استكشاف السومو: تقنيات للفوز نادرة الاستخدام!

ثقافة

نلقي في هذه المقالة نظرة على بعض الحركات النادرة للغاية المحددة للفوز في رياضة السومو ’’كيماريتي‘‘ والتي لم تستخدم إطلاقا في بطولات السومو على الرغم من وجودها في القائمة الرسمية لتلك التقنيات. كما يسلط الكاتب الضوء على مصارعين صاعدين ذوي مهارات استثنائية.

حركات شهيرة في بدايات رياضة السومو

إن حركة ’’سوريوازا (الوقوع نحو الخلف)‘‘ التي تشتمل على تقويس الجزء العلوي من الجذع العلوي نحو الخلف، تأتي ضمن نطاق مذهل من الحركات.

لم تكن إبان فترة إيدو (1603-1868) هناك حلبة للمصارعة ’’دوهيو‘‘ على النحو الراهن، ولم توجد حركات شائعة اليوم يتحدد بها الفائز في السومو ’’كيماريتي‘‘ مثل ’’يوريكيري (إخراج الخصم من الحلبة عبر إمساك حزامه)‘‘ أو ’’أوشيداشي (إخراج الخصم من الحلبة عبر الدفع)‘‘. في المقابل، غالبا ما كانت تستخدم حركة الوقوع نحو الخلف بالإضافة إلى 12 حركة مشابهة مرقمة بين 48 حركة كيماريتي تقليدية.

رسم إيضاحي يعود لفترة موروماتشي (1336-1573) يصور ما هو على الأرجح منافسة سومو. من الممكن أن الدائرة التي يشكلها المتفرجون حول الرجلين المتصارعين تشير إلى أصل حلبة دوهيو (الصورة بإذن من مجلة أوزومو).
رسم إيضاحي يعود لفترة موروماتشي (1336-1573) يصور ما هو على الأرجح منافسة سومو. من الممكن أن الدائرة التي يشكلها المتفرجون حول الرجلين المتصارعين تشير إلى أصل حلبة دوهيو (الصورة بإذن من مجلة أوزومو).

تم وضع القاعدة التي تدعو إلى إجراء جولات السومو ضمن حلبة في منتصف القرن السابع عشر، وكان لبعض الوقت يعتبر أي مصارع سومو ’’ريكيشي‘‘ ينفذ سقوطا نحو الخلف بجسده هو الفائز حتى لو لامست يده أو مؤخرته الطين أولا. ونظرا لأن هذه الحركة مبهرة للغاية، فغالبا ما كانت تستخدم لإضفاء الإثارة وجذب المتفرجين.

لكن حركات الوقوع إلى الوراء اختفت تقريبا في البطولات بحلول منتصف القرن العشرين، حيث كان تنفيذها يعتبر مخاطرة كبيرة. ومنذ أن أنهى الاتحاد الياباني للسومو إعداد قائمة معاييره بشأن حركات كيماريتي في عام 1955، لم تعد تستخدم أبدا في قسم ماكوؤتشي من رياضة السومو حركات ’’شوموكوزوري (حمل الخصم على الكتفين بشكل متصالب مع الجسم ثم السقوط للخلف)‘‘ و’’تاسوكيزوري (الوقوع إلى الخلف بشكل معاكس)‘‘ و’’سوتو-تاسوكيزوري (الوقوع إلى الخلف بشكل معاكس نحو الخارج)‘‘ و’’كاكيزوري (الوقوع إلى الخلف مع تثبيت ساق الخصم)‘‘. وفيما يلي ملخص للحركات الرئيسية للوقوع إلى الخلف.

المصارعون القدامى يفضلون ’’إيزوري‘‘

يتم الوقوع إلى الخلف وفق أسلوب إيزوري بأن يمسك الريكيشي المهاجم ذراع خصمه الممدود، ثم يدخل رأسه تحت ذراع الخصم الأخرى ويمسك حزامه ’’مواشي‘‘ ثم ينحني للخلف ليوقعه على الطين. منذ عام 1955 اُستخدم أسلوب إيزوري مرتين فقط ضمن حركات كيماريتي على مستوى ماكوؤتشي منذ عام 1955: عندما أسقط ماينوياما تاتيكابوتو في اليوم الرابع عشر من بطولة ’’باشو‘‘ مارس/آذار عام 1957، وفي اليوم الثاني من بطولة مايو/أيار عام 1964 عندما تغلب إيواكازي على واكاتينريو. وبعد ما يقرب من 60 عاما من آخر أداء لحركة إيزوري، كاد ماينوؤمي أن ينجح في أدائها في اليوم السادس من بطولة يناير/كانون الثاني عام 1992 في جولته ضد تاكاتوريكي.

