رحلة عبر شعر الهايكو الياباني

ضباب رقيق يغطي جبالا مجهولة

ثقافة

يبتعد باشو في هذه القصيدة عن الجبال الشهيرة في ياماتو القديمة ليتغنى بجبال أخرى مجهولة.

春なれや名もなき山の薄霞 芭蕉

هارو نارييا/ نا مو ناكي ياما نو/ أوسوغاسومي

الربيع هنا -
ضباب رقيق فوق
جبال مجهولة

(من تأليف باشو عام 1685)

تقول المقدمة التي تسبق هذه القصيدة إنها كُتبت ’’على الطريق إلى نارا‘‘ وبالتالي نستشف أن ماتسو باشو كان في طريقه من مقاطعة إيغا مسقط رأسه إلى العاصمة السابقة في مقاطعة ياماتو. تظهر القصيدة في مجلة السفر الخاصة به ’’نوزاراشي كيكو‘‘ وقد ترجمها بالكامل ستيفن دي كارتر تحت عنوان ’’تبييض عظام في الحقول‘‘.

لمقاطعة ياماتو تاريخ طويل باعتبارها مركزا ثقافيا، وقد كتب الشعراء في الماضي قصائد من شعر واكا تتغنى بالثناء على الكثير من جبالها. وكان أكثرها شهرة جبل يوشينو. وقد كتب ميبو نو تاداميني وهو شاعر من منتصف عصر هيان (794-1185) قصيدة قال فيها: ’’هارو تاتسو تو/ إيو باكاري ني يا/ مي يوشينو نو/ ياما مو كاسوميتي/ كيسا وا مييورامو (هل هذا فقط لأننا/ نقول جاء الربيع؟/ بهاء جبل يوشينو/ انكشف هذا/ الصباح خلف الضباب)‘‘. وكانت هذه القصيدة مميزة في المجموعة الإمبراطورية ’’شوي واكاشو‘‘، وساعدت في إيجاد عرف يربط بداية الربيع (المعروفة تقليديا بفصل ريشّون في أوائل شهر فبراير/شباط) بالجبال الضبابية.

ولكن باشو يقلب هذا التقليد رأسا على عقب ويركز بدلا من ذلك على ’’جبال ياماتو غير المعروفة‘‘. حيث يخبرنا في قصيدته ’’الربيع هنا‘‘. ’’عادة ما تتحدث القصائد عن الضباب الذي يصل إلى جبل يوشينو الشهير بمجرد بدء الربيع، ويصل أيضا إلى الجبال غير المعروفة ولو كان رقيقا فقط‘‘. ويكمن حس الفكاهة في استخدام كلمة ’’رقيق‘‘. حيث إن الجبال الشهيرة تغطى بضباب كثيف جدا، في حين أن الجبال المجهولة لا يصلها سوى طبقة رقيقة من الضباب.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: © بيكستا)

الثقافة الهايكو الثقافة الشعبية الثقافة التقليدية