كيف تجتاز اختبار للكانجي يتطلب معرفة 6000 حرف كانجي !
ثقافة لايف ستايل اللغة اليابانية- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
يقال إن اليابان تعشق الاختبارات. وهذا يدّلُ أنه لا يوجد شيء يحبه العديد من اليابانيين أكثر من ملء أوراق الإجابة في غرفة مكتظة مع أشخاص لديهم ميول مشتركة. shiken kentei، أو اختبار قياس القدرات، هو اختبار عن كل شيء تقريباً يمكنك أن تخضع له. ولعل واحداً من أشهر تلك الاختبارات هو Kanji Kentei ”اختبار قدرات الكانجي“ أو ”Kanken“ كما يُطلق عليه اختصاراً، والذي يقيس بدقة عالية مدى معرفة الآلاف من مقاطع الكانجي التي تستخدم في كتابة اللغة اليابانية.
من 80 إلى 6000 كَانجي !
يستند اختبار قدرات الكانجي أساساً على القدرة على قراءة وكتابة مقاطع الكانجي. وفي عصر مثل عصرنا هذا حيث يستخدم غالبية الأشخاص أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية في حياتهم اليومية، لم تعد القدرة على كتابة الكانجي باليد مهارة مضمونة إلى حد بعيد. ويبدأ الاختبار بلطف بما فيه الكفاية عند مستوى 10، حيث يحتاج الممتحنون معرفة 80 مقطعاً فقط من الكانجي والذي يتعلمها الأطفال في الصف الأول من المدرسة الابتدائية. وكلما نقص رقم الاختبار، تزداد درجة الصعوبة تدريجياً وبشكل تصاعدي حتى المستوى 2، الذي يتطلب معرفة كل الـ 2136 كانجي التي يتم دراستها حتى نهاية المرحلة الثانوية.
ثم هناك ارتفاع مفاجئ بشكلِ قفزة إلى حوالي 3000 كانجي للمستوى ما قبل الأول، تليها قفزة جبارة بحوالي 6000 كانجي للمستوى الأول. وفي حين يتوقع دارس للغة اليابانية بأن لديه على الأقل بعض الألفة والمعرفة مع 3000 كانجي، فالمعرفة المطلوبة للمستوى الأول تفوق ذلك بكثير وأبعد من الخبرة القياسية ويتطلب بعض الدراسة الجادة. ومعروف بأن الكثير من الكانجي غير مستخدم عموماً في المنشورات الحالية أو الحياة اليومية بشكل كبير.
وهذا الاختبار هو الأشهر والأكثر شعبية من المستويات المتوسطة إلى المستويات الأعلى، فَقَد جذب المستوى الثالث (الذي يختبر المعرفة للكانجي الذي يتم تعلمه خلال المدرسة الاعدادية) أكبر عدد من المتقدمين. وأصبح من الشائع بشكل متزايد أن يتم وضع شهادات اختبار قدرات الكانجي بعين الاعتبار في المدارس الثانوية والجامعات، وحتى الشركات عند القيام بعملية الاختيار من بين المتقدمين للوظائف. وهناك أكثر من 250 ألف شخص ممن يتقدم لاختبار المستوى الثالث في فصل الشتاء - مَرَّةٌ واحدة من ثلاث مرات يعقد فيها الاختبار على مدار العام - حيث يأمل العديد من طلاب المرحلة الإعدادية في الاستعانة بالنتيجة لدخول المدرسة الثانوية التي يودون الالتحاق بها. ولكن بالرغم من أن المستويات المتوسطة لديها عدد أكبر من المتقدمين للاختبارات، يبقى المستوى الأول هو الهدف الأعلى الذي يعطي لاختبار قدرات الكانجي جزءً من جاذبيته الخاصة.
ويتكمن حوالي 10٪ ـ 15٪ من المتقدمين للامتحان، - من إجمالي المرات الثلاث التي يٌعقد بها الاختبار بشكل منفصل - من إحراز النجاح في هذا المستوى كل عام، والذي يصل إلى نحو 500 ـ 600 شخص سنوياً فقط. وكما قد تتوقع، فانّ معظمهم يابانيون بشكل حصري تقريباً، لكن في عام 2012، انضم بريت ماير - مقيم باليابان يبلغ من العمر 32 عاماً من مدينة هاماماتسو، بمحافظة شيزوكا، وهو في الأصل من ولاية نيو جيرسي بالولايات المتحدة الأمريكية - لنادي الحاصلين على المستوى الأول.