في جولته الأولى ضد ماينوؤمي المعروف بقيامه بمجموعة واسعة من الحركات المفاجئة، أقدم تاكاتوريكي على خطوة غير عادية في الوقوف بوضعية دعم بمواجهة خصمه تقريبا بجانب جزء من شريط الحلبة القشي يدعى ’’توكوتاوارا‘‘ والذي يوجد في 4 أماكن من الحلبة. بعد تبادل الصفعات والدفعات من الاثنين، أمسك تاكاتوريكي برقبة ماينوؤمي عندما دار الأخير خلفه ودفعه إلى حافة الحلبة. وفي هجوم مضاد، ثنى ماينوؤمي الجزء العلوي من جذعه للخلف، لكن تاكاتوريكي الذي كان يميل جسده نحوه انتصر وفاز بالمباراة. ولو أن تاكاتوريكي تراجع إلى الوراء، لكانت أول إيزوري منذ 28 عاما باعتبارها حركة كيماريتي.

في غضون ذلك، فاز تومونوهانا على هانانوكوني ضمن قسم جوريو الأدنى مرتبة في السومو بحركة إيزوري في بطولة يناير/كانون الثاني عام 1993، وكذلك الأمر عندما حقق أورا انتصارا على كيوكوشوهو في بطولة نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020.

المباراة بين ماينوؤمي وتاكاتوريكي في بطولة يناير/كانون الثاني عام 1992. حاول ماينوؤمي (يسار) بعد أن دُفع نحو حافة الحلبة تأدية حركة إيزوري (الصورة بإذن من مجلة أوزومو).
المباراة بين ماينوؤمي وتاكاتوريكي في بطولة يناير/كانون الثاني عام 1992. حاول ماينوؤمي (يسار) بعد أن دُفع نحو حافة الحلبة تأدية حركة إيزوري (الصورة بإذن من مجلة أوزومو).

ينحدر كل من ماينوؤمي وتومونوهانا وأورا من أندية السومو الجامعية. في لعبة السومو للهواة، حيث يكون بعض المصارعين أخف وزنا أو أقصر من منافسيهم، يتم استخدام حركة إيزوري من وقت لآخر.

ولكن على عكس سومو الهواة وفي ماكوشيتا والأقسام الأدنى، فإن حركات إسقاط الجسم نحو الخلف يصعب تنفيذها على الريكيشي ذوي الكتل البدنية الأكبر في قسم ماكوؤتشي. سيكون من المثير بالتأكيد أن نرى مصارعا من قسم ماكوؤتشي يؤدي إيزوري المذهلة، وهي حركة كيماريتي لم تُرَ على هذا المستوى منذ فترة طويلة جدا.

’’تاسوكيزوري‘‘ الوقوع إلى الخلف بشكل معكوس

في هذه التقنية، الوقوع إلى الخلف بشكل معكوس، يضع الريكيشي المهاجم رأسه تحت ذراع منافسه بينما يتفادى قبضته، ويستخدم يده الأخرى لقلب ساق خصمه من الداخل ثم ينحني للخلف نحو الأسفل. على الرغم من أن المصارع أورا من قسم جوريو أطاح بأماكازي باستخدام هذا الأسلوب في اليوم الثالث عشر من يناير/كانون الثاني عام 2017، إلا أنه لم يُستخدم حتى الآن على مستوى ماكوؤتشي.

نادرا ما يتم استخدام أسلوب تاسوكيزوري ولكن شوهد على مستوى ماكوؤتشي قبل إضافته إلى القائمة الرسمية لحركات كيماريتي في عام 1955 وبالتحديد في بطولة مايو/أيار عام 1951 عندما فاز توتشينيشيكي من مرتبة كوموسوبي (ولاحقا أصبح من مرتبة يوكوزونا) على فودويوا الذي يبلغ طوله 214 سم. عند تنفيذ هذه التقنية بشكل صحيح، فإنها تشبه وشاحا (تاسوكي) يمتد بشكل قطري عبر الجسم، ومنه اشتق اسم الحركة.

