ناكاتاني يوشي: دبلوماسية مخضرمة نجحت في توظيف تجربتها كأم لخدمة عملها الدبلوماسي

مجتمع

ناكاتاني يوشي، الممثلة العليا لحكومة اليابان في باراغواي، هي واحدة من بين خمس نساء يابانيات فقط يشغلن منصب سفيرة. جلسنا مؤخرًا مع الدبلوماسية المخضرمة للحديث عن بداياتها في السلك الدبلوماسي وكيف نجحت في خلق توازن بين متطلبات العمل والأسرة أثناء خدمة بلدها.

ناكاتاني يوشي NAKATANI Yoshie

سفيرة اليابان في باراجواي. حصلت على شهادتها في اللغة الإسبانية من جامعة طوكيو للدراسات الأجنبية عام 1983 والتحقت بوزارة الخارجية، ثم التحقت بالمدرسة الدبلوماسية في إسبانيا عام 1986. عملت في القسم الثاني الخاص بشؤون أمريكا الشمالية والتابع لوزارة الخارجية اليابانية في الفترة من 1988 إلى 1992 حيث شاركت في المفاوضات التجارية. كما شغلت منصب نائب مدير مركز الإعلام والثقافة الياباني بالسفارة اليابانية في واشنطن العاصمة في الفترة من 1996 إلى 1998 وترأّست مركز طوكيو لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الفترة من 2009 إلى 2013. شغلت أيضاً عدة مناصب من بينها مبعوثة إلى السفارة اليابانية في كل من المكسيك وباراغواي، ومفاوضة في مكتب الشؤون الأوروبية، ومديرة شعبة مصايد الأسماك التابعة لمكتب الشؤون الاقتصادية. متزوجة من أوتسوكا أوميو، الضابط السابق في قوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية وسفير اليابان الحالي لدى جيبوتي.

ناكاتاني يوشي، سفيرة اليابان لدى باراغواي، تجلب عالمًا من الخبرة إلى منصبها الجديد. دبلوماسية محترفة، تشمل أوراق اعتمادها العمل على الخطوط الأمامية كمفاوضة خلال المفاوضات الصعبة التي أُجريت مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والعمل كحلقة وصل إعلامية خلال أزمة الرهائن التي استمرت أربعة أشهر في السفارة اليابانية في بيرو عام 1996. بصفتها زوجة أحد كبار الضباط في قوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية وأماً لبنتين، فقد واجهت أيضًا تحدياً هائلاً يتمثل في تحقيق التوازن بين العمل والأسرة، بما في ذلك اصطحاب أطفالها معها إلى الخارج عند توليها لوظائفها المتعددة.

تقول ناكاتاني إنها فاجأت أصدقاءها وزملاءها باختيارها لشريك الزواج. وأكدت أنها كانت تدرك تمامًا أنهما سيكونان في حالة تنقل دائم بسبب طبيعة عملهما وأن الاستقرار ”لن يكون أبدًا جزءًا من حياتهما“. على الرغم من صعوبة الأمور في كثير من الأحيان، إلا أنها تصر على أنها ما كانت لتختار لنفسها حياة أخرى. ”أشعر بأنني محظوظة للغاية لأنني قادرة على تحقيق حلمي في أن أعمل في السلك الدبلوماسي“. بالنسبة لزوجها أوتسوكا أوميو، المتقاعد مؤخرًا من عمله في قوات الدفاع الذاتي اليابانية، يشارك زوجته الآن في هذا الحلم بعد أن تم تعيينه سفيراً في جيبوتي. كالعادة، يشعر الزوجان بسعادة غامرة عند تلبية نداء الواجب، حتى لو كان هذا يعني أن يعيش كل منهما بعيداً عن الآخر في طرفي الكرة الأرضية.

حلم العمل في السلك الدبلوماسي

نشأت ناكاتاني في محافظة هيروشيما، وكانت منذ نعومة أظافرها شغوفةً بالدول الأجنبية، وهي تعزو شغفها هذا إلى مسلسلات تلفزيونية مثل Atenshon purīzu (يرجى الانتباه) الذي عرض عام 1970، وكان يصور مغامرات مضيفة طيران دولية تعمل في شركة الخطوط الجوية اليابانية، وبرنامج السفر طويل المدى Kanetaka Kaoru sekai no tabi (Kanetaka Kaoru: العالم من حولنا)، كل هذا حفّز لديها رغبة مماثلة في السفر حول العالم كمضيفة جوية، مما دفعها إلى دراسة اللغة الإنجليزية، ولاحقاً عندما بدأت التفكير في الالتحاق بالجامعة، عملت على توسيع قدراتها اللغوية فتعلّمت اللغة الإسبانية.

