من رماد الحرب إلى صفحات المانغا: كيف أعادت اليابان تشكيل ثقافتها البصرية

سباي إكس فاميلي: كيف أحدثت ثورة في عالم المانغا الرقمية

مانغا وأنيمي

على الرغم من أن مجلات المانغا اليابانية، أو ”القصص المصورة“، قد أنتجت العديد من السلاسل التي حققت شهرة عالمية، إلا أن النجاح غير المسبوق للنسخة الرقمية من مانغا ”سباي إكس فاميلي“ في عام 2019 قد أحدث تحولًا كبيرًا في هذا المجال. فقد أصبحت هذه المجلات تتعرض لضغوط متزايدة لمواكبة التطورات الرقمية وتحقيق النجاح في سوق تتزايد فيه المنافسة عبر الإنترنت. هذا التحول يشير إلى مدى تأثير الثورة الرقمية على صناعة المانغا، ويطرح تساؤلات حول مستقبل المجلات التقليدية في ظل الطلب المتزايد على المحتوى الرقمي.

انقلاب المفاهيم عن المانغا

شهد عام 2019 حدثا استثنائيا في عالم المانغا. فبعد 22 يوما فقط من نشر المجلد الأول من ”سباي إكس فاميلي (Spy x Family)“ من تأليف إندو تاتسويا والذي نُشر في الأصل على تطبيق ”شونين جامب+“ التابع لدار النشر شوئيشا، تجاوزت مبيعاته 300 ألف نسخة. وقد تجاوز هذا الرقم بكثير مبيعات المجلد الأول من أي مانغا أخرى في ذلك الوقت.

ثلاث شخصيات غنية بجوانبها الفريدة تخفي أسرارها المختلفة بينما تواجه الصعاب معا في مانغا الكوميديا ​​والإثارة ”سباي إكس فاميلي“. صور من الحلقة 3 (© إندو تاتسويا/ شوئيشا).
ثلاث شخصيات غنية بجوانبها الفريدة تخفي أسرارها المختلفة بينما تواجه الصعاب معا في مانغا الكوميديا ​​والإثارة ”سباي إكس فاميلي“. صور من الحلقة 3 (© إندو تاتسويا/ شوئيشا).

حصد هذا العمل الجديد العديد من الجوائز، بما في ذلك الاعتراف بها كأفضل مانغا للرجال في إصدار عام 2020 من منشور ”هذه المانغا مذهلة!“. وقد بلغ عدد النسخ المطبوعة من الإصدار الأول للمجلد السادس، الذي صدر في ديسمبر/كانون الأول عام 2020، مليون نسخة. وقد فوجئ الكثيرون بمستوى النجاح لمانغا منشورة عبر تطبيق، حيث قلبت المفهوم السائد إلى حد ما آنذاك بأن المانغا المطبوعة في المجلات وحدها يمكن أن تحقق نجاحا باهرا بملايين النسخ في الطبعات الأولى.

الكوميديا تلتقي مع أكشن الجاسوسية

تدور أحداث القصة في عالم خيالي حيث تخوض الدولتان المتجاورتان أوستانيا وويستاليس حرب معلومات استخباراتية. يبدو لويد – في الظاهر – طبيبا نفسيا من أوستانيا يعيش مع زوجته يور وابنتهما بالتبني أنيا. ولكن هذه العائلة ليست حقيقية، حيث إن لويد جاسوس من ويستاليس ويور قاتلة مأجورة، وأنيا فتاة تمتلك القدرة على التخاطر، ما يجعل من أسرار والديها بالتبني كتابا مفتوحا بالنسبة لها. وهذه الحبكة المعقدة تخلق نوعا من الدراما العائلية تتداخل فيها عناصر الكوميديا مع أكشن الجاسوسية.

