عـاصفة الصحـراء...زلزال مصـري علـى الأرض اليـابانية
مجتمع ثقافة لايف ستايل رياضةيمكنك تصفح المرجع التالي لمعرفة المزيد عن عالم السومو:
الرياضة في اليابان
- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
سحر عالم السومو الذي لا يعترف بالقوة فقط
إلى أي مدى تعرف رياضة السومو في مصر؟
أوسونا أراشي: ليست معروفة على الإطلاق. الجودو معروف أكثر وله شعبية وربما يعود الفضل فيه إلى لاعب الجودو المصري الشهير محمد رشوان والذي خاض نهائيات الجودو أمام اللاعب الياباني ياماشيتا(*١) في دورة الالعاب الاوليمبية لعام ١٩٨٤التي أقيمت في لوس انجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، أما بالنسبة لرياضة السومو فلا أعتقد أن أحداً سمع عنها أو شاهدها من قبل للأسف.
السؤال: إذاً في جو مثل هذا الذي تتحدث عنه كيف بدأ إهتمامك برياضة السومو ولماذا؟
في البداية كنت أتردد على صالة رياضية لكمال الأجسام وهناك تعرفت على صديق مصري يلعب السومو بنادي اتحاد الشرطة الرياضي ونصحني بأن أمارس السومو خاصة وأنا اتمتع بجسمٍ قوي وسني صغير. وقتها لم أكن أعلم أي شيء عن السومو فسألته ما هي رياضة السومو ؟ فشرح لي أنها رياضة يابانية ولها شعبية كبيرة. وبداية لم أقتنع بممارسة رياضة تقوم فقط على دفع الخصم، فأنا أريد أن أمارس رياضة تعتمد أكثر على الفن والتكنيك وليس القوة فقط.على كل حال طلب مني هذا الصديق أن أجرب فقط، فقلت لنفسي ولمَ لا فلن أخسر شيئاً. ذهبت معه في أول تدريب، ولفت انتباهي أجسام اللاعبين فالبعض منهم إما ضخم وبدون عضلات حقيقية أو نحيف بدرجة كبيرة، فقلت لنفسي أني ساهزمهم جميعاً بسهولة دون هدر نقطة عرق واحده وذلك كان إحساسي للوهلة الأولى، ربما في تلك اللحظة شعر المدرب بما أفكر فيه فقام باختيار اقل اللاعبين وزناً لألعب معه مبارة، وكان وزن هذا اللاعب ما يقرب الـ ٧٥ كجم وكان وزني وقتها ما يقارب الـ١٢٠ كجم، فقلت في قرارة نفسي أني سأهزمه بيد واحدة فقط ودون أي عناء، لكن العجيب في الموضوع أني نازلت ذلك اللاعب لكنه تغلب علي بعد ثانيتين فقط !! لم أصدق نفسي من هول المفاجأة وطلبت من المدرب أن ألعب مباره أخرى لكني هُزمت مرة أخرى، تحت إصراري على اللعب لعبت مع ذلك اللاعب ٥ مبارايات خسرتهم جميعاً!! ثم إلتفت لي المدرب قائلاً ”الآن تعلمت أن رياضة السومو لا تعتمد فقط على القوة البدنية؟ فلنكتفي بهذا القدر الأن وأنصحك بمشاهدة التدريب للنهاية حتى تتعرف على رياضة السومو وكيفية ممارستها“.
وبعد انتهاء ذلك اليوم الصعب عدت إلى المنزل وأول شيء خطر ببالي هو تصفح الإنترنت لأتعرف أكثر وعن قرب على تلك الرياضة، ووجدت أن عالم سومو الهواة الذي نمارسه في مصر يختلف تماماً وكلياً عن عالم المحترفين، فالمحترف يقضي كل وقته في التدريب ويكون شغله الشاغل كل يوم السومو فقط ولا شيئاً أخر. جذبني العالم الذي رأيته عبر الإنترنت وتمنيت أن أصبح مثلهم خاصة وأن الله قد حباني بالقوة الجسدية، فما كان مني سوى أن ذهبت في اليوم التالي وتوجهت للمدرب قائلاً ”أريد الذهاب لليابان لدخول عالم سومو المحترفين“، ورد علي المدرب مذهولاً ”كيف تريد الذهاب لليابان ودخول عالم الإحتراف وأنت لا تعلم أي شيء عن السومو؟! بالطبع هذا أمر مستحيل وسابق لأوانه“.