توضح ناكاتاني أنه على عكس اللغة الإنجليزية، كانت دوافعها لدراسة اللغة الإسبانية عملية أكثر منها رومانسية وتتذكر قائلة: ”أردت زيادة فرصي، فالإسبانية لغة واسعة الانتشار مما جعلها تبدو خياراً مناسباً“. بعد هذا وضعت نصب عينيها الالتحاق بالكلية في طوكيو، لكن والدها اعترض على انتقال ابنته الكبرى والوحيدة إلى العاصمة. ”لقد أراد مني أن أبقى وألتحق بجامعة هيروشيما“ لكن هذا لم يتناسب مع خطط ناكاتاني فلم تلتفت كثيراً إلى مناشدات الأب، وفوّتت امتحانات القبول للكليات المحلية بالكامل وركّزت كل جهودها على الالتحاق بكلية في العاصمة.

كان تصميمها في محله حيث قُبلت في جامعة طوكيو للدراسات الأجنبية التي حصلت منها على شهادة في اللغة الإسبانية. عندما حان الوقت لبدء التفكير في مهنة، تقول ناكاتاني إن التلفزيون لعب مرة أخرى دورًا في تحديد المسار الذي ستسلكه. في ذلك الوقت كان يتم بث المسلسل الدرامي ماريكو على الإذاعة الوطنية NHK الذي يستند إلى عمل غير خيالي ينتمي لعام 1980 يحمل نفس العنوان ياناغيدا كونيو، تعود الأحداث إلى حقبة ما قبل الحرب وما بعدها في اليابان وتصور جهود الدبلوماسي تيراساكي هيديناري وابنته اليابانية-الأمريكية ماريكو لإعادة بناء العلاقات اليابانية الأمريكية المحطمة. وقد تأثرت ناكاتاني كثيراً بالحكاية المثيرة، وبدأ يتبلور لديها حلم الانضمام إلى وزارة الخارجية.

في الأيام التي سبقت صدور قوانين المساواة في التوظيف وتمكين المرأة في اليابان، واجهت طالبات الجامعات من أمثال ناكاتاني صراعًا مريراً في سبيل الحصول على وظيفة. ففي ذلك الوقت كانت الشركات الكبرى تفضل عادة الخريجين الذكور حتى لو كانوا من غير المتفوقين، على المرشحات من الإناث المتفوقات أكاديمياً، ولما كانت ناكاتاني قادمة في الأصل من هيروشيما، فقد زاد هذا الطين بلة لأن البنوك والمؤسسات الأخرى داخل طوكيو كانت تتبع سياسة تقتصر على توظيف الأشخاص الذين يعيشون بالفعل يشكل دائم في منطقة العاصمة.

فاضلت ناكاتاني بين خياراتها، وقررت في وقت مبكر تركيز جهودها على وزارة الخارجية. ومع ذلك، فقد كان عليها أولاً أن تجتاز امتحان وزارة الخارجية المتخصص والصعب للغاية. اعتقادًا منها حينها بأنها فشلت في الامتحان، استأنفت رحلة البحث عن عمل إلى أن جاءها الخبر السار. تقول مبتسمة ”أتذكر أنني أحرزت درجات محدودة، فلابد إذن أن شغفي للانضمام إلى السلك الدبلوماسي هو الذي أقنعهم بأن يقبلوني“.

خبرة في المجال التجاري

بعد انضمامها إلى الوزارة في عام 1983، أمضت ناكاتاني عامًا في المدرسة الدبلوماسية بإسبانيا، حيث درست مواضيع مثل القانون الدولي والاقتصاد والتاريخ جنبًا إلى جنب مع موظفين مدنيين مبتدئين آخرين من بلدان في أمريكا الوسطى والجنوبية. بعد التخرج كانت أول وظيفة لها في السفارة اليابانية في بنما، وهناك التقت بزوجها المستقبلي الذي كان يقوم بزيارة إلى ميناء بنما في إطار رحلة تدريبية لقوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية. تعترف ناكاتاني بأن كلاهما ترك انطباعًا قوياً لدى الآخر، إلا أن علاقتهما بدأت تتبلور بعد ثاني لقاء لهما في اليابان.

