فيلم «نهاية سعيدة» يكشف أحلام طلاب الثانوية لمستقبل اليابان
لايف ستايل- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
”نهاية سعيدة“ هو أول فيلم روائي طويل كتبه وأخرجه سُورا نيو، والذي سبق أن أخرج الفيلم الوثائقي ”أوبوس“، الذي يعرض الأداء الأخير لوالده الراحل، الموسيقي ريويئتشي ساكاموتو. تدور أحداث الفيلم في اليابان في المستقبل القريب.
مع تعرض اليابان لزلازل يومية، يعيش السكان في خوف من وقوع زلزال مدمر. استغلت الحكومة هذا الوضع بإعلان حالة الطوارئ والعمل على إعادة كتابة الدستور، مما أثار جدلاً واسعًا وانقسامًا حادًا في المجتمع.
وسط حالة عدم الاستقرار الاجتماعي، شرعت الشرطة في تطبيق إجراءات أمنية مشددة، تستند إلى جمع البيانات الشخصية واستخدام تقنية التعرف على الوجوه لتتبع المواطنين، مما يثير تساؤلات حول الخصوصية والحريات الفردية.
بطلا الفيلم الرئيسيان هما طالبان في المدرسة الثانوية يُدعيان يوتا وكوُ. يُشاركان مع زملائهما أعضاء ”نادي الموسيقى“ في مدرستهما في حضور فعاليات الدي جي، والتسلل إلى غرفة النادي ليلاً لتشغيل الموسيقى، ويحاولان الاستمتاع ببقية أيام المدرسة.
عرض الأزياء مقابل التمثيل
يؤدي دور يوتا وكوُ كل من الممثلين كوريهارا هاياتو وهيداكا يوكيتو، وهي أولى مشاركاتهما السينمائية. وقد نجح كلاهما في الاختبار بعد شهرين فقط من بدء عملهما في مجال عرض الأزياء، دون أي خبرة تمثيلية سابقة.
على الرغم من خضوعهما لتجربة الأداء أمام المخرج سورا نيو المقيم في الولايات المتحدة، والمنتج ألبرت ثولين، ومدير التصوير السينمائي بيل كيرستين، وغيرهم، ذكر الاثنان أنهما لم يشعرَا بالتوتر. من الجلي أنهما أثّرا بشكل كبير في فريق العمل عندما ناقشا تفاصيل الشخصيات وشاركا وقائع مماثلة من حياتهما الخاصة.
شخصية يوتا، التي قام بأدائها الممثل كوريهارا هاياتو، تنحدر من أسرة ميسورة الحال. غالبًا ما تسافر والدته للعمل في الخارج، مما يجعله يقضي وقتًا طويلاً بمفرده في المنزل ويستقبل أصدقاءه.
يقول كوريهارا، شأنه شأن يوتا، إنه نشأ على يد والدته، وكان يحب موسيقى التكنو، وكان متمردًا. كما أمضى سنوات دراسته الثانوية في التجول مع الأصدقاء والتسكع.
شخصية كو التي يؤديها الممثل هيداكا يوكيتو تنتمي إلى عائلة من أصل كوري مقيمة في اليابان. وتأمل والدته، التي تدير مطعمًا، أن يتمكن ابنها من الالتحاق بالجامعة بمنحة دراسية.
ومن قبيل الصدفة، كانت جدة هيداكا كورية أيضًا. توفيت قبل ولادته، ولم يتعرف على جذوره إلا مؤخرًا. كان والديه قد أخفوا عنه هذا الأمر، ربما اعتقادًا منهم أن ذلك في مصلحته. عندما تعلق الأمر بتجسيد شخصية الزاينيتشي (الكوريين المقيمين في اليابان)، تشجع بفضل تعهد المخرج سُورا بالبحث معه. وفي هذه التجربة، تعلم عن المذبحة الكورية بعد زلزال كانتو الكبير عام 1923، وغيرها من المعاناة التاريخية التي تعرض لها الكوريون في اليابان. يشعر أنه اكتسب الكثير أكثر من مجرد الخبرة التمثيلية أثناء صناعة الفيلم.
كان كوريهارا يشعر ببعض القلق من فكرة تجسيد دور طالب في المدرسة الثانوية، خاصة أنه ترك المدرسة منذ خمس سنوات. قال: ”كنت قلقًا بعض الشيء، لكن ربما لم أتغير كثيرًا من الداخل“.
”صحيح؟“ يهز هيداكا.
يوضح كوريهارا أنه على الرغم من اعتقاده أنه من الجيد أن يتصرف بشخصيته الخاصة، إلا أن الفارق في العمر كان يتطلب منه جهدًا واعيًا ليضحك بشكل مناسب ويُظهر القدر المناسب من البراءة الشابة والتمرد المراهق.
في حالة هيداكا، جاء تصوير الفيلم بعد ستة أشهر فقط من تخرجه من المدرسة الثانوية، لذلك لم يكن الأمر يتعلق بإحياء ذكريات قديمة. قال: ”شعرت وكأنني كنت في المدرسة فقط للتنافس في ألعاب القوى. كانت مدرستي صارمة جدًا. لم يُسمح لنا حتى بحمل الهواتف. ولسبب غير معروف، كان يُحظر علينا أيضًا رفع الأكمام،“ يضحك. ”كنت نادمًا على عدم الاستمتاع بوقتي أكثر في المدرسة، لذا كان من الممتع أن أعيش فترة المراهقة مجددًا من خلال التمثيل في الفيلم.
وعن الاختلافات بين عرض الأزياء والتمثيل، يقول كوريهارا: ”أنا دائمًا أفكر، حتى عندما لا تكون هناك كاميرات. لا يحتاج العارض إلا إلى التركيز أمام الكاميرا، ولكن كممثل، بالإضافة إلى التمثيل في اللحظة، تقضي الكثير من الوقت في التأمل. لقد استمتعت بذلك حقًا. التفكير في الشخصية المكتوبة في النص والرسالة في القصة، كانت تجربة رائعة“.
