اليابان تسجل ارتفاعًا غير مسبوق في إصابات الإنفلونزا منذ 1999: ماذا نعرف؟

صحة وطب

شهدت اليابان ارتفاعًا قياسيًا في عدد حالات الإنفلونزا الأسبوعية نهاية العام الماضي، حيث تم تسجيل أعلى معدل منذ بدء توثيق البيانات في عام 1999. هذا الارتفاع غير المسبوق يسلط الضوء على تحديات الصحة العامة التي تواجهها البلاد، خاصة في ظل تزامنه مع فصل الشتاء وزيادة التجمعات خلال عطلة رأس السنة. في هذه المقالة، نناقش العوامل التي ساهمت في هذا التصاعد، وأبرز التدابير التي يتم اتخاذها للحد من انتشار الفيروس، مع نصائح للحفاظ على الصحة في هذه الفترة الحرجة.

سجلت اليابان رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد حالات الإصابة الأسبوعية بالإنفلونزا، حيث بلغ الإجمالي 317,812 حالة في الفترة من 23 إلى 29 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية. تعتمد هذه الأرقام على تقارير من حوالي 5000 مؤسسة طبية محددة في أنحاء البلاد، وهو أعلى معدل منذ اعتماد الطريقة الحالية لتسجيل الحالات في أبريل/ نيسان 1999. تجاوز متوسط ​​الحالات 64.39 لكل مؤسسة، وهو أعلى بكثير من الرقم القياسي السابق البالغ 57.09 الذي تم تسجيله في يناير 2019.

شهدت كيوشو تفشيًا كبيرًا للإنفلونزا، حيث تصدرت محافظة أويتا القائمة بمعدل 104.84 حالة لكل مؤسسة طبية، تليها كاغوشيما (96.40)، وساجا (94.36)، وكوماموتو (92.56)، وميازاكي (90.24). ومن الجدير بالذكر أن جميع المحافظات اليابانية باستثناء أكيتا، ياماغاتا، توياما، وأوكيناوا، تجاوزت مستوى التحذير البالغ 30 حالة لكل مؤسسة.

تثير هذه الأرقام القلق بشأن الضغط المتزايد على النظام الصحي الياباني، خاصةً في ظل انتشار الإنفلونزا على نطاق واسع وارتفاع عدد الحالات بشكل غير مسبوق. تسلط هذه الأزمة الضوء على أهمية تعزيز جهود الوقاية مثل حملات التطعيم، واتباع الإجراءات الصحية، وزيادة جاهزية المرافق الطبية للتعامل مع التداعيات. كما أنها تشكل تذكيرًا بأهمية التخطيط المستقبلي لمواجهة الأوبئة وتقليل آثارها على الصحة العامة.

حالات الانفلونزا الاسبوعية في المؤسسات الطبية المعينة

شهدت اليابان خلال موسمي 2020-2021 و2021-2022 انخفاضًا قياسيًا في أعداد حالات الإنفلونزا، وهو ما يُعزى إلى التدابير الوقائية المكثفة مثل ارتداء الكمامات، وغسل اليدين، وتطهيرها بشكل منتظم، التي فُرضت للحد من انتشار فيروس كورونا. لكن هذه التدابير فعالة في احتواء فيروس كورونا فقط، بل لعبت أيضًا دورًا كبيرًا في تقليل تفشي الإنفلونزا.

ومع ذلك، أدى هذا الانخفاض في الحالات إلى تراجع مناعة القطيع ضد الإنفلونزا، مما جعل السكان أكثر عرضة للعدوى. ومع خفض تصنيف كورونا في اليابان، وتخفيف القيود المتعلقة بارتداء الكمامات، وعودة السفر الدولي بشكل مكثف، تصاعدت مخاطر تفشي الإنفلونزا بشكل واسع النطاق. 

بدأ موسم الإنفلونزا لعام 2024-2025 في نوفمبر/ تشرين الأول، ومنذ ذلك الحين زادت الحالات بشكل متواصل لمدة 10 أسابيع حتى وصلت إلى الرقم القياسي في أواخر ديسمبر/ كانون الأول. هذا الارتفاع يشكل تحديًا للنظام الصحي ويستدعي اتخاذ خطوات وقائية جادة.

تُوصي وزارة الصحة باتخاذ إجراءات فورية لحماية الفئات الأكثر عرضة للإصابة، مثل كبار السن، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة. ومن بين التدابير الموصى بها تلقي اللقاحات الموسمية، إلى جانب الاستعدادات الأخرى مثل شراء مسكنات الألم والأدوية المضادة للحمى مسبقًا. كما يُنصح بالتحقق من مواقع أقرب المؤسسات الطبية التي تقدم خدمات للمرضى الخارجيين المصابين بالحمى، لتجنب تأخير تلقي العلاج في حالات الطوارئ.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، صورة العنوان © بيكستا)

الطب الطب التجديدي الصحة