من التراث العالمي: معبد إيتسكو شيما (عرض لقطات متتابعة)
ثقافة سياحة وسفر- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
ا لجزيرة المقدسة
★ التصوير الفوتوغرافي المتتابع السريع
هو تقنية يتم فيها عرض اللقطات بشكل تسلسلي على فترات منتظمة (حوالي ٣٠ لقطة فيديو في الثانية الواحده) ، فإذا تم ضبط الكاميرا لالتقاط صورة كل ٢٠ ثانية، لمدة ساعة واحدة من الصور سيؤدي إلى ٦ ثوان من الفيديو. الوقت الفاصل بين أشرطة الفيديو مثالي لتصوير التغييرات البطيئة. لذلك قررنا استخدام هذه التقنية لتصوير جمال معبد إيتسكوشيما الرئيسي و التغيرات التي تطرأ عليه مع انحسار الماء وتدفقه خلال عملية المد والجزر.
إيتسكو شيما هو الإسم الرسمى الذى يطلق علي الجزيرة الصغيرة الواقعة في مياجيما ”جزيرة المعبد“ التابعة لمحافظة هيروشيما. والتي تعد واحدة من ضمن أكثر ثلاث مناطق روعة وجاذبية في اليابان. وفي نحو ٣٠ كيلومترا في محيط الجزيرة تبدو الجزيرة كمدخل إلى الأراضي اليابانية عن طريق جزيرة ”هونشو“ الرئيسية والتي بدورها تبعد ٥٠٠ متر فقط في أقرب نقطة لها. ويقال أن اسمها يأتي من إتسكو والتي تعنى ”تطهير الجسد والروح لخدمة الآلهة“؛ شيما تعني جزيرة، وقد تم اعتبار ”الجزيرة“ موقعاً مقدساً منذ العصور القديمة.
ويعود تاريخ المعبد وفقا للأساطير إلى عام ٥٣٩ ميلاديا. حتى عصر هييان (٧٩٤-١١٨٥) ظلت إتسو كو شيما ذات أهمية إقليمية، ومركز الإيمان والمعبد الرئيسي للمقاطعة آكي. وما أعطى لها تلك المكانة الهامة علي الصعيد الوطنى هو عشق وولع ”تايرا نو كيوموري“ (١١١٨-١١٨١) لها والذي يعد من أقوى الشخصيات في هذا العصر.
وقد كان ”تايرا نو كيوموري“ زعيم من فرع عائلة ايسي تايرا (المعروف أيضا باسم هايشى، أو هايكه)، وهي عائلة محاربة قوية يرجع نسبها للإمبرطور ”كانمو“. إرتقى ”كيوموري“ إلى قمة السلطة بفضل الانتصارات العسكرية التي أحرزها ”تايرا“ على منافسهم الكبير ”ميناموتو“ (أو جينجي) في الاضطرابات التي إندلعت بكل من هوغن وهيجى عامي ١١٥٦و ١١٥٩. وهو شخصية محورية في ”هيكي مونوجاتاري“ (حكايات يابانية)، ملحمة العسكرية اليابانية الكبرى، التي تحكي قصة صعود ”كيوموري“ وسقوط عشيرته.
قام ”كيوموري“ بعمل سلسلة من المخطوطات لمعبد إيتسكو شيما في ١١٦٤. وفي مذكرة كانت مصاحبة لتلك المخطوطات، كتب يقول: ”كاهن .أبلغني بأن الأمور الجيدة ستأتي بالتأكيد إلى طريقي إذا كنت أتعبد في معبد إيتسكو شيما، وقد آمنت بما قاله لي وصدقته“
بالفعل صدقت نبؤة الكاهن لـ ”كيوموري“، فقد اصبح ليس فقط الساموراي الأقوى في اليابان ولكن وصل بدوره الى قمة طبقة النبلاء. وكدليل على امتنانه وعرفاناً منه بالجميل لمقام الآلهة لمعبد إيتسكو شيما قام بتجديد وترميم المباني الخاصة بالمعبد بالكامل. وكانت النتيجة لمعبد إيتسكو شيما كما نعرفه اليوم، المبنى الرئيسي وغيره من الهياكل تبدو وكأنها تطفو فوق سطح الماء. وقد تمت عمليات التجديد والترميم في غضون عام ١١٦٨، قبل أن يصل ”كيوموري“ إلى ذروة مجده.