في خريف عام 2024، قامت خدمة البث Abema بإتاحة أنيمي ”سباي إكس فاميلي“ الذي حقق نجاحا باهرا، مجانا لمدة ثلاثة أسابيع متتالية. الصورة عبارة عن لقطة من المواد الترويجية لـ Abema (© إندو تاتسويا/ شوئيشا/ لجنة إنتاج سباي إكس فاميلي).
في خريف عام 2024، قامت خدمة البث Abema بإتاحة أنيمي ”سباي إكس فاميلي“ الذي حقق نجاحا باهرا، مجانا لمدة ثلاثة أسابيع متتالية. الصورة عبارة عن لقطة من المواد الترويجية لـ Abema (© إندو تاتسويا/ شوئيشا/ لجنة إنتاج سباي إكس فاميلي).

بدأ عرض أنيمي ”سباي إكس فاميلي“ المستوحى من المانغا على قناة TV Tokyo ومحطات تابعة لها في أبريل/نيسان عام 2022. كما عُرضت مسرحية موسيقية لأول مرة في المسرح الإمبراطوري في طوكيو في مارس/آذار عام 2023، وحولّت المانغا أيضا إلى لعبة فيديو ودراما صوتية على شكل بودكاست. فاز عمل ”سباي إكس فاميلي“ بالجائزة الكبرى في فئة القصص المصورة في جوائز جمعية رسامي الكاريكاتير اليابانية لعام 2023، وتجاوزت مبيعات المانغا المتداولة 36 مليون نسخة حتى المجلد الرابع عشر، الذي نُشر في أكتوبر/تشرين الأول عام 2024.

حلقات مجانية

تم إطلاق تطبيق ”شونين جامب+“ الذي ينشر مانغا ”سباي إكس فاميلي“ كل أسبوعين، في سبتمبر/أيلول عام 2014. توفر خدمة التطبيق أعمالها الأصلية بالإضافة إلى النسخة الإلكترونية من مجلة ”ويكلي شونين جامب“، حيث تتيح الحلقات الثلاث الأولى والأخيرة من سلاسلها الأصلية مجانا. وفي أبريل/نيسان عام 2019، بدأت خدمة تسمح للقراء بالاستمتاع بسلسلة كاملة مجانا لمرة واحدة لكل تطبيق.

الصفحة الرئيسية لتطبيق ”شونين جامب+“ للهواتف الذكية (© شوئيشا).
الصفحة الرئيسية لتطبيق ”شونين جامب+“ للهواتف الذكية (© شوئيشا).

إن الإتاحة المجانية للعديد من الأعمال الشهيرة، بناء على عدد المشاهدات والتعليقات، بالإضافة إلى فرصة اكتشاف مفضلات جديدة، هي فوائد رئيسية للقراء. سمحت المجلات المطبوعة التي تضمنت مجموعة متنوعة من الأعمال، للقراء في السابق العثور على سلاسل تناسب أذواقهم، وخلقت شعورا بالمجتمع وإحساسا بالمانغا كظاهرة اجتماعية. يتملكني شعور بأن تقاليد الطباعة وطرق التفكير هذه تتعزز أيضا في المانغا الرقمية. وبعد ”سباي إكس فاميلي“ ظهرت سلاسل ناجحة أخرى مثل ”كايجو رقم 8“ من تأليف ماتسوموتو ناؤيا.

استهدفت دار النشر شوئيشا منذ يناير/كانون الثاني عام 2019 السوق العالمية من خلال تطبيق ”مانغا بلس“ وموقعها الإلكتروني، حيث تصدر حلقات مترجمة إلى اللغة الإنكليزية بالتزامن مع النسخ الأصلية باللغة اليابانية. وهذه ميزة أخرى للعصر الرقمي.