أيقنت في تلك اللحظة أنه من أجل أن أحقق حلمي لابد من التدريب القوي حتى أصبح مؤهلاً لذلك. بدأت أتدرب وحدي في المنزل وأنا أقوم بتقليد الحركات والتكنيك الخاص باللعبة مستعيناً بالإنترنت، ودائماً كنت على يقين أنه إذا إرتفع مستوايَ فستأتي الفرصة التي أتمكن من خلالها أن أذهب لليابان وتحقيق حلمي.
نقطة التحول جاءت في خضم الثورة
ما هي المصاعب التي واجهتك وأنت تسعى لتحقيق حلمك بأن تصبح مصارع سومو محترف؟
اولاً بعد شهر واحد من التدريب الشاق تمكنت من المشاركة في بطولة الجمهورية بمصر وحصلت فيها علي المركز الثاني، ثم شاركت في معسكر المنتخب المصري إستعداداً لبطولة العالم، وبفضل التدريب المتواصل ارتفع مستوايَ بطريقة ملحوظة.
وفي العام التالي فزت ببطولة الجمهورية وحصلت على المركز الأول وأعتقد أنها كانت الانطلاقة والظهور الأول لي، ثم شاركت في بطولة العالم التي أقيمت في إستونيا عام ٢٠٠٨ وحصلت فيها على المركز الثالث وعلى مستوى الفرق حصلنا على المركز الثاني خلف اليابان .لم أكن سعيداً بهذا الإنجاز أكثر من شعوري بالحسرة بسبب هزيمتنا من المنتخب الياباني على الرغم من مستوانا العالي والقوة الجسدية التي كنا نتمتع بها، اعتقدت وقتها أن السبب يكمن في التدريب القوي والتكنيك الخاص للمنتخب الياباني.
على كل حال بدأت مرة أخرى في البحث عن طريق الإنترنت عن كيفية دخول عالم سومو المحترفين، ثم وجدت بالمصادفة صفحة لمحبي رياضة السومو، فقمت بإعداد ملف التعريف الخاص بي وكتبت به إسمي، عمري، طولي ووزني وكتبت أني لاعب سومو مصري وأريد أن أدخل عالم الإحتراف ولكني قوبلت بسخرية لازعة وتعليقات من قبيل ”لا داعي لشخص مسلم أن يلعب السومو“، وكان هذا أحد العوامل الذي شجعتني أكثر على الاستمرار حتى أثبت للجميع أن الإنسان ليس بدينه أبداً ولكن بقدراته وكان هذا على العكس تماماً حافزاً قوي بالنسبة لي لمواصلة النشاط لتحقيق حلمي بالذهاب لليابان.
وفي أحد الأيام كتب رئيس الإتحاد الأوربي تعليقاً: ”إذاً كنت حقاً جاداً يمكنني أن أساعدك، لكن يجب أن تعلم أن العلاقة بين الكبير والصغير صارمة جداً، فالصغير أو العضو الجديد يقوم على خدمة الأقدم منه كما في الجيش تماماً، ليس هذا فقط أثناء المعيشة في مقر التدريب لا يوجد أي نوع من أنواع الخصوصية فالجميع يعيش في مكان واحد، وربما تقابلك بعض الصعاب الخاصة بالناحية الدينية“، لكني أجبته بأني مستعد لمواجهة جميع الصعاب بكل أنواعها حتى أحقق حلمي وأصل لمرادي المنشود، فأنا أثق بالله ثم بقدراتي.
في عام ٢٠٠٩ شاركت في البطولة التي أقيمت في بلغاريا وحصلت على الميدالية الذهبية تحت ١٨و٢١ سنة وعلى الميدالية البرونزية على مستوي الكبار، وفي بطولة العالم التي أقيمت بهولندا عام ٢٠١٠ حصلت أيضاً على الميدلية البرونزية، لكن دائماً كانت تأتي الهزيمة من اليابانيين. أدركت وقتها أني مهما حاولت في التدريب وحدي فمن الصعب أن أصل لذلك المستوى لذا ألححت مرة أخرى على رئيس الاتحاد الأوروبي ”أريد أن أذهب لليابان في أسرع وقت“.
وأخيراً وبعد طول انتظار جاء الرد أنه سوف يأتي لمصر حتى نضع النقاط على الحروف ونتحدث في التفاصيل الخاصة بكيفية السفر، وبالفعل تقابلنا في مصر في ٢٦ يناير/ كانون الثاني ٢٠١١، أي بعد يوم واحد من الثورة، كانت الأوضاع وقتها كما يعلم الجميع غير آمنة على الإطلاق وإنتشرت الإشاعات الخاصة بعبث الأجانب بالأمن المصري مما صعب من الأمور أكثر وأكثر، وأثناء توجهنا من المطار حتى منزلي تم إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع علينا بل وتم إطلاق النار علينا، كنت خائفاً أن تضيع الفرصة فحاولت أن أهدئَ من روعه، وأخيراً وصلنا بسلامة الله لمنزلي بعد أن قطعنا المسافة في ٣ ساعات والتي لا تتعدى في الأوقات الطبيعية سوى ٤٥ دقيقة.