من المباراة بين أورا وأماكازي في بطولة يناير/كانون الثاني عام 2017 (حقوق الصورة لكيودو).
من المباراة بين أورا وأماكازي في بطولة يناير/كانون الثاني عام 2017 (حقوق الصورة لكيودو).

’’تسوتايزوري‘‘ الوقوع إلى الأمام تحت الذراع

في عام 2001 أضاف الاتحاد الياباني للسومو 12 حركة كيماريتي إلى قائمة التقنيات الرسمية للاتحاد. إحداها هي ’’تسوتايزوري (الوقوع إلى الأمام تحت الذراع)‘‘، حيث يمر المصارع المهاجم تحت ذراع خصمه ويسحبها ويلويها نحو ظهره. في قسم ماكوؤتشي، تم استخدام هذه التقنية مرة واحدة فقط عندما أسقط المصارع من مرتبة أوزيكي (لاحقا مرتبة يوكوزونا) أساشوريو خصمه تاكانونامي من مرتبة كوموسوبي (وهي أدنى من أوزيكي) في اليوم الثالث من بطولة سبتمبر/أيلول عام 2002.

أمسك تاكانونامي في تلك المباراة بحزام أساشوريو عندما سحب الأخير ذراع تاكانونامي وأصبح تحت جانبه الأيسر. فما كان من أساشوريو إلا أن انحنى للخلف واتكأ على تاكانونامي الذي لمست يده اليسرى الطين بجزء من الثانية قبل أساشوريو.

واجه أساشوريو منافسه تاكانونامي في بطولة سبتمبر/أيلول عام 2002. حركة الفوز التي أعلن عنها في البداية هي ’’هيكيوتوتشي (سحب اليد للأسفل)‘‘، لكن سرعان ما تم تصحيحها إلى تسوتايزوري (الصورة بإذن من مجلة أوزومو).
واجه أساشوريو منافسه تاكانونامي في بطولة سبتمبر/أيلول عام 2002. حركة الفوز التي أعلن عنها في البداية هي ’’هيكيوتوتشي (سحب اليد للأسفل)‘‘، لكن سرعان ما تم تصحيحها إلى تسوتايزوري (الصورة بإذن من مجلة أوزومو).

’’إيبّونزيوي‘‘ سند الذراع على الكتف ورمي الخصم

بالإضافة إلى حركتي الوقوع إلى الخلف الموصوفتين للتو، هناك تقنيات أخرى غير عادية أو مفاجئة تشمل ’’إيبّونزيوي (سند الذراع على الكتف ورمي الخصم)‘‘.

في هذه التقنية، يضغط الريكيشي على صدر خصمه ويستخدم كلتا يديه للإمساك بذراعه ثم يرفعه على كتفه ويقذفه إلى الأمام. هذه حركة مألوفة في الجودو ويمكن للاعب الجودو الذي يرمي خصمه أن ينحني ويسند ركبته على السجادة. ولكن هذا غير ممكن في السومو، حيث ملامسة الركبة لأرض الحلبة تعني خسارة المباراة. غالبا ما يُصاب الريكيشي المهاجم نتيجة لهذه الحركة، لذلك نادرا ما يتم استخدامها في البطولات.

شوهدت حركة إيبّونزيوي للمرة الأولى بعد إدراجها في القائمة الرسمية لحركات كيماريتي في اليوم الثاني عشر من بطولة نوفمبر/تشرين الثاني عام 1974 عندما تغلب كانيشيرو على تامانوفوجي. قام تامانوفوجي بدفع كانيشيرو إلى حافة الحلبة وما كان من الأخير إلا أن أمسك بذراع خصمه اليمين بكلتا يديه ورماه إلى الأمام بشكل نظيف. فاز كانيشيرو بالمباراة التي تميزت أيضا بمشهد غير عادي لريكيشي مدفوعا بحماسه وينتهي به الأمر في الوقوف على رأسه لبضع ثوان.

يمكن للمصارعين ذوي البنية الجسدية الصغيرة استخدام إيبّونزيوي بشكل فعال ضد الخصوم طويلي القامة من خلال الاستفادة من الزخم الذي يولدونه. من المسلّم به أنه من النادر أن يحاول مصارعان من الوزن الثقيل تأدية إيبّونزيوي، ولكن كايو الذي كان يزن 172 كغ ويتمتع بقوة قبضة تزيد عن 100 كغ، خالف ذلك ونفّذ الحركة.