حقق الفيلم الطويل Spy x Family Code: White الذي صدر في ديسمبر/كانون الأول عام 2023 نجاحا كبيرا في السوق المحلية، حيث اجتذب 4.4 مليون مشاهد وحقق إيرادات بلغت 6.2 مليار ين في شباك التذاكر. كما حقق نجاحا في الخارج. الصورة من دار سينما في شنغهاي في الصين (© رويترز).
حقق الفيلم الطويل Spy x Family Code: White الذي صدر في ديسمبر/كانون الأول عام 2023 نجاحا كبيرا في السوق المحلية، حيث اجتذب 4.4 مليون مشاهد وحقق إيرادات بلغت 6.2 مليار ين في شباك التذاكر. كما حقق نجاحا في الخارج. الصورة من دار سينما في شنغهاي في الصين (© رويترز).

سوق المجلات المتنوع في اليابان

في الوقت الذي تزدهر فيه التطبيقات، يبدو أن سوق المانغا أيضا في اليابان يشهد انتعاشا. ولكنني أعتقد أن نجاح تطبيق ”شونين جامب+“ و ”سباي إكس فاميلي“ يساهم في تسريع الانتقال من الأسماء التقليدية إلى أسماء جديدة، وأخشى أن يؤدي ذلك إلى تعليق نشر المجلات المطبوعة أو توقفها تماما.

كانت المانغا – حتى الآن – تبدأ عادة في المجلات المطبوعة قبل أن تُجمع في مجلدات تانكوبون، ثم يتم تحويلها إلى رسوم متحركة أو أفلام. بعد ذلك، تُنتج البضائع والسلع المستوحاة منها، وتجد المانغا قاعدة جماهيرية دولية.

وبطبيعة الحال فاليابان ليست الدولة الوحيدة التي تُنتج القصص المصورة. ولكنني أعتقد أنه يمكن القول إنها فريدة من نوعها بفضل العشرات من مجلات المانغا الأسبوعية والشهرية الموجهة إلى شرائح مختلفة من القراء – مثل ”شونين“ (الأولاد) و ”سينين“ (الشباب) و ”شوجو“ (الفتيات) – حيث هناك ما يقارب من 20 سلسلة مانغا في كل مجلة، بالإضافة إلى تجميعها في مجلدات ونشرها بانتظام.

فعلى سبيل المثال، مجلة ”ويكلي شونين جامب“ الصادرة عن شوئيشا كانت نقطة انطلاق لسلاسل شهيرة مثل ”كرة التنين“ و ”ون بيس“ و ”ناروتو“ و ”قاتل الشياطين“. أما مجلة ”ويكلي يانغ جامب“ الصادرة عن نفس دار النشر والموجهة للقراء الشباب (سينين)، فقد أطلقت سلاسل مثل ”كينغدوم“ و ”غولدن كاموي“. كما نشرت مجلة ”ويكلي شونين ساندي“ الصادرة عن ”شوغاكوكان“ سلاسل مثل ”إينوياشا“ و ”المحقق كونان“. واحتضنت مجلة ”بيسّاتسو شونين“ سلسلة ”هجوم العمالقة“، بينما نشرت مجلة ”ويكلي يانغ جامب“ الموجهة للشباب أعمالا مثل ”أكيرا“، وكانت المجلة الشهرية ”ناكايوشي“ المخصصة للفتيات (شوجو) هي المكان الذي ظهرت فيه سلسلة ”سيلور مون“ لأول مرة.

وبدون هذه المجلات المخصصة، لما كانت المانغا اليابانية كما هي عليه اليوم. ولكن هذه المجلات التي دعمت جذور صناعة المانغا، تواجه الآن خطر الانقراض.