وبعد أن جئت لليابان ما الذي حدث؟
لقد وصلت لليابان في سبتمبر/ أيلول ٢٠١١، كنت أعتقد أن ترتيبات دخولي مقر التدريب الخاص بالسومو منتهية، لكن في الواقع بدأت أرسل تعريف بنفسي لعدة مقرات للتدريب ربما يصل عددها لـ٧ أماكن، وشاركت في التدريبات حتى يستطيعوا الحكم عليً وكانت عملية مرهقة للغاية، حيث تكررت عدة مرات، حتى ذهبت للمكان الأخير وهوالمكان الحالي الذي أتدرب فيه ”أوتاكي بيا “Ōtakebeya وعندما تم قبولي به شعرت بسعادة غامرة وبكيت من الفرحة فقد أحسست بأني اقتربت وأخيراً تمكنت من تحقيق حلم حياتي.
ثم عدت لمصر حتى أبلغ عائلتي والذين دائماً ما وقفوا بجانبي وشجعوني وكان والداي يثقون بي وبقدراتي وكانوا يقولون لي ”ستصبح نجماً مشهوراً في المستقبل“.
قلق وأمل ودافع قوي
هل تشعر بالضغط كأول لاعب سومو من أصل عربي؟
بالطبع أشعر بضغط رهيب ومسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقي كوني أول لاعب سومو من أصل عربي، لكن في نفس الوقت يساعدني هذا التميز كدافع قوي للنجاح. وأتمنى أن يتعرف الناس في كل العالم على السومو عن طريقي، وأريد أن أظهر الصورة الحقيقية للعرب من خلال السومو.
بعد ظهورك الأول فزت في ١٨ مباراة وخسرت في ٢ وتغيبت في واحدة (أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٢) أعتقد أنها نتائج مميزة للغاية لكن أريد أن أعرف شعورك الشخصي تجاه تلك النتائج؟
أنا دائماً وأبداً لا أفكر في عدد المباريات التي فزت بها بل ينصب تركيزي على المباريات التي خسرتها وأسأل نفسي ”لماذا خسرت؟“ حتى أضع يدي على السبب حتى أتلافاه في المستقبل.
لذلك صاح المدرب فيك منذ قليل ألا تشعر بالغضب بسبب خسارتك؟
دائماً ما يوجهني المدرب وأحياناً يعنفني. يجب أن أبذل مجهوداً مضاعفاً كوني ممثلاً لأفريقيا والشرق الأوسط.
هل ترى أنه يمكنك الإستمرار؟
نعم سأستمر حتى أصبح ”يوكوزونا“. لم أفكر أبداً في عدم الإستمرار لكني أحياناً كثيرة أشعر بالتعب والإرهاق.
ما هو شعورك تجاه علاقة الكبير بالصغير داخل مقر التدريب؟
أوسونا أراشي: لقد كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي. لقد كنت أٌعامل كبطل في مصر لكن هنا أنا أخدم كل من هو أكبر أو أقدم مني كما لو كنت عبداً (ضاحكاً)، لكني سأصبر على كل المصاعب لأحقق حلمي.
عاصفة الصحراء ”المصارع والإنسان“
كيف كان التدريب في أثناء شهر رمضان؟
أوسونا أراشي: عندما إقترب رمضان كنت في البطولة المقامة بـ”ناجويا“ (محافظة شمال اليابان) وتتميز تلك المحافظة بالرطوبة الشديدة حتى أني أحسست أني لم أقابل مثلها في حياتي وهو ما تسبب في إصابتي بالتهاب النسيج الخلوي(*٢) وبحمّى شديدة للغاية وذهبت للمستشفى وأنا في حالة يرثى لها حيث ارتفعت درجة حرارتي لتقارب الـ٤٠ وأوشكت على الهلاك، وأصر الأطباء على إعطائي حقنة حتى أنجو من تلك الحمى، ولكني لم أكن مرتاحاً لتلك الفكرة فرفضتها تماماً وتحملت آلاماً شديدة خاصة وأن قدمي قد تورمت بسبب الحمىّ مما ضاعف من أوجاعي. على كل حال عندما بدأت أتعافى قليلاً كان قد فاتني لعب أول مباراة، لكن أكثر ما آلمني عندما شاهدت المباراة على شاشة التلفاز ونادوا على إسمي وقالوا غير موجود، وقتها لم أتمالك نفسي وبكيت بحرقة، وأصريت أن ألعب باقي المباريات رغم نصيحة الأطباء لي بالراحة، لذلك طلبت منهم الاتصال بالمدرب وخرجت من المستشفى دون أن أستكمل العلاج لألحق ما تبقي من المباريات، وبالفعل فزت في جميع المباريات المتبقية بفضل الله، وبدأ رمضان في أخر ثلاثة أيام من البطولة، لكن لم يكن لذلك أي تأثير.