في اليوم الرابع عشر من بطولة نوفمبر/تشرين الثاني عام 2000، لعب كايو من مرتبة أوزيكي ضد موساشيمارو من مرتبة يوكوزونا. بعد استخدام ذراعه اليسرى لفك قبضة موساشيمارو على حزامه، استخدم كايو كلتا ذراعيه للإمساك بذراع موساشيمارو اليمنى وأخذ وضعية إيبّونزيوي. وعلى الرغم من أن كايو لم يرفع موساشيمارو في الواقع، إلا أنه اتكأ عليه من الخلف ولم يتمكن موساشيمارو من الحفاظ على توازنه ولامس الأرضية خارج الحلبة بيده اليسرى. لقد استخدم كايو الذي كان يمارس الجودو أيضا، هذه التقنية المستعارة من الجودو لصالحه في هذه المناسبة.

كايو (يمين) يجبر موساشيمارو على الخروج من الحلبة بحركة إيبّونزيوي في بطولة نوفمبر/تشرين الثاني عام 2000 (حقوق الصورة لجيجي برس).
كايو (يمين) يجبر موساشيمارو على الخروج من الحلبة بحركة إيبّونزيوي في بطولة نوفمبر/تشرين الثاني عام 2000 (حقوق الصورة لجيجي برس).

ومنذ ذلك الحين فاز مصارعون في 5 منافسات بحركة إيبّونزيوي كان آخرها في اليوم التاسع من بطولة سبتمبر/أيلول عام 2021 عندما طرح هوشوريو خصمه واكاتاكاكاغي أرضا.

حاصر واكاتاكاكاغي خصمه هوشوريو عند حافة الحلبة وأمسك بذراعه البعيدة. من جهته هاجم هوشوريو وأقفل على ذراعه اليمنى بكلتا يديه ورمى به من فوق كتفه. أعلن الحكم في البداية أن واكاتاكاكاغي هو الفائز، لكن الحكام ألغوا القرار وحكموا بفوز هوشوريو في المباراة.

هوشوريو ومنافسه واكاتاكاكاغي في اليوم التاسع من بطولة سبتمبر/أيلول عام 2021 (حقوق الصورة لكيودو).
هوشوريو ومنافسه واكاتاكاكاغي في اليوم التاسع من بطولة سبتمبر/أيلول عام 2021 (حقوق الصورة لكيودو).

’’هاريماناغي‘‘ رمي الخصم للخلف من حزامه

في تقنية رمي الخصم للخلف من حزامه، بعد أن يضع المصارع يديه على حزام الخصم يمد يده فوق رأس أو كتف خصمه ليمسك بذراعه الخارجية ويرميه باستخدام محور خلفي. تم استخدام هذه التقنية 29 مرة منذ إدراجها في القائمة الرسمية لحركات كيماريتي. عادة ما يتم تنفيذ هاريماناغي باستخدام كلتا اليدين ولكن الاتحاد الياباني للسومو يعترف بالحركة حتى ولو تمت بيد واحدة فقط. وأخذت هذه التقنية اسمها لأنها تذكرنا بطريقة اصطدام الأمواج بالصخور.

أحد الأمثلة النادرة على حركة هاريماناغي مذهلة كانت المباراة بين واكاميسوغي من مرتبة أوزيكي (لاحقا أصبح اسمه واكانوهانا الثاني من مرتبة يوكوزونا) وواشوياما من مرتبة سيكيواكي في اليوم الأول من بطولة سبتمبر/أيلول عام 1977.

كان واشوياما ممسكا بحزام واكاميسوغي بكلتا يده وأجبره على الوصول إلى حافة الحلبة دفعة واحدة، تاركا واكاميسوغي يصارع بكل ما أوتي من قوة للبقاء فيها. كان الجميع على يقين من أن واشوياما سينتصر، لكن واكاميسوغي أظهر قدرة لا تصدق على التحمل ومد ذراعه من فوق كتف واشوياما ليمسك بحزامه وينفذ حركة هاريماناغي بيد واحدة.

اشتهر واكاميسوغي بمرونة شديدة، وقد أظهرته تلك المباراة في أفضل حالاته.

