظرنا إلى مقطع الكانجي الخاص بكلمة ”طفل“ (子)، الذي يدرس تحت ”السقف“ (宀) فما هو الكانجي الناتج لنا؟ الجواب (字) والذي يعني ”حروف“.
وإذا تغاضينا عن الأفكار المعتمدة المتبعة عند تقسيم مقاطع الكانجي بهذه الطريقة فإن ذلك الأمر سيطلق العنان لمخيلاتنا في نسج قصص تستنبط المعنى من وراء كل كانجي. فمثلاً في الكانجي (雪) (الثلج)، نجد المقطع العلوي منه (雨) بمعنى (مطر)، وعليه يمكننا تخيل ثلوج متساقطة تتراكم على الأرض في مسارات معينة. وبالنسبة لي، يبدو الجزء الأيمن من الكانجي (説) وكأنه تلفاز قديم الطراز بهوائي مزدوج الشكل، لذلك أرى الكانجي يوحي كما لو كان شخصًا ما ”يقول كلاماً“ (言) على شاشة التلفاز، ليكون المعنى في النهاية (説) أي ”خطاب“
مقاطع الكانجي ذات الصلة بالماء
لا يعد الأمر دائماً واضحاً للعيان في استنباط المعنى من وراء الكانجي. فحتى إن لم تكن هناك معالم واضحة للأجزاء المكونة للكانجي، فيمكن بمعرفة جزء صغير منه أن ننعش ذاكرتنا لنفهم المعنى أو حتى نخمنه. ففي المراحل المبكرة من دراسة الكانجي، واحدة من أكثر الأجزاء المفيدة التي يجب معرفتها هي (氵) والتي تعبر عن ”الماء“. فهذا الشكل يوجد في مقاطع الكانجي التي لها علاقة بالماء مثل (海) (بحر)، (汽) (بخار)، (pond) (بركة ماء)، (泳) (سباحة)، (湖) (بحيرة)، و (港) (مرفأ).
وعلى سبيل المصادفة نجد مثلاً أن مقطع الكانجي (海) يجمع بين الشكل الذي يعبر عن الماء (氵) على اليسار مع الشكل (毎)، بمعنى ”كل“، على اليمين، وهو الذي يمكن تقسيمه على حدة إلى (人) (شخص) في الجزء العلوي و (母) (أُمّ) في الجزء الأدنى. وهكذا يمكن استذكار أن كل شخص لديه أُمّ ، وأن كل قطرة ماء تكون في البحر.
وكما أوردنا أعلاه، الكانجي (日) يعني (شمس) ونجده في الكانجي (明) (مشرق) وفي الكانجي (晴) بمعنى (واضح أو صافي). ويعني كذلك ”يوم“ وبالتالي يظهر في العديد من مقاطع الكانجي المرتبطة بالوقت، مثل (早) (مبكراً)، (時) (وقت)، (春) (الربيع)، (昼) (النهار)، (曜) (أيام الأسبوع أو يوم من أيام الأسبوع) و (昔) (قديماً). كذلك أحد أكثر الأجزاء شيوعًا في الاستخدام ضمن مقاطع الكانجي في مراحله المبكرة هو(扌) أو ”اليد“ ، والذي يظهر في مقاطع مثل (指) (إصبع)، (持) (يمسك)، (拾) (يلتقط)، (打) (يضرب)، و (投) (يرمي).
لطالما كان أمر استخدام قصة أو صياغة موقف معين من وحي معنى الكانجي لحفظه أو استذكاره بمثابة أسلوباً شائعًا بين الدارسين الأجانب، متأثرين بنجاح سلسلة مجلدات الفيلسوف جيمس والاس هيسيغ (Remembering the Kanji) أو (استذكار الكانجي). وليس بالضروري استخدام أسلوب الاستذكار هذا مع كل كانجي يصادف المرء، على الرغم من محاولات البعض استخدامه لتحقيق أكبر استفادة ممكنة. وهناك بعض القصص المستوحاة من معنى الكانجي تعلق بالذهن بسهولة أكثر من غيرها.
وإذا لم يتبادر إلى ذهنك قصة أو موقف واضح تستطيع من خلاله أن تستذكر به مقطع الكانجي، فيمكنك استخدام الطرق الأخرى وتبيُن ما إذا كانت ذات نفع أم لا، مثل تكرار القراءة في السياق أو كتابة الكانجي باليد مرراً. وإذا لم تفلح هذه الطرق، فقد يكون من المفيد استخدام ”خدعة الذاكرة“ إذا صح التعبير. ومع التطبيق العملي قد تكون المشكلة في الخلط بين نوعين متشابهين إلى حد كبير من الكانجي، وفي هذه الحالة من الأفضل التركيز على الجزء المختلف فيهم.
يعتبر تعلم الكانجي من خلال المعانى التي توحيها أجزاؤه أسلوبًا رائعًا، ولكنه يكون أكثر فاعلية عند تطويعه مع الدراسة الشخصية. والآن عليك الإمعان في مقاطع الكانجي المعقدة والبحث عن كيفية لجعلها أبسط.
(النص الأصلي باللغة الإنكليزية، والترجمة منه. الرسوم التوضيحية من إعداد: موكوتان أنجلو)