سوق المانغا في اليابان

تُظهر البيانات التي ينشرها معهد أبحاث النشر في فبراير/شباط من كل عام، أن مبيعات المجلات المطبوعة في عام 2014 كانت نحو 131.3 مليار ين ومبيعات الملخصات المطبوعة (تانكوبون) كانت نحو 225.6 مليار ين ومبيعات القصص المصورة الإلكترونية كانت نحو 88.7 مليار ين. ولكن في عام 2023، انخفضت مبيعات المجلات المطبوعة لأكثر من النصف إلى 49.7 مليار ين، وانخفضت مبيعات الملخصات المطبوعة بنحو الثلث إلى 161 مليار ين، بانخفاض إجمالي في المبيعات المطبوعة يصل إلى حوالي 40%. وفي المقابل، ازدادت مبيعات القصص المصورة الإلكترونية بأكثر من 5 مرات لتصل إلى 483 مليار ين.

وفي خضم التحول الكبير من المحتوى المطبوع إلى الرقمي، كان التغيير في سلوك القراء سببا بارزا في تراجع مبيعات المجلات المطبوعة والتي كانت المكان الرئيسي للاستمتاع بالمانغا حتى نهاية تسعينات القرن العشرين. وكان القراء يشتركون لدى المجلات التي يحبونها أو كانوا يشترونها بانتظام أسبوعيا، وكانوا يكتشفون سلاسل المانغا المفضلة لديهم من خلالها. وفي كل مرة تُنشر فيها مجلة، كانوا يقرأون حلقاتها الجديدة المكونة من نحو 20 صفحة لكل حلقة، ويتطلعون إلى معرفة ما سيحدث في العدد التالي.

ولكن مع دخول الألفية الجديدة، أصبح القراء يميلون إلى انتظار نشر ملخصات بدلا من متابعة الحلقات الجديدة عبر المجلات. ولعل الركود الاقتصادي الممتد لفترة طويلة في اليابان لعب دورا في هذا التغيير الذي طرأ على العادات. فبدلا من شراء مجلة جديدة كل أسبوع وتخطي العناوين التي يجدونها أقل تشويقا، وجد القراء أنه من الأجدى من حيث التكلفة قراءة أعمالهم المفضلة في شكل تانكوبون.

تعويض خسائر المطبوعات

سعى القراء وراء الكفاءة في التكاليف ما شكل ضغطا على أعمال ناشري المجلات. ففي منتصف تسعينات القرن العشرين، وزعت ”ويكلي شونين جامب“ عددا قياسيا منها بلغ 6.5 مليون نسخة، وكان يُقال إن نقطة التعادل للمانغا الأسبوعية من نوع شونين هي توزيع مليون نسخة. وبعبارة أخرى، كان الناشرون يحتاجون إلى هذا المستوى من التوزيع لإنتاج مطبوعة من 500 صفحة تحتوي على نحو 20 مانغا متسلسلة دون أن يدخلوا في عجز مالي، نظرا لتكاليف المخطوطات والطباعة والتجليد والنقل وهوامش أرباح المكتبات. وكانت نقطة التعادل لمانغا سينين أكثر تساهلا، حيث كانت عند توزيع حوالي 500 ألف نسخة.

ولكن وفقا لجمعية ناشري المجلات اليابانية، بينما كان متوسط توزيع ”ويكلي شونين جامب“ من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران عام 2024 حوالي 1.09 مليون نسخة، أي ما يربو بقليل عن مستوى المليون، كانت منافستاها ”مجلة ويكلي شونين“ و ”ويكلي شونين ساندي“ تحققان توزيعين بلغا 320 ألف نسخة و 130 ألف نسخة على التوالي. ولم تكن هناك مجلات يزيد توزيعها عن مليون نسخة في فئات سينين وشوجو، و”جوسي (للقراء من النساء)“. ويمكن بسهولة تخيل أن معظم المجلات تتكبد خسائر.

في حين لا يزال هناك الكثير من مجلات المانغا المطبوعة في المكتبات، إلا أن توزيعها يتراجع بشكل مطرد (© Nippon.com).
في حين لا يزال هناك الكثير من مجلات المانغا المطبوعة في المكتبات، إلا أن توزيعها يتراجع بشكل مطرد (© Nippon.com).

