بالصـور شاهـد أجـمل 14 قلعـة في اليـابان
ثقافة- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
تم بناء عدد كبير من القلاع خلال فترة المقاطعات أو الدويلات المتحاربة في اليابان (١٤٦٧- ١٥٦٨) لاستخدامها بوصفها حصون عسكرية أو مساكن للإقطاعيين. وكان من الشائع في بداية الأمر إعطاء الأولوية لمتطلبات المعركة، وذلك ببناء القلاع على تلال شديدة الانحدار وغيرها من المواقع الاستراتيجية التي تسهل الدفاع عنها وتصعب من عملية اقتحامها، ولكن جلب ظهور القائد العسكري الأسطوري أودا نوبوناغا (١٥٣٤-١٥٨٢) تحولاً ملموساً في طبيعة تصميم القلاع اليابانية. فقد شيد نوبوناغا قلعة أزوتشي مستخدماً الخشب في بناء الحصن المركزي (أشد أماكن تحصين داخل القلعة) والذي زين بالذهب والورنيش كدليل على قوته، على أرض مرتفعة بجانب شاطئ بحيرة بيوا بمحافظة شيغا. تم تصميم جدران القلعة واسعة الحجر والخنادق جنباً إلى جنب مع العديد من الأبراج والبوابات القوية المنيعة لتعزيز الدفاع، لكنه افتتح أيضاً عصر القلاع كرمز بارز للقوة.
في عام ١٥٨٢، بعد أن تمت خيانة نوبوناغا بيد أحد مروؤسيه وحادثة الانتحار الإجباري في معبد هونّوجي في كيوتو، تم حرق وتدمير قلعة أزوتشي. وكان قد مضى حينها ثلاث سنوات فقط على اكتمال بناءها، ولكن حتى مع ذلك أثرت القلعة على أمراء الحرب اللاحقين الذين اعتمدوا على القلعة كنموذج في بناء معاقلهم الخاصة. وقد أصبح حصن القلعة الرائع سمة من سمات القلاع في جميع أنحاء اليابان.
وضع حد لبناء القلاع
الاندفاع في بناء القلاع استمر نحو أربعة عقود في وقت متأخر من القرن السادس عشر حتى أوائل القرن السابع عشر. بنيت بعض القلاع الشهيرة في اليابان في ذلك الوقت، مثل قلعة هيميجي، قلعة هيكوني، وقلعة إنوياما، وقلعة ماتسوموتو، وهي القلاع الأربعة الوحيدة على الصعيد الوطني التي تم اختيارها ككنوز وطنية. ولكن وصل بناء القلاع الجديدة في آخر المطاف إلى نهايته مع توحيد اليابان تحت قيادة تويوتومي هيديوشي (١٥٣٧-١٥٩٨) في نهاية القرن السادس عشر، والتي جلبت حقبة الحرب إلى نهايتها، وبداية ”شوغونية إيدو (حكومة إيدو مركزية)“ تحت قيادة الشوغون (القائد العسكري الأعلى) توكوغاوا إيئياسو (١٥٤٢-١٦١٦) في بداية القرن السابع عشر.
لقد منعت شوغونية إيدو الأمراء الإقطاعيين من امتلاك القلاع بصرف النظر عن مساكنهم الخاصة، والتي دُمر الكثير منها. أما تلك التي بقيت فقد انخفض عددها تدريجياً بعد اندلاع الحرائق، والزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى. وعلى الرغم من روعتها وجمالها الأنيق فقد كانت القلاع المصنوعة من الخشب والحجارة عرضة للحرائق. حتى قلعة إيدو، مكان إقامة الشوغون، أحرقت في حريق مَيْريكي الكبير في عام ١٦٥٧ ولم يعاد بناءها أبدا.
تقدير جديد
بعد إطاحة ميجي بالشوغونية لاستعادة الحكم الإمبراطوري في عام ١٨٦٨، أمرت الحكومة الجديدة بتدمير المزيد من القلاع، والتي تقع في المناطق التي سيطر عليها أولئك الذين دافعوا عن الشوغونية، بما في ذلك معاقل مثل قلعة أيزوواكاماتسو في فوكوشيما. وقد أثرت الغارات الجوية التي تم شنها على كافة أرجاء البلاد في المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية أيضاً على العديد من القلاع حيث دمرت قلعة ناغويا، وقلعة أوكاياما، وغيرها من القلاع. قلعة هيميجي التي تعد أحد مواقع اليونسكو للتراث العالمي، تم استخدامها كقاعدة للجيش خلال الحرب، وقد نجا الحصن المركزي في تلك الأثناء بأعجوبة على الرغم من اشتعال المدينة المحيطة بالقلعة وكذلك جزء من القلعة بالنيران. وهي واحدة من ١٢ قلعة فقط تمكنت من الاحتفاظ بالحصن المركزي الأصلي والنجاة من محن القرون الماضية من كوارث وحرائق وهدم متعمد.
لقد بدأت اليابان بتقييم جديد للقلاع في فترة ما بعد الحرب حيث تم إعادة بناء العديد من الحصون المركزية للقلاع. كانت هناك العديد من الصور الفوتوغرافية للقلاع التي نجت حتى أواخر القرن التاسع عشر مما ساعد على إنتاج التصاميم الأصلية بشكل دقيق وإعادتها إلى حالتها الأولى. أما القلاع التي دمرت في وقت سابق من ذلك بكثير، فقد تم إعادة بناء بعضها على أساس المواد المكتوبة والسجلات، بينما في حالات أخرى تم إعادة بناء حصون مركزية جديدة في نفس المكان الذي كانت تحتله القلاع في الماضي. وهناك نظام للتصنيف لكل نوع من أنواع القلاع التي أعيد بناؤها. وإجمالاً، بما في ذلك القلاع التي نجت من وقت تشييدها، هناك أكثر من ١٠٠ قلعة جميلة في جميع أنحاء اليابان متوفرة للزوار للاستمتاع بها.
(النص الأصلي باللغة اليابانية بتاريخ ١ يناير/كانون الثاني ٢٠١٥. الترجمة من الإنكليزية)