في عام 1988، انتقلت ناكاتاني إلى مكتب القسم الثاني لشؤون أمريكا الشمالية في طوكيو وانضمت إلى فريق من الخبراء في الشؤون الأمريكية الذين كانوا يبرمون صفقات تجارية في قطاعات مثل سلع الاتصال عن بعد والسيارات. كانت هذه حقبة ”معاداة اليابان“ في الولايات المتحدة، وكُلّفت ناكاتاني بمسؤولية المفاوضات حول الإعمار، وهو مجال كانت لديها خبرة محدودة فيه. كان يومها الأول في المنصب محنة قاسية، ”لم أكن قد استقريت بعد حتى جاءتني مكالمة من مديري يخبرني فيها أن موظفي السفارة الأمريكية في طريقهم للتحدث عن العمل“، لم تكن هذه المرة الوحيدة التي تجد ناكاتاني نفسها تحت الاختبار.

كان هناك ضغط هائل للحصول على نتائج وأمضت ناكاتاني أكثر من ليلة تعمل في المكتب حتى وقت متأخر. تقول ضاحكةً ”عندما أرجع بذاكرتي للوراء، أجد أن أعظم ما أمتلك هو على الأرجح قدرتي على التحمل“ وعلى الرغم من أن واجباتها قد أنهكتها عقليا وجسديا، إلا أن ناكاتاني ممتنة لحصولها على فرصة العمل في السلك الدبلوماسي في مرحلة مبكرة من حياتها المهنية، وقد علّمتها هذه التجربة الكثير عن جهود اليابان في الخارج، وما كانت لتتعلم كل هذا إذا ظلت تعمل في سفارة في أمريكا اللاتينية. ”لقد حفزني ذلك على استكشاف مجالات جديدة وتوسيع خبراتي“.

أزمة في بيرو

في عام 1996 تم إرسال ناكاتاني، المتزوجة الآن وأم لابنة عمرها عام واحد، إلى واشنطن العاصمة. وفي صدفة سعيدة، كان زوجها يدرس في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور القريبة بولاية ماريلاند، وتمكنت العائلة الصغيرة من الاستمتاع بوقت نادر معًا، لكن ذلك لم يدم طويلا. ففي منتصف ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام، اقتحمت مجموعة من مجموعات حرب العصابات السفارة اليابانية في بيرو، واحتجزت مئات الضيوف الذين جاءوا لحضور حفل في مقر إقامة السفير كرهائن. وكان من بين الأسرى مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى ورواد أعمال والسفير نفسه. كان الوضع متوتراً وتم إرسال ناكاتاني بسرعة إلى بيرو للعمل كمساعد اتصال إعلامي.

ما كان في استقبال ناكاتاني عند وصولها إلى بيرو لم يكن كأي شيء رأته من قبل. تشرح قائلة: ”كانت الصحافة اليابانية تبحث عن معلومات، ولكن مع وجود حياة الناس عرضةً للخطر، كان عليّ أن أتأكد من أن كلامي لن يحرّض الخاطفين على التصرف بتهور وإيذاء الرهائن، حتى عند إبرام أصعب الصفقات التجارية، كان بإمكاني العودة إلى المنزل في نهاية اليوم والاسترخاء. لكن مع أزمة الرهائن، كان عليّ أن أكون على أهبة الاستعداد باستمرار“.

استمر الحادث حتى شهر أبريل/ نيسان التالي وانتهى أخيرًا بشكل دراماتيكي عندما أمر رئيس بيرو ألبرتو فوجيموري القوات الخاصة بالدخول إلى المجمع، وفشل المسؤولون في ليما في إبلاغ الحكومة اليابانية قبل شن الغارة، التي أسفرت عن مقتل مقاتلي مجموعة حرب العصابات الأربعة عشر بالإضافة إلى مقتل جنديين وواحد فقط من الرهائن. سارعت ناكاتاني إلى عقد مؤتمر صحفي للسفير أوكي موريهيسا بعد إطلاق سراحه وأجاب على أسئلة حول حالة الرهائن المفرج عنهم.

يصعب على ناكاتاني أن تحكم ما إذا كان فوجيموري قد اتخذ القرار الصحيح أم لا، لكن بصفتها زوجة ضابط في قوات الدفاع الذاتي اليابانية، فلا يسعها إلا التفكير في أفراد عائلات الجنود والرهينة الذين قُتلوا في الغارة. وتقول: ”إن إصدار أمر لمجموعة من القوات بالهجوم مع العلم بأنهم يعرّضون حياتهم للخطر هو دون شك عبء ثقيل على القائد أن يتحمله، وبعد أن رأيت ما أسفر عنه الهجوم، تساءلت عما سيشعر به زوجي إذا وُضع في موقف مماثل“.