بالنسبة للطعام الياباني هل واجهتك مشكلة في ذلك؟
لا يوجد بالنسبة لي أي مشكلة في تناول الوجبات اليابانية طالما لاتتعارض مع ديني، لذلك فمدربي أيضاً حريص على ألا يعدوا لي وجبات تحتوي على لحم الخنزير لأنه يتعارض تماماً مع كوني مسلماً، أما الناطو (فول صويا مخمر وله رائحة قوية على الطريقة اليابانية) فمن مستحيل أن أقترب منه فمجرد رؤيته تصيبني بالغثيان.
لقد قال لك المدرب يجب أن تتعلم اليابانية فهل هي صعبة عليك؟
أن أشعر بالمرارة كوني لا أتقن اليابانية، لكن ربما تعود الصعوبة في تعلمها كوني عربياً ولغتي الأم هي العربية وأتحدث أيضاً الإنكليزية، لذلك تكون اللغة الثالثة صعبة الحفظ بالنسبة لي، لكني سأبذل قصارى جهدي حتى أتقنها، لذلك ربما من الأفضل لي أن اتوقف عن اللعب ومطالعة الإنترنت وأركز في المذاكرة.
ألا تشعر بأي نوع من الحرج أثناء تجولك بالكيمونو الياباني ”يوكاتا“؟
على العكس تماماً أشعر بالفخر، فالكل ينظر إلي بإعجاب ويزيد أيضاً من عدد المشجعين، بل ويوجد من بين المعجبين من بدأ يقرأ ويتابع السومو من أجلي، لذلك فأنا عندما أتجول في المدينة بالزي الياباني أكون في منتهى السعادة والفخر.
ما الذي أعجبك والذي لم يعجبك في اليابان؟
اليابان بلد منظم لأبعد حدود والكل يتحرك بشكل منظم للغاية، أيضاً الكل يكمل عمله حتى النهاية ولا يوجد من يترك أمراً ما دون إتمامه وذلك مختلف تماماً عن شعوب الشرق الأوسط التي تمل سريعاً ونادراً ما تكمل عملها حتى النهاية، أتمنى أن يتعلم العالم العربي من اليابان تلك الأمور الجيدة وأن يثابروا ويجتهدوا حتى النهاية دون ملل أو كلل.
لكن في بعض الأحيان أشعر أن كثرة القواعد أمر صعب ومعقد، أنا لا أعلم كيفية الحياة خارج مقر التدريب فأنا أعيش هنا ولا أخرج سوى مرة واحدة في الشهر لذلك أشعر أن حريتي مقيدة في بعض الأحيان.
أما الأشياء العجيبة التي قابلتني في اليابان فقد كانت في منطقة شيبويا حيث يوجد بها بعض الأماكن الغريبة وأيضاً الأشخاص فأحياناً أقابل أشخاصاً وقد صبغوا شعرهم بألوان غريبة لم أعتاد على رؤيتها في مصر وأحياناً أشعر وكأني في فيلم كرتون (ضاحكاً) فالذي يصبغ شعره بتلك الأوان الغريبة ينظر له على أنه شاذ في ثقافتي العربية.
ما هي أحلامك كمصارع سومو؟
أوسونا أراشي: أتمنی أن يحكم العالم عليَ ليس من خلال ديني، لوني، جنسيتي ولكن أريدهم أن يقيّموا أدائي بناء على قدراتي فقط، أريد أن أصبح يوكوزونا (أعلى مراتب مصارعي السومو)، أتمنى أيضاً من المشجعين أن يؤازروني وأن يزدادوا عددا، أتمنى أيضاً من الله أن أصبح حلقة وصل ما بين الثقافة العربية الأصيلة والثقافة اليابانية الحديثة.