وعلى الرغم من ذلك لم يتخلَ الناشرون عن المجلات المطبوعة، حيث إن الدخل الناتج من الملكية الفكرية – بما في ذلك من خلال الملخصات المطبوعة والأنيمي والأفلام – يمكن أن يعوض خسائرهم. ومنذ عدة سنوات، بدأ الناشرون يتحولون من التركيز على النشر التقليدي إلى حقوق الملكية الفكرية وأعمالها. فعلى سبيل المثال، حققت شوئيشا إيرادات بلغت 51.1 مليار ين من النشر غير الرقمي في الفترة من يونيو/حزيران عام 2023 إلى مايو/أيار عام 2024، مقارنة بـ 72 مليار ين من النشر الرقمي و75.3 مليار ين من الأعمال التي تشمل حقوق النشر وبيع السلع. ومن الممكن أن يصبح نشر المجلات المطبوعة وسيلة لتجميع المحتوى القابل للبيع لأعمال حقوق الملكية الفكرية.

وصول العصر الرقمي إلى هنا أخيرا

ساعد الجمود الطويل في سوق المانغا الرقمية المجلات المطبوعة. بدأت القصص المصورة الإلكترونية تجذب الانتباه في منتصف التسعينات بعد إطلاق نظام التشغيل ويندوز 95 من شركة مايكروسوفت، ما فتح الإنترنت للاستخدام التجاري. وفي وقت لاحق من نفس العقد، بدأ الوصول إلى الإنترنت عبر نطاق واسع يصبح أمرا نموذجيا.

أطلقت شركة Au في عام 2003 خدمة عبر الإنترنت للقصص المصورة التي يمكن قراءتها على شاشات الهواتف المحمولة LCD. ودخلت شركات أخرى السوق، وكان هناك ازدهار صغير في أعمال الحب بين الأولاد والحب للمراهقين، لكن المطبوعات حافظت على هيمنتها. ومع وصول هواتف الآيفون من آبل إلى اليابان في عام 2008، أصبح من الممكن نشر القصص المصورة الإلكترونية الكاملة. وفي عام 2013، بدأ في اليابان نشر ”ويبتون“ وهي مانغا رأسية مصممة للقراءة على الهواتف الذكية نشأت أساسا في كوريا الجنوبية.

ومنذ بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، بدا أن كل عام جديد يُعتبر بداية عصر الكتب الإلكترونية. ولكن سوق القصص المصورة الإلكترونية لم يتوسع كما كان متوقعا، واستمرت المجلات المطبوعة على وجه الخصوص في الهيمنة على نظيراتها الرقمية. ولم يبدأ معهد أبحاث النشر في نشر إحصائيات حول مبيعات القصص المصورة الإلكترونية إلا عام 2014 عندما أطلقت شوئيشا تطبيقها ”شونين جامب+“، ولكن بعد خمس سنوات أي في عام 2019 الذي وافق بداية سلسلة ”سباي إكس فاميلي“، تجاوز السوق الرقمي سوق الكتب المطبوعة.

الآن وبعد أن بدأت المجلات المطبوعة تفقد ميزتها في تجميع وتغليف المحتوى، ومع توسع سوق التطبيقات والقصص المصورة الرقمية، هل ستنتهي وسائل الإعلام المطبوعة، ولا سيما المجلات؟ وإذا لم يحدث ذلك، فما الشكل الذي ستأخذه في المستقبل؟ قد تعطي دراسة تاريخ المانغا لما بعد الحرب لمدة 80 عاما في هذه السلسلة من المقالات بعض الإشارات حول التغيير المتوقع.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية في 27 أكتوبر/تشرين الأول عام 2024. الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: حققت مانغا ”سباي إكس فاميلي“ نجاحا كبيرا على تطبيق المانغا ”شونين جامب+“. © إندو تاتسويا/ شوئيشا)

مانغا الثقافة الشعبية أنيمي الثقافة الفرعية