خبرة مهنية ثرية

بعد تكليفها الأخير في بيرو، واصلت ناكاتاني شغل عدد من المناصب المؤثرة، بما في ذلك رئيسة مركز طوكيو لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD. في عام 2013، اصطحبت معها ابنتها الصغرى، التي كانت مراهقة في ذلك الوقت، لقضاء فترة في المكسيك. لكنها سافرت بعد ذلك بمفردها عام 2015 لتولي منصبها التالي في السفارة اليابانية في باراغواي، ثم عادت إلى اليابان في عام 2018.

بالنظر إلى حياتها المهنية إلى الآن، تقول ناكاتاني إن الحمل والأمومة قد شكّلا وجهات نظرها في المجتمع بنفس قدر عملها كدبلوماسية. من أكبر الدروس التي تعلمها الأمومة أن تأخذ الأمور بخطى سريعة. ”كنت أعتقد أنه يمكنني حل أي مشكلة بأن أنكب على العمل، لكن أطفالي غيّروا وجهة نظري“، تقول بابتسامة عريضة: ”يبكي الأطفال عندما تريدهم أن يكونوا هادئين ويمرضون عندما يكون لديك عمل مهم يجب الانتهاء منه. هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور، وكان عليّ أن أتعلم كيفية التعامل مع هذه المعوقات“. التعرف على الأمهات الأخريات وتبادل الخبرات كشف لها عن الصعوبات العديدة التي يواجهها الآباء كل يوم. ”لم أرى الجانب المزعج من الحياة في اليابان حتى اضطررت للحركة ومعي عربة أطفال“.

تقول إنها الآن تطبق دروس الأمومة على عملها: ”إن تدريب الموظفين الشباب لا يختلف كثيرًا عن تربية الأطفال، فعليك أن تتحلى بالصبر والتفهم وأن تقدم التوجيه والإرشاد وتوفر الفرص لاكتساب خبرة عملية. إنه نهج أمومي بامتياز“.

وفي إشارة إلى أهمية وجود ثراء فكري وتنوع في وجهات النظر، تعرب عن أسفها لقلة عدد النساء العاملات في السلك الدبلوماسي مقارنة بالرجال، فضلاً عن المجالات الأخرى. على الرغم من إدراكها أنه ليس كل شخص مؤهل للعمل في المجال الدبلوماسي، إلا أنها تعلم أن هناك أيضًا عوامل اجتماعية تلعب دورًا. تتمثل إحدى المشكلات الرئيسية في أن تربية الأطفال في اليابان لا تزال تقع في المقام الأول على عاتق النساء، اللائي يضطررن في كثير من الأحيان إلى تأجيل حياتهن المهنية بعد الولادة أو التخلي عنها بالكامل، ولعل أكبر دليل على هذه المشكلة هو الترتيب المتدني لليابان في التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين، حيث احتلت المرتبة 121 في عام 2019.

إنها تعرف تمامًا صعوبات الموازنة بين العمل ورعاية الأطفال، حيث أمضت سنوات في رعاية بناتها بينما كان زوجها بعيدًا بسبب طبيعة عمله. لكنها تؤكد أن جهوده التي كان يبذلها للمشاركة في تربية الأطفال، مثل حضور الفعاليات المدرسية والاحتفالات العائلية، كان لها تأثير إيجابي على سعادة ورفاهية الأسرة.

تصرّ ناكاتاني على أنه يجب أن يكون هناك تحول جوهري في الطريقة التي ينظر بها المجتمع إلى الأطفال حتى يتغير الوضع، قائلة: ”يحتاج الناس إلى اعتبار رعاية الأطفال قضية مجتمعية“ وتشير إلى ماضي اليابان الحديث المبكر كنموذج يحتذى به. ”عادة ما تترك الأمهات أطفالهن في رعاية الجار إذا كانت لديهن مهام يجب القيام بها“، أما اليوم، فإن محاولات تعزيز دعم رعاية الأطفال في المجتمع قد تواجه بالرفض. ”إنه لأمر محبط أن نسمع عن إلغاء خطط لبناء مدرسة أو روضة أطفال جديدة بسبب شخص ما في الحي لديه مخاوف بشأن الضوضاء. أريد أن أذكّر هؤلاء الناس بأن أصوات الأطفال وهم يلعبون بسعادة هي علامة على مجتمع صحي ومستقر. إن مستقبلنا يعتمد على الأجيال الشابة وعلينا جميعًا المشاركة“.