(*١) ^
ياماشيتا ياسوهيرو من أشهر لعبي الجودو في اليابان، حقق ما يقرب من ٢٠٣ فوز على التوالي حتى اعتزاله، له سجل حافل من الانتصارات ولم يُهزم من أي لاعب أجنبي، شارك في دورة الألعاب الأوليمبية وحصل على الميدالية الذهبية. أصيب في سمانة الساق اليمنى في الجولة الثانية في المباراة النهائية التي خاضاها ضد اللاعب المصري محمد رشوان الذي لم يهاجم ساق ياماشيتا المصابة، وفي النهاية استطاع ياماشيتا أن يحسم المباراة لصالحه، لكن في نفس الوقت نال اللاعب المصري إشادة من العالم أجمع على روحه الرياضية العالية التي منعته من مهاجمة خصمه المصاب حتى ولو كان الأمر يعني الفوز بميدالية أوليمبية.
(*٢) ^
التهاب النسيج الخلوي والحمرة: نوعان من العدوى البكتيرية التي تصيب الجلد، وسببها في الغالب نفس الأنواع من البكتيريا. وكلا المرضين يعدان من العدوى التي يحتمل أن تسبب خطورة، فكل منهما يستطيع أن ينتشر إلى الدم وقد تصيب العدوى بذلك أعضاء أخرى بالجسم. وعادة ما يحدث التهاب النسيج الخلوي بالساقين، وغالبا ما يحدث عقب حدوث جرح بالجلد بحيث يسمح للبكتيريا التي تعيش فوق سطح الجلد باقتحام الطبقات السفلى من الجلد، حيث يمكنها أن تحدث العدوى بمزيد من السهولة، وأي قطع بجلد القدمين يكون مسئولا أحيانا عن التهاب النسيج الخلوي للساق، وعادة تكون الإصابة بالبرد الشديد هي السبب وتكون الإصابة مصحوبة بصداع وحمى شديدة.
وتوجهنا للمدرب
هل كان هناك تخوف من قبول مصارع سومو من ثقافة مختلفة مثل ”أوسونا أراشي“ خاصة وأنه مسلم؟
أنا لا يوجد لدي أي تحفظات على الدين الإسلامي، ولكن هناك العديد من الاختلافات في اللغة والثقافة وقد شعرت بالقلق صراحة في البداية، فلا يهم إذا كان المصارع يابانياً او أجنبياً طالما سيقوم بنفس العمل، فالكل سيان بالنسبة لي. فأي مصارع هدفه هو تحسين الترتيب وزيادة المستوى.
إذاً أنت صارم مع أوسونا أراشي حتى يتعلم العادات والتقاليد اليابانية الخاصة بلعبة السومو؟
إن رياضة السومو بالأخص لا تعترف بالقوة البدنية فقط، فيجب على من يمارس تلك الرياضة أن يحافظ على التقاليد الخاصة بها بغض النظر كونه يابانياً أو أجنبياً، وإذا فعل هذا سيشجعه كل من حوله ويصل إليهم ما يبذله من مجهود، وأعتقد أن هذا من الأشياء الهامة التي لا يمكن إغفالها على الإطلاق، وكل ما أتمناه من أوسونا أراشي أن يتعلم تلك التقاليد من التواضع والعمل الجاد.
إذا انت تجد أوسونا أراشي موهوباً وأنت صارم معه حتى يصبح مصارعاً ذو شأن يستطيع أن يحمل لواء تلك الرياضة؟
أعتقد أن السومو ينظر اليها سواء في الشرق الأوسط أو أفريقيا على أنها مجرد رياضة لكن في الحقيقة السومو رياضة وفي نفس الوقت شعائر روحانية.
فقبل بداية أي مباراة للسومو يكون هناك شعائر وطقوس خاصة تعبر عن الشكر والتواضع، لذلك فهي تختلف عن الجودو والكندو رغم وجود بعض الشعائر والطقوس الخاصة بهما، لكن فقط في السومو ترفع تلك الشعائر والطقوس قبل بداية المباراة، لذلك كما قلت سابقاً أنها رياضة تختص وتتميز بشكل عام بالعديد من الشعائر والطقوس.
إذا كانت مجرد رياضة عادية يكون الفيصل فيها القوة البدنية، أما بالنسبة للسومو فهنالك أهم من القوة البدنية حيث الشعائر والطقوس الخاصة بها، والكيفية التي يجب أن يكون عليها لاعب السومو، وهذا ما يجب أن نحافظ عليه. وأتمنى أن يعلم لاعبي السومو الأجانب ذلك الجانب الجذاب والمهيب في رياضة السومو.
(أجرى المقابلة ”هارانو جوجي
“ المدير التنفيذي لمؤسسة نيبون للاتصالات، بالتعاون مع مقر تدريب أوتاكي بيا وإتحاد اليابان للسومو)
مصر العرب الرياضة السومو العاصفة الرملية الهوجاء يوكوزونا طقوس oosunaarashi ١١ مارس ٢٠١١