تصميم يتحمل موجات المد والجزر
لماذا قام كيومورى بتشييد معبد إيتسكو شيما على هذا النطاق الكبير؟ أحد الأسباب المحتملة هو أنه كان يريد أن تصبح مجموعة المعابد الخاصة شيدت مباني معبد إيتسكو شيما علي خليج يطلق عليه ”تاما نو ميكى“. وفي المنتصف تقريبا يوجد أربعة مبان تشكل معاً المعبد الرئيسى. إلى اليسارمن المعبد الرئيسى يمكن أن نرى من البحر معبد ”ماردو“ الملحق به والذي يتكون هو الأخر من أربعة مبان. ومعبد ”ماردو“ Marōdo هو الجزء الأول من المجموعة التي يصل إليها الزوار بعد أن يسيرو في الممر المغطى الذي يبدأ بمدخل على الطراز التقليدي، ويقوم الناس بالصلاة والدعاء هنا قبل الانتقال إلى المعبد الرئيسي.
المعبد مصمم فوق الماء لذلك كان هناك ضرورة لإنشاء ممر يصل حتى المعبد. عند الجزر تنحسر المياه خارج البوابة الكبرى، وعلى مسافة ١٥٠ متر من الشاطئ عند ارتفاع المد فالماء يرتفع فقط إلى أسفل أرضية الممر. أما عند ارتفاع المد لمستويات كبيرة في يوم جميل تغمر المياه المعبد بالكامل ويبدو تحت أشعة الشمس التي تنعكس على الأعمدة والعوارض كما لو كان قصراً يتلألأ تحت الماء. لذلك فليس من المستغرب أن الأرستقراطيين في فترة ”هييان“ شبهوا المعبد بقصر التنين الأسطوري الذي يقبع تحت سطح البحر.
رمز دائم للأسلاف
بـ إيتسكو شيما رمزا لقوة عشيرة ”تايرا“. الأسر الرئيسية الأخرى كان لديها أيضاً بالفعل المعابد الخاصة بها. مثل عشيرة ”فوجيوارا“ وعشيرة ”ميناموتو“. ربما اراد كى مورى جعل معبد إيتسكوشيما المعبد الخاص بعائلة ”تايرا“. رمزاً لعظمة وقوة وجلال عشيرته.
لم تدم أيام مجد تايرا طويلا، فبعد أربع سنوات فقط من وفاة كيومورى جرى محو عشيرته تماماً في أعقاب هزيمتها من قبل ميناموتو في معركة دان نو أورا - في ١١٨٥، ولكن تلك الهزيمة لم تنل من سلطة وقوة معبد إيتسكوشيما. فقد تم إعادة بنائه في عهد كيومورى والتي صمدت على مر القرون ويقف أمامنا اليوم في شموخ وكبرياء. المعبد هو نصب دائم من الفن الديني، وتركه لنا وللأجيال القادمة واحد من الشخصيات المميزة ذات التأثير في التاريخ الياباني.
(المقاله الأصلية باللغة اليابانية بواسطة كازوهيرو يوشيدا، الترجمة من اللغة الإنكليزية، تم التصوير بتصريح من معبد إيتسكوشيما)
أوشيدا كازوهيرو Uchida Kazuhiro
ولد في يوكوهاما في عام ١٩٦٢. تخرج من جامعة واسيدا، حيث تخصص في الفن البوذي. كاتب حر ومحرر. وقد كتب للعديد من دور النشر، بما في ذلك
visiting the great castle (زيارة القلاع الكبرى)
journey through china (رحلة عبر الصين)
itsuki hiroyukis guide to 100 tempels (هيرويوكي والمعابد المئه )
ومن أشهر أعماله Buddhist images of regional Japan (صور البوذية في اليابان).