يستخدم الكثير من الريكيشي طويلي القامة ذي الصدور المكتنزة هاريماناغي مثل باروتو المولود في إستونيا والذي استخدم هذه التقنية في بطولة مايو/أيار عام 2006 ضد إيواكيياما وفي بطولة نوفمبر/تشرين الثاني عام 2010 ضد أران وفي بطولة يوليو/تموز عام 2012 ضد واكاكويو. كان آخر استخدام لحركة هاريماناغي في بطولة يوليو/تموز عام 2021 عندما استخدمها إيتشيياماموتو (الذي رقّي مؤخرا إلى قسم ماكوؤتشي) ضد إيشيؤرا.

في بطولة سبتمبر/أيلول عام 1977، حقق تاكاميسوغي -الذي أظهر قوة مذهلة في الجزء السفلي من جسده- فوزا مفاجئا على واشوياما (الصورة بإذن من أوزومو).
في بطولة سبتمبر/أيلول عام 1977، حقق تاكاميسوغي -الذي أظهر قوة مذهلة في الجزء السفلي من جسده- فوزا مفاجئا على واشوياما (الصورة بإذن من أوزومو).

’’تسوكاميناغي‘‘ رفع الخصم ورميه خارج الحلبة

هناك 4 تقنيات لم تستخدم مطلقا على الرغم من كونها مدرجة في القائمة الرسمية لحركات كيماريتي التي حددها الاتحاد الياباني للسومو في عام 1955. تم استخدام طريقة تسوكاميناغي (رفع الخصم ورميه خارج الحلبة) أخرى، مرة واحدة فقط وذلك في اليوم السادس من بطولة نوفمبر/تشرين الثاني عام 1957 في المباراة بين توكيتسوياما من مرتبة سيكيواكي وأرايوا من مرتبة كوموسوبي.

يتم تنفيذ تسوكاميناغي عن طريق إمساك حزام الخصم من الأعلى بالذراع الخارجية ثم رفع جسده قبل رميه أرضا. في حين أن عمليات الرمي المختلفة تتم من اليمين إلى اليسار أو العكس، يكون الرمي في تسوكاميناغي من اليمين إلى اليمين أو من اليسار إلى اليسار تماما كما لو كان يرمي قطعة من القمامة على الأرض. لا يمكن استخدام هذا الأسلوب بنجاح ما لم يكن هناك فرق ملحوظ في القوة بين المصارعين.

أثناء جلسات التدريب قد يؤدي مصارع من مرتبة يوكوزونا أو أوزيكي حركة تسوكاميناغي ضد مصارع من قسم ماكوشيتا أو أقسام أدنى. أما في البطولات فقد استخدمت هذه التقنية 5 مرات خلال أربعينات وخمسينات القرن الماضي، لذلك في الأيام السابقة كانت تستخدم من وقت لآخر.

المثال الوحيد من العقود الأخيرة حدث في المباراة بين دايكيرين من مرتبة أوزيكي وماسويياما (الذي رقي لاحقا إلى أوزيكي) في اليوم الثاني عشر من بطولة سبتمبر/أيلول عام 1972. فقد أمسك دايكيرين بقوة بيده اليمنى على حزام ماسويياما ورفعه بيده اليسرى وألقاه إلى أسفل باستخدام تسوكاميناغي. لقد كانت رمية رائعة، ولكن وفقا للاتحاد الياباني للسومو كان فوز دايكيرين بحركة ’’تسوريداشي (رفع أمامي للخصم ووضعه خارج الحلبة)‘‘.

وعلى مدار السبعين عاما الماضية، ازداد متوسط أوزان المصارعين في قسم ماكوؤتشي بمقدار 40 كغ وأصبحت حركة تسوكاميناغي أكثر ندرة. سيستمتع المتفرجون بالتأكيد برؤية ريكيشي وهو يطرح خصمه أرضا دون عناء.

دايكيرين ضد ماسويياما في بطولة سبتمبر/أيلول عام 1972. بدا الأمر للوهلة الأولى كما لو أن دايكيرين قد نفذ حركة تسوكاميناغي، لكن قرار التحكيم الرسمي خلص إلى أن حركة الفوز كانت تسوريداشي (الصورة بإذن من مجلة أوزومو).
دايكيرين ضد ماسويياما في بطولة سبتمبر/أيلول عام 1972. بدا الأمر للوهلة الأولى كما لو أن دايكيرين قد نفذ حركة تسوكاميناغي، لكن قرار التحكيم الرسمي خلص إلى أن حركة الفوز كانت تسوريداشي (الصورة بإذن من مجلة أوزومو).