البداية كانت مع دراغون بول
في مقابلة عبر البريد الإلكتروني، قال ماير لنا Nippon.com ”إن حبه للكانجي بدأ في المدرسة الثانوية عندما صادف -دراغون بول - في نادي الأنيمي“. وأضاف ”هذه السلسلة كانت الأساس في انطلاق مسيرتي اليابانية بأكملها. فقد التقطت مجموعة من الكتب بشكل عشوائي من مَحلِ بيع كُتُب وبدأت الدراسة “. وحيث أنه لم يكن قد طور بعد طريقة عملية ”لقد كانت دورة لا نهاية لها من الكانجي الغير معروف بالنسبة لي، والبحث عنه، ونسيانه بعد مرور 10 دقائق فقط“.
وكان ماير قد جاء إلى اليابان عام 2008 حيث سمع عن اختبار قدرات الكانجي. وقد ساعده تقسيم الاختبار إلى عدة مستويات مختلفة وتقديم مواعيد الاختبار على تنظيم دراسته. ”لقد بَيّن لي أيضاً أهمية ممارسة الكتابة“، كما يوضح ”في المستوى المبكر جميع الكتب بها مساحات لممارسة الكتابة“ وقد بدأ ماير مع المستوى 8 من الاختبار، الأمر الذي يتطلب معرفة 440 كانجي، و تمكن من النجاح فيه في أول مرة.
وفي السنوات التي تلت ذلك، قفز ماير المستويات بشكل مطرد مع نسبة نجاح 100٪. عندما وصل للمستوى ما قبل الثاني والمستوى الثاني، والذي يتطلب معرفة عدد مماثل من الكانجي، قرر أن يتقدم للاختبارين في نفس اليوم؛ وقد استطاع على نحو ما من أن ينجح في المستوى الثاني لكنه فشل في النجاح في المستوى ما قبل الثاني الأسهل. بعد المستوى ما قبل الأول، والذي واستطاع أن ينجح فيه في محاولته الثانية، وبروح استكشافية ذهب مباشرة لمستوى صعوبة أكبر، على الرغم من أنه لم يكن مستعداً على نحو كاف.
كذلك يقول ”كنت قد وصلت أخيراً إلى القمة إذا جاز التعبير، وأردت فقط أن أرى ما هي طبيعة ما يسمى بالمستوى الأول. وقد سجلت ما مجموعه 7 نقاط“ و لقد استغرق الأمر خمس محاولات ونحو عام ونصف من الدراسة حتى استطاع في النهاية اجتياز المستوى الأول ويقول ”إن هناك عقبة واحدة كبيرة تتمثل هي عدم وجود المواد الدراسية الخاصة بهذا المستوى مثل تلك المتوفرة للمستويات الأدنى حيث يجب على المتقدمين للاختبار أن يقوموا بشكل أساسي بتصميم شكل ومواد دراستهم بنفسهم أو بطريقتهم الخاصة.“
تجاعيد صفحة كتابة الكانجي
ولا تزال الكتابة هي طَرِيقة ماير ومنهجه المفضل ”بعض الناس يثقون في بطاقات فلاش أو تطبيقات تكرار متباعدة، ولكن أنا لا يمكن أبدًا أن أصل إلى ذلك. أنا بحاجة إلى وسيلة ملموسة، وبالتالي فإنَّ أهَمَ شيٌء بالنسبة لي هو ممارسة الكتابة. لقد استخدمت أكثر من 50 كراساً لمجرد ملئهم بالكانجي والمشكلات وقمت بتقسيم كل شيء بالألوان من حيث الكلمة، القراءة، والمعنى. ولعل احد الأصوات التي أعشقها هو صوت التجعيد لصفحة مليئة بمقاطع الكانجي في كراستي”.
ويوصي ماير باختبار قدرات الكانجي للدارسين الأجانب الآخرين كبديل محتمل للاختبار الشهير JLPT ”اختبار إجادة اللغة اليابانية“. ويقول ”استطاعت صديقة شخصية لي أن تجتاز المستوى 10 من اختبار قدرات الكانجي بعد أن قضت 6 أشهر فقط في اليابان. كان هذا قبل أن تشرع في التصدي لأي مستوى من مستويات ”اختبار اجادة اللغة اليابانية“. وكانت في قمة سعادتها فقد منحها النجاح مستوى جديداً من الثقة والحماس للدراسة والتعلم“.
(النص الأصلي باللغة الإنكليزية بتاريخ 24 أكتوبر/تشرين الأول 2014. مع الشكر لبريت ماير، الذي يعمل الآن على Kotowaza Kentei (اختبار الأمثلة)، فضلا عن اللغة الصينية، والذي قدم الصور في هذا المقال. يمكن معرفة المزيد عنه في موقعه على الإنترنت BuSensei.com. صورة العنوان: صفحة ماير للكانجي 懣).