التواصل في العالم الافتراضي

تقول ناكاتاني إن أعظم نقاط قوتها كدبلوماسية هي شبكة العلاقات الواسعة التي كوّنتها. تشرح قائلة: ”في مجال عملي أعتمد بشدة على الخبراء في مختلف المجالات لتزويدي بالمعلومات الهامة، فبناء الثقة من خلال التعاملات وجهاً لوجه هو أمر أساسي، لا سيما عند التفاوض على الاتفاقات الدولية. يجب عليك بناء علاقة أساسها الثقة مع نظرائك حتى يتعرف كل طرف على الطرف الآخر الذي يتعامل معه ويكون من الممكن إبرام صفقة“.

وحيث أن التفاعل والتواصل في العالم الافتراضي أصبح هو القاعدة، تشعر ناكاتاني بالقلق من أن الشباب يزدادون عزلة. وتأمل بمجرد رفع القيود المفروضة على السفر، أن يحوّل جيل الشباب أعينه إلى الخارج ويستكشف ثقافات مختلفة. تقول ”تجربة بلد ما من خلال زيارته بشكل مباشر هو أمر أكثر إثراءً من مجرد مشاهدة فيديو عنه على شاشة مسطحة، هناك اكتشافات وخبرات لا يمكن الحصول عليها إلا بشكل مباشر. خذ طبق البروشوتو والنبيذ كمثال، يمكنك الحصول على هذه الأشياء الرائعة في اليابان بسهولة، ولكن الجو المحلي في إسبانيا يضفي عليها متعة لا مثيل لها“.

تاريخ مشترك

تشعر ناكاتاني بالفخر لعودتها إلى باراغواي كسفيرة وتشير إلى العلاقة العميقة التي تربط باراغواي باليابان. يمكن مقارنة هذه الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية باليابان من حيث المساحة، كما يبلغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة من بينهم حوالي 10 آلاف مواطن من أصول يابانية. تحب ناكاتاني كثيراً منظر حقول فول الصويا الممتدة في كل جنبات الريف والتي تعد إرثاً للمهاجرين اليابانيين الذين وصلوا في منتصف القرن العشرين. تشرح قائلة: ”جلب هؤلاء المستوطنون معهم من اليابان تقاليد الطهي مثل الميسو وصلصة الصويا وأدخلوا طرق زراعة متقنة لا تتطلب حرث التربة لزراعة جميع أنواع فول الصويا“. تعد باراغواي اليوم رابع أكبر منتج لفول الصويا في العالم، ”اليابان ممتنة للغاية للطريقة التي احتضنت بها باراجواي القادمين الجدد من اليابان، كما يحظى مجتمع نيكاي (مواطني باراغواي ذوي الأصول اليابانية) بتقدير كبير لمساهمته المستمرة في تنمية البلاد“.

في عام 2016، عقدت باراغواي عددًا من الفعاليات للاحتفال بالذكرى الثمانين لوصول الموجة الأولى من المهاجرين اليابانيين، بما في ذلك إقامة مهرجان على الطراز الياباني. تقول ناكاتاني إن الناس جاءوا من جميع أنحاء البلاد لحضور الاحتفالات، وترى أن هذا يعود إلى العلاقات القوية بين اليابان وباراغواي. ”أشعر بأنني محظوظة للغاية بسبب عودتي إلى بلد تربطه علاقات وثيقة مع اليابان وأتطلع إلى لقاء الأصدقاء القدامى“.

كسفيرة، تتطلع ناكاتاني إلى تعزيز هذه الروابط. ”لا توجد حاليًا سوى عشرون شركة يابانية تقريباً تعمل في باراغواي وأريد أن أرى هذا العدد يزداد“ كما أنها تأمل في زيادة الصادرات الزراعية مثل لحوم البقر من باراغواي إلى اليابان. ”يمكن لباراغواي واليابان تقديم الكثير لبعضهما البعض، وهدفي هو التقريب بين البلدين“.

 ناكاتاني يوشي تقف على شرفة سطح مبنى مؤسسة ساساكاوا للسلام في طوكيو في سبتمبر/ أيلول 2020.
ناكاتاني يوشي تقف على شرفة سطح مبنى مؤسسة ساساكاوا للسلام في طوكيو في سبتمبر/ أيلول 2020.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. استناداً إلى مقابلة أجريت بواسطة إيتاكورا كيمي من Nippon.com. التقط صور المقابلة فوجيوارا أتسوكو).

المرأة العاملة المرأة المرأة اليابانية الحكومة اليابانية