مجتمعات المراقبة وتحدي التعبير عن الرأي
مدرسة يوتا وكوُ تضم العديد من الطلاب من عائلات غير يابانية. توجد مثل هذه المدارس بالفعل في بعض أجزاء اليابان.
خلال الفيلم، يدفع حادث في المدرسة المدير إلى تركيب نظام مراقبة بالذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة، لكن جزءًا من الطلاب يرحب بهذه الخطوة، نظرًا للأمان الذي يوفره النظام.
تتحول مناقشتنا إلى التهديد الذي يواجه الحرية والخصوصية مع تزايد وجود كاميرات المراقبة في المجتمع الحديث. يشعر كوربهارا بالقلق من ظهور ”مجتمع المراقبة“ وحرماننا من حرياتنا. ”الأمر نفسه مع وسائل التواصل الاجتماعي. العيش وأنت دائمًا مدرك أن هناك من يراقبك يؤدي إلى تراكم التوتر والضغط.
وفقًا لهيداكا ”أن طبيعة هذا العمل تجعله أكثر حساسية لآراء الآخرين فيه. فهو يتعرض لتعليقات كثيرة من الأشخاص من حوله، وهذا يسبب له بعض الضغط. يحاول هيداكا التغلب على هذا الأمر من خلال محاولة عدم الاهتمام بهذه التعليقات، لكنه يعترف بأن هذا الأمر ليس سهلاً“.
مع تزايد القيود المفروضة على الناس بسبب إعلان حالة الطوارئ وتطبيق نظام المراقبة بالذكاء الاصطناعي في المدرسة، يدرك كو أهمية التعبير عن رأيه. لكن يوتا يظل غير مبالٍ، منغمسًا في الموسيقى واللعب. يزداد غضب كو من سذاجة يوتا، وتبدأ الشروخ في الظهور في صداقتهما الطويلة.
”بالنسبة إلى اللامبالاة المتزايدة الواضحة لدى الشباب الياباني تجاه السياسة، والضغوط التي يتعرض لها العاملون في مجال الترفيه للتعبير عن آرائهم، يتفق هيداكا على أن الأمر معقد. يقول: ’الأمر معقد. أحيانًا أرى أن هناك خطأ وأريد أن أقول شيئًا، ولكن إذا لم يكن الأمر يستحق القلق، أعتقد أنه ربما لا جدوى من قول أي شيء. أحيانًا يكون من المهم أن تحتفظ بآرائك ومشاعرك لنفسك. وفي بعض الحالات، يجب عليك التحدث، ولكن هناك حالات أخرى لا تحتاج فيها إلى ذلك. في حياتي حتى الآن، لم أواجه العديد من المواقف التي اضطررت فيها إلى الدفاع عن قضية، لذلك من الصعب أن أقول كيف سأرد إذا وضعت في مثل هذه الظروف“.
يقول كوريهارا: ”أشعر أن من المقبول بشكل إيجابي أن يدلي الفنانون بتعليقات سياسية، وهو أمر جيد. من المهم أن تعبر عن آرائك، لكنك قد تثير سوء الفهم إذا لم تكن هذه الآراء مدعومة بمعرفة حقيقية. إذا كان الناس حذرين في كيفية مشاركة آرائهم، فسنسير في الاتجاه الصحيح“.
مستقبل كوريهارا وهيداكا
عُرض فيلم ”نهاية سعيدة“ في مهرجان فينيسيا السينمائي ضمن قسم ”أوريزونتي“، وهو قسم مخصص للأفلام التي تعبر عن الاتجاهات التعبيرية الجديدة في السينما العالمية، وغالبًا ما تكون من إخراج مخرجين أقل شهرة. وقد بيعت تذاكر العرض الأول للفيلم، الذي أقيم في 2 سبتمبر، والذي يتسع لـ 1400 مقعد، تقريبًا على الفور، وبعد الفيلم، استمر تصفيق وتشجيع الجمهور لبضع دقائق.
كان هيداكا متأثرًا بحماس مهرجان فينيسيا. قال: ”مستقبلاً، آمل أن أؤدي المزيد من الأدوار، حتى وإن كانت صغيرة، لاكتساب الخبرة، وبناء صورة تعتمد على فهم الناس لأسلوبي في التمثيل. آمل أن أكون ممثلًا يترك انطباعًا قويًا. أنا ممتن للجميع لأنني بدأت مسيرتي التمثيلية في فيلم جيد كهذا، وأريد أن أظل أحتفظ بذلك في ذهني في مشاريعي المستقبلية“.
عند الحديث عن مستقبله، يقول كوريهارا إنه يعشق الموضة ودرس تصميم الأزياء والإكسسوارات في مدرسة مهنية. وأضاف: ”آمل أن أكون جزءًا من عالم الأزياء في مرحلة ما. لقد أصبحت عارض أزياء لأنني أعتقد أنني مناسب لهذا المجال، ولكن عندما كنت أؤدي دوري في هذا الفيلم، كنت أرغب حقًا في تقديم أفضل ما لدي كممثل. أريد أن أصبح ممثلاً يراه الجميع مناسبًا جدًا للدور الذي يؤديه“.
الإعلان التسويقي (باللغة اليابانية)
الموقع الرسمي (باللغة اليابانية): bitters.co.jp/HAPPYEND
(المقالة الأصلية باللغة اليابانية، والترجمة من الإنكليزية. المقابلة والنص أجراها ماتسوموتو تاكويا من نيبون.كوم. صورة العنوان (© هاناي توموكو)