أكبر نحت صخري للبوديساتفا مايتريا في أونوديرا بمحافظة نارا
فن- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
أونوديرا هو معبد صغير ذو تاريخ عريق. يتبع المعبد فرع موروجي من مدرسة شينغون البوذية، ويقع على ضفاف نهر أوداغاوا في منطقة هادئة تُدعى أودا في محافظة نارا، على بُعد ساعة تقريبا بالقطار من نارا. يشتهر المعبد بمعلم فريد يقع خارج أراضيه مباشرة والمتمثل في نقش صخري ضخم يمثل بوديساتفا ميروكو (مايتريا، بوذا المستقبل)، منحوت على منحدر صخري على الضفة المقابلة لنهر أوداغاوا ذي المياه الصافية المتدفقة.
قبل أكثر من 800 عام، كان النحاتون وعمال الحجر يتسلقون سقالات بدائية مصنوعة من الخشب والخيزران، حيث عملوا على نحت تجويف ضخم على شكل هالة يبلغ ارتفاعها أكثر من 13 مترا في الجانب الأمامي من المنحدر الصخري. بعد ذلك، قاموا بتنعيم المنطقة وصقلها ونقش خطوط دقيقة على الصخر لتشكيل تمثال نابض بالحياة لمايتريا يبلغ ارتفاعه 11.5 مترا. ورغم أن هذا التمثال ليس بنفس ضخامة تمثال بوذا الكبير الشهير بمعبد تودايجي في نارا (الذي يبلغ ارتفاعه 15 مترا)، إلا أنه يُعد أكبر ”ماغايبوتسو (بوذا منحوت في الصخور)“ في اليابان. يرتدي التمثال رداء كاهن يُغطي كتفا واحدا، ويقف برأس مائل قليلا نحو اليمين، بينما ترمق عيناه الطويلتان والضيقتان جميع الكائنات الحية بنظرة مليئة بالشفقة. وقدماه تقفان على قاعدتين منفصلتين من اللوتس، في وضعية تُعرف باسم ”فوميواري رينغي-زا“.
وفقا للتقاليد، تأسس معبد أونوديرا في فترة أسوكا (593-710) من قبل ”إن نو أوزونو“، مؤسس تقليد شوغيندو الذي يجمع بين المعتقدات التوفيقية والممارسات الباطنية. وفي فترة هييان (794-1185)، يُنسب الفضل إلى كوكاي (المعروف أيضا باسم ”كوبو دايشي“) في تشييد المزيد من مباني المعبد الدائمة في الموقع، والتي أطلق عليها اسم ”جيسون-إن ميروكونجي (قاعة الرحيم، معبد مايتريا)“. يشترك معبد أونوديرا مع معبد موروجي في نفس المؤسسين الأسطوريين والارتباطات الأسطورية مع كوكاي، ومن المحتمل أن المعبدين كانا على اتصال وثيق منذ العصور القديمة. وغالبا ما يزور الناس معبد أونوديرا في طريقهم من وإلى معبد موروجي، الذي لا يبعد إلا نحو 3.5 كيلومتر، ويُعرف باسم ”البوابة الغربية لموروجي“.
نُحت تمثال مايتريا على المنحدر الصخري في بداية فترة كاماكورا (1185-1333)، وفاء بعهد قطعه الكاهن الكبير ”غاين“ في معبد كوفوكوجي في نارا. اكتمل النحت في عام 1207، ومن المعتقد أنه استوحي من تمثال يعود إلى فترة أسوكا كان التمثال الرئيسي في معبد كاساغيديرا في كيوتو. نحت التمثال سوكي أحد أشهر نحاتي مدرسة ”كي“. كما شارك في المشروع عمال حجارة من الصين في عهد أسرة سونغ الذين جاؤوا إلى اليابان للمساعدة في إعادة بناء معبد تودايجي، الذي دُمّر إلى حد كبير خلال حروب غينبي بين عشيرتي تايرا وميناموتو في نهاية فترة هييان. أقيمت مراسم ”فتح العيون“ الرسمية بمناسبة اكتمال التمثال في اليوم السابع من الشهر الثالث لعام 1209. وكان من بين الحضور الإمبراطور المنعزل غوتوبا.
حتى فترة هييان، كانت المنحوتات الحجرية البوذية اليابانية غالبا نقوشا بارزة محفورة على وجه الصخور. ولكن بدءا من فترة كاماكورا، أصبحت التماثيل المستقلة ثلاثية الأبعاد أكثر شيوعا. يُعتبر هذا النقش المحفوظ بشكل ممتاز من أوائل فترة كاماكورا، بخطوطه الواضحة والأنيقة، مثالا متأخرا بالغ الأهمية. تعكس الخطوط المتدفقة تأثير الأسلوب الجديد للنحت البوذي القادم من الصين في عهد أسرة سونغ، والذي كان يستخدم تقنيات مبتكرة لإعادة إنتاج الحركات الطبيعية والمرنة بشكل واقعي. يرتفع هذا العمل الفني الساحر فوق النهر ويغطي واجهة منحدر صخري في منطقة جبلية بعيدة عن أي مستوطنات بشرية، في مشهد لا يزال مهيبا حتى يومنا هذا. ويمكن للمرء فقط أن يتخيل الأثر الذي أحدثه النقش على الناس الذين رأوه في بداية نحته.
تمثال واقف منحوت على الصخر لبوديساتفا ميروكو (مايتريا)
- الارتفاع: 11.5 متر
- التاريخ: أوائل فترة كاماكورا (1185-1333)
- أونوديرا (أودا، محافظة نارا)
- موقع تاريخي مسجل
(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: نحت صخري للبوديساتفا ميروكو [مايتريا]، أونوديرا، بمحافظة نارا. © مودا توموهيرو)