لماذا تم رفع دعوى قضائية ضد شركة تويوتا من قبل شركة نيبون ستيل؟

طوكيو (رويترز) - رفعت شركة نيبون للصلب اليابانية دعوى قضائية ضد شركة تويوتا موتور كورب لمنعها من تصنيع وبيع المركبات التي تحتوي على فولاذ متخصص مصنوع من قبل المورد المنافس باوشان للحديد والصلب (باوستيل) الصينية التي تقاضيها أيضا.

إنه يسلط الضوء على المخاطر الكبيرة لمنتجي المواد حيث تعمل التكنولوجيا على تحويل صناعة السيارات وتأتي في الوقت الذي تشعر فيه اليابان بقلق متزايد بشأن حماية سلاسل التوريد والملكية الفكرية.

إليكم سبب الدعوى وسبب أهميتها:

ما هو موضوع الدعوة؟

تقاضي نيبون ستيل شركتي تويوتا وباوستيل في محكمة بطوكيو لانتهاكهما براءات اختراع، وتطالب بتعويض قدره 20 مليار ين (176 مليون دولار) عن كل منهما. كما تحاول منع تويوتا من بيع وتصنيع المركبات في اليابان التي تستخدم صفائح الفولاذ المغناطيسية غير الموجهة من باوستيل.

تعتقد نيبون ستيل أن بيع واستخدام صفائح باوستيل في اليابان ينتهك مزاعم براءات الاختراع اليابانية بشأن التركيب والسمك وقطر الحبوب البلورية والخصائص المغناطيسية، وفقًا لمتحدث باسم الشركة.

قالت تويوتا إنها أكدت عدم وجود انتهاك قبل إبرام عقدها مع باوستيل.

وقالت باوستيل إنها لا تتفق مع مزاعم نيبون ستيل وستدافع ”بحزم“ عن حقوقها ومصالحها.

ما أهمية الفولاذ؟

الفولاذ المغناطيسي غير الموجه هو معدن متخصص يعمل على تحسين أداء المحركات في السيارات الكهربائية والكهربائية الهجينة ، وفقًا لشركة نيبون ستيل.

زودت الشركة الفولاذ الكهرومغناطيسي لشركة تويوتا لسيارات بيروس الهجينة لأكثر من عقدين من الزمن.

يركز صانعو الصلب في اليابان على الأسواق المتخصصة المتقدمة، مثل مكونات السيارات المتخصصة، حيث يتمتعون حتى الآن بميزة ضد المنافسين الصينيين الأكبر.

لكن صفقة توريد تويوتا مع باوستيل تشير إلى أن المنتجين الصينيين ربما يلحقون بالركب. من المتوقع أن ينمو الطلب على الفولاذ المتخصص حيث تعمل السيارات الكهربائية على تحويل صناعة السيارات.

ماذا عن الدعوى السابقة لشركة نيبون ستيل؟

رفعت نيبون ستيل دعوى قضائية ضد شركة بوسكو الكورية الجنوبية لأكثر من مليار دولار في عام 2012، زاعمة أن شركة بوسكو سرقت تقنيتها لصنع نوع آخر من ألواح الصلب الممغنطة ، والتي تستخدم في المحولات.

دفعت بوسكو لاحقًا حوالي 250 مليون دولار لتسوية.

جاءت هذه الدعوى بعد الحكم على موظف سابق في شركة بوسكو لبيعه تكنولوجيا بوسكو إلى شركة صينية لصناعة الصلب، وأخبر المحكمة أن التكنولوجيا جاءت من نيبون ستيل.

ووفقًا لما ذكره شخص مطلع على الأمر، فإن شركة صناعة الصلب الصينية في ذلك الحادث كانت أيضًا باوستيل.

وعندما اتصلت بها رويترز، رفضت باوستيل التعليق على دعوى بوسكو.

التأثير على تويوتا؟

من غير المحتمل أن يكون للأضرار المالية المطلوبة تأثير كبير على تويوتا. سيكون مصدر القلق الأكبر إذا أوقفتها المحكمة من استخدام فولاذ باوستيل عندما تكثف إنتاج السيارات الكهربائية.

وقال متحدث باسم تويوتا ”حجم المركبات المكهربة آخذ في الازدياد وهناك حاجة لتأمين حجم الأجزاء“. ورفض تحديد عدد النماذج التي يمكن أن تتأثر بأمر قضائي بشأن إمدادات باوستيل.

التأثير على باوستيل؟

قالت باوستيل إنها غير قادرة حاليًا على تقييم التأثير على أرباحها من الدعوى القضائية.

التأثير على  نيبون ستيل؟

قد تخسر نيبون ستيل الكثير من خلال مواجهة عميل رئيسي مثل تويوتا، والتي قد تحاول شراء المزيد من المنافسين خارج اليابان لتجنب حدوث اضطراب في سلسلة التوريد في المستقبل.

تعتمد نيبون ستيل على شركة تويوتا أكثر مما تعتمد عليها شركة صناعة السيارات في صناعة الصلب، وفقًا لوكالة التصنيف موديز.

ومع ذلك، لا يرى Harunobu Goroh المحلل في UBS أي تأثير على العلاقة الأساسية بين الشركتين اليابانيتين، مضيفًا أنهما سيظلان شريكين استراتيجيين.

ماذا تقول طوكيو؟

يتزامن الخلاف مع القلق المتزايد في اليابان بشأن ضعف سلاسل التوريد الصناعية لكل من الاحتكاكات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ونقص أشباه الموصلات.

وتشعر اليابان بالقلق أيضًا بشأن السرقة المزعومة للتكنولوجيا من قبل الصين. استحدث رئيس الوزراء الجديد كيشيدا فوميؤ منصبًا جديدًا في حكومته، وزير الأمن الاقتصادي، لمعالجة هذه القضايا.

قالت الصين مرارا إنها تحترم حقوق الملكية الفكرية.

لكن في الوقت الحالي، رفض مسؤولو وزارة التجارة والمتحدث باسم الحكومة، كبير أمناء مجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو، التعليق على الخلاف بين اثنين من عمالقة الصناعة في اليابان.

وقال ماتسونو للصحفيين يوم الجمعة ”هذه دعوى قضائية للقطاع الخاص وليس لدي تعليق“. 

(الدولار = 114.3400 ين)

يظهر شعار تويوتا على غطاء محرك سيارة كامري هايبرد الكهربائية التي تم إطلاقها حديثًا في فندق في نيودلهي، الهند، 18 يناير/ كانون الثاني 2019. رويترز.