ثلاثة نجوم صاعدين

نظرا لأن مصارعي اليوم أصبحوا أثقل وزنا، فإن الكثير منهم يستخدمون أساليب إخراج الخصم من الحلبة بالدفع باعتبارها تقنياتهم الرئيسية. وهذا ما يؤدي إلى تنوع أقل في نطاق حركات كيماريتي المستخدمة مقارنة بالأيام السابقة عندما كانت تقنيات تتضمن الإمساك بحزام الخصم أكثر شيوعا.

ولكن هناك بعض المصارعين الشباب معروفون بحركات كيماريتي مبهرة وتثير حماس المتفرجين. أورا هو أحد أولئك المصارعين وهو خريج جامعة كوانسي ومن مواليد عام 1992 ويبلغ طوله 172 سم ويزن 147 كغ. ينحدر أورا من محافظة أوساكا ويتبع نادي ’’كيسي‘‘ وغالبا ما يستخدم تقنيتي إيزوري وتاسوكيزوري للفوز بمبارياته. لكن الوضعيات غير الطبيعية التي يتخذها لأداء هاتين الحركتين تسببت في حصول أضرار بدنية. وبعد تعرضه لإصابة خطيرة في الركبة خُفض ترتيبه ليصل إلى مراتب المصارعين غير المأجورين. ولكنه أحرز عودة رائعة وهو الآن في قسم ماكوؤتشي الأعلى تصنيفا.

’’أبي‘‘ من نادي ميياغينو هو مصارع آخر صاعد. ولد عام 1994 في كانازاوا بمحافظة إيشيكاوا وتخرج من جامعة كانازاوا غاكوئن. يبلغ طوله 168 سم وهو المصارع الوحيد من الدرجة الأولى الذي يقل وزنه عن 100 كغ. أعلى رتبة حصل عليها حتى الآن هي رابع مايغاشيرا. الكتلة الجسمية لأبي تشبه تلك للمصارع المتقاعد ماينوؤمي من مرتبة كوموسوبي والذي أثار انتباه المشاهدين في التسعينات بمجموعة من الحركات المفاجئة. تشبه حركات ’’شيتاتانأغي (الرمي من تحت الذراع)‘‘ باستخدام يده اليسرى التي يؤديها أبي حركات ماينوؤمي أيضا. لكنه بحاجة للعمل على تطوير المزيد من قوة جسمه الأساسية التي من شأنها أن تساعده على تحمل الدفع خارج الحلبة. وقد يأتي اليوم الذي يتمكن فيه أيضا من استخدام تقنيات بارعة لإسقاط مصارعين عظيمي الجثة.

المصارع الشاب الواعد الثالث هو هوشوريو من منغوليا، وهو أيضا ابن شقيق المصارع المتقاعد أساشوريو من مرتبة يوكوزونا. من مواليد عام 1999، ويبلغ طوله 187 سم ووزنه 132 كغ، وينتمي إلى نادي تاتسونامي. رتبته الآن هي الأولى مايغاشيرا. في مباراته ضد واكاتاكاكاغي في بطولة سبتمبر/أيلول عام 2021 فقد حوصر عند حافة الحلبة لكنه تدارك الأمر من خلال شن هجوم كاسح وتمكن من إسقاط واكاتاكاكاغي بتقنية إيبّونزيوي بعد إمساك ركبة واكاتاكاكاغي من الخلف بواسطة رجله. أظهر هوشوريو في تلك المباراة قوة هائلة في القسم السفلي من جسمه شائعة لدى مواطنيه المنغوليين. يأمل محبو السومو أن يروا المزيد من الإثارة في السنوات القادمة.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: الوقوع إلى الخلف بتقنية إيزوري هو أسلوب صعب حيث ينحني المصارع المهاجم إلى الأسفل للإمساك بركبتي خصمه، ويقوم بتقويس ظهره ورفعه إلى الخلف ليقع على الطين. حقوق الصورة لكيودو.)

الرياضة السومو الثقافة الفرعية الثقافة التقليدية